سيرة ذاتية

إبراهيم أبو عواد القيسي، مفكر، وشاعر،وكاتب صحفي من الأردن. ولد في عَمَّان 1982، لعائلة من شيوخ بني قيس/قَيس عَيلان(أكبر قبيلة عربية في العالم).حاصل على البكالوريوس في برمجة الحاسوب من جامعة الزيتونة الأردنية (2004).له اهتمامات واسعة في دراسات الكتب الدينية (القرآن الكريم، التوراة، الإنجيل )، والفكر الإسلامي، والفلسفة،وعلم الاجتماع،والسياسة ،والنقد الأدبي،والشعر،والرواية، والعلوم الطبيعية . متفرغ للبحث والتأليف.يكتب في أبرز الصحف والمجلات في الوطن العربي وأوروبا.له آلاف المقالات والدراسات، وعشرات الكتب المطبوعة،من أبرزها: [1]حقيقة القرآن [2] أركان الإسلام [3] أركان الإيمان [4] النبي محمد[5]دراسات منهجية في القرآن والسنة[6] العلاقات المالية والقضائية والسياسية والاقتصادية في القرآن [7] دراسات منهجية في القرآن والتوراة والإنجيل [8] الدعوة الإسلامية [9] منهج الكافرين في القرآن [10] العلوم والفنون في القرآن [11] العمل في القرآن [12] العلاقات الأخلاقية في القرآن [13] الإنسان والعلاقات الاجتماعية [14] بحوث في الفكر الإسلامي [15] التناقض في التوراة والإنجيل [16] صورة اليهود في القرآن والسنة والإنجيل [17] نقض عقائد ابن تيمية المخالفة للقرآن والسنة [18] عقائد العرب في الجاهلية[19]فلسفة المعلقات العشر[20] النظام الاجتماعي في القصيدة(المأزق الاجتماعي للثقافة. كلام في فلسفة الشعر) [21] صرخة الأزمنة ( سِفر الاعتراف ) [22] حياة الأدباء والفلاسفة العالميين [23]مشكلات الحضارة الأمريكية [24]الأعمال الشعرية الكاملة(مجلد واحد)[25] سيناميس (الساكنة في عيوني)[26] خواطر في زمن السراب [27] أشباح الميناء المهجور (رواية)[28]جبل النظيف ( رواية) [ يُمنع ترجمة أيَّة مادة في هذه المدونة أو نقلها بأيَّة وسيلة كانت إلا بعد الحصول على موافقة خطية مُسبقة من المؤلف إبراهيم أبو عواد، تحت طائلة المسؤولية القانونية، ووفق قوانين حماية الملكية الفكرية ] .

21‏/03‏/2012

نقد الأيديولوجية الشيعية الرافضية فلسفياً (4 _ 6 )

نقد الأيديولوجية الشِّيعية الرافضية فلسفياً ( 4_ 6 )

للمفكر / إبراهيم أبو عواد

ومن خلال تركيب انطفاءات الشعور الإنساني على مستويات لغوية معصومة افتراضياً تأسست صياغاتٌ جديدة هادفة إلى جعل المنحى الوجداني للذاكرة المنكمشة في أبعاد ماورائية التداخل التلقائي مع المقموع الوظيفي تأسيساً مباشراً في زخم جزئي متوازٍ مع نمذجة النظم البنائية للرموز المتداخلة مع تكسر المشاعر في إفرازات عِلْم كهنوتي مندمج بالكلية مع سلطوية البناء الشيعي على ثغرات تاريخية يقوم النصُّ الدِّيني المسيَّس بتوظيفها دينامياً من أجل تأطير المغزى الازدواجي المسيطر على مراكز انبثاق القرار الدِّيني من رحم صناعة هولوكوست شخصاني وافتراضي خاص بآل البيت لأنهم آل البيت، والمتاجرة بدمائهم الثورية ، وتوظيفها سياسياً لإخراج الناس من الإسلام ، وإدخالهم في مذهب مشوَّش تنخره الشكوك والشبهات والنقد والنقض ، وهو المذهب الجعفري الوهمي .

إذاً ، فالتوظيف الميكانيكي للنصوص بُغية توليد متكاثرات توجيه ذاتي لا يعدو عن كونه ابتزازاً شيعياً لجغرافية التناص الجزئي المعتمد في ديمومة فوضويته على كليات الدلالة العلائقية ضمن تموضع يظل يغزل المساراتِ السياسية في مدارات دينية تأطيرية لقوة الآلة الإعلامية الراعية للخرافة، والمسؤولةِ عن تلميع الأساطير التعبيرية لإيجاد فسحة زمكانية في محيطات أكثر تأسيساً على وعي يتكسر في تفسيرات التناحر التأويلي،والصراعِ اللاعقلاني على تسييس متواليات الولادة غير الطبيعية للعناصر الجوهرية الغامضة،حيث إن الغموض يصير ميكانيكا عناصرية لسلطة كهنوتية ذات بعدين : الأول _ تفريغ وحدات الدال المشير إلى عناصر المنحى الشعوري للذاكرة المتكدسة في ضغط كلمات التناص المجزَّأ إلى عناصر أُحادية خارجة على وحدة سياقات المعنى، والثاني_ حشد المعاني المنحرفة عن معطيات التواجد المنطقي للأحداث في بؤرة ذاتية تتركز في خريطة نافية لقوة تأريخها المنطقي لاجتماعيات الحالة الذهنية عن طريق إثبات تقليص الفاعلية الشكلانية المتوجِّهة لنقد أنساق المفاصل اللغوية في أنثروبولوجيا النَّص الميكانيكي المتصادم مع تقاطعات كينونته .

وعلى الرغم من حتمية التصادم بين إفرازات وحدة الدلالة المركزية المشيرة إلى لغويات المعنى المتكدِّس كواقعية هلامية إلا أن البنى الحسية لوظيفة اللغة الشِّيعية الموجَّهة لشرعنة أنساق التحطيم الفلسفي التداخلي ستفقد بريقَها مع استمرارية تواصل النسج اللغوي على المركَّبات البؤرية في أبعاد الإشارة الرمزية المتداخلة مع انطفاء الأساطير الأنثروبولوجية .

إن التعمق في تشريح مناخات التصادم الديالكتيكي في ظواهر توحيد تطابقات المعرفة الوجدانية يفرض على تقاطعات ذاكرة التناص الطبقي بناءاتٍ متناظرة مع حلم يُحتضَر في محيط موغل في العتمة،لأن السلطة الكهنوتية الشِّيعية ضرورة غير متجانسة من أجل شرعنة الابتزاز باسم الدِّين،إذ إن التواصل العاجز عن بناء طبقات المحادثة الفلسفية ينكمش بشكل يتيح للتبادل اللغوي أن يفسح المجالَ لإيقاعات البنية الحادثة في سوسيولوجيا الأنوية البدائية أن تأخذ مسارَها المضطرب لإضفاء مزيد من الشرعية على انهيارات طارئة على الحدث الجدلي . فقوة الحدث اللغوي الرافضي تكمن في افتراض التأطير التشعبي ، وبناءِ التلميع الفلسفي للأسطورة .

