سيرة ذاتية

إبراهيم أبو عواد القيسي، مفكر، وشاعر،وكاتب صحفي من الأردن. ولد في عَمَّان 1982، لعائلة من شيوخ بني قيس/قَيس عَيلان(أكبر قبيلة عربية في العالم).حاصل على البكالوريوس في برمجة الحاسوب من جامعة الزيتونة الأردنية (2004).له اهتمامات واسعة في دراسات الكتب الدينية (القرآن الكريم، التوراة، الإنجيل )، والفكر الإسلامي، والفلسفة،وعلم الاجتماع،والسياسة ،والنقد الأدبي،والشعر،والرواية، والعلوم الطبيعية . متفرغ للبحث والتأليف.يكتب في أبرز الصحف والمجلات في الوطن العربي وأوروبا.له آلاف المقالات والدراسات، وعشرات الكتب المطبوعة،من أبرزها: [1]حقيقة القرآن [2] أركان الإسلام [3] أركان الإيمان [4] النبي محمد[5]دراسات منهجية في القرآن والسنة[6] العلاقات المالية والقضائية والسياسية والاقتصادية في القرآن [7] دراسات منهجية في القرآن والتوراة والإنجيل [8] الدعوة الإسلامية [9] منهج الكافرين في القرآن [10] العلوم والفنون في القرآن [11] العمل في القرآن [12] العلاقات الأخلاقية في القرآن [13] الإنسان والعلاقات الاجتماعية [14] بحوث في الفكر الإسلامي [15] التناقض في التوراة والإنجيل [16] صورة اليهود في القرآن والسنة والإنجيل [17] نقض عقائد ابن تيمية المخالفة للقرآن والسنة [18] عقائد العرب في الجاهلية[19]فلسفة المعلقات العشر[20] النظام الاجتماعي في القصيدة(المأزق الاجتماعي للثقافة. كلام في فلسفة الشعر) [21] صرخة الأزمنة ( سِفر الاعتراف ) [22] حياة الأدباء والفلاسفة العالميين [23]مشكلات الحضارة الأمريكية [24]الأعمال الشعرية الكاملة(مجلد واحد)[25] سيناميس (الساكنة في عيوني)[26] خواطر في زمن السراب [27] أشباح الميناء المهجور (رواية)[28]جبل النظيف ( رواية) [ يُمنع ترجمة أيَّة مادة في هذه المدونة أو نقلها بأيَّة وسيلة كانت إلا بعد الحصول على موافقة خطية مُسبقة من المؤلف إبراهيم أبو عواد، تحت طائلة المسؤولية القانونية، ووفق قوانين حماية الملكية الفكرية ] .

20‏/03‏/2012

نقد الأيديولوجية الشيعية الرافضية فلسفياً ( 3 _ 6 )

نقد الأيديولوجية الشِّيعية الرافضية فلسفياً ( 3_ 6 )

للمفكر/ إبراهيم أبو عواد .

وقد تتشكل صيغ مجتمعية مناوِئة لحالة أنسنة المجموع الفلسفي للكيانات البشرية، وهذا متوقَّع باعتبار أن متواليات أدلجة المنظور الميكانيكي لخصائص معقولية الغبش المركزي تفقد سطوتَها تدريجياً في خضم هذا الزَّخم السلوكي المضطرِب في وحدة الدلالة المنسية المتفرعة إلى أيديولوجيات أكثر ابتعاداً عن بؤرية نقطة التقاء الأوهام ، وأكثر رفضاً لتكوينِ الجماعات الاجتماعية الفكرية على أساس إعمال العقل . فالعقل المتحرك هو الكاشف النوعي لمحاور التقاطع الذهني في نصوص الأنثروبولوجيا الشِّيعية ، وإذا تكشفت محاورُ التقاطع تفسَّخت عرى التقاطعات الوهمية التي يُبنَى عليها التناص الشِّيعي مع امتداد الأسطورة . أي إن إعمال العقل هو الخطورة الأكثر تأثيراً في تشريح أنساق المجال الحيوي لتوسعات الظواهر الوسيطية ، ورفضِ السياقات المبنية على أدلجة التطرف المذهبي في دواخل لغويات الموضوع الشعوري المتزامِن مع ظهور أغراض التساقط البشري المريع في فخاخ النَّص الأيديولوجي المبعثَر .

