نقد الأيديولوجية الشِّيعية الرافضية فلسفياً ( 6 _ 6)
للمفكر/ إبراهيم أبو عواد
إن القدرة الاستباقية الساعية لتعميم تحولات الذاكرة الوجدانية لانكسار التجريد الفلسفي على كل مساحات التوازي العشوائي لهوية الأسطورة الدينية تظل حبيسةَ الذاكرة الشعبية المنكسرة ، لأن عمليات التدجين المتواصلة المبرمَجة في عاطفة الذات الداخلية للفرد المهمَّش باسم الدِّين تركز في أدائها العبثي على الفصل بين الداخل الإنساني والخارج الزمكاني لوجود الإنسان على خارطة العمومية المنطقية ، مما يجعل الفعلَ الأيديولوجي انسحاباً طائشاً في أمكنة انهيار الشعور الإنساني بعد إفراغ قيمة الأنسنة من محتواها الفكري ، وتثبيتِ تصرفات التمركز الهش على التثوير الاستبطاني الذي يزيح الغطاءَ عن مركزية الوهم ليفسح المجالَ أمام فضح تكدسات ممارَسات الابتزاز باسم الذاكرة الروحية للفرد المغلوب على أمره . وعلى أية حال فإننا نجد أن وعي الشارع الشيعي البسيط بحتمية التثوير النابع من الداخل ما هو إلا انسحابٌ مُركَّز في ضوء بؤرة القمع الخارجي، وعليه فإن التعويل على الموتى في دفن الموتى يعد مضيعةً للوقت لا أكثر . فالجوهرية النسقية الرامية إلى فهم التثوير الحقيقي تنطلق أول ما تنطلق من صناعة بشر بخصائص عقلية جديدة، ومن ثم سيقود هؤلاء البشرُ أنفسَهم نحو الانعتاق النهائي من ثقل الهواجس الدينية الشيعية ذات المنحى الغارق في فيزياء الحِراك الأسطوري باسم ثنائية الخلاص والتخليص .
وفي كل أطوار فصل الممارَسات الشعبوية المعتمدة على منحنيات ابتزاز المشاعر الوجدانية للأنا الغارقة في الآخر المنزوي في الذات الواحدة تبزغ منهجياتٌ تهدف إلى إقامة قطيعة بين النَّص الشيعي والتناص الشعبوي( انعكاس دلالة النَّص على الفعل الاجتماعي ) باعتبار أن التشيع المذموم هو فلسفة المناحي الأسطورية لمنظور التحولات الإنتاجية في نخاع منوال البناء على سادية تفسير اللحظة التاريخية المعنوية .
وهذا المشروع الفاصل بين دلالات المعرفة الوجدانية لبؤر المعرفة الفكرية ليس إجراءً اجتماعياً يعتمد على الانتقائية العناصرية بقدر ما هو منهجٌ علمي واضح المعالم يتصدى لكل انحرافات مفاهيم انهيار المنظومة الوجدانية المتداخلة مع ثنائيات غياب المعنى لصالح حضور اللفظ الذي يُقَدَّم على أنه فلسفة المعنى، وبالتالي فالأبجدية الدينية الشيعية تصبح مكوَّنة من عنصرين : اللفظ واللفظ المضاد ، وليس اللفظ والمعنى ، وهذه الإشكالية الخطيرة نتاج طبيعي لحالة الاختلاط الفيزيائي بين واقعية العِلَّة المضطرِبة،ومخيال المعلول الناتج عن هلامية الصورية اللامنطقية للنتائج السياسية على الأرض.
لكن تقويض دعائم الاختلاط المعرفي بين مكوِّنات النسغ العاطفي للروح الإنسانية ليس بهذه السهولة ، فالناس أعداء ما يجهلون ، والفرد ناشئ على ما تعوَّد عليه ، لذا فإن تربية الفرد الشيعي على تقديس الخرافات أدخلته في متاهة المقدَّسات القاتلة المنسوبة . ولأن المجتمع البشري المنحرِف غارق في الاعتيادية المميتة كان من الصعب عليه الخروج من هذه الشرنقة التي يصنعها" آيات الله " لتحقيق مزيد من النفوذ والمكاسب السياسية على أساس المتاجرة بالدِّين ، والذي يتعود على قتل الشمس الداخلية سينكر ضوءَ الشمس الخارجية ، وكما قال الشاعر :
قَدْ تُنْكِرُ العَينُ ضوءَ الشَّمس مِنْ رَمَدٍ
ويُنْكِرُ الفَمُ طَعْمَ المـــاءِ مِنْ سَقَمِ
وفي ظل هذه القوقعة المنسوجة حول الجدلية الشعورية بكل قسوة لم يكن غريباً أن تستمر حالة تمزق الوعي في محيطات الصِّدام التحليلي مع سيكولوجيا انحسار المد المعرفي في أذهان التطابق المجتمعي ، لأن اللاتجانس في إيجاد تفاسير ذهنية القوة المجتمعية العاقلة يصير بحد ذاته قوةً لاعقلانية ، الأمر الذي يفرض على سلوكيات التأكيد الفكري إحساساً بقيمة انكسار ذاتية الأداء الأنثروبولوجي، وإشكاليةِ الترابط العشوائي بين المجاميع البشرية الغارقة في التشظي، ونصوصِ الذاكرة الدينية المشوَّشة سنداً ومتناً .
إن تشكيل أبعاد السلطوية الشخصانية في عمق مكتسبات التحليل البنائي للهدم المتواصل في لامنطقية احتضار أبجدية التدين الشيعي المضطرِب هو المناخُ الطبيعي لتوليد امتداد نفوذ المؤسسة الدينية الشعبوية الحاكمة باسم الخرافة على أجساد الشعب ، وبعبارة أخرى فإن مثالية الخيال التفكيري تفقد امتدادَها الشعوري التجذيري في واحدية اقترانها بمناهج انتزاع الشرعية المفرِطة في الغبش من أفراد مسحوقين غير قادرين على الرفض ، لأن رفض الخرافات الشيعية مُؤطَّر بالمنحى السيكولوجي المدعوم بقوى الهيمنة الرُّؤْيَوِيَّة في تداخلات النصوص المنسحِبة على التداعي الإدراكي المسيطر عليه من قبل ثنائيات التضاد الكهنوتي المغلَق .
لكن المكتسَبات المخيالية في ميكانيكا التشيع الضاغط على العقلانية بشكل إشكالي صارم لا تقدر أن تغدوَ واقعاً معاشاً حاضناً لمستويات التضارب البشري السلوكي بسبب اعتماد التشيع في انتشاره على التعاون مع قوى خارجية معادية ضد الداخل السُّني الإسلامي على أساس أن الداخل السُّني يضطهد النظامَ العَقَدي الشيعي الفوضوي ، ويُضَيِّق على أتباع هذه المنظومة العابثة بالألفاظ والمعاني . وهذا مجانبٌ للصواب من ناحيتين : الأولى _ أن من واجب النظام السُّني المجتمعي أن يمنع كافةَ الانحرافات الشيعية، خصوصاً وأن الشيعة يعتمدون منهجيةَ استغلال حب الناس لآل البيت ، والمتاجرة بدمائهم وتضحياتهم من أجل تحقيق مكاسب سياسية فارسية ذات نزعة شعبوية، والثانية_ أن الديالكتيك العَقَدي الشيعي الرافضي هو تيار إقصائي يقيم قطيعةً مع التاريخ بشكل كامل ونهائي ، وهذه القطيعة الوسواسية من شأنها تفتيت المجتمع ، ونقله من حالة التكتل البنائي المتين إلى تناثر تجسيدات الكيانات اللامنطقية المنفصلة عن الذاتية الوطنية للأم العقلانية . ومن هنا كان لزاماً منع امتداد التشيع المذموم لأنه قنبلة موقوتة داخل المجتمع مزروعة في ذاتية القراءة المتطرفة للسياقات الدينية ، والأنساقِ التاريخية .
