نقد الأيديولوجية الشِّيعية الرافضية فلسفياً ( 5_ 6 )
للمفكر/ إبراهيم أبو عواد
إن تجذير وسائل الشك في مقدَّسات النظام الفوضوي الشيعي المغلَق يعتمد على تفتيت تأريخ التواجد الزمكاني لهالة أطوار الانتكاسة العلاقاتية ، لأن العلائق بين زمانية البناء في أبجديات التدين الشيعي وهيمنةِ الموروث الرافضي على إشكالية الذهنية الداخلية للفرد تفتقد إلى وحدة الكيانات المنطقية، الأمر الذي يكرس مجالاتِ معاداة التثوير بحجة الحفاظ على المذهب المقدَّس الصحيح ! ، وهذا بحد ذاته رجوعٌ معرفي صارم يقتل قيمةَ الوعي بالسوالب الدينية ممن حولنا ، إذ إن التشيع الرافضي المذموم هو صورية الكينونة السالبية في محيطات نافية لديمومة التفكير المنطقي .
ومن خلال الاعتماد على الزخم ذي الصبغة الدلالية تنزاح طبيعةُ الخطوات الوجودية لتفسح المجال أمام تيار متمرس من النقد والنقض المتبادل في ثنائيات حالة الانتكاس المعرفي الأنثروبولوجي الكهنوتي المندمج حتى النخاع مع التشيع المسيَّس ابتزازياً . وعلى أية حال فإن عزلة التاريخ الشخصي لمدى التأطير في دواخل الفعل الديني الاجتماعي ليست وليدة الانحراف الشيعي الشاذ عن منهجية أئمة آل البيت ، بل هي مصبوغة بهالة فارسية قديمة قبل ولادة غالبية أئمة آل البيت . أي إن النزعة الفارسية الشعوبية المعادية للعرب والإسلام ما زالت تُشكِّل الخزانَ الحاقد المغذِّي للانحراف الأيديولوجي المسيَّس شيعياً .
وبالطبع فإن تأطير التنازع اللغوي في ميكانيكية الأبجدية الدينية يمثل مكاناً عملياً حاضناً لمفردات الانهيار الشعوري السالبي ، فالانحراف المخلوط بالتوظيف التجريدي العاري من واحدية الرؤية، المتداخلِ مع تلاطم أمواج الأساطير الشعبوية المتكدسة شعورياً كحالة تساقط ، يدفع باتجاه عقلنة جنون النَّص الديني ، وتداعياتِ هيجانه العنيف المستمد من جغرافية شخصية ذهنية متمركزة في محيطات الكبت الشعوري. فالإشكالية البؤرية التي تعترض طريقَ البناء على إمكانية الاستقطاب الدلالي لتمركز المعاني في نقطة المركز الذي ينبع منه جدلية ثنائية الخلاص والتخليص هي أن تساوي العِلَّة الفلسفية مع المعلول المذهبي المغلَق يفرز إحساساً بالذات الإنسانية المبنية على تداعيات المشاعر المخدوشة وفق أساس مضطرب من المعطيات البشرية الوضعية التي تُقَدَّم على أنها مُسلَّماتٌ إلهية معصومة لا تُناقَش . وهذا النظرة المنقوعة في هالة القداسة الأسطورية تنسحب على رجال الدِّين الروافض الذين يعتمد بعضُهم على كونهم من ذرية سيدنا الإمام الحسين _ رضي الله عنه_ لكسب تعاطف الناس ، وإضفاءِ فقاعة العصمة والقداسة على أعمالهم التي تظهر وكأنها تأييد مباشر لهم من الله تعالى ، وهذه النظرة النرجسية المتهاوية ساهمت في غرورهم ، وازدياد ابتزازهم للعوام الجهال . وهؤلاء ينطبق عليهم قول الإمام الشافعي _ رحمه الله _ :
دَعْ عَنْكَ الذين إِذَا أَتَوْكَ تَنَسَّكوا
وإذا خَلَوْا فَهُــمْ ذِئَابُ خِرَافِِ
لكن الهيمنة على العوام ما كانت لتتم لولا تأطير النصوص الدينية في خانة الابتزاز الطبقي للذات الوجدانية الشاعرة بالاستقلال الزمكاني عن التواجد البؤري للانحسار الكهنوتي في فلسفة المرجعيات الداخلية . إذ إن صوت الضمير الداخلي يدرك أن السلطوية الدينية المسيَّسة تلعب بمشاعر الناس ومصائرهم ، ولكن انكسار الوعي في تداعيات المرجعية البؤرية يفترض تياراً من الجدل الاجتماعي التأطيري ، مما يجعل المجتمع البشري الكلماتي صيغةً أُحادية للمرجعية الدينية العنيفة التي تضغط على واقعية مُسلَّمات الخديعة من أجل فرز كتلة وجودية جديدة تتواءم مع مُسلَّمات العصمة المتصوَّرة .
وبالتأكيد فإن الانحياز الطبقي داخل البنية التحتية لتوليد النسق التحطيمي التجسيدي يتجذر بشكل استدلالي في المستوى الكلماتي لتركيبة ديمومة العقلنة الجمعية ، وهذا يعطي المجال لصناعة منطقة تفريغ معيارية بين مستوى البناء الديني على وهج الأسطورة ، والتراكمِ المعرفي لتجزئة أزمة المعنى التي يحياها الخطاب الشيعي المعنوي . وبشكل إجمالي يمكننا القول إن التسييس الأكثر اختباراً للقطيعة التي بناها التشيع الرافضي مع صحيح الإسلام إنما نبع من وحدة كينونة الموروث الإنتاجي داخل أبعاد انسحاب الذاكرة الشعورية للوهم الأيديولوجي الشيعي .
وفي ظل هذه التصادمات المتمركزة حول طبيعة الأنوية السُّلطوية تركَّزَ المنظور التقليدي في تفتيت ثنائية القامع والمقموع في نقطة التمركز المنفصلة عن الوعي العام السيادي لأن مصدرية الخصائص القِيَمِيَّة تجسِّد ذاكرةَ أطوار التشويش المذهبي المغلَق داخلياً بكل ما تحمله من أبعاد متحررة من ثقل هواجس أنانية الذات الكلماتية الدينية . لكن التحرر من نسغ كهنوتي معيَّن لا يعني التحرر الكامل من ثقل الأساطير الشِّيعية الوضعية،إذ إن معقولية الكيانات المبنية على تحولات التفسير الإشاراتي لأحداث أبجدية الدِّين الشيعي الخرافي هي إسقاطات معادِلة لسوسيولوجيا المكانة النظامية للسلوكيات البؤرية المنفية عن سياقها الحتمي . وعليه كان تقديسُ العملية الشيعية تقديساً لانكماش أنوية المسار المحصور بين ثنائيات التشييد الفلسفي على موت المنطق ، ونهايةِ الوعي السيادي بأهمية مستوى التفاعل العقلاني الجذري .