وإذا درسنا مجالاتِ العناصر غير المتجانسة في تداخلات معقولية انحسار الوهم الافتراضي وجدنا أن إقصاء الذاكرة الشعورية في نقاط الابتعاد المؤدلَج على شكل إشارات مرتكزة إلى ثنائيات الجواهر السطحية ما هو إلا إقصاء لنماذج ديمومية التعرية الشاملة للفجوات الواضحة في خط التصاعد البياني لأيديولوجيات الخرافة النظرية في التأريخ الشِّيعي للحدث اللغوي الواقعي ، مما يجعل محورية الحدث اللغوي الدِّيني الشِّيعي تاريخاً خصوصياً من الكراهية والعنصرية والشعوبية والتماهي مع النواصب بشكل التصاقي مرعِب، فالشِّيعة الروافض هم نواصب في واقع الأمر لأنهم جعلوا دينهم يحتوي على أكاذيب كثيرة منسوبة إلى أئمة آل البيت _ عليهم السَّلام_ ، والذي يكذب على إنسان ما لا بد أن يكون كارهاً له بالتأكيد _ بصورة مباشرة أو غير مباشرة_ .

والفكرة النَّاصبية في متوازِيات التأطير الأيديولوجي الشِّيعي تنبع من فكرة الشعوبية ( معاداة كل شيء عربي ) ، وبما أن أئمة آل البيت _ عليهم السَّلام_ عربٌ قرشيون هاشميون ، جاءت فكرة الحقد عليهم والكذب عليهم ، وهو أصلاً حقدٌ فارسي. وبما أن السيدة شهربانو_رحمها الله_ زوجة سيدنا الحسين _ رضي الله عنه _ فارسية ، أي إن الأئمة من أولاد الحسين أخوالهم الفُرْس ، ظهرت فكرة احتكار التشيع من قبل الأداء الفارسي العَقَدي . والتيار الإقصائي في فرضية التشيع المحتكَر من قبل الفُرْس أسَّس للقطيعة الكاملة مع جيل الصحابة_رضوان الله عليهم_لكونهم عَرَباً ، فالاستعلاء الفارسي ينظر إلى دولة فارس على أنها صاحبة حضارة بعكس هؤلاء الأعراب البدائيين القادمين من الصحراء الذين قضوا على حضارة فارس المجيدة _ من وجهة نظر الأيديولوجية الفارسية الشيعية. وهكذا بدأ الطعن في الصحابة استناداً إلى تيار عِرْقي عنصري يتمحور حول نقاء العِرْق الفارسي وتفوقه على باقي الأعراق ، خصوصاً العِرْق العربي الذي يُنظَر إليه من قبل الفُرْس على أنه بدائي متخلِّف همجي سادي بدوي .

وكما هو ثابت فإن أي مذهب منحرِف بحاجة إلى غطاء لإقناع الآخرين باعتناقه، أو شرعيةٍ يتسترون بها لترويج باطلهم . فاليهود استغلوا مثلاً خرافة الهولوكوست لجلب تعاطف الناس مع مشروعهم الصهيوني ، والنصارى استغلوا عظمة المسيح صلى الله عليه وسلم وطهارة أُمِّه العذراء _ عليها السلام_ لترويج باطلهم ، وتسويق تأليههم للمسيح باعتباره رمزاً للطهارة والنقاء والألوهية ! . وأيضاً قام الفُرْس بالتستر المزيَّف وراء آل البيت الأطهار الذين لا تُنكَر صفاتهم المحمودة ومكانتهم في الإسلام من أجل التشويش على عقائد المسلمين ، وتوجيه القلوب إلى اعتناق المذهب الشِّيعي الرافضي الذي يسير باتجاه مضاد لمدرسة آل البيت مستخدمين حب آل البيت ، والمتاجرةِ بتضحياتهم المشهورة ، وثورتهم على الظالمين .