وإذا انتقلنا إلى دور الطبيعة الإقطاعية للنسغ العقدي الشيعي فهمنا تقاطعات المجتمع الطبقي ، حيث إن الشيعة المتاجرين بالدِّين سواءٌ انتسبوا للنبي صلى الله عليه وسلم ( أصحاب العمائم السوداء ) أم لم ينتسبوا ( أصحاب العمائم البيضاء ) هم يؤسسون مشروعاً استثمارياً يتلاعب بعواطف العوام الدينية ، ويوجهها إلى وجهة مؤدلَجة بُغية فصل اللفظ عن المعنى،أي تأسيس مكانة اجتماعية راقية ومعصومة لرجال الدِّين على حساب جوع العوام ولهاثهم وراء الطعام في سلال القمامة ، ووعدهم بصكوك غفران شيعية مثل ظهور المهدي الإمام الثاني عشر بعد أن دخل في السرداب ، وهذه العقيدة الشيعية المرفوضة متماهية تماماً مع أسطورة صكوك الغفران حيث كانت الكنيسة تمنح الجنةَ للقادر على الدفع ، أما الفقراء فَيُكْتَفَى بتخديرهم ليسهل ذبحهم والمتاجرة بدمائهم ، أو سوقهم كالأغنام إلى الهدف المنشود ، وهذا هو لب المناخ الفلسفي للعقيدة الشيعية ، ونشأةِ ظهورها كتيار إقصائي فارسي مضاد للإسلام الصحيح، والعروبة النقية بلا تعصب أو استعلاء بالباطل على باقي الشعوب والأعراق والإثنيات .
إن انتشار التشيع بالسيف خصوصاً ما قامت به الدول الفاطمية والصفوية والإيرانية من استخدام العنف العبثي تجاه المخالِفين ما هو إلا نتاجٌ طبيعي للأدلجة المستعرة في صياغات التأسيس الرمزي للعاطفة الروحية في نفوس الأتباع الجهال ، حيث تتجذر البيئة المضطربة فلسفياً في تقاطعات الهرم الاجتماعي بدءاً من واحدية الخرافة النسقية حتى تأسيس متوازِيات الفصل العناصري بين ألفاظ الذاكرة ومعاني الصيغ الدينية الخاضعة لسطوة إفرازات المجتمع البشري الإقطاعي،خصوصاً مع وجود عائلات شيعية تنسب نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم زوراً، أو هي تنتسب للنبي صلى الله عليه وسلم حقاً ، ولكن من ناحية النسب لا الاتباع، وهذا النسب بلا اتباع لا ينفعها مطلقاً، وهو حجةٌ عليها لا لها ، وهذه الزعامات الوهمية قائمة على أساس المتاجرة بدماء آل البيت ، واستغلالِ هذا النسب الصحيح أو غير الصحيح لابتزاز العوام ، ومحاولة تحصيل أكبر فوائد مادية منهم ، وتكريس النفوذ على حساب المسحوقين .
لكن التمثيل السياسي في ذاتية الدين الشيعي يفضي إلى التماهي القاتل بين ولاية الفقيه الذي هو رأس الدولة المعصوم كما يُرَوَّج له ، وبين النظام الكهنوتي الصليبي لدولة مثل بريطانيا ، حيث الملكة التي هي رأس الدولة سياسياً ، هي أيضاً رأس الكنيسة الأنكليكانية . ومن هنا فإن لعبة المتاجرة بالدِّين من أجل أهداف سياسية ما زالت السمة المميِّزة للفوضوية الزمكانية في ميثولوجيا المجتمع الشيعي الرافضي . وعليه فإن صياغات الحلم الإنساني لن تجديَ نفعاً ما دامت نابعةً من إفرازات التيار الميكانيكي لبيئة عناصر هامشية متمركزة في بؤر الهشاشة الفكرية التراثية . فقراءة التاريخ الداخلي والخارجي قراءة نسقية تفريغية متطرفة والتي تصير أدلجةً مُقدَّسةً غير قادرة على تثبيت الوعي الانتكاسي الذي يسبح في محيط فراغي بلا مرجعية معتمَدة ، الأمر الذي ينقل الطبيعةَ الأسطورية لجغرافية النَّص من تشظي الاقتباس الاجتماعي من الذاكرة الشعبوية للحكايات الخرافية إلى تكثيف التواجد الذهني الداخلي ، حيث تنكمش تفاصيل التيارات الاجتماعية في سطحية الخلفية الاجتماعية للانهيار التراثي داخل مساحة زمنية محاصَرة بأمكنة وجدانية لا يمكن أن تنبثق إلا عن تراث جدلي غير منطقي لا تاريخ له سوى الضغط الأفقي والعمودي على مداخل الذاكرة الشعبوية للأنا المحطَّمة .
وفي أثناء التشييد المتوالي على سطوح الفكرة المعرفية المضطرِبة ترسخ مشروعيةُ نقض افتراضات الانهيار الشعوري في قوالب التفسير الحيوي للتيار الاجتماعي المعنوي ، إذ إن الألفاظ مهما بلغت من قوة قادرة على التعبير عن احتياجات الأبعاد الفلسفية للتمركز التراثي حول نواة الهشاشة الدينية الشيعية فإنها تظل عاجزة أمام تجذير متواليات المعنى المناوِئ للمعنى. وبعبارة أخرى فإن تكاثرية الأضداد في محيط من المساحات المضمحلة المناهِضة للمعقولية الحتمية تفرض على المعنى التفسير لاتجاهات البعد الحياتي الدائر حول نواته المشتَّتة مزيداً من العزلة المعرفية الشاملة ، وهكذا يتراجع الأداء المعياري للعقيدة المنحرفة في وسط انكماش ذهني متشظي وعابر لمسارات الطبيعة الجزئية،إلا أن المسار العَقَدي لاجتماعيات النزعة المركزية في إشكاليات المجتمع البشري يتوافق تماماً مع شكلانية التوحد مع الذات المناهِضة للتداخل بين اللفظ الدلالي ومدلول المعنى ، لأن الفصل بين قيمة المعاني للمفاهيم المعرفية يُفسِح المجالَ للمزيد من بناء الإرهاصات البنائية ذات التسييس الإحلالي ، فالرؤية الغائبة عن وجودية ثبات المرجعيات التشريعية تستمد من التراثية الثقافية شكلاً جديداً لانكسار العناصر المرئية ، ومع تزايد الضغط على بقع المساحات المتزامِنة مع نشوء ذاكرة اضمحلال جزيئات المعنى ، يصير الضغطُ التجريدي عقيدةً مخياليةً مفروضة على سياقات النمو القسري للنظام الاجتماعي الإقطاعي ، حيث يصير الدِّين الشيعي عبئاً على الفرد ، وجزءاً من المشكلة لا الحل ، وهذا راجع إلى ما يحتويه من أنساق عِرْقية متمايزة سالبياً ، وتياراتٍ ماديةٍ تقيم التجمعاتِ البشرية على أساس احترام من يَمْلك ، ونبذ من لا يَمْلك . أي إن التقاطعات الدينية مع مستويات التطابقات الاجتماعية تمر بشكل إقطاعي عبر أنساق التوليد المصلحي لفئة محدودة مُتنفِّذة تعيش عالةً على ظهور الشعب المهمَّش ، فالفرد يصنع آلهته ، ثم يقدسها ظناً منه أن في عبادتها خلاصه ، وعندما يجوع قد لا يتمكن من أكل تلك الآلهة إذا سبقه الموتُ .
إن انكسار معنى الحياة العادية هو ثنائية الدال والمدلول ، كما أن التمييز الدلالي ضد إنسانية الكيان سرعان ما يبدأ في محو آثار الرؤية الحالمة للفرد ، لأن الفرد حينما يتحول إلى ماكينة لتفريخ الآلهة ، فإنه يتحول تلقائياً إلى صورة إحلالية قائمة على التصالح مع اللاتصالح،فتبدأ حالة الحرب الأهلية بين جوانح الفرد الذاتي، ومن هنا فإن الانفصام التأطيري الذي يرمز إلى تأسيس محورية استيعاب الهدف سوف يفقد قيمةَ الهدف ، فالقاعدة المحرِّكة لهذا الموضوع الحاسم هي" لا يذهب بعيداً من لا يعرف إلى أين هو ذاهبٌ " ، وهذا بالضبط ما يحصل للفرد المؤطَّر داخل متاهات أبعاد التتابع الإنتاجي لحالة إشارات معنى الألفاظ الدينية المضاد لألفاظ المعنى الوجودي للحالة الإنسانية العامة . إذ إنه مع استمرار عمليات التمايز العلاقاتي في إدراكات الفردية القطبية ( تحول الفرد الذاتي إلى جهة مؤدلَجة تصير قطباً متمحوراً حول ذاتية أنساقها في مواجهة الآخر الداخلي ) فإن تياراً جديداً سوف ينشأ من اضمحلال بدائية بُنى الأنوية الدينية بفعل متواليات التكثيف الجزئي على مساحة وحدة الدلالة الكلية للتاريخ الوهمي للدِّين الشيعي .