وهذا الموتُ الذي يضرب إسقاطاتِ معقولية التفكير السيادي نابع من انتهاج سياسة مابعد المعنى ، أي موت المعنى في خضم وجودية لفظية تتواءم مع مسار البؤر النَّصية المقدَّسة في إطار تطابقات التنظيم الضاغط على مساحات الأسطورة . لكننا نستطيع القول إن مراحل التثوير في إشكالية التوازي الشعبي مع اشتعالات إشارات الحدث الديني ما هي إلا تطوير مرحلي مؤدلَج للتداعيات البشرية ، وخصائصِ الانحياز المعنوي لموت المعنى في سبيل ترسيخ الوجود الشيعي في منطقة ترفضه ، وإعلانِ نجاح مشروع الهلال الشيعي على حساب رفاهية الشعب الإيراني الذي نسبة البطالة فيه 25% . فعلى إيران بوصفها الدولة الشيعية الرافضية الصفوية الوحيدة على سطح الأرض أن تركز جهودَها في بناء الشعب الإيراني ، وبناء دولة قوية من أجل استئصال الورم الصهيوني في جسد الأمة ، والقضاء على الوجود الأمريكي في المنطقة . وعليها في نفس الوقت أن تتخلى عن قتل أهل السُّنة والتضييق عليهم في إيران والعراق، وتلغيَ مشروع الهلال الشيعي الذي لن يستفيد منه سوى العدو الصهيوني والغرب عبر تمزيق الأمة أكثر وأكثر .
وكلما ساهم الجدلُ المساري في مزج رؤية الواقعية المتوازية مع طبقات التشعب المذهبي في التداخل الذاتي انكشف تسييسٌ أكثر تفاعلاً مع دينية المنظومة السياسية لمعقولية التداخل الذي يفترض مجيء ذاتية السلطة من رحم السوالب الميكانيكية الآنية . أي إن قوة المصطلحات المناوئة للتفكير التثويري لن تتقدم إلا في حالة صياغة دائرة شيعية انعزالية تأخذ في التوسع شيئاً فشيئاً . وهذا هو الحاصل . إذ إنه مع سقوط نظام صدام حسين بسبب تواطؤ الشيعة مع أمريكا لغزو العراق، وهذا غير مستغرب عنهم في كل العصور ، بدأ الشيعة الروافض يتحسسون شهوةَ السلطة والسيطرة على البلاد ، ونهبِ خيراتها ، وتأسيس نظام قمعي تماماً كنظام صدام . وهذا ساعد إيران على العبور في النسيج الاجتماعي العراقي الجنوبي . وبدأ المد الشيعي الرافضي يتكرس بالتعاون مع أمريكا ، إذ إن تقاطع المصالح الأمريكية والإيرانية في أرض العراق جعل العراقَ هو الضحية ، وكأنه صار ملعب كرة قدم يلعب عليه فريقان لا يحتويان أي عنصر محلي. لكن هذه الحالة لا يمكن أن تدوم لأن أمريكا بدأت تتنبه إلى الخطر الشيعي أكثر من أي وقت سبق ، خصوصاً مع صعود إيران كقوة إقليمية ، وغيابِ اللاعب العربي على الخارطة العربية . والفكرة التي تخيف أمريكا هي أن الشيعة في العراق بوصفهم أتباعاً لإيران ، إذا سيطروا على العراق _ وهذا مستحيل تاريخياً وجغرافياً واقعياً وخيالياً _ فإنهم سيتحالفون مع سيدتهم إيران ، ويصبحون عملاء مزدوَجين يبتزون أمريكا لصالح إيران ، ويبتزون إيران لصالح أمريكا لكي يخرجوا بفوائد مادية شخصية ، ومكاسب على الأرض،وتعميق نفوذهم على جثث أهل السُّنة في العراق أصحاب البلاد الحقيقيين .
وبالطبع فالأمور ليست بهذه السهولة ، فالروافض الذين يسيطرون على العراق بصورة شكلية حالياً ستزول سيطرتهم الوهمية تماماً كما حدث في مصر،حيث تكرَّست الدولةُ الفاطمية الإسماعيلية واحتلت البلادَ، ثم قُضِيَ عليها تماماً. وهذا ما سيحصل في العراق . إذ إن تأسيس دولة صفوية في العراق بواسطة عملاء إيران من الأعراب أعداء آل البيت _ عليهم السلام_ ليس سهلاً بالمرة . فأهل السُّنة ( العرب والأكراد والتركمان ) متواجدون بكثافة في العراق ، وهم نصف العراق عددياً ، ويسيطرون على ثلثي العراق جغرافياً . أضف إلى هذا أن أمريكا لن تسمح بسيطرة شيعية على العراق، ليس حباً في أهل السُّنة، بل كرهاً لإيران . فأمريكا تعلم أن زعماء العمق الشيعي الجنوبي العراقي خَدَمٌ لإيران ، وهكذا تتكرس نظرية الحصار التي تفرض وجودَها على هذه الهالة الوجودية للتكريس النمطي العَقَدي الشيعي ، وأحلامِ استعادة أمجاد الدولة الصفوية .
وفي تداخلات أنماط المقارَبات الدينية يظهر جلياً التفريق الدلالي في مستوى التعريف الاجتماعي للحالة الدينية الشيعية،إذ إن تعريف المصطلحات وفق مبادئ تتخذ من أدوار الكهنوت تجريداً لفظياً لوقائع الضرورة الحتمية المتمركزة في أنانية الذاكرة الشعورية يظل سمةً مميزة لإحلال المعنى المحتضَر في تكوينات الماورائية التداخلية مع النسق المهشَّم عملياً. فالبناء على إنتاجات المخيال الحتمي لانحسار القولبة سوف يغدو إنتاجاً بشرياً محمولاً على كيانات معصومة ظاهرياً من أجل تجذير مُنتَجات الخرافة كأطوار مرحلية متعددة المعاني والمباني.أي إن التشييد الفلسفي على انتكاسة النص الديني يختار المعنى المناسب لحالة الاحتضار الجدلية ، ومن ثم يحدث توحيد بين انعزالية الأنا الوجودية في ذاكرة فلسفة البؤر اللغوية الدينية وبين مخيلة الإشارة السلوكية الواحدية التي تؤدي إلى فرض حالة الاستعداد الداخلي لتدمير أنساق أبجديات لغة التشيع ضمن مساحات افتراضية من الرمز والرمز المضاد .
لكن مسارات منوالية الإنتاج ليس بالضرورة أن تَصنع إسقاطاتٍ متزامنة مع أُحادية التداخل المعرفي للحالة الاجتماعية المتكدسة في محيطات الخصائص الرمزية للنظم الهامشية في داخل الموروث الشيعي،لأن ثنائية العِلَّة والمعلول تشتبك باطنياً بشكل متعاكس طبقياً، أي إن احتمال تقدم المعلول على العِلَّة وارد بقوة بسبب هلامية النظام المتماهي مع صناعات القيم السالبية المتحدة مع الأنوية البدائية العالقة في أنساق أبجدية التعتيم الإعلامي على احتضار الميثولوجيا الشيعية حقيقةً ، وازدهارها في تقاطعات أنوية لغة العزلة الداخلية وهماً . وهذا الذي يجعل المفاهيم المسبقة عن الدال والمدلول تشكيلاً دلالياً غارقاً في الصناعة المعيارية المتواطئة مع ذاتية التكاثر الفردي بشكل يقتل روحَ النسق الفكري العمومي .