وهذا أدَّى إلى ظهور صراع على التشيع،وصراع داخل التشيع. فالصراع على التشيع _ كما أسلفنا_ صراع بين مدرسة النجف العربية ، ومدرسة قُمْ الفارسية . وبالتأكيد فإن الفارسية قد انتصرت في صراعها بسبب وجود دولة صفوية وراءها تساندها وتحميها وتدعمها وهي إيران . كما أن الشيعة في كل العالَم تمت أدلجتهم إيرانياً ، بحيث صار المرشد الأعلى للثورة الفارسية الرافضية الإيرانية هو إمام الشِّيعة الحامي لهم والراعي لمصالحهم وحارسُ الكهنوت الفارسي الشِّيعي الرافضي كما كان الإمبراطور شارل الخامس حامي الكنيسة الكاثوليكية .

ومما لا شك فيه أن وجود إيران بوصفها الدولة الشِّيعية الرافضية الوحيدة في العالَم جعلها مركز الاستقطاب العالمي للشِّيعة، فمثلاً شيعة العراق موالون قلباً وقالباً لإيران الفارسية، وسائرون باتجاه مضاد للعروبة مع أنهم عرب، وكذلك شيعة لبنان، وغير ذلك من الدول. فنخلص إلى القول إن التشيع تم احتكاره فارسياً حتى النخاع، وتوجيهه باتجاه مناوئة الوجود العربي في المنطقة، وللأسف فإن إيران تلعب لعبةً خطيرة، فهي تدعم المسلمين في مكان، وتقتل المسلمين في مكان آخر. ونحن من مصلحتنا أن تكون إيران قويةً لا توسعية، فنحن في خندق واحد من أجل اجتثاث العدو الصهيوني، وإلغاء المشروع الغربي الصليبي المتصهيِن في المنطقة ، لكننا ضد إيران كعقيدة رافضية ، وضد إيران توسعية ، ومحتلة لأراضينا مثل الجزر الإماراتية الثلاث وغيرها ، وضد هذه القومية الفارسية العنصرية المتطرفة التي تحاول فَرْسَنة كل شيء بدءاً من العقائد الدينية ، وانتهاء بالأماكن الجغرافية مثل الخليج العربي الذي يسميه القوميون الفارسيون المتطرفون بالخليج الفارسي. وكما أننا نؤكد على أن أمريكا هي الشيطان الأكبر ، فإننا نؤكد في نفس الوقت أن إيران هي الشيطان الأصغر. وكما نؤكد على خطورة الكيان اليهودي الصهيوني ، نؤكد على خطورة الكيان الفارسي الصهيوني ( إيران ) .

فالتأكيد على مفاهيم القطيعة ينبثق من فرضية نقاء العِرْق الفارسي وتفوقه على باقي الأعراق والأجناس ، وهذا التيار المتطرف النازي هو ذاته الذي استعمله هتلر لتأكيد أحقية الألمان الذين اعتنقوا فكرة نقاء عِرْقهم،وتفوقهم على باقي الأجناس البشرية من ناحية طبيعة التكوين البيولوجي والروحي ، في السيطرة على العالَم، وأن يكون باقي الناس خدماً لهم . وهذه الأيديولوجية اعتنقتها الحركة اليهودية الصهيونية التي سَمَّت اليهودَ أعداء الله والإنسانية ، شعبَ الله المختار . فالاقتباس من منظومة التطرف المتوازِي مع الذات الكيانية، واستيراد انحرافاتها ، وتوجيهها ضمن المسار الذي يخدم مصلحةَ النظام الأسطوري المكوِّن لأنساق غبش الأيديولوجية إنما هو اقتباس نفعي شخصي قائم على تأسيس عبودية الإنسان للإنسان . فاليهود مثلاً استغلوا خرافة الهولوكوست التي لم يُجرِّبوها ليقوموا بحرق الفلسطينيين بنفس أسلوب محارق النازية مع الانتباه إلى أن محارق النازية لم تستهدف اليهودَ الذين أَعَدُّوا أمورَهم لمغادرة ألمانيا بعد التسبب في اندلاع الحرب العالمية . وبعد أن دَمَّر اليهودُ أوروبا بخيانتهم أرادوا انتزاع شرعيةَ التعاطف معهم ، فاخترعوا أكذوبة المحرقة ليغطوا على خيانتهم ، وينالوا عطفَ الآخرين. فبدلاً من أن يُحاسَب اليهودُ على مكرهم وخيانتهم التي دمَّرت مستقبلَ الشعوب الأوروبية، صار اليهودُ يحاسبون الأوروبيين على خرافة الهولوكوست التي لم تحدث بحق اليهود ، وإنما حدثت ببعض فئات الشعب الألماني والأجانب ( الأغيار ) .

