سيرة ذاتية

إبراهيم أبو عواد القيسي، مفكر، وشاعر،وكاتب صحفي من الأردن. ولد في عَمَّان 1982، لعائلة من شيوخ بني قيس/قَيس عَيلان(أكبر قبيلة عربية في العالم).حاصل على البكالوريوس في برمجة الحاسوب من جامعة الزيتونة الأردنية (2004).له اهتمامات واسعة في دراسات الكتب الدينية (القرآن الكريم، التوراة، الإنجيل )، والفكر الإسلامي، والفلسفة،وعلم الاجتماع،والسياسة ،والنقد الأدبي،والشعر،والرواية، والعلوم الطبيعية . متفرغ للبحث والتأليف.يكتب في أبرز الصحف والمجلات في الوطن العربي وأوروبا.له آلاف المقالات والدراسات، وعشرات الكتب المطبوعة،من أبرزها: [1]حقيقة القرآن [2] أركان الإسلام [3] أركان الإيمان [4] النبي محمد[5]دراسات منهجية في القرآن والسنة[6] العلاقات المالية والقضائية والسياسية والاقتصادية في القرآن [7] دراسات منهجية في القرآن والتوراة والإنجيل [8] الدعوة الإسلامية [9] منهج الكافرين في القرآن [10] العلوم والفنون في القرآن [11] العمل في القرآن [12] العلاقات الأخلاقية في القرآن [13] الإنسان والعلاقات الاجتماعية [14] بحوث في الفكر الإسلامي [15] التناقض في التوراة والإنجيل [16] صورة اليهود في القرآن والسنة والإنجيل [17] نقض عقائد ابن تيمية المخالفة للقرآن والسنة [18] عقائد العرب في الجاهلية[19]فلسفة المعلقات العشر[20] النظام الاجتماعي في القصيدة(المأزق الاجتماعي للثقافة. كلام في فلسفة الشعر) [21] صرخة الأزمنة ( سِفر الاعتراف ) [22] حياة الأدباء والفلاسفة العالميين [23]مشكلات الحضارة الأمريكية [24]الأعمال الشعرية الكاملة(مجلد واحد)[25] سيناميس (الساكنة في عيوني)[26] خواطر في زمن السراب [27] أشباح الميناء المهجور (رواية)[28]جبل النظيف ( رواية) [ يُمنع ترجمة أيَّة مادة في هذه المدونة أو نقلها بأيَّة وسيلة كانت إلا بعد الحصول على موافقة خطية مُسبقة من المؤلف إبراهيم أبو عواد، تحت طائلة المسؤولية القانونية، ووفق قوانين حماية الملكية الفكرية ] .

19‏/03‏/2012

نقد الأيديولوجية الشيعية الرافضية فلسفياً (2 _ 6 )

نقد الأيديولوجية الشيعية الرافضية فلسفياً ( 2 _ 6 )
للمفكر/ إبراهيم أبو عواد .

وتستمر لعبة قراءة التاريخ لتوظيفه دينياً من أجل تثبيت خرافات الشرعية للعقيدة الشِّيعية ، فمثلاً وجدنا الروافضَ من الأعراب والفُرْس الذين يحتلون العراقَ يُصَنِّفون صدام حسين سُنِّياً داعماً للعرب السُّنة وقاتلاً للشِّيعة والأكراد ، وهذه نظرة قاصرة . فصدام حسين لم يكن سُنِّياً ، بل بعثياً علمانياً . وهو قتل الكثير من العرب السُّنة ، فإعدام الإخوان المسلمين ، وقتل أصهاره ، وقتل الكثيرين من العرب السُّنة ، وتهجيرهم خارج البلاد ، يُثبِت بلا ريب أنه كان ضد كل من يهدِّد نظامَ حكمه سواءٌ كان سنياً أو شيعياً ، عربياً أو كردياً . وقد قتل الكثيرين من رفاقه البعثيين شركائه في الحزب الذي يقوده . لكن لعبة قراءة التاريخ بشكل مغرِض لدى الشِّيعة إنما تتم وفق إسقاطات مركزية موغلة في توظيف التاريخ لصالح مشروعهم التوسعي ، وتأسيس دولتهم الموعودة انتظاراً لظهور المهدي المخلِّص الذي دخل في سرداب من وجهة نظرهم، وخرافة السرداب هذه ردَّها أحد أبرز علماء الروافض في القرن العشرين وهو محمد جواد مغنية [ انظر / معالم الفلسفة ص 204_ 206] . وهم بذلك يتشابهون مع اليهود الصهاينة والنصارى المتصهينين ( المحافِظين الجدد ) الذين يريدون تأسيس دولة" إسرائيل" المزعومة انتظاراً لمجيء المسيح المخلِّص من وجهة نظر عقائدهم . وهذا التماهي ليس مستغرباً ، خاصةً بعد أن حدَّدْنا التشابهات العقدية بين الشيعة من جهة ، وعقائد النصارى واليهود والفُرس المجوس من جهة أخرى .

وهذا الانهيار الانسحابي العقدي يتشكل وفق تاريخ خاص بأمكنة تطبيق تاريخ ذهني مخيالي ، ومن ثم إسقاطه على وقائع انهيارات معرفية محدَّدة لغايات سياسية واضحة المعالم ، وهي التوسع في المنطقة ، وتكوين هلال شيعي يجرف المنطقةَ ، ويعيد ذكرياتِ الدول الصفوية التي ارتكبت المجازر والإبادة الجماعية بحق السُّنة. لكن لعبة الشيعة معروفة ومتكررة، فهم يزعمون حب آل البيت لكنهم أَخْرَجُوا الناسَ من الإسلام بهذه الدعوى العريضة، ويزعمون أنهم يقاتلون العدو الصهيوني ، لكنهم يفعلون ذلك لتثبيت وجودهم في المنطقة على حساب السُّنة ، وتأسيسِ هلال شيعي يقضي على الشعوب السُّنية .