ولأن التقاطع الحتمي بين مستويات استبعاد أطوار اختزال التكوين الشعوري لاجتماعيات التجربة الروحية المفكَّكة هو عقلية الكينون المسيطر على فكرة احتكار التناص الجزئي،كان الحِراك المصبوغ بالتفاصيل الزمكانية يتشعب بحيث يتواجه المخيالُ الطبيعي الجدلي مع أحادية المنظور ، وتتصادم بؤر الصفائح الفلسفية في نقاط أكثر مركزيةً من مصدرية التشعب الميثولوجي المسيطر على نزعات الفكر الديني. مما أدَّى إلى إنتاج نصوص منهارة طبقياً بامتياز ، بعد أن اعتمد الموروثُ الرافضي على قيمة الرفض كتواجد إثباتي على خارطة الحلم ، ومن هنا فهمنا كيفية السقوط المريع للأيديولوجية الشيعية عندما تقف أمام منهجية أهل السُّنة والجماعة. فأهل السنة يؤمنون بآل البيت والصحابة كوحدة واحدة وكيان متراص غير مفكَّك بعكس الشيعة الروافض الذين يحاولون البناء الجدلي على التفريق بين آل البيت والصحابة باعتبارهما من الأضداد التي لا تلتقي، وهذا الذي قتل الروحَ في نصوص الميثولوجيا الشيعية ، وأفقدها بريقَ الخرافة ، وضوءَ الأسطورة ، على الرغم من كل التلميع والضغط الأيديولوجي المسيَّس الذي يسند واحديةَ التمركز حول نواة أطوار الأساطير في الحياة الاجتماعية التي تخون آلَ البيت باسم التشيع المؤدلَج فارسياً مجوسياً .
وهيمنةُ قطاعات التناظر الوظيفي تفرض على مساقات نمو غبش الذاكرة الدينية تاريخاً يَنزع إلى تكديس القطيعة مع الأنا الداخلية ومن ثم فرض أنظمة الاتصال البؤري على صورية التدين المغشوش.وعلى أية حال فإن قيمة القطيعة كإجراء مسيَّس شكلانياً تُفضي إلى بناء أنسجة متواليات الخديعة في النص الديني المهزوم ، لذلك اعتمد التشيعُ المذموم في كل مراحل بناء خرافاته النسقية على تأسيس فلسفي ينفي أنساقَ ذاتية معناه عن طريق حقن الألفاظ المشاعرية بقداسة الحماقة . وليس الاستغلال التأطيري لرمزية الإرهاص المعرفي سوى تطابقات أنظمة مغزلية تظل تتحرك في مستويات أنوية امتهان القدرات الشعورية لخصائص أبجديات العنف الداخلي ، وهذا عائد إلى قيام الشيعة بقتل آل البيت في كل أطوار المعرفة الإنسانية للتاريخ الواقعي . فمنظومة الإرهاب متوازية بالكامل مع أبجديات التأسيس الواهم على مستويات أطوار منظومة أدلجة الذهنية الدينية لصالح تجذير الوجود على خارجة جغرافية النص التجسيدي لأحلام الدولة الصفوية.
إذ إن اللغة التكاثرية المنوالية التي تفترض إنتاجاتٍ تَدَّعي القدرةَ على منح الخلاص والتخليص هي نفسها بحاجة إلى تخليص ذاتي من ثقل الهواجس المنفية في محيطات الوجود الفردي للوهم البشري الصاعق ، فالتقديس المبني على إغراق الروح في التوازن المعتمد على اللاتوازن _ تجذير الحِراك الاجتماعي الديني في وضعية غير ثابتة مع أن المحيط العام للفكر الوضعي ثابت في متوازيات النصوص الأيديولوجية الديالكتيكية _ لن يؤديَ إلا لمزيد من انكماش تبعية الفرد للنَّص الديني ، لأن المغمى عليه لا بد أن يفيق يوماً ما. ونظرية الطفرة_خروج نسق مغايِر في محيط من الإرهاصات المتشابهة_ تتواجد بقوة في الحِراك الفلسفي للأنساق المتشعبة كمنهجية تناصية مع الأنا المنهارة في الجماعة غير الحاضنة لأشواق الفرد . وبعبارة أخرى إن الطفرة وخروج الوضعية المغايِرة لا بد أن تقضيَ تماماً على المنحى الميثولوجي الشيعي، وتُفسِح المجالَ أمام نقد صارم مُوَجَّه، ونقضٍ دلالي قادر على تمزيق طبقات أدلجة السقوط الروحي عن طريق صعقه بالبناء المرجعي الخاص بالتوظيف المثبَت بواسطة النَّفي المقاطِع لتوليد الأنساق اللغوية الدينية التكاثرية المنهارة فيزيائياً أو فلسفياً .
لقد تكرَّست الأبعادُ الميكانيكية في طبيعة توظيف السيطرة على متواليات استغلال امتداد الأساطير كنظام من التيارات المتوازِية مع أدلجة النفي الدلالي المتمركز في بؤرية تصادم الأنوية الدينية.إذ إن امتصاص الذاكرة الدينية التداخلية مع إرهاصات الوهم المطْلَق من قبل تياراتٍ أبجديةٍ تفترض وجوداً أيديولوجياً يُولَد في مركزية لغة التشيع المتكدِّس في فلسفة الجانب الشعبوي من الأسطورة ، لأن التشيع ضمن أنظمة استغلال أنطقة انهياره الإشاراتي يهدف إلى أدلجة الكائن وتدجينِ الكينونة البشرية لتغدوَ أقل قدرةً على الرؤية أقل قدرةً على النقد أقل قدرةً على النقض . وهكذا تتأجج قيمةُ الفرد كسلوك انبعاثي ذاتي متوائم مع مرتكزات سقوط حالة الحلم العمومي في التجسيد الكياني للأنا المتركزة في ذاتية الوعي الإنساني العابر لنكسة المادة الساقطِ في نكسة الروح.
وهكذا نجد أن التشكيل العقلاني لانطفاء المخيال الوظيفي في غموض انتكاسة الروح يصير بحد ذاته انحرافاً غير عقلاني مدعوماً بانطفاء المسارات المتوحِّدة مع التراكيب الوجودية المتعارِضة مع أنسنة الأساطير الدينية الإشاراتية ، وهذا التناقض المختلط بقسوة في الداخل المسيَّس يعكس حجمَ التواجد المخيالي على مستوى التوازي الزمكاني في مأزق الإفراز الديني النابع من مخيالية قدرة الجذب الخرافي على استقطاب الأتباع بعد تدجين الفكرة. لكن التجسيد الخارج على قانون التطور القسري في ذاتية مدلول الأنساق الأيديولوجية يظل يتركز في محيطات متناظرة ومتأرجحة بين النفي والنفي المضاد ، أي إن حركة السقوط الوجودي للأتباع يُسيطَر عليها من قبل فوضى جدلية تراثية هي حصيلة الانحباس الفكري في بؤرة القطيعة مع الكلية ، وهذا هو جوهر التشيع الفارسي الذي تمت أدلجته في نطاق تواجد الأعراب ، فصار هو التشيع ضمن مفهومه المتناقض مع أنانية الغموض المتقاطع مع أبجديات الدِّين الذي تعتريه الشكوكُ والأنساق اللغوية الديالكتيكية التي تستمد مفاهيمَها من حتمية صدامها مع ذاتية انكسارها المطْلَق .