وقد يتساءل أحدُهم فيقول: ما علاقة الكلام السابق بالتشيع الرافضي المؤدلَج فارسياً ؟ . فنقول إن التشابه المرعب بين الشِّيعة واليهود يضع علامة استفهام كبيرة حول أنظمة التسييس المتماهي مع الفكر اليهودي الصهيوني . وقد وضَّحنا بعضَ نقاط التقاطع بين الفكر الشِّيعي والفكر اليهودي سابقاً ، إلا أننا في هذا المقام سنكشف نقطةَ تقاطع محورية بين المدرستَيْن . فكما أن اليهودَ حرقوا أوروبا بخيانتهم، وحمَّلوا الأوروبيين المسؤوليةَ، فأيضاً الشِّيعة خانوا أهلَ البيت وحمَّلوا المسؤوليةَ لأهل السُّنة والجماعة ، مع أن التاريخ الساطع والمعروف للجميع يُثبِت أن أهل الكوفة الذين زعموا أنهم شيعة آل البيت قد خانوا علياً والحسين، واستمروا في خيانة آل البيت على مدار الأطوار الزمنية ، بعد أن رفضوا تضحياتِ أئمة آل البيت ، وباعوهم من أجل الدرهم والدينار . وبعد كل هذه الخيانات المتعاقبة صارت المسؤولية على أهل السُّنة والجماعة ، وهذا التفكير سبق أن وضَّحنا عِلَّة تقاطعه مع الفكر اليهودي الصهيوني .

إن أنماط تكاثر مُوَلِّدات ظواهر السببية المتزامنة مع إرهاصات التناقض في قراءة الأنساق الوجودية جعل من الحصيلة الدينامية للحِراك العقدي الخرافي محصوراً في دوائر ضيقة من التجريد الذهني الحاد دون الاستناد إلى وقائع ملموسة على الأرض. فافتراض مُتخيَّل تاريخي يتخذ من حطام الذاكرة الشعورية نبراساً له ساهم في حشد أبعاد الحدث الدِّيني في خانة المتصوَّر الهلامي لتاريخ لا يولد إلا في الذهن المجرَّد ، الأمر الذي دفع تحليلاتِ النسق الناقد للأيديولوجية الشِّيعية في الداخل العاجز عن توفير متواليات معقولية البناء المنطقي لمتسلسِلات تعددية الخطاب المشاعري إلى صب المحتوى الأيديولوجي المسيَّس في قوالب جاهزة ومُؤطَّرة ، فصارت لدينا كياناتٌ دينية مُلتبِسة ، لأن وحدة الرمز الإنساني أضحت كائناً ملتبِساً غارقاً في تأطير متوازِيات ذهنية اندفاعية لا حظ لها في معقولية الملموس .