وبالطبع فإن الذي لَمَّع صورة التشيع وأعطاها الزَّخم هو وجود حركات شيعية مقاوِمة للعدو الصهيوني ، مثل ما يسمى بحزب الله ، وهذا جعله يحصل على تأييد قطاعات واسعة في العالَم العربي والإسلامي . وأيضاً إيران وتحديها للعدو الصهيوني والغرب عموماً ، فهذه العوامل أبرزت صورة الشيعة كقوة مقاوِمة ذات احتفاء شعبي ومناصَرة على الصعيد السياسي . وهذا يشابه ما جرى في الستينات والسبعينات بالنسبة للمد الماركسي والقومي ، فظهور حركة مثل " الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين " وعملياتها العالمية من خطف الطائرات المشتملة على مبدأ تسليط الضوء عليها ، واستعراض القوة على المسرح العالمي أدَّى إلى وجود أنصار لها،وتأييد شعبي قوي، لدرجة أن الجبهة الشعبية بتوجهها الماركسي اللينيني كانت الحركة الثانية بعد فتح في منظمة التحرير. ولم يكن لها أن تنال هذا القبول لولا اقترانها بالمقاوَمة،خاصة أن الشعب العربي شعب عاطفي يجري وراء الشعارات والخطب الرنانة دون أن يخضعها لميزان العقل .

ونظرية الاقتران هذه تم استعمالها على أكثر من صعيد ، فارتباط التشيع بآل البيت إنما يهدف إلى الحصول على شرعية للشيعة الروافض عبر اقتران اسمهم بشرعية آل البيت المتفق عليها ، مع أن الشيعة الروافض قد تخصَّصوا في الكذب على أئمة آل البيت البريئين من خرافة مذهب الإمامية الاثني عشرية. كما أن ارتباط إيران و"حزب الله " بالمقاوَمة ضد العدو الصهيوني والغرب أدَّى إلى وجودهم تحت مظلة التأييد وشرعية سياسية التحدي والمقاوَمة ، ولكن للأسف فقد استغلت إيران هذا المشروع السياسي المدعوم من شعوب العالَم العربي والإسلامي لنشر التشيع الرافضي بالمفهوم الدِّيني، وغزو البلاد العربية والإسلامية عبر شراء الذمم بالأموال،واستئجار المرتزقة الذين يقبضون بالدولار الأمريكي ثم يُطبِّلون ويُزمِّرون لمذهب الإمامية الاثني عشرية الباطل ، والمنسوب_ زوراً_ لأئمة آل البيت .

إن فلسفة التشيع تعتمد على اكتساب شرعياتٍ واهمة مظهرية متعلقة بالمعايير الاجتماعية الرافضة للمنهجية العلمية الدقيقة . فتحليل فرضيات المسار التاريخي الشخصي الغارق في أدلجة عناصر الذات المنفصلة عن الذوات الإنسانية ما زال يكشف لنا جوهرية تساقط فاعلية الموروث الدِّيني الطلاسمي، لأن المدرسة الشِّيعية تحصر التلقي في علي بن أبي طالب_ عليه السلام _ ، وأبنائه من بعده،والوحيد المخوَّل بالاطلاع على هذا التلقي وتفسيره وشرحه واحتكاره هم فئة"آيات الله" الذين يمارسون دوراً شبيهاً بدور الكهنة الذين يحتكرون سلطة تأويل النص الدِّيني ضمن مساحة مظلمة بعيدة عن الطبيعة العمومية لفهم النَّص . والتفريق بين نزعات احتكار تأويل مستويات المعرفة الدينية المشوَّشة يُعتبَر نشاطاً محاصَراً بإيقاعات نخبوية فجة تتعامل مع الموروث على أنه تاريخ مندمج مع قداسةٍ متصوَّرة لا وجود حقيقياً لها في واقعية المعرفة. فالتجربة الشِّيعية باعتبارها مُراهَقَةً سياسية لا تنتج إلا مزيداً من الشكوك غير المنهجية ، فتظهر الحيرة والتخبط في تشييد النصوص ضمن تيار مناهِض للوعي الشامل بتحليل هذه المتمركِزات الوجودية في بنائية النص وتركيبه .

لكن تزاوج تجانسية البناء على واحدية الأسطورة المتفرِّعة يضرب بقسوة في أنسجة مفاهيم التأصيل الميكانيكي لروح الخرافة عن طريق فرز تناقضات تأسيسية تصنع مخيالاً وجودياً وفق أطوار تأريخ قيمة الأساطير التي تأخذ منحى دينياً شعبوياً ، مثل خرافة عصمة الأئمة على سبيل المثال لا الحصر ، فهذه الخرافة إنما جاءت لتثبيت شرعية هلامية ، وإضفائها على أئمة آل البيت ، ليصير كلامُهم نَصَّاً منزلاً لا يملك أحدٌ أن يعارضه ، وبالتالي يريح الشيعةُ الروافضُ أنفسهم من تلقي النقد والاستدراك على كلام أئمة آل البيت غير المعصومين . وبالطبع فتأصيل هذه الخرافة دِيناً لازماً للأتباع من العوام يتعارض مع منهجية البحث العلمي . فلو كان أئمة آل البيت معصومين لما ظهرت الاختلافات والتناقضات فيما بينهم . وخرافة عصمة الأئمة الاثني عشر متماهية تماماً مع العقيدة النصرانية غير المنطقية التي تقول إن الروح القدس شاء في القرن الأول للميلاد أن يوحيَ إلى أربعة رجال أن يُدَوِّنوا الإنجيلَ : متى ومرقس ولوقا ويوحنا . وبالطبع فإن هذه العقيدة الباطلة هدفها إضفاء العصمة على كلام هؤلاء الرِّجال الأربعة وإنزاله منزل العصمة والقداسة بلا نقاش ، وهذا بالتأكيد ما أراده الشيعة الروافض من اختراع عقيدة عصمة الأئمة لجعل كلامهم فوق مستوى النقد والاستدراك والمراجعات ، وهكذا يضمنون السيطرة على العوام وابتزازهم باسم الدِّين لأطول وقت ممكن .

قال دلدار علي في أساس الأصول 51 نقلاً عن حقيقة الشِّيعة 36 : (( إن الأحاديث المأثورة عن الأئمة مختلفة جداً ، لا يكاد يوجد حديث إلا وفي مقابله ما ينافيه ، ولا يتفق خبر إلا وبإزائه ما يضاده ، حتى صار ذلك سبباً لرجوع بعض الناقصين عن اعتقاد الحق )) اهـ .

وقال الفيض الكاشاني في الوافي المقدمة ( ص 9 ) عن اختلاف طائفة الشيعة : (( تراهم يختلفون في المسألة الواحدة على عشرين قولاً ، أو ثلاثين ، أو أزيد ، بل لو شئت أقول لم تبق مسألة فرعية لم يختلفوا فيها ، أو في بعض متعلقاتها )) اهـ .