إن شريعة الغموض التي تُعتبَر أساساً سيكولوجياً لزمكانٍ يتحطم داخل أنساق اللغويات المتقوقعة على واحدية غموضها الانتكاسي تحتكر وجوديةَ استثمار التراث الجدلي في متوازِيات المعرفة الميثولوجية الرامية إلى مأسسة التفاسير الجنونية للتقاطعات الفلسفية مع شرعية المتخيَّل الوظيفي الغارقة في وحدة الإيهام الفكري . فالتشيع الذي انتشر بالسيف والخيانات المتكررة ، مثل المجازر التي قامت بها الدولة الصفوية الأولى والدولة الصفوية الثانية ( إيران )، وتواطؤ ابن العلقمي مع المغول ضد بلاد المسلمين ، حيث فتح لهم بغداد ، ومحاولة الروافض اغتيال صلاح الدين الأيوبي ، وغير ذلك كثير من الخيانات الموثَّقة المنتشرة في كتب التاريخ ، والتي تعكس حقداً فظيعاً ضد أهل السُّنة والجماعة يغذيه المسارُ الفارسي الرافضي .
وإذا أدركنا حدودَ مشروعية اللاشرعية الوجودية للقمع الفكري في أنسجة تيار المرجعيات الجدلية الدينية الممزوجة بالواقعية السياسية المغرِضة بِتْنا أكثر وعياً بتفاصيل المرجعية الدينية القمعية التي تتكون من متوازِيات انهيار سوسيولوجيا التجسيد الكهنوتي في الواقعية الشيعية المبنية على مُتخيَّل طبيعة التوظيف الهرمي لحتمية تصادم أنسجة الداخل الاجتماعي الهش .
ووفق ثنائيات تجسيد التراث الانسحابي تتركز بؤرُ البنى الاجتماعية المفكَّكة على أساس ديني فارسي تتم أدلجتها فيما بعد في الوسط الشيعي الأعرابي ، وهذا يدفع باتجاه التركيز على تموضع الموروث الاجتماعي في إرهاصات الحدث الأبجدي ضمن لغويات دينية متصدعة ، مما يجعل البناءَ على محيطات الوعي الحالم أشبه بموت الحلم المجتمعي في وسط مضطرِب متوغل في احتضار الأنساق الدينية الشَّيْئِيَّة . فالإحساس الفلسفي بأهمية تأسيس المقدَّسات القاتلة لا يلبث إلا أن يتمركز حول معنوية التواجد البؤري المتداخل في انكسار تعريف الإشارة الفكرية لأنانية الطابع السياسي للمؤسسة الشيعية الحاكمة باسم الخرافة المقدَّسة . فالظروف الإنتاجية التي تصنع قدرةَ الصياغة التأسيسية على تثبيت التفتيت التفسيري لوقائع ولادة الحلم المجتمعي المتصوَّر من موت النسغ اللغوي المقدَّس لا تعدو عن كونها مرجعيةً لرموز التشييد المجموعي التي تتزامن مع المحاولات الحثيثة لتلميع النظام الدِّيني الشيعي بواسطة استخدام أنشطة برهانية متواضعة ضمن محيط المنوال الإنتاجي المؤسَّس على نفي الإثبات المشروع .
وضمن هذا الانعزال الصارم يتأسس إطارٌ تواصلي مع وجوديات الانكسار الطبقي في ذاتية التكوينات المتطابقة مع سلطوية الارتكاز إلى معنوية الحطام الذاتي في كيانات منوال الإفراز الرافضي الذي يقيم نظرته التواصلية على قطيعة شاملة مع الكلية . ونحن إذ نؤسِّس منوالاً إنتاجياً للنقض المتوالي الموجَّه ضد اللعب على حِبال التأويل الذاتي لصناعة تناص بؤري مدعوم بسمات متوافقة مع هالة الوهم الطبقي الحتمي ، فإننا نصنع مجتمعاً داخلياً مبنياً على تفاسير أكثر قدرة على تعيين المتقاطِعات البؤرية في مركزية النص الدِّيني الأسطوري ، لأن حتمية القيمة الفكرية للأسطورة تكمن في مترافِقات التلميع المادي للتناص الثقافي عبر استخدام وسائل مشبوهة غارقة في تقديس اللامقدَّس ، وتفسيره بشكل طبقي برجوازي يضمن تقسيم المجتمع إلى طبقتين : رجال الدِّين الذين يُنظَر إليهم في كثير من الأحيان على أنهم آلهة معصومة ولا تُنقَد ولا يُستدرَك عليها، وطبقة الأتباع الجهال الذين هم بمثابة العبيد الخاضعين لسلطوية الحوزات الشيعية ، وإنتاجاتِ الخرافات الدينية .
ومما لا شك فيه أن غياب تجانسية الأبعاد الفكرية عن محيطات الرؤية الشمولية لافتراضات الواقع ونظرياته أدَّى إلى نشوء مخلوق ثقافي لغوي مؤدلَج بشكل ديني ميكانيكي ، ومصاب بكثير من إشكاليات المثاقفة التفسيرية الضاغطة على أبعاد الرؤية التفسيرية للوجوديات التطابقية مع إشكاليات التقديس الذي يعتريه الشك . فالاستناد إلى توظيف الرؤية الصورية مجرَّدةً من أساسات المنهجية الدقيقة للفكر التربوي سيقود حتماً إلى عشوائية بناء لحظات المعلول الدِّيني ، لأن العِلَّة هي وجود سياسي بشري إشكالي غير معصوم. فالتراث الشيعي الشعوبي الأيديوسياسي( العَقَدي _ السياسي) المبني على ضعف ترابط أطوار أدلجة أنظمة إمكانية البؤر الزمكانية ما هو إلا انبجاس ضوئي مادي قائم على الموازنة بين عشوائية التوظيف المخادِع لسطحية القراءة التاريخية وبين احتضار الحلول العقلانية التي تُسَلِّط الضوءَ على استحواذ العناصر الفكرية من قبل التنظيم السلوكي للتراث المناوِئ للحقيقة . أي إن زعزعة التوازي القمعي لأطوار البعد العلمي في فهم نشأة النَّص الأيديولوجي،والظروفِ التاريخية التي نتج عنها، قادت إلى إقصاء رمزية التفاعل المنطقي من المنهجية الكلية للأسلوب العلمي في تفسير أبجديات التدين الشيعي الرافضي المتقاطع مع موروث القطيعة الشعوبية . وعلى هذا الأساس اتخذت المرجعيةُ الوهمية لحالة التناص الرمزي مساراً أكثر ابتعاداً عن ذهنية المتخيَّل التداخلي في الأنا المصدرية ، وأكثر اقتراباً من ذهنية المتخيَّل في الكليات الواقعية لمصادر نشوء حالة انكسار الوعي الدِّيني المغلَّفة بالتمركز حول فَرْسنة النظام الفوضوي الشيعي لأغراض سياسية توسعية .