إن بدائية التكوين الثقافي للجمعنة السياسية في الإطار الديالكتيكي غير الواضح لا يمكن الاعتماد عليها في تجريد الشرعية النَّصية لأن تتابعات متلازِمات صهينة النَّص الديني الشيعي ضمن الإطارين : النصراني واليهودي ما هي إلا نتاج أيديولوجي غامض لفكرة الخطيئة المتماهية مع الميثولوجيا النصرانية ، فكما أن النصارى يعتقدون أن المسيح ابن الله صُلِبَ لِيُخَلِّص البشريةَ من ثقل الخطيئة ، يعتقد الشيعة بشكل أو بآخر بأن الحسين قُتِلَ لِيُخَلِّصهم ، مع أنهم هم الذين قتلوه وخانوه وطلبوا منه المجيء لإنقاذهم ثم باعوه مقابل الدينار والدرهم ، وهذه هي فلسفة التشيع في كل الأطوار التاريخية .
واعتماداً على اضمحلال التجمعات الجدلية في تقاطعات تعاليم الخلاص المخيالي ، نجد أن أشكال الذاكرة الاجتماعية حينما تتصادم مع النظام الإقطاعي للدِّين الشيعي تكون النتيجة الحتمية التي لا مناص منها هي إفراز بلورة التشويش العَقَدي في تفاصيل شخصنة المناحي الفكرية لانكسار الفلسفة المعرفية التي تعزز البناءَ على معطيات التكوين الوهمي لبناءات القدرات الاجتماعية في أدق تفاصيل الإقصاء المتعمِّد ، فالإقصاء الداخلي المسيطر عليه من قبل البيئة المخيالية مُوَجَّه بالأساس ضد الطبيعة الفطرية للفرد ، إذ إن متواليات تكريس ميثولوجيا الدِّين الشيعي عن طريق استغلال الأنطقة الشعورية تقترب شيئاً فشيئاً من نمطية انهيار منطقية الصورة الاجتماعية ، لأن التجمع البشري المندمِج بالكلية مع تسييس التخيلات العقدية ينزاح باتجاه تكوين تيارات فرضية مسيَّسة أصلاً نتيجة تضارب الفرضيات الاجتماعية ذات الصبغة الدينية المخلخَلة ، فالتأصيل الدلالي على منهجية استعارة الأنا الضائعة في تداخلات الكلية التأطيرية الواهمة يظل تصويراً هشاً في مواجهة ارتدادات التبعيض السيادي على أسطورية الدِّين الشيعي ، وفرضياتِها المبنية على نيل السيادة الشَّعبوية من خلال فرض مبادئ المفاهيم العمياء الساقطة في البؤر الإنسانية المترابطة بشكل صاعق مع جذور ثقل التركة التاريخية للوهم الشيعي العابر لأطوار الذات عن طريق تمزيق الذات الكلية لأنسنة المراحل الشعورية التي تصير تاريخاً جديداً لموتٍ بشري بطيء يُولَد من رحم الفجيعة المؤدلَجة سياسياً من أجل فصل الأنساق الطبقية المجتمعية ، واستعارة دور العبد والسيد ضمن منهجية رجال الدِّين الرامية إلى امتصاص الرحيق الإنساني بشكل نهائي وحاسم، لأن حركة تأسيس المشروعية على شرعية التاريخ المنهجي لا يمكن أن تتم إلا من خلال تثوير الأنساق الفكرية المنصِفة وهذا ما تفتقده الآلة الإعلامية للتشيع المذموم .
وفي واحدية الزخم المهيمن على أنساق التحرك البنائي لذاكرة جزيئات المعارف الأيديولوجية في إيقاعات التضاد المتداخل مع بنية تطور التيار العَقَدي نجد أن فوضى التعريفات الدينية تدخل في صيغ المعطيات الوجودية ، إذ إن التعاكس الرمزي في تفسير التفكير الوجداني للإشارة العَقَدية سرعان ما يذوب في افتراضات المعطيات المركزية ، لأن تمركز الجزيئات النسقية على الأطراف يسلب من المركز صيغَ البناء المتداخل مع أنوية الفكر الميثولوجي الشيعي، فالدوران في فلك المركز يفرض على كلية الاختيار المعرفي أبجديةً جديدة من الإشكاليات التي تنخر في جسد العقيدة الشيعية المحتضرة ، الأمر الذي يفسر ظهورَ تواريخ إشكالية في ذهنية التطور الإنساني نحو الأسوأ من خلال تجذير التفريغ الاجتماعي لصالح تثبيت العقيدة الزائغة ، ومن هنا نفهم طبيعة التحولات في الذات الشعورية للفرد الذي يصبح وقوداً رخيصاً من أجل تحريك محرِّكات النمو الجدلي للأساطير الشيعية المقدَّسة.وبما أن التأصيل الشعوري للغبش في عاطفة الدِّين المخيالي يتخذ مساراً التفافياً حول هلامية صناعة الإطارات الوجدانية للذهن المتحرك بالتوازي مع انكسار الأنساق الشعبوية نتيجة الضغط الديني الهستيري على رقعة توليد أبجديات العنف في سيكولوجيا الكيانات التأويلية ، كان من الطبيعي أن تحدث عملية إغراق إنتاجيات الهيمنة الاستبدادية في هلامية التأريخ المنكسِر في غياب المعرفة الواضحة الحتمية ، إذ إن اتخاذ المعنى مساراً لفظياً موغلاً في رمزية تكرار احتضار أبجدية الأسطورة ما كان ليحدث لولا فرض السياقات العلاقاتية في تداخلات الاضمحلال الجزئي غير الفعال الناتج بفعل نفي الجزء للجزء المقابِل ، وغياب الكل بفعل تفشي التضاد بين أجزاء الذات التأصيلية لإرهاب النَّص الديني الشيعي .
ومع استمرار الاضمحلال اللغوي في طرق بناء ميكانيكا المجال المعياري لمصدرية التاريخ الذهني المخيالي ، ظهرت أنظمة جديدة من الفوضى الافتراضية التي تُحتِّم على انحسار الوعي العمومي أن يصبح وعياً كلياً شاملاً ، فصار النفي هو وحدة الإثبات الفريدة في هذه التقاطعات المتقاتِلة على شرعنة الوجود العقلاني لحالة العقم الأبجدي الواضح في لغة التشيع ، سواءٌ من ناحية ميكانيكا الأنساق المغلَّفة بثنائية الخلاص والتخليص ، أو ماديةِ اللغة الفكرية التي تؤدي إلى نشر حالة التضاد بين الجزئيات والكليات ضمن محيط غارق في التآكل الكمي والنوعي لصالح بروز وعي فلسفي منقوص يُؤدلِج العقلنة الجمعية الفطرية المنطقية كَدِين أُحادي شخصاني غير منطقي .
إن الإرهاب الشيعي الرافضي الذي تتجلى مظاهره المنهجية في أدلجة تيارات استغلال الناس وإبادتهم بواسطة تعميم عقيدة " ولاية الفقيه" الموضوعة بالأساس لسرقة الشعب المسحوق ، ومع تواصل فرض السياقات الأحادية في شكلانية تيار هلوسة الدِّين الشيعي تتكرس معاداة العقلانية كمنهجية حامية للنظام الفوضوي الفارسي في الإمبراطورية الفارسية المعاصرة ( إيران ) الآخذة في التمدد بواسطة الشيعة الأعراب العملاء لها ، وهكذا نجد أن ما يسمى بحزب الله ، وهو منظمة شيعية خاضعة بشكل مباشر لسلطة المرشد الأعلى للثورة الشيعية التي لم تكن سوى انقلاب أعداء الحق على أعداء الحق ، يحاول الهيمنةَ على لبنان ، وإحالته إلى دولة صفوية . ونحن بالطبع نساند المقاومة ضد العدو الصهيوني ، ولكن ينبغي أن نعلم أن " حزب الله " لا يقاوم العدو الصهيوني من أجل سواد عيون المسلمين ، أو من أجل الدفاع عن أهل السُّنة ، فهو قد قتل السُّنةَ في بيروت الغربية بكل دم بارد بالتعاون مع الميليشيات الرافضية " حركة أمل " ، وبأوامر من القيادة الفارسية لإيران ، وبالتنسيق مع النظام النُّصيري السوري . إنه يُقاتِل لتحقيق مصالحه ، وتأسيس دولة صفوية في جنوب لبنان ، وإدخال لبنان في الفلك الشيعي الفارسي الإيراني المعادي للعروبة والإسلام.وعلى أية حال فإن إيران والكيان الصهيوني وجهان لعملة واحدة فكلاهما يحتلان بلادَنا . فإيران هي مشروع صهينة السياسة الصفوية الشيعية الرافضية من وجهة نظر فارسية ، كما أن الكيان الصهيوني هو صهينة أكاذيب الصفات التوراتية اليهودية . وعلينا معرفة كيفية التعامل مع هذه الفكرة، ومسكِ خيوط هذه المرحلة الحساسة بما يضمن الدفاع عن الإسلام ومصالح المسلمين.