ومن هذا المنطلق تتضح فاعلية الترابط الرمزي الرامي إلى إعادة توليد ذاته عبر وسائل أكثر دينامية في فهم معالم تفكك المجتمع الشِّيعي المغلَق،والمنتمي إلى جدلية فارسية مضطربة تحتكر المنظورَ الرسمي للتفسير الأشد تطرفاً للتاريخ الذهني الذي يُولَد من رحم التناقض الميكانيكي المفروض على جاذبية النَّص المادية التي تجذب الوهمَ المتغلغل في إمكانيات التشكيل العمومي للتناص البؤري ذي الزخم المؤدلَج عاطفةً للتأريخ الواهم لتاريخ كيانات الذهن الداخلي .

وضمن مستويات التطابق المعرفي المبني على اغتيال المعنى يحل اللفظُ في مكان توجيه التطرف الإشاراتي المتوازن مع فكرٍ يَنتج من تصادم الوعي اللاسيادي بالانطلاق غير المنضبط في مستويات العَرَض اللغوي المتحلِّل إلى إفرازات تتقمص جوهريةَ السعي التخصيصي في مدارات التفسخ وجودياً . فالتقاطع الحرج الذي يصل إليه الإفراز الشكلاني ما هو إلا نتاج ديالكتيكي لبروز تعريفات أكثر انزياحاً لذاتية السببية التبريرية، وأولوياتِ التمازج العاطفي مع حالة المركزية الموغلة في اعتماد انتكاس المعنى في مواجهة التطرف اللفظي الذي يفرضه مفهومُ القصدية المسيطر عليه من قبل الأدلجة الفارسية على محيطات الأنوية المعنوية المتكوِّنة بفعل انحسار تقاطعات الثغرات الدِّينية داخل نظام المثاقفة الجزئية .

لكن التجزئة الافتراضية المصبوغة بمحاولات فهمنا لنشأة النَّص الدِّيني الشيعي المتطرف تنبثق من خلال مفهومين : الأول_ عدم وضوح مناخات السيادة المعنوية على ألفاظ الفكر الإنساني التطبيقي،والثاني_ تفشي الاضطراب في صورة الحدث اللغوي ومدى إشارته المنطقية على مكوِّنات الافتراض التبادلي الانسحابي ، حيث توضع مفاصلُ العقيدة في مواجهة ذاتيةِ أنساقها رغماً عن لغة شكلانية النَّص ، لأن تعزيز الانتخاب الطبيعي عبر تصفية عناصر التاريخ البشرية المناظِرة سوف ينعكس سلباً على ديمومة التنوع العلاقاتي ، فتظهر حالةٌ متصدعة من انكماش النسغ الدِّيني لصالح الانحياز نحو التسييس اللامنطقي للآخر الداخلي المؤرَّخ ذاتياً ، وبشكل محصور في متواليات ذهنية مجرَّدة .

ومما لا شك فيه أن تتابعات أبنية السلوكيات المنهجية تتيح مساحةً حساسة من أبعاد النقض الداخلي، الأمر الذي ينقل بيئةَ التحولات الجذرية في التركيب العَقَدي لأنوية الأيديولوجية الشيعية النفعية إلى مسارات أكثر تهشيماً لوقائع معيارية الحياة البؤرية في ذاكرة التناص الجزئي والكلي . لكن المشكلة التي تعترض مسارَ الطريقة الأنثروبولوجية في تكوين ثنائية التجاذب الاستقطابي لمرحلة ما بعد التشويش النَّصي هي ولادة نصوص مشوَّهة ناتجة بفعل تتابع مستويات الأدلجة المدعومة بمصطلحات متطرفة تقيم قطيعةً كاملة مع الفكر المستقيم ، فإنشاء غموض معياري يُقلِّص التواجدَ البؤري في دلالات التفكير المتعاقب على شكل طبقات رمزية متضادة في سوسيولوجيا التشيع المتحرك بلا سيادة قِيَمية في تداخلات أنسجته الدينية. فالنَّص الموروث يتحرك بموازاة نقض نوعي قائم على فكرة إقصاء التيار الأسطوري في وقائع النسيج الدِّيني،لكن الكينونة المتكاثرة بفعل طبيعة الاتصال البؤري واللحظي تهدف بالأساس إلى إقصاء وتهميش مواكبة غربلة الميثولوجيا الموروثة للمحافظة على وجود هلامي عَقَدي داخل محيطات من الفعل ورد الفعل المسيطر عليهما من قبل البنية الميكانيكية لمقومات الطبيعة الرمزية للتعابير التي تُنتِج وهماً مؤدلَجاً .

إننا ومن خلال سعينا الدؤوب إلى نقد بنية أُفقية مفهوم المواكَبة المحايِدة نقدر على السيطرة على تمرد الكينونة الشِّيعية بواسطة لجمها بالفكر النقدي التشريحي الهادف إلى غربلة الأنساق وفق منهجية علمية متوازنة تعتمد على تأسيس معيارية مقوِّمات السيكولوجيا من أجل إدخال التسارع المساري في حصيلة حلول العزلة الفكرية في بؤرة أبجدية الدِّين المركزية . وكلما قمنا بوضع الانسجام الجوهري في تسارع الحِراك الأبجدي للتناص البؤري استطعنا تمييز مراكز التفاعلات الميكانيكية المشوَّشة ، ومن ثم اكتشاف مواطن الانعزال التراثي في أبنية إطار السمات المتوافقة مع مسار غربلة النَّص ، وتنقيةِ عزلة الفكر الاجتماعي من مراحل التثوير الداخلي المشبوه ، وإرجاعِ قيمة التثوير إلى عناصر التشريح اللغوي لأبجدية الأيديولوجية المضادة للتنوير الحِراكي الاجتماعي . إذ إن صورة الحياة الاجتماعية الخاضعة لنصوص بشرية متداخلة مع إفرازات القداسة المتصوَّرة لا تعدو عن كونها تحليل اجتماعي صوري وافتراضي لحالات الانعكاس في إشكاليات التأريخ الدِّيني لقوانين نشأة الفكر المجتمعي المتذبذب في ذهنية النص ، وبناءاتِ اتجاه المصالح السياسية التي تفرض على التشويش التكويني مأزقَ نسغها الإطاري .