لكن أنساق الترسيب الفكري المتعمَّد في مفاهيم الحاكمية الشيعية المتجذرة في ولاية الفقيه تظل أنساقاً لامركزية ما دام البعد الأسطوري منفياً من مسار الانعزال التفكيري للكليات الواقعية المجتمعية المنهارة ، وهكذا نفهم ديمومة التواصلية مع إقحام البعد الأسطوري التوظيفي في مصادر التشريع الشيعية ، حيث التأويل المتطرف لآيات القرآن الكريم والبعيد كل البعد عن السياق الطبيعي للآيات القرآنية سواءٌ من حيث أسباب النزول أو قواعد اللغة العربية ، وأيضاً عبثية البناء الحديثي في التشيع سواءٌ من ناحية السند أو المتن ، لأن التشويش في مصادر الحديث الشيعية مثل كتب الكافي أو بحار الأنوار وغيرهما مرجعه إلى أدلجة الكذب المحوري ، وبناءِ أسانيد مُركَّبة تنتهي إلى أئمة آل البيت مع أن أئمة آل البيت لا يعلمون عنها شيئاً . وهذه الأدلجة نابعة من الكره الفارسي الأعمى لكل ما هو عربي، ومعلومٌ أن أئمة آل البيت كلهم عَرَبٌ، وبالتالي اعتمد الفُرْسُ في منهجهم الشعوبي على تنفير الناس من الإسلام الذي قام بالأساس على أكتاف العرب وتضحياتهم ، حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم عربي ، والصحابة عَرَب ، مع تقديرنا لأسيادنا الصحابة من غير العرب وعددهم ضئيل للغاية ، وهذا لا ينقص من قَدْرهم الشريف . فكان المنهج الشيعي الرافضي مستنداً إلى الطعن في آل البيت وقتلهم ثم البكاء عليهم والمتاجرة بثوراتهم، والكذب عليهم، ونسبة الصفات الإلهية إليهم،والطعنِ في الصحابة ورميهم بالكفر والنفاق دون دليل معتمَد .
واعتماداً على نمطية الحاكمية الشيعية على النسغ الإنساني الشعبوي تتركز هالةُ تحطيم وسائط الدلالات الرمزية في جدلية المثاقفة الرافضية باعتبارها قطيعةً وجوديةً مع الكلية العمومية ، الأمر الذي يدفع باتجاه الْحَجْر على متواليات المعرفة البشرية ، والتقليلِ من شأنها بُغية صهينة النَّص الشيعي بشكل متماثِل مع المنهج الذاتي في غربلة وضوح كلاسيكية المعارف المتكلِّسة في قاع الرؤية المشوَّشة . وبما أن التقوقع على كيانات الصياغات البدائية لأنوية اللغة الدينية مُتَمَوْضِعة في بؤرية الصراع الطبقي الديالكتيكي في أنساق أبجدية التناص المحوري كان من الطبيعي جداً أن تؤول الأحاسيس الروحية إلى إمكانيات متحجرة في محيط يظل يغرق في بدائية القراءة المتطرفة للأنا والآخر. فالواحدية الأسطورية تفترض نظاماً مسلكياً من حاكمية منظور الشعوذة الدينية ، وتُؤدلِج تياراً من العقلنة المسيَّسة للإفرازات الذهنية غير العقلانية ، وهذا ما يجعل العقلَ يتداخل في نطاق الأحاجي المعرفية لأنه يعتمد في بناء الخرافة المقدَّسة على إعادة تدوير إرهاصات النتاج غير الشرعي للتفكير البؤري المتركز حول تقاطعات عوامل التطابق الإشاراتي مع المشاهَدات الكلاسيكية لانتحار الواقع ضمن دوائر الحلم ، واحتضارِ الحلم في وحل الواقع . ومن هنا نفهم طبيعةَ الإغراق في الانكماش على ذاتية تجهيزات الحالة التاريخية المولودة في الذهن المجرَّد من الإسقاط الزمكاني الملموس ، إلا أن المنظومة الهلامية المتكونة من مخيال الشعبوية التحليلية وشعوذةِ النسغ التَّعبُّدي في الميثولوجيا الشيعية الرافضية سوف تتكاثر في نقطة حرجة تتشكل بفعل التقاء الزمان والمكان في صورة الجسد الداخلي الهش ، وعليه تبدو الصورية التعبدية تياراً كاشفاً لعوالم انطلاق الروح ، وخروجِ الجسد من قدرته على التجسد فكرياً إلى انتكاسة التجسيد التأثيري في مستويات بناء الذهن العَقَدي على حالات من الانسحاب الإنساني ، حيث توضع الإنسانيةُ في مواجهة الإنسان بفعل حجم الضغوطات الصارمة على مساحة ضيقة من إنتاجية الحلم المجتمعي السائد على غاية وجود النص خارج وحدة التناص البشري ، أي تمركز الدِّين الشيعي خارج نطاق المعقولية الحياتية للفكر الاجتماعي ذي الطابع النَّفسي .
ويظهر لنا من خلال تحليل إطار البناء التطابقي لمنحنى الانطفاء الذهني أن النصوص الشَّعبوية من منظور الجدل الاجتماعي هي فلسفة عقلنة الغرور الحتمي ، لأن الديالكتيك الشيعي المتصوَّر الذي يحتكر ما يعتقده حقيقةً هو إسقاطات مرحلية على واجهة الثقافة الشعبية المتخلفة . أي إن البناء الاجتماعي الشخصاني يتخذ منحى دينياً على أساس الفاعل النَّفعي، وتحقيقِ مكاسب على الأرض اعتماداً على صياغة معيارية لوقائع القصص الشعبية، لأن التشيع في نظامه الجانح نحو الغبش الأيديولوجي عبارة عن قصص شعبية لا سند لها ، وخرافاتٍ مُقدَّسة منقوعة في انكسار الإشارة . وفي نفس الوقت نجد أن انتكاسة مجتمع التشيع متسقة مع مستوى الانحطاط المجتمعي العام ، لأنه في زمن الهزائم الروحية يصير الكذبُ هو الانتصار الوحيد ، وهذا بالضبط ما يفعله النظام الاجتماعي المتداخل في اقتصاديات المغزى الروحي ، فالتشيع قبل كل شيء هو مشروع استثماري ابتزازي لتحقيق أرباح مادية شخصية .
لكن منحنى احتمالات تساقط الذاكرة يظل أفعالاً اجتماعيةً متقاطعة بامتياز مع حالة التخلف الأيديولوجي العام ، حيث البشر غير المعصومين يصيرون معصومين ، وحيث النصوص الشعبية البشرية تصير نصوصاً إلهية، وحيث التاريخ المشرق يصير حفلةً لقطاع الطرق ، وكل هذه العوامل ساهمتْ في تحديد معالم صهينة سوسيولوجيا التشيع . فتوظيف التسييس الثقافي العَقَدي يشتمل على إمكانيات التشييد الفكري على مساحات الأسطورة، لأن الفعلَ الاجتماعي يستمد اجتماعيةَ ثقافته من التكوينات المعيارية للأحداث المخيالية ، حيث المخيال الحياتي يصير نظاماً من القيم الاجتماعية الواقعية ، وهنا يحدث الاختلاطُ المريع بين العِلَّة الوجودية للخرافة ، والمعلولِ التداخلي مع التراث الفارسي المتطرف روحياً ومادياً .