وقال الطوسي في مقدمة تهذيب الأحكام : (( ذاكرني بعض الأصدقاء بأحاديث أصحابنا ، وما وقع فيها من الاختلاف ، والتباين، والمنافاة، والتضاد، حتى لا يكاد يسلم خبر إلا وبإزائه ما يضاده، ولا يسلم حديث إلا وفي مقابله ما ينافيه ، حتى جعل مخالفونا ذلك من أعظم الطعون على مذهبنا )).[ للمزيد من نقد عقائد الشيعة ، راجع كتاب " كشف الجاني" ].

وهذه المقالة ليست مقالةً دينيةً في ذكر عقائد الشيعة والرد عليهم بالكتاب والسنة الصحيحة، بل هي مقالة فلسفية لنقد عقائد الشيعة ، والخلفية التاريخية والسياسية والفكرية لتكونها . وكما ذكرنا سابقاً أن عقائد الشيعة الروافض والرد عليها موجودة في الكثير من المجلدات فراجعها إن أردتَ الاستزادة . أما منهجي في هذه المقالة فهو تشريح الأنساق الدينية الشيعية فلسفياً لفهم المنهجية المضطربة التي يعتمد عليها القومُ .

وإذا عدنا إلى تشريح فلسفة خرافة عصمة الأئمة نجد أن الانحياز إلى الوهم الأيديولوجي يحمل عوامل انهيار أنويته في دواخله بسبب اتجاهات الإشارة غير المنطقية المتصادمة مع كيانات التنوع البدائي ، لأن الفارسية المجوسية كانت تميل دائماً إلى تقديس الأشخاص ، وصبغهم بصبغة إلهية ، فمثلاً رُوِيَ أن مِن ملوك فارس قد تزوج إحدى محارمه لكي يحافظ على الدَّم الإلهي الذي يسير في عروقه_ على حد زعمه_، وبما أن التشيع مصبوغ بعوامل فارسية مجوسية كثيرة فضلاً عن العوامل اليهودية ، كان متوقَّعاً صبغ أئمة آل البيت بصبغة قداسة ، ووضع برواز العصمة حولهم ، ورفعهم فوق مستوى بشريتهم . وهذه فلسفةٌ معروفة في النسق الفكري الفارسي المجوسي اليهودي .

وفي ظل زخم الانكماش المؤدلَج تسييسياً تبزغ العناصر الشاذة عن مسارات فوضى التكوين الفلسفي لميثولوجيا معيار التأريخ الذهني كحالةٍ من سقوط التقويم المنطقي لمكوِّنات شخصنة أبعاد الشروخ المخيالية في دوائر أنشطة اجتماعيات الذهن المحصور في فرضيات المؤامرة الشخصية . الأمر الذي يؤدي إلى استنباط طرز كيانية متوحِّدة في أنساق الميثولوجيا النسقية لإشكاليات التنافر في تعريفات الدلالة المركزية المتشعبة إلى مفردات متضادة تتخذ مساراً قامعاً للتنظيم العقلاني . وهذه الثغرات تقود الحسَّ المعياري باتجاه إنتاج جدلي يظل يراوح مكانه ، أو يدور في حلقات من الغبش العَقَدي . لكن السؤال المهم الذي يفرض نفسه على أنساق تكوينات مركزية الظواهر الكيانية لاجتماعيات الرموز التخييلية هو : لماذا تم بناء العقيدة الشِّيعية وفق انكماشات إطار معيارية تأطير الميثولوجيا الفارسية اليهودية ؟ . وللإجابة على هذا السؤال الحيوي ينبغي أن نربط تناقضات بنائية الوعي الدِّيني غير الواضح بالتبادل الجدلي لإفرازات الوقائع الاجتماعية ، وهذا الربط يفيدنا في تحديد ماهيات هوية التحولات الحطامية التي أفرزت مذهباً ركيكاً قائماً على إسناد الانحراف العَقَدي إلى أئمة آل البيت _ عليهم السلام _ . فصيغ التفاعل مع العقائد المنحرفة ( اليهودية ، الفارسية المجوسية ، عقائد أهل الجاهلية ) يعكس النقصَ الحاد في تأطير فلسفة متكاملة مبنية على الثبات اليقيني الحاسم . فالناقص يرفض الكاملَ ، وبالتالي فإن الناقص يسعى إلى التكامل مع النواقص لتعزيز وجوده في متواليات الفلسفة المتركِّبة من تحويلات السببية الاعتبارية ، حيث تصير الفكرةُ العِلَّةُ هي متواليات أفكارٍ معلولة ، فيتساوى الأصل مع الفرع في واقعية العصف الذهني الفوضوي ، ومن ثم يتم إسقاط عناصر عَقَدية خارجية على المذهب الشِّيعي ، وهذا ما جعل المذهب الشيعي مزيجاً من العقائد المتناقضة ، وكتلةً هجينة من صيغ فلسفات منحرِفة محيطة بنشأة أنوية التكوينات الدينية الجدلية . إلا أن السمة المستمدة من متكاثِرات تعاقب مستويات الجوهر العَرَضي تواصل التشظي في الانكماش ، وهذه إشكالية جديدة تضاف إلى تناقص حاد في منسوب الوعي المشترك بين مفردات العقيدة المؤدلَجة ظواهرياً. فالتساوي المخيالي بين الجوهر والعَرَض هو في الحقيقة متوازِيات تحطيمية لقيمة السلوك الإشاراتي في تشييد ذاكرة التفاعل الخصائصي بين متواليات النَّسق الكيفي مع انكسار المعنى في ذاتية النواة الوجودية التي يخرج منها الإحساسُ المركزي بحدود التساقط المريع في نسغ أدوات الميثولوجيا ، مما يُبرِز عملياتٍ عقلية متكسرة في التكرارات الخاضعة لإشكالية سوسيولوجيا التنافر الرمزي الدال على شروط الانكماش المعرفي المحصورة في التصورات المسبقة عن تكوين وعي غير طبيعي يخدم مصلحةَ المضامين الكلية، ومن هنا يتجذر بناء متسلسلات من التقطير الميثولوجي بُغية تفتيت تاريخ الأشكال الذهنية الشخصانية كخطوة ابتدائية لتكريس السعي الجدلي الماضَوِي كوهم مقدَّس وحداني نهائي وجذري حاسم .

