حمل اللصوصُ الحمَّى في عروقهم إلى سواحل أمريكا اللاتينية كي يستمتعوا بمنظر الغابات المحروقة. ودِنَانُ الخمر يأخذونها بعد شنق العنب على الصخور المفتَّتة في الأكواخ والبيوت الورقية.
لم يُفرِّقوا بين دماء الأطفال ولون الخمور . هذه ديمقراطيتهم تجري على نباتات متقدِّمة في الجماجم . أَشْعَلوا الخشبَ الذي يُظَلِّل صَمْتَ المرضى والعجائز . نَصَبوا على قمم السراب نقاط تفتيش لقوافل العصافير . قَسَموا ظِلَّ النرجس إلى نِصْفَيْن متساويَيْن . افْتَتَحوا مدرسةً لتعليم رقصة التانغو على القبور وبطون الثكالى .
دَمَّروا قواربَ الصَّيادين البسيطة ، وصنعوا منها أصناماً صبغوا بها الأسرى . سَرَقوا حجارةَ المسجد ليقيموا معابد ومذبحاً يتخذونه مَزْرعةَ خُشْخاش للقوَّادين. وقالوا : (( هذا تاريخنا العريق ، وهذه أراضي أجدادنا )) .
رَفَعوا لهم راياتٍ من دماء الملايين ، وأخبروا الصحفيين أن هذا عيدُ استقلالهم ! . حَفَروا الصُّلبانَ على أعين السناجب !. شَيَّدوا محاكمَ التفتيش في عُش بلبل مذبوح !. ولما سَمِعُوا الشمسَ تقول الحقيقةَ ، قَبَروا السكانَ المحليين لئلا يَعرفوا الشمسَ .
يا صُدورَ البحيرات الغربية ، رفضتِ الصليبَ فصلبوكِ . يا رمالَ الغرب الموغل في رماد العَلْمانية ، على شواطئ الكوليرا العُراةُ والشَّواذ جنسياً . يا زيتَ الزيتون القادم من الأندلس ، أجدادي زرعوا شجركَ ، وقُطاع الطريق قطفوكَ . وجذوركَ لو نَطَقَتْ لقالت الحقيقةَ .
مِن العصفِ الأُنثوي في الأورال الذي يتحدث الجنسَ بطلاقة يتسرب انتحارُ الغزاة الروس في أفغانستان . مِن النساء الأوروبيات اللواتي أخذ الفِرنجةُ ثيابهنَّ أشرعةً لسُفُنٍ يُحطِّمها مضيقُ جبل طارق تأتي الخيانةُ .