وقطعاً فإن تورط سيطرة الذات الشخصانية على مسار حركة المؤسسة البشرية التي تؤول إلى قيم دينية إلهية لا دليل عليها يعكس لنا حجمَ الثقافة النفعية للرمز المثبَّت في دوائر تشكيل الترابط الاجتماعي وفق أطوار بشرية النصوص الدينية ، فالأساطير الشيعية المقدَّسة لا تنبع من الحركة الباطنية على مدار التاريخ فحسب ، بل تنبع أيضاً من ثقافة خيانة أئمة آل البيت استناداً إلى النزعة الشعوبية التي يغذيها التطرفُ الفارسي عَقَدياً وعِرْقياً . وعلى الرغم من كل التكوينات الضاغطة على الحياة الفكرية للعقل الجمعي إلا أن رموز الفعل الاجتماعي لا بد أن تخرج من إطار التبعية للتدين الشيعي باعتباره إشاراتٍ متعاكسة داخل ميراث من التوازي غير المنطقي مع تساقط طبقات الداخل الإنساني ، أي إن وجودية الإنسان خارج نطاق إنسانيته تُحَتِّم عليه البناء الواعي على غبش ذاكرة التعبير، فيتحول الوعي إلى إفرازات منفية عن توجهات الواقع العقلاني ، لأن العقلانية عندما تصير أيديولوجيةً قائمة على معيارية امتصاص دماء الشعوب واقعياً ، تتحدد المساراتُ الأسطورية كمذهب ديني معصوم ونهائي وحاسم . فالقيمة النفعية ليست إجراءً ميكانيكياً تجريبياً بقدر ما هي تأملات متقاطعة مع الخطة العامة المجتمعية لاستغلال الفصل الطبقي بين مجتمع الآلهة والعبيد .
إن التشكيل الشخصاني لسقوط الواقعية في فخ ثقافة الأدلجة لا يمكن أن يستمر في محيط نقدي يزرع بذورَ النقض المنهجي في الداخل النَّصي ، وبالتالي فإن الضغوطات على السلوك المشاعري للوجدان الشيعي الشَّعبي سوف تقل بنسبة كبيرة جداً إذا قامت الثقافةُ المجتمعية بإنتاج تيار فكري يغربل التشيعَ المذموم من انتكاسة أساطيره تمهيداً للقضاء عليه نهائياً بوصفه قوة الاحتكار الأسطوري لذاكرة المجتمع البشري الانعزالي المغلَق .
وبما أن القدرة الفكرية على إفراز المنظور النموذجي المواجِه لاحتكار الخرافات كَدِين تتحدد كشعور إنساني ، ومشروعٍ لتخليص الفرد من ثقل خطيئة النَّص ، فإن التعريف الاجتماعي ذا الطابع الاحتكاري الشيعي ينبغي إزالته عن طريق إقامة القطيعة التامة بين أئمة آل البيت والتشيع المذموم المؤدلَج فارسياً ، لأنه من غير المعقول أن يظل إسناد الأكاذيب إلى أئمة آل البيت ، ومن ثم تقديس هذه الأكاذيب ، ولصقها بأئمة أطهار . فهذا الوضع غير مقبول البتة لأنه يعتمد على اضمحلال القدرة الفكرية على التحليل والتشييد المنطقي . إذ إن متواليات الانتكاسة المعرفية المتداخلة في التقاطعات المؤسَّسة على المنهجية البشرية المغرِضة المسيَّسة نتاجٌ طبيعي ومُتوقَّع لحالة الوهن الاجتماعي المبني على معيارية الفعل السيكولوجي المنقوص الذي يكرِّس مجتمعَ الآلهة ، حيث يتم إضفاء العصمة على كل مكوِّنات عِلْية القوم لتجذير الاستغلال والهيمنة والتبعية ، وتثبيت التواجد الابتزازي على أرض الواقع المحتكَر من قبل البُعد السلوكي اللاعقلاني لوهج الخرافة المجتمعية ، لأن الشعب يحب الذي يكذبُ عليه ، ويضحك عليه بالخطب الرنانة والشعاراتِ الخالية من المضامين والتطبيق الواقعي، وهذا راجع إلى أن الشعب قد مات موتاً فلسفياً لا فيزيائياً، وبالتالي فالغريق يتعلق بقشة ، أو يتمسك بحبال الهواء ، فهو يريد أي شيء يتمسك به حتى لو كان سراباً لكي يحافظ على شرعية وجودية أنساقه البشرية في عالَم متوحش إلى حد الالتصاق مع ذاكرة الحيوانية والجنون . وعلى هذا الوتر الحساس يضربُ النظام الشيعي الرافضي بكل ما يحمله من نتاجات فوضوية ، وبُنى غير منطقية ، وإشارات عديمة التجانس في تداخلات القدرة الشعورية على صناعة ديمومة أطوار الإنتاج من ثنائيات تلاحم الأضداد بشكل متعدد في ثقافة المجتمع الأسطوري، وانكسار المنظور الفكري للحلم البشري في الخلاص والتخليص .
والسياق الأنثروبولوجي لاستقلالية القيم المؤسَّسة على التشويش اللاعقلاني الذي يستثمر أبنيةَ احتكاره لأبجديات البؤر الفلسفية الغامضة في شرعنة متواليات إنتاج احتضارات المعنى ما هو إلا علاقة أحادية قائمة على انكسار الرمز في مواجهة الذاكرة الشعورية للوجدان الدِّيني المخدوش من كل الجهات، والمحاصَر بشكل يسمح لصيغ مفاهيم عقلنة اللاعقلنة بأن تتركز كحركة وجدانية ذات مدلول أكثر عنصريةً ، وأكثر فَرْزاً لرمزية الإشارات الفلسفية المضمحلة في وجدان الطابع الجدلي لجذور الخديعة .
فالنظم الإشاراتية الأيديولوجية التي تضغط على البشر من أجل تحويلهم إلى قطيع غنم هي ذاتها التي تضغط باتجاه التشييد على انكسار الذاكرة الشعورية المتوازِية مع واحدية النزعة المركزية للمسار الإنساني ، حيث يغدو الإنسان نظاماً مؤدلَجاً للآخر الداخلي . إذ إن الضغط الفكري على التراث الآلي لرجال الدِّين يدفعهم إلى بناء إمبراطورية الشر الفكري والسُّم الذهني على أكتاف العوام بُغية استئصال المنحى الثوري من النفوس ، وشخصنةِ الموروث العَقَدي لإضفاء الصبغة المسيَّسة عليه،وهذا الاحتكار المركزي يجعل من الفرد بقرةً حلوباً خاضعة للمؤسَّسة الدينية الحاكمة على آلام البشر وجهلهم .