إننا نساند المقاومةَ ضد العدو الصهيوني، وضد الغرب الإسخريوطي ، وفي نفس الوقت ينبغي الانتباه إلى التوسع الشيعي الفارسي من أجل نشر الضلال في بلاد السُّنة ، وإخراجهم من المنهج الحق في اتباع الكتاب والسُّنة الصحيحة إلى المذهب الرافضي . فلنتذكر على الدوام الاحتلال الشيعي لإيران والعراق وجنوب لبنان ، وأن لا ننخدع بالدعاوى المخدِّرة الصادرة من الشيعة الروافض، والتي تنادي بالوحدة الإسلامية في حين أنهم يقتلون أهلَ السُّنة في إيران والعراق ولبنان. ونحن في هذا المقام لا نريد أن نزيد الأمة تمزقاً فوق تمزقها،ولكن وللأسف فالشيعة يلعبون لعبتهم القذرة القديمة الجديدة في التعاون مع الأجنبي ضد أبناء جِلْدتهم لكي يسيطروا على الحكم كما فعلوا في العراق، وقيامهم بإبادة أهل السُّنة ، وتفريغ كل المناصب الحساسة في الدولة منهم، ثم بعد ذلك ينادون بالوحدة الإسلامية،وعدم الانجرار إلى الفتنة الطائفية، وكل هذه الدعاوى المخدِّرة تهدف إلى كسب مزيد من الوقت لتحقيق سيطرة سياسية شيعية على المنطقة أكثر شمولية ، وأكثر إرهاباً باستخدام أساليب التعاون مع الأجنبي الغازي . وهذه اللعبة المرفوضة تعتمد على تحويل كل شيعي إلى عميل مزدوَج: عميل لإيران بوصفها الأم الحاضنة للمذهب الرافضي، ولأمريكا بوصفها القوة الخارجية العظمى التي تقدم الحمايةَ للوجود الشيعي الحاكم في الدَّاخل .
ومما لا شك فيه أن الفلسفة الأبجدية في إرهاصات إمبراطورية معاداة الذات العاقلة المنطقية قد قادت اللاوعي الشيعي المنهار إلى بؤرة انحلال الذاكرة المهووسة ، فصار التشيع المؤطَّر في هواجس هيكلة المنظور المتطرف أيديولوجياً تركيباً سوسيولوجياً غارقاً في الغلو التراثي الممتزِج مع انكسار الذات الفردية للإبداع ، لأن الفرد في المجتمع الشيعي المفكَّك غدا آلةً لتفريخ المال الذي يصب في جيوب " آيات الله " دون وجه حق ، وذلك بالاعتماد على فرضية ولاية الفقيه ، وتوسيعها لتشمل الْخُمْسَ الذي يبتز به رجالُ الدِّين الروافض عامةَ الشعب .
وعلى أية حال فإن إشكالية انهيار الذات العبثية تفترض وجوداً مخيالياً في الأداء الانتكاسي للرؤية المعرفية ، فالغبش المتعمد والموظَّف لخدمة اختلاط جدليات النصوص البشرية المصبوغة بهالة العصمة والقداسة يُحال إلى أشكال من المستويات الفكرية المفتوحة على مصطلحات الارتكاز التَّسييسي ، أي إن الوجود الدِّيني تنحصر أهميته فيما يقدمه من جوانب سياسية لخدمة الطواغيت من " آيات الله " والميليشيات الشيعية المتطرفة هنا وهناك ، والمدعومة من المرشد الأعلى الإيراني الذي نصَّب نفسَه إماماً معصوماً فوق المستوى البشري ، فلا أحد يسأله : ما مصدر أرصدتك البنكية السرية ؟، ولا أحد يحاسبه أو ينقد أفعالَه المنحرِفة ، فهو الدولة والدولة هو ، وهذا التخلف الذي قسم المجتمع إلى قسمين : السادة والعبيد ، لا بد أن ينهار عاجلاً أو آجلاً لأنه مجتمع مبني على وجود الآلهة البشرية والكراهية والشطط الطبقي وانعدام العدالة الاجتماعية وسوء توزيع الثروة ، وازدياد الأغنياء غنىً وهم الفئة الضئيلة على حساب الشريحة الساحقة في المجتمع وهم الفقراء المغلوب على أمرهم . وللأسف فإن الدول الكافرة تتمتع بالعدالة الاجتماعية ومحاسبة المسؤولين بدءاً من رئيس الدولة حتى عامل النظافة ، في حين أن الدول في العالم العربي والإسلامي مبنية على عصمة الحاكم الذي نصَّب نفسَه إلهاً برفقة حاشيته، وسوء توزيع الثروة ، وسرقة الشعب في وضح النهار من قبل المتنفِّذين دون حسيب أو رقيب . وهذا ما جعل دُوَلَنا في مؤخرة القافلة العالمية .
ومع غياب المرجعية الاصطلاحية عن صيغ تعريفات الثبات الجدلي في المنظور السياسي لاجتماعيات التشيع الانتكاسي تبرز اختلاطاتٌ مركزية غير مسبوقة في طبيعة التأصيل المرتكِز إلى عبثية المستويات الفكرية المفتوحة على انحرافات التزامن السلوكي للتناص الجزئي البشري الذي يصير بعد حقنه بالأدلجة الانهيارية جزءاً ميكانيكياً لشريعة معصومة _ ظاهرياً _ ذات صفة إلهية . مع أن النصوص الدينية الشيعية هي تجميع اختزالي يعتمد على تقويل أئمة آل البيت ما لم يقولوه. والذي ساعد على تجذير هذه الميثولوجيا المكشوفة في إشكاليات الصفات المعرفية لذوبان الأنا في كليات الفلسفات الفارسية التي احتكرت صيغَ التشيع الأعرابي بمباركة بعض الشيعة الأعراب الموالين لإيران المعادين للعروبة والإسلام هو تقديم الدولة الصفوية الإيرانية نفسها على أنها الراعي الرسمي والأم الحاضنة والمتحدث باسم كل الشيعة الروافض في العالَم .
وهذا التزامنية الشعورية في انعدام اتضاح المعنى تقف وراء انكسار الدلالة الواعية في ذاتية المجازَفة الفوضوية التي تصير شريعةً شيعية مذهبية لازمة من أجل إعادة تعريف التمركز الإقصائي في التراث الحاضن لأنوية التمزق التداخلي ، فالموجودات المتحررة من إشكاليات سلطوية صهينة النَّص الديني الشيعي لا يمكن لها أن تتجذر في ظل غياب بيئة الجزيئات الفكرية التي تتكامل لتكوِّن رفضاً قطعياً مع التسييس الدِّيني الفارسي المؤدلَج في صور الشعوبية . وكما أن التشكيل البصري للحاكمية الكهنوتية في الأساطير الشيعية يعتمد على احتكار الأبعاد المصلحية ، وجعل الدِّين منفعةً شخصية لطبقة معينة من المتاجرين بالعقائد ، فإن التشكيل العَقَدي الواضح الذي لا ينفي قيمةَ العقل سوف يقوم بتأسيس مرحلية القطيعة مع تأسيسات الخرافات الشيعية من أجل تحرير الفرد الشيعي من سطوةِ استغلال " آيات الله " ، و هيمنةِ صكوك الغفران الشيعية المتمثلة في منح الخلاص الأبدي للناس مقابل أن يظلوا خاضعين للأساطير الممنهَجة راضين بذلهم وبؤسهم ، وسيطرةِ فكرة الخطيئة والخلاص .