واعتماداً على قدرة التثوير في ذاتية أبعاد تعريفات التضاد الدِّيني في صيغ استبعاد الفكر العقلاني الناقد للنسغ المتوالي نجد أن اتجاهاتِ تنمية أساليب الجمعنة السياسية استناداً على بؤر التكوين التخليصي الفوضوي يؤدي إلى بروز أجيال متكاثرة من المعاني التي تحتكر وجهةَ ألفاظ الشعور ضمن تيارٍ ديني مغلَق ، يُدار عن بعد من خلال فلسفة ظواهر النقض التهشيمي . فالتشيع لم يقدِّم صياغةً وجودية للقدرة الإنسانية ، وإنما قدَّم تشويشاً مُؤطَّراً محصوراً بأبعاد ديالكتيكية إشاراتية ، الأمر الذي ساهم في ترسيخ تجاذبات كينونية متعارضة مع الصياغة الذاتية والمستقبلية للحياة الفردية والجمعية على الأرض .

لكن فكرة التضاد مع المنجَز الشعوري الإنساني لا يمكن أن تُفصَل عن منهجية إقصاء العقل ، وإدخالِ الروح في مناخات مابعدية لغة النص الديني ، فالمابعد الدِّيني الذي يُدرَس على أنه تفسير منطقي لمعقولية الخلاص الذاتي للإنسان يفتقد إلى مغزى الطريق الواضحة في تخليص الذاكرة الإنسانية من الإثم ، ففكرة الخطيئة تجتاح كافةَ الأنساق الشيعية متماهيةً مع فكرة الخطيئة عند النصارى ( أسطورة الإله المصلوب الذي ضحَّى بحياته من أجل أتباعه لكي يضمن لهم الخلاصَ الأبدي ). والشيعة يلعبون نفسَ اللعبة، فهم ينظرون إلى تضحيات أئمة آل البيت_عليهم السلام_ على أنها خلاص وتخليص لهم . ففي الكافي ( 1/ 260) كتاب الحجة : (( إن أبا الحسن موسى الكاظم _ وهو الإمام السابع من أئمة الإمامية الاثني عشرية_ قال : الله عز وجل غضب على الشيعة ، فخيَّرني نفسي أو هم ، فوقيتهم بنفسي )) اهـ . لكن عبء الخطيئة التي يحملونها في ذكرياتهم وهم أكثر أُناس خانوا آلَ البيت تجعلهم يدخلون في حفلة اللطم والضرب والنحيب في كل مناسبة مثل عاشوراء وغيرها كثير ، وهذه المراهَقَة الدينية تستحوذ على مستويات تغليف الذاكرة المنسية في تقاطعات المفصلية النَّصية حيث تغدو أبجدية الماوراء الشيعي ضَرْباً من الخلايا الغامضة في جزيئات حلم الخلاص الذي يتبخر .

والغريب في الموضوع أن الأدلجة البؤرية في محيطات التأريخ المشوَّش لصياغة الحدث الفكري في لغويات الأنسنة الدينية الصادمة يتمحور حول فكرة مركزية متكررة إلى حد الاندماج مع بؤر الوهم ، وهذه الفكرة المنتشرة في علم أساطير الشيعة هي أن السُّنة قتلوا أئمةَ آل البيت _ عليهم السلام_ طوال التاريخ . وهذه العقيدة الخرافية منتشرة بصورة مرعبة في أوساط الشيعة ، فمعاوية يُقدَّم على أنه إمام أهل السُّنة الذي جعل شتمَ سيدنا علي على المنابر ، وبالطبع فالشيعة يقدمون سيدنا علياً على أنه إمام الشيعة . ويزيد السُّني قتل الحسينَ الشيعي ، والدولتان الأموية والعباسية ( السُّنة ) قتلتْ وأبادت أئمة الشيعة ( أئمة آل البيت ) ، وأبادت الشيعةَ . وهذه العقائد المغلوطة هي نتاج لسياسة المراهَقة الدينية السائدة في أوساط الشيعة . فالقاتل يُمثِّل نفسَه ولا يُمثِّلني ، فالدولتان الأموية والعباسية تمثل نفسيهما ، ولا تتحدثنا باسم الإسلام ، لأن الإسلام معصوم أما المسلمون فغير معصومين . فإن رأيتَ مسلماً قاتلاً ، فهذا لا يعني أن الإسلام قاتِلٌ . وإن رأيتَ مسلماً يزني ، فهذا لا يعني أن الإسلام يحض على الزنا والفواحش . فالسلوكيات التي تصدر عن أي شخص تعكس شخصيته الذاتية ، وهو يتحمل أعمالَه . وكل مسلم هو حُجَّةٌ على نفسه ، وليس حجةً على الإسلام ، فالإسلام هو الحجة على الناس وليس العكس .

إن الغلاف المتنوع في سياقات محاولة احتكار التاريخ لأدلجته بشكل يسمح للأفراد بالوصول إلى مكاسب سياسية عبر تدجين الدِّين وتطويعه ولوي أعناق نصوصه ، سيظل غلافاً حاجباً للتفكير العقلاتي التثويري ، ومن ثم فإن التناقض سوف يتكرس كبنية فوقية في مجتمعات التناص الموازي لاحتضار المعنى ، مما يُدخِل طاقةَ اللاتجانس في واحدية الغموض التشعبي ، وانهياراتِ تحول المضامين إلى مفاعيل متآكلة تحرق ذاتيةَ كينونتها المحصورة في زمكانية ولادة التناص البؤري وموته في نَص لا يُثبِت إلا مستوياتِ نَفْيِهِ .

وضمن توليد مراحل شعورية من النمذجة الذاتية تترسخ أطوارُ الصِّدام المفتقدة إلى تأسيس رؤية شمولية قائمة على الفكر التشعبي التجريدي المنطقي ، وبالتالي فتصادم أنوية شمولية الفكر الديني المسيَّس لتحقيق مكاسب غَرَضِيَّة ، ونفوذٍ قائم على المتاجرة بالمقدَّس الهلامي ، يصير حتميةً تصادمية شاملة مع الذات والآخر ، والذات الأخرى ، والآخر الداخلي .

وفي ضوء هذه الأطوار التكوينية في تصادمات الشمول الوظيفي للرؤية الميكانيكية المضادة لطبيعة معقولية الزمكان التداخلي في مسار البؤرة الكلماتية التي تأخذ منحى تصعيدي ديني لتحقيق أهداف سياسية ، يظهر المنحى العقلي حصيلةً للتجريب التأكيدي على واحدية الهوية المنكسرة في التحليل الانتكاسي لمدى ترابط اجتماعيات القدرة الفكرية المتَّجهة نحو معيارية التفتيت النَّصي ، وعلاقته بالتثوير المرحلي ضد سلطة الكهنوت الشِّيعي ، لأن متواليات أطوار التصنيف تتخذ من موجز التفكير المبدئي نظاماً نسقياً كلماتياً يتداخل في إشكالية القداسة .