ومن أجل مزيد من فهم التفاصيل اللاواقعية في صور العمليات التي تختزل ذهنيةَ انكسار المعنى لا بد أن نقوم بتفتيت مرتكَزات العمل الميثولوجي في التراث الجدلي الذي يضع الفردَ في مواجهة نفسه والآخر،فتصير الذوات البشرية مبنية على التضاد مع ذواتها ، وهكذا يتمزق المنحى الوجداني الذي يتم تأريخه بشكل مناوِئ للتداخل العقدي ضمن مستويات المعرفة البشرية الوجدانية ، ووفق هذا الترابط المتصوَّر مع مسارات أبجدية السلوك الروحي ، تنطفئ الروحُ شيئاً فشيئاً ، ويحل مكانها البنيةُ الاستهلاكية الجسدية ، فيغدو الفردُ مكوَّناً من جسدٍ وجسدٍ بلا أي إشارة واضحة إلى تواجد الروح على خارطة المنهجية العلمية الكلية التي تُجَذِّر البنى المجتمعيةَ كرؤية تلقائية مفرغة من المحيط العقلاني لخلايا الواقعية الملوَّثة بتقديس ما ليس مُقدَّساً .
كما أن التأسيس الذرائعي الذي يختبئ وراء إيقاعاتٍ رمزيةٍ لا يلبث أن يتجرد من وضوح القواعد النظرية ، وينفصل عن التنظيم الوجداني لحالة الانطفاء في ثقافة استبطان المعنى في إطار قتل المعنى لصالح تجهيل الشعب، وتحويلِه إلى تناص هلامي ليسهل سَوْقُه مثل قطيع الغنم ، ثم يسهل ذبحه دون أن يملك حق الاعتراض ، وهذه هي فلسفة التناص الديني المشوَّش ، حيث يصير التشيع مذبحاً يدخله الفردُ ولا يخرج، سعيداً بذبحه باسم حب آل البيت الأبرياء من كل أدلجة الخرافات المحورية.
إن تثبيت تقاطعات المنحى الرمزي على قيمة استقلال الوجدان الجدلي للزمكان المتداخل في التدين الشيعي يُعتبَر خطوةً أساسية في طريق تأسيس أطوار التصورات الأسطورية في خلايا فكرية قائمة على أدلجة الذهن الداخلي بشكل يسمح لأنوية التضاد الفلسفي بالحلول محل الموروث العَقَدي المشوَّش ، ووفق هذه الآلية المذبذبة بين تناقضات المراحل الشعورية لانكسار الوجدان الإنساني على قوى تغييب إشارات العقل، تتكرس حالةُ البنى العَقَدية الاستغلالية كأداء غير منطقي قائم على المحاولات الحثيثة للتلفيق بين الموروثات الجدلية في ظل انكسار المنطق وسياقات الانطفاء الفكري لمجتمع الخرافات المهزوم أيديولوجياً .
وكما أن مفاهيم السلوك الاجتماعي تفترض تياراً تحطيمياً في الداخل الشيعي الدِّيني فأيضاً قيمة التأصيل الظرفي تفترض بناءً اقتصادياً نسقياً يضع العلاقةَ الأسطورية بين التدين الشعبي ومعنويةِ منوال إنتاج الحطام الذهني العاصف في محل التكريس اللفظي في العقيدة الصورية.ومن هنا كان حتمياً تفعيلُ صور النَّص الاستباقي ليتسنى لإنتاجية الصور الدينية تشكيل إطار عمومي لحالة الوعي المجتمعي بمدى التضاد الشرس بين النَّص والتناص الناتج عن حلول العِلَّة في المعلول، وحلول المعلول في صورية العلة ، مما يجعل الصورية التكريسية لاجتماعيات الدِّين مساراً لفظياً عَقَدياً مُرَكَّباً على سوسيولوجيا النشاط الأساسي لمادية الروح التشريعية في النصوص الدينية الجدلية التي تفترض مخيالاً،وتبني عليه متوازِياتٍ موروثة تمتلك قيمةَ الرمزية في الميراث التفتيتي لأنساق التدين الشعبوي، والهدف من بناء المتوازِيات هو وضع صيغ التوجهات العبثية في ذاكرة الشعور بالأنا والآخر الداخلي من أجل نيل شرعية افتراضية تكفل ديمومةَ التطابق المنوالي مع صناعة النَّص الديني البشري ، وصبغه بصفة إلهية معصومة . وهذا التخبط المنوالي يؤدي في نهاية الأمر إلى تكثيف اجتماعيات التشكيل الفلسفي، والارتكازِ إلى معنوية المعرفة المتشظية ، حيث تغدو عمليات شرعنة غيبوبة العقل عن محيطات الجسد ، وتمزقِ الجسد في تفاصيل العقل ، ضَرْباً من معنوية الاستبداد ، وطمسِ هوية الضمير الداخلي للفرد الجمعي أو الإنسان المتكرر في دوائر التقاليد الخصائصية التي تعتمد في إثبات وجودية نَسْغها على ميكانيكية عاطفة التدين الشيعي ، وهكذا نفهم مقدمات السببية التي تُبنَى على معايير موغلة في غربلة ذاتيتها ، ومن ثم الوصول إلى أطوار التآكل الذاتي ، والاضمحلال الشخصاني، خصوصاً في ظل غياب منهجية واضحة لبناء العقائد ، والحيلولة دون التباين الصدامي بين مفاهيم الإدراك الإنساني لعلاقة الروح بالجسد .
إن صياغة مدلولات واقعة تحت ضغط النمذجة الاجتماعية لتموضع الانهيار الكلماتي في واجهة الأحداث الدينية ينتقل من طَوْر إلى آخر عبر تجريد وظيفي لإيقاعات الجزيئات المعرفية المبنية على التجاذب التلقائي بين العقيدة الشيعية الرافضية وجدلياتِ ذاتية انكسار روح المجتمع البشري المتموضع في التوازي غير المنطقي مع متواليات الانحسار الفكري الشمولي . وبما أن تشييد حضارة أدلجة الانطفاء على جماجم الأتباع تجريدٌ نسقي حتمي كان لزاماً على واقعية التخلف العَقَدي أن يبحث عن بُنى بشرية جديدة لكي يُدَجِّن الأتباعَ لضمان استمرارية الابتزاز باسم الدِّين وسلطوية كهنوت " آيات الله " . وهذا الذي يدفع باتجاه مضاد للوعي للمجتمعي بقيمة الهوية الذهنية للأنا والآخر في الداخل الشخصاني العام . وكما أن الأنا والآخر يؤولان إلى مسار مسيَّس يمتاز باختلاط تعريفات العِلَّة والمعلول ، وغبشِ التبادل الرُّؤْيَوِي بين الأنا والآخر ، كان التوالي الفكري لإيقاعات التسييس الفوضوي تياراً دينياً لا غنى عنه في معركة رجال النَّص لفرضه على جماجم البشر بعد انتزاع قيم الفكر والتفكير والتمييز والنفي والنقد والنقض والانقلاب . وهذه المتوالية الفكرية هي التي تؤسس أطوارَ الهدم والبناء في ذاكرة كل الأنساق الوجودية على خارطة التمحيص العَقَدي لحالة الغبش المقدَّس الذي تتم إحالته إلى نصوص شيعية دينية لا معنى لها البتة ، خصوصاً في ظل انعدام الغطاء المنطقي للتسلسل العقدي . ووفق امتداد الرموز المنهارة في إيقاعات الانتكاسة الوجدانية الشرسة، وانطفاءِ إرهاصات الحلم المجتمعي العمومي ، تؤول الحياةُ الاجتماعية إلى نوع من الفوضى الخلاقة ، وأدلجةِ قطيع الغنم ، بحيث تصير المستوياتُ الشَّعبوية لمساحة الرمز الخرافي المعصوم هلامياً مكاناً معنوياً للحالة الأيديولوجية السائدة في أوساط مجتمع بشري قامع ومقموع في آن معاً . ولأن الإفراط في تصنيف المستويات الإنسانية المنكسرة ساهم بشكل كبير في تجزئة زمكانية النَّص تفشى العبثُ في إشكاليات النصوص فأضحت بلا تاريخ واضح لكتابتها، وهي بذلك تشبه الأناجيلَ التي لا يُعرَف تاريخٌ محدد لكتابتها .