وعلى أية حال فإن الاحتكام إلى هيمنة الواقعية الأسطورية ما كان ليحدث لولا شرعنة النصوص الخرافية وإسقاطها على محاولات تكديس النخبوية اللامنطقية في نوعية الذاكرة الجزئية للانهيار الزمكاني الوجودي في قدرات التفكير الاجتماعي الضاغط على الأيديولوجية المخيالية ، فالسلطة البشرية الموجِّهة لبوصلة النص الديني الفضفاض عن سبق الإصرار والترصد من أجل زرع المخيالية الوظيفية في اتساع هلامية الفكرة لتحقيق أكبر قدر من الاستغلال والنفعية عبر إلباس كل حالة لبوسها الفكري المناسب لها استغلالياً تضارع سلطةَ محاكم التفتيش التي تهدف إلى تحويل المجتمع إلى ذاكرة الرعب والأحادية الأنانية والقتل العشوائي حيث يصير دم الإنسان أقل قيمة من دم الحيوان .
والقطيعة الراسخة في جذور التيار التراثي الرافضي تنبع من فكرة المخيال الوظيفي ، حيث يُصار إلى وهم ميكانيكي، ومن ثم يتم تحويله إلى تقاطعات نسقية بالغة الخصوصية ترمي إلى تكريس نوعية الانحلال النقدي عبر توليد نقد مضاد في التداخل الذاتي للعقيدة الشيعية الرافضية . فالمصلحية المقنَّعة في الأُطر التجريدية لا تلبث أن تقوم بدور سالبي يؤثر في طبيعة تشريح البنى البدائية لهندسة احتضار المعنى في ظل الزخم اللفظي المسكوب على نقطة مركزية متماهية مع صدامات أنوية التموضع الأنثروبولوجي المسيَّس .
فكما أن القيم الدينية السالبية المدعومة فارسياً تحاول فرض شرعية الجريمة على كهنوت اللاتجانس الشيعي الشَّعبوي ، فأيضاً تبرير الإطارات المنهجية للموقف المضطرِب في ثنائيات اللغة المتصارعة على احتكار الأسطورة يحاول إيجاد موطئ قدم له في ذاكرة الجزيئات الشعبية ، حيث المجتمع الشيعي المسحوق تحت هيمنة طبقة " السادة " التي تتلاعب بالثروة كيفما تشاء في حين أن الشعب يفتش عن الطعام في سلال القمامة للأغنياء . وهذا الشطط الطبقي نتيجة طبيعية جداً في مجتمع يتاجر بكل شيء بدءاً من الدِّين الشيعي والكذب المنهجي على أئمة آل البيت ، وانتهاءً بفروج النساء ضمن شرعية الزِّنا المقنَّع ( نكاح المتعة )، حيث تصير المرأة ضحيةً لمجتمع أيديولوجي متخلِّف يفسر النصوصَ الدينية تفسيراً ذكورياً لكي يهيمن على الذاكرة الجزئية والكلية للأفراد الموعودين بصكوك غفران جديدة .
وبالتأكيد فإن المناهج المعرفية المضغوطة في بؤرة تصادمات الأنوية الذاتية تنزاح بشكل علاقاتي لترسيخ شرعية الشهوة الجامحة في تكتلات بشرية متخلفة تستند في شرعية وجودها التوظيفي المنهار إلى عصمة البشر العاديين التي ترمي إلى تفريغ المعنى الفكري الكهنوتي الشيعي من أية محاولة نقدية هادفة إلى الحد من تكسر أنوية الدلالة الوجودية للفكر ، فانتشار الهذيان الأسطوري المدعوم من قبل نصوص دينية مفروضة بحد السيف على سياقات بشرية غارقة في الأُمية الدينية جذَّر ثنائيةَ الأبعاد المتعارضة في إطار انكماش المعارف ، الأمر الذي أقام قطيعةً مع تكوينات الأبجدية المعنوية لحالة الطبيعة اللفظية للتراكيب الإشاراتية،ومن هنا نفهم الدور السالبي لإشكاليات التصور المتلازِم مع تراجع منسوب توظيف المعنى لصالح توظيف السياق الانتكاسي للخرافة الدينية النفسية ، أي إن المتخيَّل البشري غرق في صورة اللامعقول المثبَّتة على مركزية الانغلاق المحوري في تقاطعات النص التصويري للفجيعة المتصدعة داخل أنوية الذهنية المنكمشة .
واعتماداً على تصدعات الأصولية الإدراكية في تراكيب الافتراضات العناصرية للمجموع الميكانيكي الديني تظهر الشروط التجريدية من صميم الواقعية الخرافية لمسار النَّص المركزي، إذ إن الذهنية غير المنطقية المعتمدة على بناء الذات وضدها في آن معاً سوف تضمحل إذا واجهت تياراً رمزياً من بنى مراكز صنع قرار المنحى الأسطوري للدِّين الشيعي بوصفها تجميعاً لفظياً للمعنى المتشظي في أطوار احتضار العقلية الناقدة لنشأة تطورات البناء على الوهم . فالتوظيف الذي يقود طريقَ ذاكرة الشذوذ العلاقاتي سيظل تحليلاً قمعياً في صورة الدلالة الرمزية المشيرة إلى واحدية الجزيء اللغوي الذي يستقطب أبجديةَ الدِّين الشيعي الاستغلالية، ومن هنا فإن تأصيل ربط الفردية المعرفية بالشكلانية المضادة لمجتمع الكراهية الجذري لا يمكن أن يتضح معالمه إلا عبر ترسيخ صورة النَّص الكهنوتي الفارسي في بؤرة التشيع الأعرابي من أجل فهم أكثر تفتيتاً لأنظمة الظواهر غير الشرعية للاحتضار الفردي ، حيث يتحول الإنسان إلى شيء مُستهلَك لا أكثر ولا أقل . ونحن إذ نسعى إلى تفتيت التباعدية الحدية في صور التناص الأبجدي الديني فإننا نهدف إلى فهم التعريفات الوجودية لقيمة الاصطلاح المجتمعي ، فكل تجمع بشري مبني على تقديس الخرافة يُعتبَر نظاماً إقطاعياً في مساحات الأرضية الرمزية لهلامية الوعي بفقدان الوعي ، وهذا ما يجعل من مجتمعات الواقعية الأسطورية تياراً محاصَراً بالمجاز المعياري الذي يلتف حول حدة المفاهيم البؤرية بُغية تأسيس ميكانيكا لفظية غارقة في سالبية العوامل التثويرية في الأنا المتداخلة مع تشظي الكليات الرمزية في الإطار العقدي المشوَّش. وبما أن التحليل التثويري لإشارات حتمية النمذجة الوجودية ينزاح باتجاه استقلالية الكيانات الوهمية للحتمية المركزية في فهم طبيعة التراكيب الروحية المحاطة بالمادة المعرفية لإرهاصات العنف الديني ، فمن الطبيعي أن تبزغ معقولية الكيانات المجتمعية كإجراء فيزيائي بحت، حيث تتحول صورةُ الفوضوية الوظيفية إلى إفرازات معصومة في مجتمع معصوم يحكمه أُناس معصومون ، وهذه المهزلة المكوَّنة من العصمة والعصمة المضادة ستجعل الظروف الواقعية ملائمة لسيطرة تبرير فلسفة الأسطورة على كافة تداخلات الجماعات البشرية ، مما ينزع شرعيةَ التأقلم المعرفي عن الاستقلال السياسي لكافة إفرازات العقيدة التي تؤول إلى منفعة مادية شخصية مغلَّفة بطابع سلطوي غامض . ووفق هذا الأساس من الغبش الساعي إلى تجذير شرعية جنونه تنزاح القيمُ البشرية إلى توابع فرضية تُدخِل المجتمعَ المفكَّك أصلاً إلى أطوار جديدة من التراكب غير المنطقي ، والاستناد التثويري في مواجهة الانحرافات التي تفترض وجودية سيادتها على إشكالات المخيال الشهواني لانكسار المجتمع أمام التحديات الفلسفية والمادية .