وكلما انطلقنا في تفتيت صيغ المتمركِزات الذاتية في قلب النص المندمِج مع صورية المفاهيم المحتشدة بالأضداد الجدلية أدركنا حجمَ التجريد البؤري في العبارة الدينية المسيَّسة ، إذ إن هندسة تكوينات النص الفوضوي ليست بأكثر من توضيح مخيالي لصورة الرمز في علاقته المشتبكة مع منوالية إنتاج حصيلة ذهنية أسطورية . فالعناصر المنبوذة في قلب العمق التنظيري للمنحى الذي يُحدِّد جغرافيةَ الطبيعة المنوالية لبناء جوهرية الكيان الدِّيني الشِّيعي هي عناصر إقصائية داخل وحدة تمركز أنويتها ، أي إن الرؤية المتطرفة لتأريخ أدلجة الحدث الفكري تشتمل على عناصر هدمها في ذاتية وحدة نواة بنائها . ومن هنا تنبع إشكالية المثبَت والمنفي في النص الديني الجزئي الذي يُثبِت سلوكَه البدائي عن طريق نفي كلية المنحى العلاقاتي العميق ، ومثل هذا الاضطراب الصاعق يعود إلى افتقاد أداء وحدات العوامل المنطقية المحيطة بمركزية صنع القرار الذهني وفق واقعية المعقولية المنطقية إلى الحس الشعوري بقدرة الفرد المضمحلة أمام سلطة كهنوتية مغلَقة تدور حول " ولاية الفقيه " من أجل شرعنة تحليل المعرفة الدينية على أساس وحدة تمركزية معصومة تُعَرِّف الصوابَ وفق ما تراه صواباً، وتُعَرِّف الخطأَ وفق ما تراه خطأً دون النظر إلى ذاتية الصواب والخطأ، أو كيانات المعارف المتكوِّنة .

والمفارقة الواضحة أن التشيع الرافضي ينجح فارسياً بشكل نسبي في حين يفشل عربياً ، والتحليل المنهجي لهذه الحالة هو أن الفُرْس عموماً يميلون إلى التحلل من الأخلاق والقيم النبيلة ، فالزِّنا في الوسط الفارسي كان متفشياً بصورة جنونية وبشكل منهجي أسَّسه كل الذين تناوبوا على حكم فارس ، وهذا انعكس على شرعنتهم لنكاح المتعة المحرَّم في الإسلام ، فأهل السُّنة والجماعة والزيدية والإباضية يدٌ واحدة في تحريم نكاح المتعة الذي هو زنا مُقنَّع ، أما الإمامية الاثنا عشرية فبحكم خضوعهم للفكر الفارسي المجوسي فإنهم أوجدوا شرعيةً ما للزِّنا عن طريق شرعنة نكاح المتعة ، وصبغه بأدلة شرعية من وجهة نظرهم ، حيث إنهم قاموا بلوي أعناق النصوص ، وتطويعها لتتناسب مع أفكارهم المسبقة في تحليل الحرام ، وإباحة الزِّنا ، والعلاقات الجنسية ، مما يضمن للتشيع الرافضي شعبيةً في أوساط الذين يريدون التحلل من شرائع الإسلام، واستغلال شهواتهم في الطريق الخاطئة ، وبالتالي فإن دهاقنة التشيع أتاحوا فرصةً زعموا أنها مضبوطة من ناحية الشريعة لإباحة الزِّنا بشكل غير مباشر ، وفتحِ المجال واسعاً أمام الشباب الذين يريدون ممارسة الجنس بلا زواج شرعي معترَف به لكنهم بحاجة إلى غطاء منسوب إلى الدِّين ، وإلى شرعية اجتماعية تحفظ ماءَ وجههم أمام المجتمع الإنساني ، فتم لهم ما أرادوا عن طريق تجارة الرقيق الأبيض تحت مسمى نكاح المتعة الذي اخترعوا له مناقب جمة، ونسبوها إلى أئمة آل البيت ليؤسِّسوا شرعيةً دينية معصومة .