لكن المشاكل الهيكلية تتجذر بشكل أساسي في جعل متوازِيات أنظمة التهميش الذهني دلالةً ملتصقة مع إطار العلاقة السياقية التي تتسم برضوخها لتيارٍ موغل في تناثر المتمركِزات المعنوية داخل الالتصاق التلقائي مع أيديولوجية الترتيب العلاقاتي المتهاوي. أي إن تأريخ الأحداث النَّفسية في محيط من الزخم الميثولوجي يُحال إلى أشكال أكثر تطرفاً تهدف إلى تفريغ مستويات النَّص التاريخي من قوته الواقعية المتجذرة على أرضية الحامل والمحمول ، وإحالةِ الظواهر الاجتماعية إلى نزعاتٍ تعيد تشكيل التاريخ عنصرياً ، بمعنى أن متواليات تطابقات عقلنة رموز الدلالة المتمركزة في أنوية العقيدة المتصادمة مع ذاتها ، والرافضةِ للتصالح مع أنساقها ، هي بالأساس رسوبيات المناحي الغارقة في ماورائيات تأطير انهيارات نقد التفاعلات الرمزية في وحدة إحلال إجمالية المنظورات العناصرية التجريدية محل وحدة الاستقطاب المضموني المتَّجه نحو تفتيت شرعية الأسطورة على أرضية الخرافة ، وهذا التحطيم الداخلي يقتل روحَ النَّص ، وهذا ما يحصل في تفكيكات اللاتجانس في تكنولوجيا المسار الأيديولوجي المضاد للمسار الإنساني المستقيم .

غير أن معقولية البناء على مساحات الغموض الشكلاني لن تحصل على قيمة وعيها بالسمات الطبيعية لأنسنة مسارات التأريخ العقلي لأنها ساوت بين الجوهر والعَرَض ، وأوصلت التيارَ الدِّيني المتآكل إلى تأصيل فكرة التعادل بين الحامل الأيديولوجي والمحمول الإنساني في أعنف صور تشكلاته ، وهذا قاد الانبعاثَ الفكري إلى انتكاسة جديدة ، لأنه بتساوي الجوهر والعَرَض تم القضاء على ديمومة النَّسغ الشيعي،مما سبَّب عجزاً دينامياً في طبيعة تشكل أنساق جوهرية الأشكال الدينية ، وهذا الذي أفقد صيغَ مشاعر الفرد العمومية أنطقة مفاهيم شيفرة ولادة الطلاسم الدينية خصوصاً تلك المستمدة من اليهودية والفارسية والجاهلية . فاستمر وعي الأضداد في تداخلات ميثولوجيا التماهي مع مصدرية التشتيت الاصطلاحي في تركيز عناصر أنوية تكسر التحليل الناقد في تموضعات متعاكسة مع مسار العقيدة الشِّيعية التوسعية، فظهرت الانقسامات الحادة في الموروث الشِّيعي الرافضي ، وتفرقت طائفة الشِّيعة إلى عشرات الطوائف. وبالتأكيد فإن انفصال الإسماعيلية عن الإمامية الاثني عشرية في تعيين الإمام المعصوم من وجهة نظر الميثولوجيا الرافضية ، قاد حركة الانفصال الشديد بشكل يتكون من تماهيات انفصال البروتستنتية عن الكاثوليكية على يد مارتن لوثر . وهكذا تستمر متسلسلات الالتصاق العقدي مع نصرانيةِ الأنساق المعرفية السلبية ، لأن العناصر الوجودية الشِّيعية المفتقِدة إلى منطقية المسار البنائي لا بد أن تلجأ إلى العقائد الخارجة عن كيانات واحدية شرعيتها الواهمة من أجل إثبات قوة أساطيرها في عالَم فكري يقدِّس خرافاتِ الواحدية الرمزية مثل عقائد أهل الكتاب الوضعية ، وعقائد الفُرْس المجوس .

إن قوة شرعية الخيالات الواهية المعتمدة على تواجد " آيات الله " على خارطة احتكار تأويل النَّص يكرِّس عصر الآلهة في الجاهلية، فمثلاً الْخُمْس الذي يخرجه الشيعة، ويصب في جيوب رجال الدِّين هو التصاق فلسفي تحطيمي مع سلوكيات رجال الدِّين النصراني في كنائس القرون الوسطى التي أبادت الناسَ ، وسرقت الناسَ باسم الدِّين ، كما أنه نسغ تركيبي متمحور حول سلوكيات الرهبان الذين أرسلهم البابا لبيع صكوك الغفران من أجل بناء كنيسة " القديس بطرس " .

وإجمالاً فالمتاجرة بالدِّين تدر ربحاً مادياً على الذين ينتهجون هذا الخط في حياتهم لأنهم يستغلون جهل العوام الذين يطمعون في الجنة والخلاص الأبدي ، ومستعدون لأن يفعلوا أي شيء مقابل نيل هذا الشَّرف ، ويبدأ السماسرة ببيع أوهامهم المغلَّفة بصبغة دينية لتحقيق أكبر ربح مادي ممكن . إذ إن الأنظمة الدينية المشوَّشة تعمد إلى استغلال جهل الناس وحاجاتهم من أجل تجذير سلطتها على رقاب المسحوقين، وضمان أن يظلوا خاضعين لها على الدوام ، ويدفعون بانتظام، فيصير الدِّين المنحرِف نظاماً إقطاعياً ، وابتزازاً يستنزف الأتباعَ حتى الرمق الأخير. وعبارة " الدِّين أفيون الشعوب " صحيحة مئة بالمئة في حالة الأنظمة الدينية الفوضوية المشوَّشة فقط ، أي إنها تنطبق على كل الأديان سوى الإسلام .

والمجال الذي يحفر في لغويات يقينية التشويش العدمي هو مفهوم فلسفي يُحدِّد مظاهرَ انكماش الروح في حياة موغلة في استهلاك الخرافة المقدَّسة ، لأن الطريق المسدود تُزاوِج بين فاعلية الحِراك الدينامي لنظم الأساطير الدينية ، إذ إن تأريخ مظاهر انهيارات مستوى تداعي الشعور بالأنا في دواخل انسحاق الأنا لصالح حفنة من البشر من " آيات الله" الذين يتم تصويرهم على أنهم آلهة معصومون ينبع من حتمية المأزق الوجودي لتكدس مؤسَّسة الطلاسم الكهنوتية المحالة إلى عناصرية تفتيتية تبدأ بذاتها فتلغي ذاتها بُغية تأسيس ذوات أكثر خضوعاً ، ونصوصٍ أكثر ليونةً حتى يصير استغلالُها ذهنيةً للتداعي الانسحابي في قلب العلائق الدينية الميكانيكية .