واعتماداً على خصوصية التأويل الميكانيكي لتفتيت المتمركِزات الإشاراتية في القوالب الدينية المسيَّسة وجدنا أن أشكال الرمز الفكري لا تعدو عن كونها مجالاً انسحابياً داخل توسعات مركزية التدين الشيعي الذي فقد معناه ، خصوصاً عندما ارتبط بالمشروع الفارسي الشعوبي ارتباطاً يصعب معه البناء على متواليات التوسع المعرفي في قدرة المساحة المعنوية لهالة التداعي الفكري الشرس . وهذا الأداء الغارق في هلوسة الهدم المنضوي تحت صيغ البناء الظاهري أدخل قدراتٍ معرفية جديدة على إعادة صياغة الكبت الإشكالي المتركز في ثنائيات الخلط التفتيتي ، ومثل هذا الخلط الإشكالي أدَّى إلى تثبيت الرموز الوجدانية في محيطات من الأنساق الأبجدية الدينية غير المتجانسة . واستناداً إلى هذا التحطيم التداخلي في طبقات التكريس غير العقلاني ، والتثبيتِ غير المنطقي على متوازِيات الشعور التصويري قامت الأبجديةُ الهوسية بتلميع صورة الزمكان النَّصي من أجل إقحام انفصال الذات المجتمعية عن الذات النَّفسية للأفراد في كينونة هوية العدم الذاتي ، حيث يتعادل وجودُ الفرد مع عدمه، ويصير التنظيم السلوكي لاستغلال إيقاعات التنظير الجدلي الأسطوري تياراً سلطوياً معتمداً على كينونة إشارات الصورية المتحكمة في بُنى توجيه الفطرة المجتمعية نحو تجذير فلسفي مضطرب أشد اندماجاً مع هوية اللامعنى .
لكن ثقافة السلوك بما تمثله من فوضوية انتكاسة العلاقاتية الدينية ما هي إلا نواة رموز تُولَد من وحي الفوضى الخلاقة، لأن العقيدة الشيعية اعتمدت في انتشارها على الخيانات المتكررة ، بدءاً من خيانة آل البيت على مدار التاريخ ، ثم خيانة الإسلام والمسلمين بالتعاون مع الأعداء في اقتحام البلاد الإسلامية كما حدث إبان غزو المغول لبغداد،ثم خيانة الدولة الصفوية بينما كانت الدولة العثمانية على أبواب فيينا ، وفي قلبِ أوروبا ، وغير ذلك كثير .
إذاً ، نخلص إلى القول إن الخيانة بوصفها الشرعية والمشروع والمشروعية في الميثولوجيا الشيعية أدَّت إلى تجذير مفاهيم جديدة للصراع التداخلي مع قيمة الأنا الذاتية ، وانفصامِ الشخصانية الاعتبارية للسلوك الثقافي التجسيدي ، وانفصالِ متواليات قيم المعنى عن هوية الشرعية المنطقية . ونحن إذ ندرس أدلجة الاعتبارات النموذجية على أنها تمحيصٌ عقلاني لميكانيكا التوالد الشعوري للفكرة الدينية الشيعية فإننا نُكَرِّس قيمةَ التثوير كرمز ثابت في غربلة التسارع الكيفي الذي يؤسس أطواراً من الإسقاطات المتناظرة مع وضوح السلوكيات التكوينية في الداخل النفسي لبناء أدلجة اللامعنى على مساحات احتضار اللفظ المخصَّص لهوية صياغة الموت البطيء في تحولات التجذر الاستباقي في تفاصيل نشوء حركة الوهم الديني الشيعي على أساس انسحاب أنظمة الافتراض المعرفي من إشكاليات الغياب ، والبناءِ على الحضور الطاغي في متمركِزات الهوية الحاملة للسيف في مواجهة المعنى الشرعي ، إلا أن الالتزام بقيمة المعنى يدفع كافةَ الأنساق إلى تجذير مساحات التحويل الواعي ، مما يمهد لنشوء حركة داخلية في النسغ الوجداني الروحي يتركز في ثنائية النقد والنقض ، والنفي والإثبات ، من أجل حركة معرفية أشد ثباتاً في تخليص الذات النَّصية من زوائد الهيمنة الاجتماعية على مسار النواة التكوينية للأطوار المرحلية في صيغ المجتمع الرافضي الهشة .
والأداء التقدمي في فهم طبيعة التجريد اللغوي في أبجديات التدين الذي تعتريه الشكوك المنهجية لن يتحقق إلا من خلال تعميق تتابعات إنتاجية التحليل الأساسي المترافق مع حالة منهجية عمومية ترمي بكل ثقلها إلى تكوين أنوية معرفية قادرة على تلمس مواطن الخلل في تكنولوجيا النص الديني الشيعي الذي ما زال يرزح تحت تلقائية المادية الجدلية المدعومة بالهاجس الروحي المضطرِب. وكلما تكرس الإقصاءُ الوجداني في ذاتية المنهجية الفكرية الموجَّهة ضد مسارات تدجين المجتمع ، وتسييس الخطاب الاجتماعي دينياً من أجل تحقيق مكاسب النمذجة الجدلية لمجتمع يُصنَع في دوائر الوهم والهلع ، تكرَّست الهيمنةُ المنطقية على كافة مفاصل تحركات الخطاب الإنساني في تداخلات عناصرية استثمار الأسطورة في مناهضة الوجود الحقيقي للمعنى الفكري العمومي . ومن خلال هذه الهيمنة المنطقية يُسحَب البساط من تحت سلطوية كهنوت " آيات الله " ، ويتم إقصاءُ برهنةُ نشوء المجتمعات الإنسانية الهشة على أساس تقديس الأساطير الشعبوية المتماهية مع الألغاز والقصص الشعبية التي لا تعدو عن كونها استهلاكاً محلياً متداخلاً مع هشاشة انكسار الوعي الذاتي بكليات الأنا المخدوشة، وإمكانياتِ الآخر الداخلي في التواصل مع كيانات الذاتية العقلانية في تحريك المجتمع وفق أساس منطقي شامل ونهائي .