حتى إنه في تاريخ المسلمين ظهرت في فترة من الفترات القيان والمغنيات والجواري الفارسيات اللواتي تواجدن في قصور الخلفاء والأثرياء من أجل الرقص والاستمتاع بهن ، لأن الفُرْس ينظرون إلى الجنس بصورة شهوانية موغلة في الإباحية ، حتى إن زنا المحارم كان موجوداً في أوساط الفُرْس المجوس ، ثم صار يُعاد تشكيله وفق صور مختلفة وأشكال متعددة ، وإلباسه لبوساً دينياً وفتاوى من كبار علماء الشيعة الروافض . مثل فتوى الخميني الشهيرة في موضوع المفاخذة ، والاستمتاع بالرضيعة ، وهي مشهورة ومتداولة في أوساط الروافض . كما أن التشيع المتماهي مع الفارسية المجوسية شرع التحللَ والإباحية ليجذب الأتباعَ ، وهكذا نفهم الانتشار الجنوني للزِّنا المسمى نكاح المتعة الذي يُعَد نتاجاً طبيعياً لإفرازات الفوضى الجنسية المصبوغة بالدِّين ، ونفهم كذلك وجود ملايين الشباب الإيرانيين الذين يتعاطون المخدَّرات حسب تقارير منظمات دولية في دولة تُسمَّى إسلامية ، مع أن الحكومة الإيرانية تعترف بأعداد قليلة جداً لتُحسِّن صورتها .

إن احتكار الشيعة الروافض لآل البيت ، ونسب أنفسهم إليهم مع أن آل البيت بريئون من خرافات التشيع المذموم العَقَدية جعل الناسَ حينما يسمعون بذكر الفضائل الجليلة لآل البيت يظنون الشخصَ شيعياً رافضياً . فقد ذكرتُ في درسٍ لي بأحد المساجد في القديم سَيِّدَنا الحسين ، وقلتُ عقب اسمه _ عليه السَّلام_ ، فتضايق الجميع ظناً مني أني شيعي ، وحدثت إشكالاتٌ جمة يومئذ . وفي واقع الأمر لا أريد أن ألوم المصلِّين لأن الأدلجة الشيعية الرافضية والكذب على آل البيت جعل الناسَ بحركة تلقائية عفوية يبتعدون عن ذكر ثورة الحسين المجيدة أو فضائل الإمام الباقر، أو فضائل الإمام الصادق خوفاً من اتهامهم بالتشيع. وأنا أحمِّل المسؤوليةَ كاملةً للشيعة الذين أسندوا العقائدَ الباطلة إلى أئمة آل البيت ، وبنوا مجدَهم الفارسي الشعوبي الذين يطعن في عقائد المسلمين على كلمات خيالية نسبوها لأئمة آل البيت وهم منها براء .