إذ إن التفسير المضاد لإرادة بناء الوعي الكلي بمسار اتجاه النصوص لا يعدو عن كونه سلطويةً دينامية موغلة في حِراك اجتماعي يتفسخ كلما قامت الطاقةُ البشرية بنفي استعداد الشعور التلاحمي تمهيداً لوضع التنوع الإدراكي في بؤرة تخدير البشر باسم الدِّين ، فيغدو الدِّين المؤدلَج شيعياً فعلاً اجتماعياً منفياً عن كينونة الأداء السوسيولوجي الحتمي . فالشعب لا يمكن استغلالُه إلا إذا كان مُخدَّراً ، ووفق هذا المبدأ نجد أن وضع الكينونة الإشاراتية الدالة على انكماش وحدة الشعور التقليصي في إطار الارتهان لوقائع تأريخ الرموز العبثية هو بمثابة تأثير معنوي متزامن مع أداءات أسلوبية يصعب عليها التمييز بين الرمز الدِّيني كأدلجة استمرارية في انحلال مكوِّنات الوعي ، والإشارةِ الفكرية الدالة على فقدان الإحساس بأبعاد التداخل الشعوري الكلماتي . وهذا راجع إلى اتساع دائرة القداسة والعصمة في علمية الأساطير الشِّيعية . فاتساع دائرة التقديس يهدف إلى اختراع عصمة انتقائية لمنع أي عملية نقد تُوَجَّه لتراكيب الأنساق الدينية ، مما يوصل المنحى التركيبي إلى طريق مسدودة ، حيث يعطي الإنسانُ لعقله إجازةً طويلة الأمد ، ويتداخل مع عقلية انحسار قيمة الوعي الذي يُولِّد انكساراً حاداً في تراكيب النسغ الكلامي المنقوع في قداسة متصوَّرة ذات أبعاد تسييسية مكشوفة . وعلى الرغم من كل تداعيات الشرخ الصارم في تقاطعات وحدة الاختلاف الإحساسي إلا أن منطقية اللامنطق تصير بحد ذاتها عملية تفريخ لأدوار التطرف التحريري ، حيث تتحرر الألفاظ من ثقل المعنى المسيَّس ، وتتخلص المعاني من تأطير تشيؤ ألفاظ البعد الميكانيكي للمرجعية الدينية التي تتمحور حول الأطراف،لأن النواة المركزية المتكوِّمة في بؤرة الأسلوبية الانتزاعية لا تسمح بأي نقد داخلي ، وهذا ما يجعل المرجعية الوجودية لشرعية النَّص اللاشرعي تنزاح باتجاه متواليات الأطراف والأبعاد الجانبية الهامشية . لكن صور الإشارة العلاقاتية تتحدد في مفاصل عقلنة اللامعنى ، وهكذا تنزاح نواة المركز باتجاهات أكثر تشعباً ، وتتراجع قيمة الفكر العقلاني ليحل مكانها ترسيخ مُقدَّس لمرجعية الوهم المتكدس في أساسات منهجية العوامل التاريخية لجغرافية الولادة الكلماتية من رحم الفوضى المقدَّسة في منظور القراءة الشيعية المتطرفة لأبعاد الوقائع التاريخية .

لقد طوَّرت الكينونةُ الدينامية المتماهية مع اختلاف التجانس الفعال في التشويش العَقَدي رؤيةً خاصة في مجالات الاستعداد البؤري لتغيير أرضية التفاعل الاهتزازي غير المبني على أرضية صلبة ، فالغبش الأيديولوجي الذي يتم تعميمه على أساس الرؤية الخاضعة لانحسار المد الإرادي في صورة الشكلانية العقلانية ، لا يقدر على تقديم نفسه كحل سحري لمشاكل التفتيت الجزئي ، والشروخِ الهائلة في أنسجة إرادة التناص البؤري لأشكال التبعيض الدِّيني ، حيث تتواجه الأجزاءُ مع الكليات لإجراء عملية تصفية محتدمة خاضعة لكيانات لغوية متنفِّذة تبدأ لعبةَ احتكار فلسفات الإطار الأسطوري لأشكال المخيال الاستبدادي ، فالبنية الشَّيئية في فكر الصدام الصارم مع عوامل تناقض الجوهر، واصطدامِ العِلَّة مع المعلول في تعاكسات بنائية تظل تحفر عميقاً في صراعات جزئية معتمدة على شروخ جذرية في مفهوم العِلَّة المصدرية التي تنبع منها العقائدُ الشيعية المؤرَّخة في مستويات التعاكس الاصطلاحي . فالتركيب الفلسفي للخلفية العقائدية يتواصل بشكل جوهري يسمح لسلسلة عبء المعنى أن تُحمِّل ثقلَ الهاجس المعنوي على فطرية التركيب الفلسفي الراسخ في ماورائية اللفظ المتأصِّل ، لكن مبدأ التركيب المتبادل القاضي بأن يحمل المعنى لفظَ الذاكرة ، ويحمل اللفظُ معنويةَ التيار الإقصائي في تداخلات تراكمية النسغ الديني سيظل مضاداً لفطرية النقض الداخلي الموجَّه ضد توليد صيغ عنيفة هادفة إلى وضع أبجدية التناحر النمطي في مدى بؤرية سطوة تفسخ مجتمع الكلام الذي يُنظَر إليه على أنه الفكر الحامل لاستبداد التناص المناظِر للمعرفة السياسية التي هي أشبه بتيار نسقي تحطيمي ينفي نفسَه بواسطة استخدام انحياز غير عقلاني للطبيعة التوليدية قلباً وقالباً .

وقولبة الشروط التداخلية في أوعية التجريد المعنوي لصور انعكاس العقيدة على سلوكيات البناء الداخلي للأسطورة لا تضمن ديمومةَ التكريس السلطوي،بل على العكس فإنها تساهم بشكل كبير في السيطرة على المعادَلات المرجعية لصيغ التسييس الدِّيني من أجل تحقيق مكاسب أكثر على أرض الواقع . وليست الهيمنةُ السالبية سوى تأثير متآكل يظل يغزل في حتمية محدَّدة الأبعاد ذات أهداف تعمل على تجميد عقلية وحدة الانهيار السوسيولوجي ، إذ إن صورة المجتمع الشيئي في إشارات توجيه السمات الديالكتيكية تتضمن بعداً أكثر دينامية في سلوكيات الذاكرة الوجدانية لحتمية تصادم جزئيات التاريخ الذهني في مشروعات أدلجة التشيع الذي يُكرِّس تياراً متصادماً مع ذاتيته،ويفترض حتميةً تاريخيةً محددة المسار تنتهي بظهور الإمام المهدي المخلِّص حسب أدلجة الوهم الشيعي ، وهذا مرجعه إلى التماهي غير المنطقي مع انهيارات فكر اللامنهجية الدينية . ونحن نقول إن المهدي سيظهر لا محالة ، وظهوره العلني مسألة وقت ، وهو إمام أهل السنة والجماعة. وسوف يعود كل الشيعة الروافض إلى الإسلام الصحيح ( منهجية أهل السنة والجماعة ) في حال ظهوره الصاعق ، حيث سَيُسْقَط في أيديهم . فمن اتبع الحقَّ وخالف هواه اتبع المنهجَ السليم ، ومن أخذته العزة بالإثم فقد باء بالخسران في الدارين .