وفي واقع الأمر فإن تجاذبات الصياغات المزاجية للحالة العقدية العامة ما هي إلا نمط تثويري قد يلقى بيئةً حاضنة في القدرة التأويلية للأساطير الشيعية وقد لا يلقى ، لأن البيئة القاتلة للمنحى العقلاني التشريحي تتعارض مع صياغات الأنساق الدينية البشرية المغلَّفة بشرنقة العصمة السامية ، فدخول المجتمع الفوضوي في محيطات ازدواج التركيب الإنساني لذهنية المعنى يجعل من أصولية الذات الإنسان وجذريتها العميقة انحرافاً مرجعياً ارتدادياً نحو حِراك سيكولوجي لا فائدة منه ، لأن اجتماعيات المنظور الديني في أبجدية الدم العنيف ستدفع باتجاه تحطيم مناخات المعقولية الجزئية للكائن الحي، فيصبح النسغ الديني الشيعي كابوساً يجثم على صدر الفرد المسحوق، أو ذاكرةً للخطيئة المتكدسة في متوازيات الشعور الإنساني بحتمية التصادم مع ذاته المنكمشة . وهكذا يغيب التأويل المنطقي للذهنية المساهمة في تأريخ إمكانيات الشعور الذاتي، فتصبح الذات انعكاساً اعتباطياً للفراغات الإنسانية في انهيار المجتمع ، وسقوطِ المنظومة القِيَمية للتصورات المعنوية عن الشخصانية وعلاقاتها بالمحيطات الفلسفية المعنوية والمادية من حولها .
لكن السيادة على المحيطات الفكرية في النَّص الديني إنما تنبع من واحدية الابتزاز والاستغلال الحصري في متداخلات التأويل المغرِض ، والموجَّه سياسياً . أي إن العناصرية في النظام المصلحي الجزئي تغدو نظاماً كلياً مخلوطاً بتعريفات الوهم على أساس عَقَدي ، وبالتالي فإن أي انهيار سوسيولوجي في ذاكرة المجتمع المتقوقع على ذاته يُعتبَر نتيجة طبيعية لاختلاط مسارات التأريخ الآلي لذاتية الفرد ، وعلائق الذاتية الفردية بمدى قدرة العقل الجمعي على استقطاب صور جديدة للخرافات في قالب الدِّين ، بحيث يصير المفهوم الفيزيائي للعقيدة نظاماً إقطاعياً ، وشبحاً يطارد إشكالياتِ التناص البؤري ، وهذه الفوضى التي يُراد تفريغها في فطرة الأبعاد المعرفية لنشأة الأسطورة ، ومسارِ تحركها في بدهية الانكسار المعتاد ، لن تتوقف إلا إذا تم انتشال أبعاد الأنسنة الطبيعية للتراكيب العاطفية من واحدية الإشارة المصلحية المادية ، ووضعها في قدرة العقل الجمعي على التأثير . فالإشكالية التخييلية في تشكيل الإحساس الروحي بالماديات ليست في كيفية التعامل الترابطي مع الأنا في محيطات التراكيب الأخرى ، بل في تحديد مواطن الابتزاز باسم الدِّين ، وتكوينِ تيار مذهبي رافضي يقيم قطيعةً مع الكل من أجل إثبات الجزء في محيط مقاوِم للمسار التوليدي للأساطير التي تشرعن تبريرَ العنف الداخلي لقمع صوت الضمير في شخصانية الحلم الفردي المحاصَر بعقل جمعي ظاهري يقاوم كل توليدات أنساق ناقدة لقيمة الانهيار التكريسي في بناءات العقيدة التي صارت بحد ذاتها صك غفران ، لأن العقيدة تم اختزالها في التحليل التشخيصي لمركَّبات المنظور الفارسي المتصهيِن ضمن دوائر تشابك العقيدة الشيعية مع العقيدة اليهودية . لكن قيمة التشابك كوحدة اختزال معرفي صادم ما هي إلا خلفية إشكالية لأدوات الضغط الفكري على ذاكرة الجماعة المتراجعة باتجاه العنف الأيديولوجي البحت، أي إن اضطهاد إشكاليات الكبت الذاتي في الأيديولوجيات الشعبوية سوف يتواصل بحيث تتكرس ذهنية تحريم التفكير في البنى التجريدية لفلسفة حصر الصورة البنائية لانكسار الذات الدينية في شعائر مسرحية ، وطقوسٍ عبثية ظاهرية أمام وسائل الإعلام مثل ما يحدث في عاشوراء من اللطم والضرب وغير ذلك من حركات هذه المسرحية الكوميدية التي يقوم بها أحفاد قتلة الحسين حزناً على الحسين ! .
إن تجذير الصورية اللامنطقية للتشيع السِّلعي في تجسيدات الإفراز الهلامي لتشظي الأطوار المرحلية للفوضى يُعَد إنتاجاً دراماتيكياً لأدلجة العلائقية المنكسرة بين مستويات الوعي الانحساري وبين التفريق الروحي في جدليات الأصولية العقدية للتشيع ، وبعبارة أخرى إن اعتبار صورة المنطق المنحرِف تأسيساً مستقبلياً لاستمرار القطيعة مع العالَم من منظور التقوقع في تاريخ الذهن ، وتأريخِ الحاضر الذاتي المتخيَّل ، أصبح حركةً اعتباطية مسرحية تدفع باتجاه إثبات مسلكية التصنيف الانهياري لحالة الوهم التي يحياها الشعورُ الإشاراتي الذي يشير إلى عمق انحسار المعنى الفكري في آليات تأسيس متواليات الوهم على نصوص الأساطير المتصلة مع تموضع المعاني خارج سياقات الألفاظ الطبيعي ، فيصبح المعنى صورة الضد بالنسبة لألفاظ الهوية الحاملة لعناصرية غبش التأويل في مجتمع كلماتي يغمض عينيه ، ثم يسير وراء " آيات الله " مُصفِّقاً .
والتخلف في سياقات النسغ المعرفي للمجتمعات المتخلفة ينحو منحىً تصعيدياً باتجاه فك الاشتباك مع تأويلات احتكار المكوِّنات غير الإنسانية في دوائر التزامن غير التلقائي مع تشظي مستويات التحليل العقلاني في المجتمع الأعرابي البدائي ، فتأثير الفارسية المتصهيِنة في المسار الديني الشيعي متلاصق مع العقلية الأعرابية البدوية الهمجية ، خصوصاً في بناء عقائد مبنية على تقديس الشخصانية الاعتبارية للعلماء وأصحاب المكانة في المجتمع بصورة تخرجهم من دائرة البشرية الطبيعية ، وأيضاً العنف المستخدم في عاشوراء وغيرها ، وما يحدث في كربلاء وقم والنجف من تكديس لمبادئ سيادة الأساطير الهلامية على عقول البسطاء باسم الدِّين وآل البيت ، وكل هذه المكوِّنات الفلسفية هي نتاج طبيعي للجاهلية المعاصرة المتماهية مع الجاهلية الأولى للأعراب البدائيين الذين كانوا يصنعون آلهتهم بأيديهم ، ثم يأكلونها حينما يجوعون ، وهذا هو الحاصل الآن، خصوصاً في ظل التصارع على الغنائم بين الأسر الشيعية التي تحتكر تأويل النظام السياسي للخرافة، وهذا يظهر جلياً في الحالة العراقية ، حيث الصراع بين العائلات الشيعية الرافضية التي تتاجر بدماء آل البيت، وهذه السلالات أسَّست مشروعها التجاري الاستثماري على الدِّين ، حيث صار مجالاً نفعياً لزيادة الأرصدة البنكية ، مع التركيز على العلاقات مع إيران التي تشتري هذه الأُسر بأموالها، وتوجههم عن بعد ليظلوا موظفين مطيعين تحت ظل المرشد الأعلى للثورة الإيرانية ضمن أسطورة " ولاية الفقيه " .
ولأن الذاكرة الجزئية لإرهاصات الأبعاد الظلامية في تجسيدات البنى العقدية هي عبارة عن كليات العلائق الترابطية مع إيقاعات الشمول النسقي للحطام الذهني كان لزاماً على بؤرية المنحى النسقي للسلطوية السياسية أن تعتمد في تجريدها الإطلاقي على خنق الفطرة السليمة باسم الدِّين الشيعي بُغية ضمان ديمومة الإقصاء المتوالي في انتقالات نوعية الجدل التثويري ، أي إن مبدأ الاستبعاد النوعي لتوارث طبقات النسغ الديني يُحال إلى ميكانيكا طبقية في سلطة التسييس المتوازي مع الموروث السالبي لتقديس الأساطير .
ومع استمرار تشييد أبعاد التدجين على خيالات السيادة الوهمية على أنماط التعقيد الأسطوري تظهر لدينا مرجعيات منفصلة عن تعابير البنى الصدامية ناتجة عن الفعل الاجتماعي المختلط مع هشاشة النمطية المتكدسة في زاوية اعتيادية انحسار المعنى . وعلى الرغم من وجودية قيم التثوير التسييسي المستند إلى بنائية الهلامية الجدلية لمركزية انكماش الأنوية التي تمثِّل مصدريةَ النبع العقدي إلا أن التواصلية غير المتوازنة مع انكسار الذات الفلسفية في قوالب التشيع الجامدة ساهمت في حصر دوائر منطق الاستحالة في مساحات المرجعية الهشة للقطيعة الأنانية في مواجهة تكاملات المجتمع المعارِض لهيمنة الأساس الديني للخرافة على تجاذبات الأنساق البشرية الفطرية .