إذاً ، ينبغي إنهاء احتكار الشيعة لآل البيت عبر إعادة تثبيت المفاهيم الصحيحة في نفوس المسلمين . فكما أن الكتاب والسنة الصحيحة هما عمودا الإسلام ، فأيضاً آل البيت والصحابة هما العمودان اللذان يقوم عليهما الإسلامُ ، ولا يُمكِن الفصل بينهما مطلقاً ، وهما رأس أهل السُّنة والجماعة . أما الذين يسمون أنفسهم بالشيعة وهم _ في الحقيقة_ نواصب ، فيعملون في محيطات ذهنية موالية للمشروع الفارسي الإيراني ، فولاؤهم لإيران الفارسية الرافضية لا للعروبة والإسلام.وهذا الاحتكار الأيديولوجي يُشبِه احتكار النصارى للمسيح ومريم _ عليهما السَّلام_، مع أن الواجب تعرية هذه المتواليات الدينية المشوَّشة ، وتوضيح برامجها المشبوهة التي تستغل الدِّينَ لأهداف سياسية ومذهبية هادفة إلى إعادة صناعة الدولة الصفوية المتطرفة ، وإرجاع صيغة الدولة الفاطمية المرفوضة.لكن شعارات الوحدة الإسلامية وسحق العدو الصهيوني والتصدي للغرب الإسخريوطي شعارات جميلة، ولكن ينبغي تدقيق تفاصيلها، وأجزائها الداخلية، وأبعاد تطبيقها ، ففي الغالب تتزامن هذه الشعارات مع فكر توسعي شيعي مدعوم من إيران للسيطرة على العالَم الإسلامي السُّني. وكما قلتُ فنحن في مركب واحد _ سُنَّة وشيعة_ ضد العدو الصهيوني وسيطرة الغرب الاستخرابي الكافر، ولكننا ضد المشروع الشيعي المتطرف لابتلاع العالَم الإسلامي ، وتأسيس الهلال الشِّيعي وكسر الهلال السُّني. إننا مع المقاومة يداً بيد، ولكننا ضد احتلال الشيعة لإيران والعراق ولبنان ، والمارد السُّني حاضر بقوة في هذه المنطقة مما يُشكِّل عائقاً مرعباً أمام وحدة الاتصال الشيعي الرافضي ، فثلث إيران سُنَّة على الرغم من أنهم مقموعون ، حيث يُقتَل علماؤهم على يد أجهزة الأمن الإيرانية، ويُمنَعون من بناء مساجدهم وأماكن التعليم والتدريس الخاصة بهم، ويتم التمييز ضدهم في الوظائف ، ونصف العراق سُنَّة ( العرب والأكراد والتركمان ) ، و75% نسبة السُّنة في سوريا على الرغم من أن النظام نُصَيْري قامع لأهل السُّنة ، و35% من لبنان سُنَّة تحت ضغط الميليشيات الشيعية المسلحة المتطرفة، كما أن المحيط العربي محيط سُنِّي ، وأيضاً السُّنة قوة ضاربة ولا يُعتبَر الشيعة أصحاب وزن في العالَم الإسلامي عددياً ، فهم نقطة في بحر ، ومع هذا فقد أخذوا بالتعاون مع جهات خارجية بمحاولة احتلال البلاد الإسلامية للسيطرة عليها مثل العراق وسوريا ولبنان . الأمر الذي يستدعي انتباهاً حقيقياً لردعهم ووضعهم في قدرهم ومنعهم من السيطرة سلمياً وعسكرياً.لكن السُّنة ليسوا أطفالاً في حضانة ، فهم أكبر تكتل بشري نقي في العالَم ، إذ إن عددهم أكثر من عدد الكاثوليك . والسُّنة في أندونيسيا فقط أكثر من عدد الشيعة على كوكب الأرض .

وفي زخم الاعتبار الدينامي لتفتيت مرتكزات المرجعية الدينية المحصورة بين مساحات انهيار التكوينات يظهر التجانس بين فوضويات العناصر المؤدلَجة انتكاسياً على شكل تنوعات إشارات تدل على تجزئة المنطقية المفترَضة . فترسيخ قيمة الوهم كأيديولوجية نفعية قائمة على استغلال الدِّين من قبل" آيات الله" وسرقة الناس وابتزازهم باسم الْخُمْس هو ترسيخٌ لانسحابات النهاية السوسيولوجية التي تتعرض لها الاعتبارات المركزية ، والمفاهيمُ الشعورية المتساقطة. فالتمحور حول أزمة الفكر الشيعي أرسى دعائمَ التساقط المريع في مبادئ التضمين المعياري الذي يُحال إلى نصوص مخيالية قائمة على النفي والنفي المضاد ، ومعتمدة على جمع إشكاليات النفي والنفي المضاد في صيغة إثبات شرعية،وهذا تناقض مرعب لا يمكن أن يستمر لأنه يحمل في أنوية أنساقه التحطيمية بذورَ انكماش خرافاته السببية، حيث يصير المعلول انسحاباً مناوئاً للعِلَّة ، وتتمركز معياريةُ التناص الجزئي في ذاتية الانهيار السببي اعتماداً على حقن الذاكرة الشعورية بالزخم التفتيتي المتوازي مع النظم الرمزية للعقيدة الدالة على وحدة التعبئة الفكرية المسبقة في ذاتية تأريخ غير منطقي للحدث اللغوي المصبوغ بهالة الشرعية الدِّينية المتصوَّرة .