إن طرائق استثمار أدلجة الوهم الجزئي في تكوين كليات المنحى الشعوري للفكر المتصادم في طبقات بناء الدِّين تنبع من توسيع مفردات القداسة ، وتجميدِ المفاهيم التاريخية عند حواجز فلسفة التحيز المعنوي . ففي ضوء الزخم الأيديولوجي لعقلية انحياز التاريخ الشخصي الافتراضي لطبيعة زوايا الانبعاث الوجداني الحاسم ، وجدنا أن وظيفة الأنا الجزئية في علاقتها مع كليات التواجد الفلسفي على خارطة التيار العَقَدي لأطوار الاستعداد المفاهيمي ما هي إلا إعادة رسم للشيفرة الفكرية التي تساهم في تكريس الكهنوت الشِّيعي عبر استخدام وسائل مصلحية أكثر تطرفاً في تحديد مصطلحات المعقولية الحتمية المتصادمة مع تضاد البؤر الفلسفية العمومية ، فالطبيعة الصياغية لحالة الدِّين كتيار سياسي أدَّت إلى بروز بُنى متلازِمة مع هالة الشعور بالشرخ المكرَّس في روح النَّص. إلا أننا ومن خلال التركيب الحتمي للتلازم التلقائي بين النسغ الوهمي ، والنسقِ الديني العاطفي غير العقلاني نستطيع إعادة تشكيل خريطة المتلازِمات النَّصية بصورة تسمح للبعد التأسيسي بصناعة حركة نقدية للثقافة الأسطورية الشيعية ، وتوليد تراكيب حقيقية مستندة إلى محاكمة النص وفق قواعد التجريد الفكري لأبجدية المعنى ، والتأسيسِ العلمي المتعلِّق بتمزيق أطوار الجمود الجدلي،فطاقة المعقولية الأبجدية الدينية لا يمكن أن تستمر إلى مالانهاية في ظل كهنوت قمعي، خصوصاً إذا أدركنا أن التفكير الكلي السلطوي على هوامش الاستبداد يعطي صورةً تقليدية عن تقاطعات المفصلية الحتمية داخل السلطة الدينية السياسية ، أي إن الوصول إلى جوهرية المرجع النواةِ لا يمكن أن نحصل عليها إلا باعتماد طاقة الاستيعاب المعرفي على أسلوب استبعاد الشكل الصوري للفكر المؤدلَج سلطوياً . وبالطبع فإن قدرة الذاكرة الشعورية الداخلية على استبعاد تراكيب النسغ الموغل في ثنائيات التضاد المشوَّش ستقل تدريجياً بسبب التكثيف القامع لمستوى الأدلجة المرحلية ، فعملية القفز في تركيب العقائد تحدث لكسب مزيد من الوقت في تثبيت شرعية الانتزاع الوجودي على خارطةٍ تصادميةٍ مع الوجدان الروحي للكلمات المتداخلة في سياقات العصمة غير الحقيقية . وكلما واصل التجريدُ البؤري ديمومةَ التشييد على استبعاد ذاكرة التناص الجزئي اكتشفنا تياراً جديداً في هندسة النَّص ، ومدى تطابقه مع المخيال المتآكل بفعل قوة المخيال في مواجهة واقعية اللاواقع ، ومن هنا نجد أن محورية الدلالة المعرفية المشيرة إلى الانغلاق القيمي تسلط الضوءَ على ثنائية الخلاص والتخليص ضمن مساحة وجودية متآكلة في نَص يحفر احتضاره في ذاكرة الاستبعاد القسري للقيم المؤدلَجة تسييسياً .

ووفق مبادئ التأسيس اللغوي في دينامية التدين المبني على انحسار الأنساق التاريخية تترسخ وحداتُ الانبعاث الانغلاقي في وجه فعالية التواصلية الحتمية ، وهذا يُقطِّع أوصالَ السياق النسقي لأدلجة المنظور المعنوي داخل ألفاظ التأطير البنائي.فمن خلال رمزية المؤسَّسة الدينية الشيعية تتركز المفاهيمُ المبدئية حول عناصرية الشعور الاستثنائي ، فالإشكالية ذات الزخم المعرفي الصادم هي أن النسغ الجزئي ينفي نفسَه ، وبالتالي فإن كلية المعطيات الإشاراتية تَنتج بفعل متوازِيات نافية ومنفية في نفس الوقت وبشكل حاسم ، وهذا ما يجعل الأداء الكلي لمعقولية المنظور الجمعي كتلةً من النَّفي والنفي المضاد ، فلا يعود النص إلا كتلة متراصة من التضاد البؤري والافتراضات التشريحية المتعاكسة .

وعلى الرغم من افتراضات التيار السالبي في أبعاد أطوار القيمة المفروضة على التناص الجزئي، تظل قيمة تعاكسات النسغ كومةً من افتراضات المعرفة الوجدانية المؤدية إلى قدرة الانتزاع التكويني على وضع البناء الأبجدي للأدلجة ضد لغويات التيار الديني العمومي في الميثولوجيا الشيعية ، الأمر الذي يقود _ حتماً _ إلى صدام الأنوية اللغوية في الحدث العَقَدي الذي يتم تقديمه على أنه محورية الخلاص والتخليص . ومن خلال المنظور المتصادم مع تغلغل المسطَّحات اللفظية للمعنى المحتضر تنشأ طبيعة دينية وهمية جديدة تُزاوِج بين دلالاتِ الانحراف المفهومي وتعريفاتِ الحدث الفكري الديالكتيكي ، فقيمة الجدل لا تنبع أهميتها من انحراف المعنى عن مسار اللفظ المسيطر عليه عاطفياً فحسب ، بل أيضاً من إعادة بلورة تيار تلاحمي مع عناصرية النقض الداخلي لطبائع التشريح البؤري لأطوار الحالة الوجودية النرجسية في النَّص اعتماداً على مخيالية التفوق ، والاقتناع باحتكارِ الحقيقة بكل أبعادها الداخلية والخارجية،وامتلاكِ مفاتيح الحل السحري لأنساق التكوينات الدينية في مراحل التناص التجسيدي لكينونة الموروث الداخلي ذي الأبعاد المنظورة وغير المنظورة ، لأن الغرض من رسم خيوط الموروث المتكوِّن من ذهنية انكسار المنحى الواعي هو السيطرة على حالة تشظي الوعي،والحد من انزياحِه باتجاهات غير منضبطة كامنة في ظواهر التناحر في طبقات البؤر المتطرفة معنوياً . وهاتان النقطتان تهدفان إلى تجذير مستوى الوعي الرافض لإحلال صور الاختلال الطبقي اللغوي في زمكانيات البعد الصوري للتناص الذي يتقمص صورةَ النَّص الجزئي ، إلا أننا قادرون على تفتيت متواليات الدلالة الدينية المشيرة إلى جذرية الوهم المؤدلَج عبر اتخاذ وسائل أكثر دينامية في تثبيت معقولية التشريح الأبجدي لكتلة اللغويات الرمزية غير المنطقية التي تظل تغزل باتجاه مضاد لولادة النَّص الديني من ثقل هاجس الاحتضار .