وبالطبع فالقدرة على صياغة إحساس بالتوازي المريع بين خصائص معيارية المعرفة الأُحادية لا تنجم من تصادم أنساق الفعل الاجتماعي الدِّيني الشيعي فحسب ، بل أيضاً تنجم من رواسب النتيجة التفاعلية مع اعتبارات انهيارات الذات السوسيولوجية الذاهبة إلى تأطير طبقات خصوصية من الاستغلال ، واضطهاد الذات الإنسانية من أجل بناء كائن مُدجَّن هجين مُعدَّل وراثياً بشكل يسمح بامتصاص رحيق إنسانيته حتى الرمق الأخير لتحقيق نفوذ طبقة محصورة في إشكاليات الوعي والوعي المضاد .

والتموضع المخيالي المناوئ للمعقولية المضطربة الخاصة بإشكالية تشعبات أشكال المعرفة الدينية ينسحب على باقي عناصر أدلجة مناحي الشعور المصبوغ بالذاكرة المتوافقة مع تأطير علاقات الأساطير،إذ إن تكوين القدرة الذاتية على دراسة وتحليل أنساق المعرفة منزوعة السيادة على تعاقب تسلسلها لا يعدو عن كونه إشكاليةً جديدة بسبب غياب اتجاهات بُنى التعاملات النَّسقية مع ذاتية النَّص في مواجهة معقولية أنسنة المشاعر السلوكية ، فظهرت النصوصُ بشكل يُعارِض المسار الطبيعي للعقل البشري . وهذا المبدأ من تعارض معقولية أنسنة التفاسير المنطقية كشف بوضوح عجز المدرسة الشِّيعية عن مواكبة التطور البشري السريع . فتقديس الأشخاص ورفعهم فوق مستوى بشريتهم حيلةٌ قديمة يُفترَض أنها لم تعد تنطلي على أصحاب العقول التحليلية المضادة للتقليد الأعمى .

لكن تأطير سياسة التقديس الواهم ، ومحاولة تقديمها على أنها أساس ديني عَقَدي ، وإسقاطها على ذوات بشرية ، هي في الحقيقة انسحابٌ جدلي طبقي يعتمد على تقسيم المجتمع إلى طبقتين : طبقة الآلهة " آيات الله " ، وطبقة العبيد " الشعب " . وفي كل مجتمع انتكاسي متخلِّف تظهر هاتان الطبقتان على مدار التاريخ وفي كل الأماكن. فعندما يغيب الدِّين الصحيح في مجتمع أعمى يصبح الاستغلالُ هو الدِّين الصحيح في المجتمع الأعمى .

وللإسهام في شرعنة هذا التيار الحطامي من انكسار أزمنة التفكير في مساحات أمكنة التفاعل الانهياري تتم إحالة أنساق استغلال البشر إلى تراكيب نَصِّية دينية لإضفاء شرعية اجتماعية متراكِبة على أبعاد الأسطورة ، مما يساهم في وضع الأسطورة حيز التنفيذ الاجتماعي، وحيز تموضع التطبيق التفاعلي مع ذوات البشر المسحوقين . فالتصنيف الدلالي الخاضع لسلوكيات جزئية في هندسة الكائن الحي على أساس أنه وسيلة تفريخ للوهم الانعكاسي ، وحَجَرٌ صغير في قلعة العبودية التي يملكها القادرون على توجيه النَّص بشكل يخدم مصالحهم ، ويطيل عمر احتلالهم لقلوب العوام الذين لا يملكون إلا التصفيق والتطبيل والتزمير للمتخصِّصين في سرقة الأرواح . ومثل هذا الزخم الانهياري يُحيل لامنطقية السيطرة الذواتية على إيقاع البناء النَّصي لامتداد تحولات الرابطة الدينامية في تراجع منسوب الوعي الإنساني التفكيري إلى انتكاساتٍ حقيقية في تجربة الموروث الشِّيعي الرافضي الذي يبني حول ذاته سوراً من القداسة ليمنع متواليات الغربلة والتمحيص من الاقتراب منه .

وفي ظل هذا الزَّخم تحدث عملية إعادة ترسيخ مترادِفات الفعل الدِّيني المشوَّش كإستراتيجية تتمدَّد في خيوط لغويات المعرفة الأيديولوجية كأداءاتٍ موغلة في مركزية الصراع مع ذاتية وجودها المناظِر للعلة غير المنطقية التي تتفرع عنها متواجِدات الحس المؤدلَج ميكانيكياً من أجل انتزاع تعاطف أنسنة المكوِّنات البشرية.وضمن هذه القوانين الستاتيكية الموغلة في الحِراك الظاهري المجرَّد من إنسانيات قيمة الاستبطان الجزئي والكلي ، أي إن فقدان الخلفية المنطقية للانبعاث في طبقات واحدية التفاعل الاجتماعي هو تمركز الشكلانية الجدلية التي تظل تغزل في أُحادية عزلتها الإشاراتية، لأن النص المنفي لا يُثبِت وجوداً تفكيرياً حراً، ولا يُثبِت قراءةً تحليلية منصفة للأحداث في خضم لغويات تأريخ الوعي الإنساني المشترك ، وفي زحمة النَّفي الشاسع في تطابقات الاستبعاد النَّصي المتحرك ضد النَّص ستظهر لدينا حالاتٌ من تكسر أنوية النظريات المعرفية التي يعتمد عليها الموروث الميثولوجي في تأطير شرعية أنساقه المتعاكسة .

والإشكالية العظمى في اختصارات الدور العلاقاتي تتجلى بشكل صادم في أن قيمة النَّفي الدلالي تُحال إلى تياراتِ إثباتٍ تتكون من منهجيات انطفاء إشارة اللغة الدينية الهلامية التي لا تعدو عن كونها تخديراً موضعياً في جسد يتكسر في سلوكيات الانكماش التلقائي في الذات الإنسانية ، وروابطِها العلائقية التي تنبثق من حجم التأطير الانكساري في لغويات الكينونة الدِّينية الابتزازية . كما أن المنظومة الفكرية الخاصة بالقبور عند الشيعة الروافض هي منظومة إرهابية لأنها ليست بأكثر من تجارة وسمسرة يتم استغلال حب الناس لآل البيت _ عليهم السلام _ من أجل سرقة العوام وابتزازهم .