لكن المأزق الحقيقي في هذا السياق المغلَق المتذبذب يكمن في الضغط العنيف على وحدات الانشقاق العاطفي ، فتواجد العاطفة الإنسانية في استثمارات المسلكية النفعية أحال الوجود المبدئي للوعي العمومي إلى تيار متخشب ، خصوصاً في تعامله مع جماعاتٍ بشرية لا رابط بين أنساقها الفلسفية سوى الأساطير ، ولا وجود لمعقولية حياتها خارج وجودها على أرض الواقع كبشر درجة ثالثة أو رابعة تم تدجينهم ، حيث تحوَّل الإنسانُ إلى دجاجة لا تملك إلا أن تصفق لذابحها سعيدةً بمستقبلها المفروض عليها بحد سيف النصوص العقدية المحمول على فكرة النفعية الإقطاعية ، حيث تصير القيم الروحية مجالاً خصباً لقتل الروح تحت غطاء شرعية وصاية النظام السياسي الفقهي الهلامي على شعب لا يملك أدنى إرادة للتغيير الروحي أو المادي ، لأنه تحوَّل إلى جماعات تتلقى الأوامرَ وتنفذها دون أدنى تفكير ، وهذا التدجين الشيعي لأنساق السقوط البشري في ذاكرة الجزيئات المعرفية ناتج بفعل انكسار المنحى الجزئي في التعامل مع كليات الحالة الاجتماعية ، مما أدى إلى شخصنة الاعتبار المجتمعي وحصره في أشكال فلسفية صورية غير متلائمة مع الخضم الجدلي لحالات الغبش المجتمعي الذي ينحت في وجدان الكائن الحي جدلياتِ التمزق الدلالي للهاجس الحالم ، أو المتحوِّلاتِ الوجودية للهدم المتواصل في تقطع أوصال التراث الفكري لشرعية اللاشرعية الشيعية في مجتمع الأساطير ، مجتمعِ الكراهية .
لكن التحويل المتوالي للصيغ السيكولوجية في طبيعة الهاجس الشَّعبوي ما هو إلا إعادة قراءة لتأريخ التراث الذهني الداخلي الذي يفقد معناه كلما تواصل حقن التراث التداخلي في ذهنية التشيع الخرافي بالمتوازِيات الأسطورية الملتصقة بالوهم التلقائي الذي ينسحب على إشكالات التعدي المرحلي، فالتشيع الذي هو كومة المرجعية الفلسفية للخرافات الذهنية التجريدية ، وجدليةُ الأساطير المدعومة بقراءة متطرفة للتاريخ التركيبي في معقولية المخيال الذاتي المتضارِب ، هو نفسه التشيع الذي يدعو إلى العنف وقتلِ المسلمين من شتى الطوائف لتثبيت ولاية الفقيه الفارسي كسيف مسلط على رقاب الناس . فالاحتلال الشيعي الصفوي الرافضي لإيران والعراق وجنوب لبنان هو صورة الاحتلال الصهيوني لفلسطين ، أي إن المنظور الشيعي السياسي المنحرِف مهما اختلف في الأيديولوجية يظل انعكاساً طبيعياً للسياسة الصهيونية في فلسطين ، وهذا راجع إلى التماهي المرعب بين العقيدتَيْن الشيعية واليهودية كما سبق أن وضَّحنا .
ولا تنحصر فلسفة التماهي مع التيارات المنبثقة من العقائد فحسب، بل أيضاً يتداخل المستوى الانشقاقي في بنى العقائد المركَّبة في كيانات الاستقلال التقليدي ، أي وضع العقيدة في خدمة عِلْية القوم، وامتصاصِ دماء البسطاء. ومن هنا كانت العقيدة الشيعية تياراً لذاكرة الفلسفات الإقطاعية من ناحية طبيعة الكيانات المحورية المتمركزة في مسارات التبعيض ، حيث يتم استئصال صورة الثورة الفكرية في أحلام الناس ، وإحلالِ الزخم الاختصاري للذات الإنسانية في وجوديات العدم من الناحيتين: زمانية الفكرة والقطيعة، ومكانية خيانة آل البيت . وهكذا نجد أن اعتبارات الوجود العدمي ينتقل عبر أطوار التسييس المغرِض من ثنائيات الاستغلال واحتكارِ الذاكرة الكلية للتداخل الذاتي المضاد للفطرة السليمة إلى اتجاهات المحيط الهمجي للأساطير الشيعية المقدَّسة .
إن صناعة الشرعية الدينية للسلالات العائلية الحاكمة على جثث الجماعات الشيعية البشرية تبدأ من مبدأ التوارث المشابِه لتوريث الحكم في العالَم العربي على الصعيد السياسي ، وكما أن أطوار التسييس التوارثي تضرب بقوة في سدة الحكم في الأنظمة السياسية الشمولية فإن توارث الزعامة الدينية داخل جماعات الانحسار البشري الشيعي تتكرس بصورة حاملة لصفة القداسة ، وهذه الزعامات تعتبر الدِّين الشيعي لعبتها المحبَّبة لتحقيق مكاسب سياسية ومادية ، والحفاظِ على المكتسبات المادية العليا في مجتمع موغل في الفقر والتخلف ، فكما أن الإنسان البدائي كان يصنع آلهته بيديه ثم يُقدِّسها ، فأيضاً هذه الجماعات الشيعية تتعامل مع زعاماتها الدينية كآلهة لا تُناقَش ، فالفرد المسحوق الذي لا يجد قوتَ يومه يصنع هذه الأصنامَ البشرية ليقدِّسها ، وتمنحه البركة وشرعيةَ وجوده في المجتمع ، وشرعيةَ امتداده الطبيعي كإنسان خاضع لأسياده الذين يمتصونه حتى الرمق الأخير، وهو ما زال يرفع صورهم في كل المحافل، لأنه فقد ذاكرةَ التثوير والمعنى العقلانية، والغريق يتعلق بقشة دون أن يملك الوقتَ الكافي للتفكير في أهمية القشة ، لأن الحصار الذي تضربه الزعامات الدينية الرافضية على الإنسان العادي خانقٌ بدرجة جنونية ، لأن المراد من هذا الحصار عدم منح الفرد العادي أية فرصة للتفكير والتحليل والفرز الفكري الذي سيقوده إلى رفض هذا الابتزاز باسم الدِّين .
وفي ظل هذا التخلف العقدي صارت الشرعية الدينية والخلاصية وصكوك الغفران تُستمَد من بشر عاديين غارقين في بيئة متصلبة متقوقعة على ذاتها،فهذه السلالات العائلية تبني شرنقةَ الانكسار العقلاني حول الآخرين لئلا تنكشف الحقيقة بأن تلك الزعامات لا تمثِّل إلا نفسها على وجه الدقة، فهي مشروعات تجارية متحركة مستعدة للمتاجرة بالذات الفلسفية للكيانات البشرية البيئية التي انحصر دورُها في الآلية الجدلية ، أي تحول الإنسان إلى آلة ميكانيكية تُدار عن بُعد بفعل المد المشاعري للانكسار الروحي الذاتي .
واعتماداً على تكريس الآلية الابتزازية في النسق البيئي الشعبوي ظهر الاضطهادُ في صورية الاحتكار الممسوخ ، حيث يتم تعرية المرجعية النَّفسية للكيانات الإنسانية المتمحورة حول مصالحها الجزئية من القدرة على تثوير المشاريع المضادة للأحكام المسبقة ، فكما أن صياغات معالم النَّص متداخل مع مسارات الإنسان المتوحش ، فأيضاً الفعل الاجتماعي الإشاراتي متداخل مع التصوير الفكري للذوات الإنسانية المنفصلة عن قيمة الحلم ، أي إن الفرد يتحرك بمعزل عن وجوده الشرعي التفكيري في المجتمع الروحي المحال إلى صياغات مادية نفعية .