وقد قام التناص البؤري المناظِر لمسلكية تشييد حضارة الخرافة تحت ذاكرة الجزيئات المنبوذة باستعادة أدلجة تصميم التفسير الديني للمنظور الفلسفي ، لأن الذاتية الفوقية المركَّبة على صفات نفي المعنى تُحال إلى صيغة متلاحمة مع تنويع لفظي هادف إلى إقحام صورة النَّص الديني الميثولوجي في واحدية القداسة المعصومة . واعتماداً على التوظيف المتطرف لقراءة أنساق التجزئة السالبية تُبنَى التصورات الجدلية على بنية فوقية لا يساندها غير عمليات متواصلة من تلميع للوهم ، وتصويرِ الانحراف الدلالي على أنه جسدية التناص المحدَّد بأبعاد عقيدة الخلاص التي لا يُستدرَك عليها . لكن الشذوذ عن مدار التقييم التَّصوُّري يظل يكبر بفعل متواليات الانكماش في النواة الداخلية لهرم السلطوية الدينية المسيَّسة ، وهذا الانكماش يتزامن مع ردة فعل عكسية تحاول إنقاذَ ما يمكن إنقاذه من محيطات البنية الفوقية فتبدأ بنفخ النصوص عن طريق حقنها بشرعية متصوَّرة مستندة إلى نواة الشرعية البدائية للانطفاء . ولكن النَّص إن لم يجد غطاءً دينياً شرعياً يمنحه السيادة على الأنساق المعنوية والمادية فإنه سيتهاوى في نفوس الأتباع ، وهذا ما فعله سدنة الميثولوجيا الكهنوتية الشِّيعية من خلال تشييد منهجية اللامنطق العلمي على رؤية الأدوار الافتراضية للهالة الإعلامية الجزئية في تداخلات كلية المنظور الفكري المخيالي. إذ إنهم قَدِموا إلى شرعية آل البيت الثابتة ، وبنوا عليها مُتخيَّلاتٍ وظيفية ساهمت في تعزيز الخروج عن المسار الصحيح لغاية سياسية هدفها صبغ الانحراف التَّسييسي بأدلجة التقويض المعرفي لكتلة المعنى واللفظ .

وكل الأفكار المنحرفة مبنية على أساسات نواة صحيحة، فالكتب السماوية غير القرآن الكريم تدعو إلى الكفر والمعاني السيئة مع أن أساسها هو كتب سماوية مقدَّسة أنزلها اللهُ تعالى. وعقيدة تأليه السيد المسيح صلى الله عليه وسلم الباطلة مبنية على نواة جزئية صحيحة وهي حب المسيح وتعظيمه،لكن التكتلات الأيديولوجية ساهمت في تحوير تلك العقيدة . فقيمة الأسطورة تكمن في متواليات إقصاء التقويض المنطقي لهالة النصوص الواهمة ، وقداسةِ اللامُقدَّس . فالتعاكس الوظيفي في إيجاد تفاسير حقيقية تصيغ مستوى معرفياً من التوازن المعرفي الخلاق اصطدم بقوة اللاشعور في تصادمات أنوية الرموز المابعدية، حيث يؤول الفكر إلى تفكير ماورائي، بمعنى أن الذاكرة الشعورية الآنية تُبنَى على مدار يتمركز خلف اللحظة الحالية ، والتوازي المصطنَع يهدف إلى تثبيت مُتعلِّقات أنثروبولوجيا التدين المسيَّس على الجهتين: اللفظ والمعنى، أي البنية التحتية والفوقية.

إن سوسيولوجيا اللعبة الشِّيعية في تثبيت دعائم التناص البؤري على مستويات انهيار المعنى في ذاكرة اللفظ يعكس حجمَ التداعي المسيَّس لتشييد الصياغات المراوِغة في النسق الثقافي البشري المنقوص المصبوغ بهالة القداسة الإلهية . وفي واقع الأمر فإن بشرية النصوص الأسطورية المغطاة بستار من العصمة الافتراضية المتساقطة يؤسس حالةً من الانزياح السالبي نحو فرضيات التباعد الوجودي بين زمانيات التكوين الفكري وبين أمكنة انبعاث بؤر الموروث الميكانيكي لسلطوية سقوط التداعي الانهياري الشامل . إذ إن السير في اتجاه مضاد لمفاهيم المنطقية العقلانية لن يكفل خلاصاً وتخليصاً،بل على العكس فإن التناص الشيعي الوهمي يزيد حالة الانبعاث القلق في اكتشاف مفردات البنية التحتية اللفظية المقامة على تراكمات التشكيل الهلامي لأطوار التفريغ والشحن الهلامية ، تفريغ الفكر من معقولية الحل ، وشحن المعنى بمتواليات التحليل الخرافي لوقائع الذهنية المعادية للمنطقية الدينامية .

وعلى أية حال فإن تكدس طبائع لغويات المنحى الديني في نقطة مركزية شديدة الاستقطاب يدفع باتجاه تركيب التحليل البؤري على متوازيات مستترة في إيقاعات تناص فوضوي مستمد من إيقاعات التداخل المعنوي الساقط على الجدران الداخلية للنص الديني . ونقد النص الديني الشِّيعي إنما يهدف إلى تشريح التراكيب الرافضية التي تقيم قطيعةً مع الحقيقة ، وهذا التشريح المتوالي لن ينتهيَ إلا برفض قيم إفرازات الميثولوجيا الشِّيعية وهيمنتِها على خصائص البنية التاريخية لتجانس الفوضى الذهنية المتصادِمة مع التراث الإنساني العمومي ، من حيث البعد العقلاني ، ومعقوليةِ القيم المنطقية للفكر الخلاق غير المدجَّن . فالوصول إلى تجزئة شمولية للأنظمة الدينية المتعاكسة ينبغي أن يستند إلى منهجية استخدام التعدد النَّسقي لموروث فكر الخصائص الضمنية التي تتحرك في أنوية كلماتية داخلية ، وتُفرِز تياراً داخلياً من انهيارات التراث الديني بفعل النقد المنهجي البناء الموجَّه ضد هيمنة الأساطير الشِّيعية على مجريات الحياة العامة ، ومعطياتِ انكسار النمذجة المعرفية على كيانات الفطرة الإنسانية الأساسية . فالمذهب الشيعي الرافضي أثناء سيره باتجاه مصادِم للفطرة الإنسانية يفقد جزءاً هائلاً من أدوار الانبثاق التواصلي مع كيانات التنافر الطبقي بين لغويات التفكير ، الأمر الذي يقود التوظيفَ الهامشي لمعنوية الانكسار الفكري إلى عمليات قولبة مُتخيَّلة لأسئلة التحليل المنطقي الرامية إلى تفتيت أنساق النظم الدينية من خلال تجزئة بنية التاريخ الناقد لصورة التماثل الأسطوري في هالة الكلام المصبوغ بهاجس القداسة غير المنطقي .