فالتشكيل الانبعاثي لقوة أبعاد الخرافة الآخذة في الانحسار لا يتعدى تخصيصاً نوعياً لأدلجة اتجاهاتٍ مستخلَصة من مأزق صدامات أنوية البناء على الذاكرة المنفية عن الواقع المؤرَّخ في أساطير أدلجة الوهم الشيعي الجدلي ، لأن نوعية إمكانيات التصنيف الطبقي في مستويات التشييد العَقَدي متمحورة حول نواة المعلول المنكسر تبعاً لانكسار عِلَّة الذاتية المتوالية في البناء غير الواعي على أسس ماورائية تكسير ذاكرة التأريخ المنطقي لإفرازات الذِّهن المتوازِي صِدامياً مع كيانات جزيئات الحدث اللغوي الدِّيني ، فالإفراز الشِّيعي أخذ منحى موغلاً في التصادم الإشكالي حينما اعتمد على فرضيات التنازع اللغوي في تطبيقات مسارات الشكلانية المغرِقة في نمذجة محاور الانكسار المركزية ، وبمعنى آخر فإن إفرازاتِ المسار العَقَدي نفى كياناتِ أُحادية خرافاته ، ليس من أجل إثبات الوعي بالتفكير المساري الدقيق ، بل من أجل تثبيت النفي كقيمة مُثبَتَة ، وبالتالي فإن شرخاً عنيفاً ضرب العمود الفقري لتعريفات فرضية الموروث الجدلي المتشظي إلى نتائج تاريخية سائرة ضد التاريخ .

وقد التصق الانهيار التأصيلي بوقائع ميلاد الوهم كمحور تقديس جدلي بالغ العمومية في الداخل الإرهاصي لمستويات متراكِبات تحويل البنى المخيالية إلى ميكانيكا نَصِّية تستغل تقاطعات أنثروبولوجيا معقولية الافتراض الزمكاني لتحقيق مساحاتٍ توسعية، ونفوذ أكثر شمولاً وإرهاباً ، وهذا بالطبع ما يفعله النظام السياسي الفارسي الرافضي الإيراني لبسط النفوذ في المنطقة . لكن التعامل مع إيران ينبغي أن يكون حذراً ، فإيران نصفُ عدو، ونصف صديق. ووفق هذه المعادلة الإشكالية ينبغي أن تكون مواقفنا واضحةً، لكن إيران برغم كل شيء ضمن الإطار الإسلامي العام رغم انحرافها العَقَدي ، وعلينا التعاون معها لاستئصال الورم السرطاني الصهيوني في جسد الأمة ، وتحدي الغرب الفاشي الإسخريوطي الذي يتاجر بحقوق الإنسان ما دامت تحقق مصالحه ، وتضمن له التدخل في شؤون الآخرين، والسيطرة على مواردهم . أما إن عارضت مصالحه فسيقتل الإنسانَ والحيوانَ ، ويقضي على الأوزون والبيئة ، وكل أشكال الحياة على هذه الأرض اليباب .

وإذا عدنا إلى تفسير أزمنة تشكلات التنوع المخيالي وجدنا الصلاتِ الوثيقة بين استثمار المنعطف التنازلي في داخل إشارات غموض الموروث الشِّيعي وبين تعددية أصناف طبقات التناحر الذهني ظاهرةً بشكل يثير الانتباه الشديد.فإقامة علاقات تكوينية متوافقة مع طبيعة الإنسان مفقودةٌ تماماً،لأن مركزية تواجد الإنسان على خارطة الوجهة الذهنية في الميثولوجيا الشِّيعية مركزية هلامية متطرفة باتجاه انبعاث إقصائي يُنتظَر منه أن يكون خاضعاً لصيغة دينية اجتماعية مسبقة ، ومتداولة بشكل روابط ميكانيكية تلقائية الحركة مناهِضة لإعمال عقلية النقد البناء في الأنساق الدينية المقدَّسة في المشروع الشِّيعي الذي يستثمر سطوةَ أوهامه على أتباعه ضمن نقاط محورية موغلة في المركزية،الأمر الذي يدفع جمعنة الإحساس الديني المسيَّس إلى التشظي على شكل مخلَّفات اجتماعية ذات صبغة سياسية مؤرَّخة بأنشطة التراكب الصناعي في الأسطورة ، حيث يكون تخمر تقاطعات الأيديولوجية المتموضعة في التناص الحتمي مع سقوطه ليس تخمراً طبيعياً بفعل حرارة الدالة المركزية على الأطراف الفلسفية الانسحابية ، بل تخمراً صناعياً ناتجاً عن عمليات حشد تيارات فكرية متهاوية في بؤرة أدوات التعرية النَّسقية لإشكاليات التوالد غير المنطقي لعوامل غبش الحِراك الأنثروبولوجي في تزامنات تكسير أدلجة إشارة المفاهيم ، وتوجيهها في نقطة التصادم الانعطافي في ذاتية اجتماعيات المعرفة الجدلية المحسومة لصالح تعزيز مسيرة الكبت في محيطات الغبش الفكري المبرمَج نموذجياً توارثياً ، حيث النص يقتلُ روحَ النص ويرثه رغماً عن السياق التاريخي الداخلي الهلامي،وهذا التوارث القسري من شأنه تعويم تعريفات العناصر المنسية فلسفياً في خضم الانكماش الروتيني الذي يتخذ من مركزية أطراف أساطير الميثولوجيا الشِّيعية سلوكاً اجتماعياً قامعاً ومقموعاً في آن معاً .

لكن منهج النشاط الجدلي غير المنطقي يبزغ أكثر فأكثر في بؤرية التأطير الانتكاسي لسمات

التوظيف الظواهري المؤسَّس على مقارَبات المسلكية الوجودية الموغلة في خنق واقعية الذات بُغية فرض شرعية الشروط الجدلية اللغوية على اتجاهات النَّص خصوصاً في ظل سلوك اجتماعي يزاوِج بين الفعل الاجتماعي المقموع والمسيطر عليه أيديولوجياً وبين الحدث الدِّيني كسلطة كهنوتية مغرِقة في ألغاز العناصر المضطربة .