ومن خلال القمع التأويلي لإرهاصات ذاكرة النصوص التعبوية تتكرس قيمةُ الصراعات على احتكار جدلية المعنى، لأن تهميش الأبعاد الرمزية في نخاع الوجدان الديني يُحال إلى مناطق استحواذ فلسفية هادفة إلى تحقيق الثبات المعرفي الوهمي على أرض الواقع. وهذه الواقعية الناتجة بفعل مخيال المصالح المسيطرة على إدراكات الانبثاق الروحي ما هي إلا صورية الذاكرة الجزئية للنصوص الخيالية التي تصير سيفاً دينياً على رقاب البسطاء . لكن الصيغ التي تحدد إشكالاتِ تقاسم الأنشطة الذهنية ما زالت حبيسة الأسئلة المابعدية في دوائر الانغلاق الروحي ، أي إن أسئلة المعنى المفروضة على تحولات الطبيعة الجذرية لمحيطات الدِّين ستفقد معناها وجدوى شرعيتها مع مرور الوقت .
وكما أن الجوهرية المعنوية متداخلة في صدامات الكلية البشرية الشاعرة بأنها منبوذة في محيطات فلسفية رمزية أكثر انزياحاً نحو العلائق المصلحية الجنسوية المنتمية إلى جنسية انهيار المعنى الروحي في نظام متوازِيات شعورية قائمة على أساس الفعل الاجتماعي المحتكَر روحياً ، ورد الفعل المبني على تبادل المنافع المصلحية على حساب الكل الجمعي البشري ، فأيضاً انكسار الأنوية الشعورية في الذاكرة الجمعية للجماعة البشرية يمثِّل انقلاباً معرفياً متزامناً مع التجريد الدلالي في معادلات التثوير المقموع في متاهات التدين الشيعي المغلوط .
ولأن المصلحية النفعية تجسِّد موروثاتِ العقيدة المضطربة قامت الأنساقُ السياسية بفرض عقلنة الشرعية الافتراضية على تبادل الأدوار بين السلالات المتزعمة لاحتكار الدِّين ، وبين الطبيعة التفسيرية لمادية النصوص المحالة إلى إشكاليات التأريخ الروحي لعوالم الذهنية التداخلية مع مزاعم القطيعة الكلية بين الأنا والأنا من جهة ، والأنا والذات المجتمعية المحيطة من جهة أخرى . وهذه الافتراضات في ثنائيات الحصار لا مفر منها إذا أردنا مواجهةَ تشظي الحالة السيكولوجية الداخلة في التلاحم التأريخي عبر تعميق الحالة الواعية للمصلحية الفكرية الكيانية ، إلا أن العقبة التي تواجه إنتاجات التعريفات البشرية تكمن في كيفية فصل الكائن البشري عن محيطه الأسطوري المؤسَّس على أرضية التشيع الخرافي . فالكليات النهائية في فهم المتمركزات الروحية للقيم السياسية ذات المنحى الاجتماعي المنحرِف هي المعادلة الأيديولوجية الأكثر تطرفاً في سياقات التركيز السلطوي المادي النفعي ، وهنا ينبغي أن نميز بين السلطة الكهنوتية للتشيع باعتباره نظاماً إقطاعياً أسطورياً ذا منحى نفعي موغل في العدمية التطبيقية ، وبين سلطوية الزعامات الدينية التي تبتز الذاكرةَ الجزئية للعوام عن طريق تأسيس نظام جديد من صكوك الغفران باسم آل البيت . وضمن هذا التيارات العقدية التجارية المخلوطة يبزغ مدى تركيبي أكثر انحرافاً عن منوال الإنتاجيات الميثولوجية ، أكثر التصاقاً بمعقولية صفقات تسييس الممارسات المتسترة بالدِّين . وعلى الرغم من كل هذه الفوضى المنهجية في تقاطعات اتجاهات المدلول الغارق في سالبية العاطفة الشعورية فإن التيار الميكانيكي المتغطي بالتجمعات البشرية الواقعة تحت احتلال النَّص يصنع نظامَه الهش عبر تنمية التقابلات الارتدادية في المجال الاعتباري للذات السلوكية ، وبعبارة أخرى إن سلوكيات المنحى الوجداني لسياسة جزيئات المدلول السالبي لا تتواصل إلا في ظل بيئة مسمومة محقونة باللمعان الاجتماعي لواحدية الأسطورة ، وبما أن المجتمع الشيعي متكدس في النمطية التقليدية كان من السهل انتشار الجدليات الافتراضية ، حيث البناء على محيطات منعكسة عن الوحشية التأويلية في التعامل مع إنتاجات الأنا الذاتية المضادة لمسار الحقيقة .
فالقطيعة المحاطة بالفرضيات المادية حينما تتوغل في مسارات روحية ذات قيمة دينية مضطربة تثبت الانتكاسةُ في سياسات التحرك اللاعقلاني، لأن معقولية الحلول الجزئية في التعامل مع نصوص دينية شيعية بشرية مغلَّفة بالعصمة الاجتماعية النفعية لا تجدي نفعاً خصوصاً أمام تتابعات الزخم الفكري الذي يتواصل في إحداث قطيعة الانشقاق مع الحالة المجتمعية العمومية التي سرعان ما تتراجع لصالح انكسار الوعي الانعطافي ، حيث البؤر المركزية للوجود المفصلي تستوعب النقاطَ الرئيسية في تحركات المعطى الإستراتيجي للهالة الإعلامية التي تخترعها أبواق السلطة الدينية ، سلطةِ السلالات الحاكمة باسم الدِّين على أجساد الفقراء والضائعين .
والمجتمع البشري الآلي الذي يتحرك بواسطة جهاز التحكم عن بعد لا يلبث أن تضمحل أنساقُه المعرفية في مواجهة الطبيعة الانفصالية لطبقات السلطوية ، لا سيما تجاذب الدلالات المعنوية بين السلطتَيْن السياسية والاجتماعية في مجتمع لاهث وراء لقمة الخبز ضمن مدارات أدلجة المنظور الطبيعي لتلقائية القمع والقمع المضاد، أو انسحاباتِ العنف التداخلي مع تلقائية الانهيار الاجتماعي الذي ظهر كنتيجة منطقية للحقن الأيديولوجي المتواصل في بيئة اجتماعية متفسخة ، إلا أن الشكلانية العقدية التي تنزع إلى إرهاصات مجتمعية متصادمة الأنوية النسقية لا تعني ديمومة التواصل بين انشقاقات جزيئات المصالح النفعية الشخصانية ، لأن قيمة الوعي بالعناصر المحيطة بالهاجس الفكري الحالم لا تبني جسوراً على الوهم المتراكِب،أي إن الانشقاق الاجتماعي سرعان ما يتجه نحو مسارات أكثر تطرفاً في التعامل مع التراكيب الدينية في طبقة الزعامات الدينية الإقطاعية التي تشابه طبقة الكهنة في المجتمعات المتخلفة .
لذلك فقيمة الانقلاب لا بد أن تتواصل بشكل تصاعدي صارم في مساحات الحركة الأفقية للمجتمع رغم التدجين الهائل المضاد لثورية الإنسان ، ورغم تحول الفرد إلى دجاجة مستسلمة للسكين ، إذ إن الإنسان مهما ضل طريقَ إنسانيته الثورية ، فلا بد للفطرة السليمة أن تقول كلمتها إذا توفرت الظروف المناسبة لذلك ، وأُزيل الغبار عن طبقات هذه الفطرة .
إن الأداء الرمزي في متوازِيات المشاعر الجدلية للحالة المعرفية ينزع إلى أنوية المعنوية في طبيعة الزخم الملتصق بأنظمة تحولات الجذور العقدية السابحة في استثمارات الألفاظ لنفي المعنى من أجل تأسيس مشروعية اضطهاد الحلم في ذاكرة الجماعات البشرية . فالانكسار المتوالي الذي ينسحب على ذاتية معنوية إشارات الأبعاد الروحية يصير بحد ذاته أدلجة متسارعة في محيطات بشرية قامعة مقموعة في آن معاً ، لأن العقيدة الشيعية التي هي ألغاز شعبية وطلاسم مقموعة في ذهنية التأريخ الشخصي لا يمكن أن تظل تملي أساطيرَها في مجتمع يملك حريةَ المعنى ، لذلك فإن الصدام الحقيقي بين العقيدة الشيعية المغلوطة والمجتمع البشري الذي لا بد أن يفيق من سكرته بإرادته أو رغم أنفه سوف يستمر ، ويتخذ أشكالاً جديدة تمثِّل في مجموعها البعدَ الفكري للتثوير ، والتصدي لخرافات الإرهاب الشيعي سواءٌ على الصعيد التنظيري الفكري أو على الصعيد الواقعي العملي .