وعلى الرغم من قيمة التكثيف الساعي إلى تأطير المتوازيات الرافضة لأنطقة النواة التجذيرية في واحدية النص، ومحاولةِ إلجام الأسئلة التنويرية الهادفة إلى اقتلاع نخاع الخرافة في تجسيدات النص الديني الشيعي إلا أن محاولة تشريح النسغ الوظيفي العَقَدي ينجح بامتياز في تسليط الضوء على مفاصل الانهيار في لغويات أنثروبولوجيا الدِّين المخلوط بكومة استعدادات أسطورية تتبخر كلما تعرضت لشمس منطقية الحقيقة .

وفي ضوء تفشي التكسر النَّسقي في إيقاعات انحسار المسار العقلاني تصير البؤر المركزية الدينية عزلةً منطقية لذاكرة العبث ، حيث الانطفاء الفكري يتجذر في واحدية الغبش التجسيدي المتمركز في نقاط التقاء حلقات الوعي الدِّيني بالتداعيات السالبية للتشيع الناشئ من رحم المتاجرة بدماء أئمة آل البيت _ عليهم السلام_ . وبما أن التداعي الحر للتوليد التراثي المسيَّس يظل يصطدم بالتواصلية الاختزالية في قدرة المعنى على مواجهة اللفظ ، فإن طبيعة التوليد الكياني يظل يصطدم بتأسيس التجسد التلقائي لواحدية الوهم الطبقي ، حيث يؤول النص الديني إلى متكاثرات مطحونة في ذاكرة تشعبية غير متوازنة البتة .

ومع تكدس مصدرية البنى المترسبة في قاع وحدة العقلنة التثويرية نجد أن مرتكزات الخديعة القائمة على تأسيسات تحليلية مستندة إلى عناصرية الصراع بين مستويات معقولية البناء المناظِر للنص الجدلي ليست بأكثر من انعكاس أطوار تمهيدية متكومة على معطيات الشعور الآني المكرَّس كذهنية استعداد وظيفي لمنظور التراث الديني التسطيحي . فصور الشعور في جدلية الأسطورة المترسبة في نخاع كلماتية التراث تبدأ من تواصلية الانكسار البؤري في صدى الفعل الاجتماعي ، لأن تثبيت الفعل الاجتماعي ، وتحقيق مكاسب سياسية ، وترسيخ النفوذ السياسي عبر المتاجرة بالنظام الثوري لدى أئمة آل البيت ، تساهم جميعها في تأطير اضمحلال أنانية التمركز الديني في مفاصل التداعي الطبقي للخديعة الفضفاضة .

وإذا حاولنا التحكم في مسار جدلية النصوص المنفصلة عن أنسنة التناظر الخلاق ، وجدنا أن انكسار المنهجية النسقية للتراث يتداعى على شكل إفرازات تأطيرية بالغة منتهاها في تكديس عوامل التأثير التكويني في ثورية الانفصال النظري الموازي ، إذ إن كلماتية الشعور الديني تغدو انسحاباً تتابعياً يستمد معناه من لامعنوية التصادم التداخلي في ذاتية المسار الوجودي التكريسي بالإضافة إلى إشكالية أنسنة التصدي الإشاراتي لهيمنة المتمركزات على تداخل الأنوية السياسية والدينية ، مما يجعل وحدة الاختلاط المجتمعي انهياراً تفسيرياً للهاجس الدينامي الذي يفترض زمناً حياً في مكان ميت ، وهذه المفارقة الحتمية هي التي تؤدي إلى رمزية الشعور التجاذبي بين أطراف الدلالة المنسية المشيرة إلى انكسار الوعي الإيجابي بالقيم العناصرية السالبة .

وتكوين التجريد البؤري في مساحة الشريعة الشيعية المحروسة بأدلجة الشذوذ عن التاريخ المنطقي لذهنية تكوين النسغ الكلماتي يدفع باتجاه تعزيز وجود الاضمحلال في هوامش الذاكرة الجزئية لرؤية التناص من الداخل المنكسِر . لكن الانفصال الوظيفي يظل بؤرةً مركزية للشكلانية الدينية حيث يتمركز الاستغلال في مدارات الشذوذ الفكري المؤدلَج من أجل تفريغ واحدية تلقائية انسياب الرؤية الكلماتية من النقد التداخلي الموجَّه صِدَامياً . وعلى الرغم من غبش المعرفة الكلماتية المبنية على جدليات الرموز التفاعلية مع جزيئات فرضيات تنازع ملامح السياق الكلامي الدِّيني إلا أن السلطوية الكهنوتية تُركِّز قوةَ تسليطها المركزي على التفاعلات التاريخية للملامح الوجودية لتداخلات الحدث اللفظي السياسي بالبعد الديني الكهنوتي المغلَق باعتباره تاريخاً اضمحلالياً للتيار الباطني الجدلي .

إن انتشار التشيع المسيَّس بقوة السيف والإبادة الجماعية ساهم بشكل كارثي في فرض الإقامة الجبرية على المسار النقدي العقلي . فالدولة الصفوية التي أسَّست وجودَها على دماء البشر عبر إجبارهم على اعتناق المذهب الشيعي الرافضي ، أو قتلهم وتهجيرهم ، هي نتاج سياسات غارقة في ميكانيكا النظم الرمزية المزدهرة في حفلات الإبادة الجماعية والتطهير العِرْقي . ومع غياب الدولة الصفوية الأولى ظهرت الدولة الصفوية الجديدة ( إيران ) بصورة أشد تطرفاً من ناحية العقيدة الدينية . وأنا هنا لا أتحدث عن المنهجية السياسية الإيرانية ، فكلنا نشترك مع إيران في الممانعة واجتثاث العدو الصهيوني،ومعاداة الغرب الإسخريوطي.لكني أتحدث عن العقيدة الشيعية الرافضية ودورها في استئصال عناصرية الوعي بأهمية البناء على مجالات البناء الفكري الصاعق . فكما أن التقرحات الديالكتيكية في وجوديات البعد العقلاني المشوَّش فرض نمطاً عقلانياً هابطاً فإن السلطوية الجدلية الشيعية التي فرضت اعتناقَها على الذات الذهنية للإنسان بقوة السيف والإرهاب الموجَّه عَقَدياً هي الأخرى كرَّست تحركاتٍ سالبية في مسار الانغلاق الفارسي على الذات الميكانيكية للكلام المصبوغ بالهالة الدينية . ولأن الزمكان المشاعري في مفاصل التقاطع التلقائي النَّصي ما هو إلا سياسة منهجية للتسييس الحاضن لأحادية الميثولوجيا المؤطَّرة بأوصاف التحرك الوضعي المجرَّد من الشرعية وجدنا أن الأنماط الدينية المتكاثرة تظل تنبثق من بؤرة تجسيدية محاصَرة بالنظام السيكولوجي الضاغط على بؤرة الاستعداد المنهجية ، أي إن التنميط الدلالي المتجذر في وضوح الانهيار الخلاق ما هو إلا صورة الفوضى الخلاقة على جدران ذاكرة البناء الكلماتي في أفق أشد تثبيتاً لوحدة السقوط الجدلي المتمركز في مفاصل السياق المدجَّن دينياً.