ومن خلال تأطير المضمون الميكانيكي لبنية الحدث الدِّيني تظهر تموضعات تدمير البنية الاجتماعية واضحةً جليةً ، لأن المجتمع الشِّيعي يستند في تنسيق معقولية خرافاته من سلب إنسانية الإنسان ، فظهر نكاح المتعة كمثال صارخ على هذا الانهيار الاجتماعي ، حيث تُحَوَّل الأنثى إلى شيء استهلاكي خاضع لنظرة استهلاكية جنسية تأطيرية ذات نزعة جزئية بامتياز . وتتضح النزعة الجزئية في اعتبار المرأة متعةً مجرَّدة للرَّجل القادر على الدفع ، فالنظر إلى المرأة نظرة جنسية دونية تجسيدية لانتزاع جسدها واقتحامه، ثم رميها في الشارع بعد أن تدفع لها ، هي نظرة إباحية مستندة إلى نصوص دينية شيعية مُلتبِسة. وهذا الاحتقار لأنوثة المرأة قادم من خليط ثقافات جاهلية متعددة فارسية وأعرابية، حيث تُحصَر المرأةُ وتُختزَل في جسدها فقط ، وتُغرَق روحها في شهوتها الجنسية. وعلى الرغم من أن علماء الشيعة وعِلْية القوم لا يقبلون زواج المتعة لبناتهم وأخواتهم حتى لو وافقن على ذلك، إلا أنهم يبيحون هذا الزِّنا المقنَّع للعامة أو أصحاب الطبقات الاجتماعية المتدنية ، لأن التشيع الرافضي هو نظام إقطاعي طبقي ابتزازي بامتياز، فمن يملك السلطةَ والمالَ بوسعه تجاوز النصوص أو تأويلها بما يخدم مصالحه،أما العامة فهم منبوذون متروكون لزواج المتعة، ودفع الْخُمْس وفق فوضى مالية تصب في صالح عِلْية القوم من العلماء الذين يبتزون العوام باسم الدِّين والانتماء إلى آل البيت _ عليهم السلام_ .

وللأسف فإن النظرة الدونية للمرأة بهذا الشكل السَّادي أَخذ شرعيةَ منظوره الأيديولوجي من نصوص دينية وهمية لا تاريخ لها سوى وأد التاريخ . ومما لا شك فيه أن احتقار المرأة في الموروث الشيعي مستمد بشكل أساسي من الفارسية المجوسية التي تنتزع الجنسَ من جسد المرأة ، ثم تُرمَى لزبون قادر على الدفع. وعلى أية حال فهذا تحايل على الزِّنا، وهو في واقع الأمر زنا صريح، ولكن بتسمية أكثر لطفاً لئلا ينفر الناسُ من هذا الفعل . ويقودنا هذا الموضوع إلى أن النصوص الدينية الوضعية تحاول إتاحة بعض المنكرات والمحرَّمات للناس ، والعمل على شرعنتها وإباحتها ، لتجذب أكبر قدر ممكن من الأتباع، تماماً كالمحطات الفضائية التي تأمر المذيعات بكشف مفاتنهن لجذب أكبر قدر من الجمهور . ومما لا شك فيه أن إباحة زنا المتعة أو كما يُسمَّى " نكاح المتعة " هو وسيلة لجذب أتباع أكثر عبر شرعنة الزنا والاستمتاع بالنساء بطريق غير مباشرة ، وبعبارات أكثر لطفاً .

إن إصرار إطارات النظم الرمزية في ميثولوجيا التشويش الدِّيني الشِّيعي على انتزاع إنسانية الإنسان أوصل الدلالاتِ المتفشية في تأريخ صور ماورائية الذهن المخيالي إلى طريق مسدودة ، فظهرت نتائجُ إجماليةِ فوضى التجانس على شكل مُتَّجَهاتٍ تحويلية بالغة الانهيار ، ففقدت القدرةُ النَّصية اتجاهها للسيطرة على سلوكيات الفهم الطبيعي للتاريخ ، وهذا جعل من التاريخ مادةً صراعية داخل الذهن المتخيَّل . إلا أن التعامل مع مقارَبات التفسير غير المنطقي للدِّين ما زال عاملاً جوهرياً في تشكيل الأعراض الشيعية ، خصوصاً أعراض الأنساق اللغوية المندمِجة مع تناقضات أنسنة الفوضى في زمكانيات الشعور البشري المؤطَّر داخل المنظومة الشِّيعية الركيكة .