إن إعادة تعريف الذاكرة الوجدانية لتساقط الشعور الإنساني المؤدلَج بشكل قمعي ساديٍّ تهدف إلى تأسيس مشروعية انتزاع التوافق الافتراضي من السياق الصوري للحدث الديني الأبجدي حيث تتكرس الخلفية الدينية للإسقاطات السياسية كأساس وضعي مضطرب ، وعليه فإن التنميط المركَّب في ذهنية الإدراكات البؤرية للتحطيم الدلالي الشامل في حركة دوران ألفاظ التسييس حول نواة المعنى الديني الكهنوتي هو عملية ديالكتيكية في وقائع التناظر الوهمي مع الذات الإنسانية المقموعة . فالواقع المولود في الخرافة والميت في الخرافة إنما يبني أنساقه الدينية التعبوية على انتحار الهوية لأن الذاكرة الشعورية المنقوعة في تقرحات حركة سير الصفات المميزة تتماشى مع إنتاجيات الفراغ المساري ، حيث تتكدس المعاني بشكل فاقد للمعنى ، ومن هنا نجد أن تواجد اللفظ على خارطة التأسيس الديني الهلامي إنما يؤسس نَفْياً مؤسَّساتياً ، فيصبح لدينا نَص زمكاني واحدي يُثبِت أضدادَه المرحلية عبر تطوير حركة مابعدية تنقل الماضوي الداخلي إلى الحاضر من أجل إسقاط النظم الرمزية على الواقعية المتخيَّلة في هوامش بالغة التضارب والتضاد . وهكذا يغدو العبثُ التدجيني في ذاكرة الحاجة الشيعية لصناعة إنسان مؤدلَج مدجَّن خاضع للمخيال الديالكتيكي المسيَّس تياراً سوسيولوجياً نافياً للفطرة الإنسانية السليمة .

فالسير ضد معقولية التثبيت الكلماتي هو سمة التعقيد اللفظي في كهنوت النَّص الديني التفسيري . فالانتكاسة البنائية في أطوار الاحتضار العَقَدي الذي يتجذر على شكل إيقاعات معنوية صورية تتخذ وجوداً إقصائياً يتضمن صناعة معقولية مخيالية متصوَّرة لشكلانية الدِّين الشيعي ، خصوصاً في سياق التأطير التواصلي لذاتية التثوير المنكسر في ظل زخم إعلامي جدلي ابتزازي مُسيَّس دينياً .

وعلى الرغم من سوداوية الأداء الأنثروبولوجي في تشابكات الاحتكارية الفارسية السياسية للتشيع الديني إلا أن قيمة النقض العلمي تظل منهجيةً حتمية في طريقنا لتشييد الكلية المنطقية الداعمة لعمليات نقد الفكر السُّلطوي التراثي المعتمد على تقديس غير المقدَّس ، ففي أشد لحظات انغلاق السياق الكلماتي تبزغ أقطابُ التثوير لتقود أطوار نقض المذهب الشيعي ، وتوضيح ملابسات ظهوره كحالة عَقَدية سياسية شاذة عن الوضوح الحضاري العمومي . لكن متواليات النقد البؤري الموجَّه ضد المنحى التصاعدي لإرهاصات البناء الوهمي الديالكتيكي لا يمكن أن تتجذر إلا وفق مُسطَّحات فكرية تهدف إلى تفريغ السياق الفضفاض من هلامية الفلسفة المتكسرة في أنوية نقاط تضاد الذاكرة السياسية مع المعقولية الشيعية الوضعية المتعلقة بالدِّين المسيَّس، وابتزازِ رجال الدِّين الشيعة للعوام باسم آل البيت .

وكل فكر يؤسِّس نشاطاً عقلانياً اجتماعياً مناوئاً للمنظومة الجدلية الزمكانية في مقدَّسات التيار الشيعي الوضعي إنما يهدف إلى إضفاء صفة التثوير الداخلي على مبادئ نزع هالة القداسة عن النص الشيعي الثقافي الوهمي . فكسرُ الصنم أهم من تحذير الناس من عبادته ، ووفق هذا المبدأ التلاحمي قمنا بتأسيس الحاجة النقدية الراسخة ، والساعيةِ إلى إلغاء البناء الفوقي للطبيعة الفكرية في ظل انتحار الأساس المنطقي. فليس من المعقول أن نبنيَ ناطحة سحاب على أساس مُخلخَل . وعليه فإن اجتماعيات الثقافة المعرفية للدلالة الإنسانية الوجودية لا تنال شرعيةَ حركة أنساقها إلا من خلال تواصلية ديمومة التوليد النظري من أجل وضع الذاكرة الشيعية أمام امتحان الحالة المعرفية الفكرية المنفصلة عن أطوار الضغط السياسي العابر فوق خريطة التشيع الفكرية .

وتستمر أطوار الشعور الزمكاني في أدلجة المسارات المعرفية في سياسة التشيع الرامية إلى نشر فرضيات موت العقل ، والبناءِ على محيطات من الميثولوجيا الديالكتيكية الحرجة التي تستمد طغيانها من حالة الفصل الميكانيكي بين معقولية الشعور الإنساني والنصوصِ البشرية المصبوغة بالعصمة والقداسة الإلهية ، أي إن التمييز العناصري الذي يميز فكرةَ وضوح بؤر الاسترجاع اللامنطقي تصير منطقاً من نوع خاص يُسلِّط الضوءَ على تعميق حالة الشك المتشعبة على أنها اليقين التام الحاسم والأكيد، ومن هنا وجدنا أن المعيارية البنائية في تشريح لغويات التناص الشيعي، أو التماهي الشيعي مع عقائد الهيمنة الذاتية الطبقية على انفصال الكيانات عن الذاتية ، ما هي إلا تقسيم المجتمع البشري إلى مجتمع أيديولوجي طبقي : طبقة رجال الدِّين ( السلطة الكهنوتية ) ، وطبقة الأتباع الجهال ( العبيد) ، لذلك كانت الثورة على التشيع المذموم انقلاباً على نظام إقطاعي يأخذ منحى دينياً ، تماماً كما يحدث في الهند من تقسيمات طبقية ذات خلفية عَقَدية هندوسية .