فبناء مذهبٍ ديني كامل وفق أساس مُخَلْخَل لا يعطي شرعيةً للأنساق اللغوية السارية في واحدية النسغ العَقَدي الميثولوجي الشِّيعي . فالمذهب الجعفري المنسوب _زوراً_ إلى الإمام جعفر الصادق _ رضي الله عنه _ مذهبٌ مشوَّش لأن فيه أكاذيب كثيرة منسوبة للإمام جعفر الصادق لم يقلها . فالكليني مثلاً نسب القول بتحريف القرآن الكريم للإمام جعفر الصادق في كتاب الجفر ، وهذه هرطقة واضحة ردَّها بعض كبار علماء الشِّيعة كالمرضي والطوسي، ونقلوا نقيضَها. إذاً ، كيف سنطمئن إلى كلام الكليني الذي كذب على الإمام جعفر الصادق، ونسبَ له القول بتحريف القرآن الكريم ؟! . ولم يكتفِ بهذا ، بل كذب عليه مراتٍ لا تُحصَى في كتاب الجفر المنسوب إلى الإمام جعفر الصادق، وكتاب الجفر غالبية مروياته طريقها الكليني. فكيف سأثق بكتاب الكافي عمدة القوم للكليني الذي لم يدخر جهداً في نسب الأكاذيب للإمام جعفر الصادق ؟! . إذاً ، ما الذي يضمن صحة المذهب الجعفري المنسوب_ زوراً _ للإمام الصادق مع أن الكذب على أئمة آل البيت _ عليهم السلام_ إحدى أهم العقائد التأسيسية في الميثولوجيا الشِّيعية ؟ . مع العلم أن ما طرأه الاحتمالُ سقط به الاستدلالُ ، فالأحاديث المروية عن الإمام الصادق لا تعتمد على منهجية دقيقة من علم الجرح والتعديل ، ولا تحتوي على تاريخ زمني محدَّد لهذه المرويات ، الأمر الذي يجعلها أشبه بحكايات شعبية ومرويات لا يُعَوَّل عليها بتاتاً لأنها لا تستند إلى منهجية دراسات السند والمتن وعلم الجرح والتعديل، وهذه هي أبجديات علم الحديث الشريف. إذاً ، نخلص إلى القول بأن الإمام جعفر الصادق_ رضي الله عنه _ لم يؤسس مذهباً ، وأنه لا يوجد شيء في الحقيقة اسمه المذهب الجعفري، وأن ما يسمى بالمذهب الجعفري هو نتاج إسهامات مشوَّشة ذات منحى أسطوري لا حقيقة له ، وركامٍ فكري صنعه أُناس مغرِضون من الروافض يعتمدون على المتاجرة بميراث أئمة آل البيت العلمي وتحريفه اتباعاً للهوى والنزعة الفارسية الشعوبية. وعدم وجود شيء اسمه المذهب الجعفري لا يطعن في الإمام جعفر الصادق ، فمثلاً الإمام الليث بن سعد أفقه من الإمام مالك، ومع هذا فلا يوجد مذهب اسمه المذهب الليثي ، وأيضاً الإمام محمد الباقر إمام عظيم، ولكن لا يوجد مذهب اسمه الباقري . فعدم وجود مذهب باسم الإمام لا يطعن في الإمام ولا يُقلِّل من شأنه أبداً.وفي خضم وجود التناقضات المذهلة بين أقوال أئمة آل البيت _ عليهم السلام _ ، كيف نطمئن إلى أن الكلام الذي في كتب الشيعة هو كلام الأئمة مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم مع أن الروافض يعتقدون أن الأئمة معصومون؟، وإذا كانوا معصومين لماذا جاء التناقض الواضح بينهم كما وضَّحنا فيما سبق ؟. وعلى أي أساس ظهر تعيين الإمام الذي يرث الإمام السابق ؟ . ولماذا اختيار أولاد الحسين لا أولاد الحسن ؟ ، ومن هو الإمام المعيَّن: الإمام محمد الباقر بن علي، أم أخوه الإمام زيد بن علي_ رضي الله عنهم جميعاً_، وما الدليل على ذلك ؟ . هل الحق في هذه المسألة مع الإمامية الاثني عشرية أم مع الزيدية ؟ ، وما دليل هذه المسألة وضوابطها ؟. فالإمام قد يكون لديه أكثر من ولد، فهل التعيين كتابي أم شفوي؟، وإذا كان كتابياً أين ورقة التعيين ؟ ، وإذا كان شفوياً أين السند المتصل وعدالة الراوي وضبطه وعدم الشذوذ وعدم العلة القادحة ؟ .ولماذا حصل انفصال للإسماعيلية الذين ساقوا الإمامة بعد الإمام جعفر الصادق إلى ابنه إسماعيل بعكس الإمامية الاثني عشرية الذين ساقوها إلى الإمام موسى الكاظم ؟ ، ومع من الحق ؟، وما الدليل؟. وما هي الحكمة في استثناء إسحاق المؤتمن زوج السيدة نفيسة ، وهو ابن الإمام جعفر الصادق ؟ .

وللأسف فإن تعيين الإمام الذي يلي الإمام السابق في الميثولوجيا الشِّيعية مشوَّش إلى أبعد حد، ويعتمد على مصالح شخصية للأتباع المفتونين بإمامهم ، فتأخذ المصلحةُ بعداً تسييسياً لتحقيق أكبر عوائد مادية من استغلال الأتباع ، وإبقائهم خاضعين للابتزاز الدينامي الشامل .

فالكيانات المؤثرة في نسج متواليات العمق الإستراتيجي لشخصانية العلاقات الدينية ، وحملها على محمل المنفعة الآنية الذاتية ، تبقى كياناتٍ محدَّدة بالرموز الواحدية ، وبدلالة وحدة المرموز الجزئي(كتلة تجمعات الذوات النَّصية والتي ينبثق منها تفريعات السلوك الأساسي للمخيال المتصوَّر دينياً ) . لكن التفريعات مهما تمادت في سعيها الدؤوب لتأطير إشكالية مُتَّجَهات الأسطورة هي صورية تأريخ العلاقات الاجتماعية على أساس طبقات المنسوب الفكري في التجسيد المتناقص فكرياً ، لأن وحدة الانحسار تفقد جوهرَها الثقافي كلما استمرت في حياكة أعراض قيم نمذجة التآكل الكاشف لإرهاصات انكماش الأشكال الدينية،أو ارتدادها خلف مواضيع إشارات التحليل الجزئي المغلَّف بالصبغة العلمية الظواهرية، إلا أن الشكل الاجتماعي للاتساق الجزئي في جدلية فهم لغويات النَّص خارج الضغط الأيديولوجي المسيَّس تأريخاً للذات الشخصانية، سرعان ما يتم حشره قسرياً في زوايا التناص المخيالي المتقاطع مع إشكاليات الحياة الدِّينية في ظل انطفاء معقولية البيئة الحاضنة للتشريع البشري الذي يتخذ صورة التشريع الإلهي، وهو في الحقيقة إفرازاتٌ بشرية تعتمد على تأطيرات خارجية عبر دراسة أنساق بيئة أنثروبولوجيا التماهي المغرِض ، واستخلاصِ صور تفاعلها المشوَّش مع النسغ البشري من أجل توليد نظرية جديدة في فهم النَّص الميثولوجي ، وتقديمه فكراً مرحلياً متوازِناً مع أطوار المعرفة الدينية ، وهذا لا يستقيم مع مفاهيم النقد التجزيئي للتشيع الرافضي،أو النقض الفكري لأبعاد الانحسار الطبقي في تشكيلات لامعقولية تحويل الرموز الفطرية. فالمطلوب كخطوة تمهيدية في فهم مستويات تطبيق النص الخرافي على واقعية الأسطوريِّ أن تُزرَع إرهاصات غربلة الموروث الشِّيعي تمهيداً لإلغائه لأنه مبنيٌّ على إسناد الأكاذيب لأئمة آل البيت بدعوى حبهم والتمسك بهم ، وهذا غير منطقي البتة ، وبالطبع فهو يتعارض مع مدرسة آل البيت النابعة من الكتاب والسنة الصحيحة والمناوئة للتشيع الفارسي الرافضي المتصهيِن .