وضمن متواليات التحديد المذهبي للعلاقات التاريخية تأتي فكرة الانبثاق من واحدية الاتصال الجدلي الذي يرتكز إلى مذهبية الصدام مع ذاتية أنساقه من أجل العثور على تفاصيل الكُمُون الجزئي والكلي في ذاكرة التأريخ الذاتي لعقيدة تولد وتموت ذهنياً في ظل زخم دينامي أُحادي مُفرَغ من محتواه الفكري بسبب الانتماء الإشاراتي إلى مفاهيم أكثر دخولاً في إشكاليات تأريخ ذاكرة الحطام المعرفي الشخصي . إذ إن اعتماد النَّص الشيعي الدِّيني على معقولية تكرار الأساطير يرمي إلى انتزاع شرعية افتراضية من كومة علاقات جدلية مغزاها التكويني أُحادي شخصاني متمحور حول شخصية ذاتية اعتبارية لا وزن لها في سياقات البناء النَّصي ، لأن أشكال المعرفة الدينية هي واحدية الكلام اللغوي التأويلي في نسق موغل في التضييق على أشكال التكوينات التشفيرية ، لأن التشيع هو نظام كهنوتي مغلَق قائم على على أُسس باطنية تتوازى مع تيارات الانكسار اللغوي الذي ينفي أشكالَ وجوده عن طريق إثبات متمحورات توقيت البناء على إشكالية ذاكرة الخرافة. إلا أن حتمية اصطدام المعنى باللفظ واردة بقوة،وذلك عائدٌ إلى التناقضات الحادة في أبنية العِلَّة والمعلول ، والخلطِ المريع بين تحديدات مترافِقات العلة السببية الواضحة في ذاتية التناص المعرفي، والمعلولِ الناتج عن اختلاطات التفكير الجزئي في وقائع تأريخ صيغ إرهاصات نمذجة لغويات مجتمع الكراهية الشِّيعي القائم وفق أساس طبقي انتكاسي، فالثنائية الإرهاصية المتمثلة في طبقة النبلاء وطبقة العبيد اللتان كانتا سائدتين في المجتمعات المتخلفة تعود بقوة في المجتمع الشيعي المقسوم إلى طبقتين : طبقة الآيات التي تتاجر بشرعية آل البيت لتحقيق أغراض توسعية فارسية ، وطبقة الشعب العادي المسحوق الذي لا يجد ما يأكله بسبب الانغلاق الصارم في الشخصية الاعتبارية للنصوص الفوضوية ، إذ إن التطبيق الأحادي القائم على فرض سياسة الأمر الواقع المدعومة بخضوع العامة لسلطة دينية مشوَّشة هو مثال تجريبي للدلالة المنبوذة المشيرة إلى توغل الذاكرة في التكريس العنصري ذي الصبغة المؤدية إلى تشخيص تفاعلي مع واقع افتراضي مناوِئ لواقعية التأريخ الحقيقي للحدث الشِّعري اللغوي . وكلما ساهمت أيديولوجية الاستبطان الذاهبة إلى انطفاءات النمذجة الدينية على واقع ذهني غارق في التجريد الهلامي برزت مفاهيم أكثر عنصرية وحِدَّة في التعامل مع قراءة التاريخ الأناوِي ( نسبة إلى الأنا ) ، والغَيْري ( نسبة إلى الغَيْر )، لكن التطرفَ ذا الصبغة العنصرية الطائفية الشِّيعية ينبع من فكرة شعور الأقلية الهامشية في مجتمع إسلامي شاسع . ويجب أن يظل الشيعة أقلية في العالَم الإسلامي ، وواقعة تحت الحكم السُّني لأن العالَم الإسلامي فتحه الصحابةُ_ رضوان الله عليهم _، ولم يفتحه الخميني وشيعته . ولولا قيام عمر بن الخطاب_رضي الله عنه_ الذي يكفره الشيعة الروافض ويشتمونه بالقضاء على دولة فارس لظلت إيران متخلفة ساجدة للنار ، كما كانت طوال الحضارة الفارسية المجوسية الرجعية البائدة . ولبقي الشيعة عبيداً في قصور كسرى، ونساؤهم جواري القصر، بلا ماضٍ ولا حاضر ولا مستقبل .

ونحن هنا لا نريد تفريق الصف الإسلامي، ولكن القيادة لا تكون إلا بيد السُّنة ، وغير ذلك يعني حرباً ضرورية لتطهير العالَم الإسلامي من أي حكم شِيعي ، لذا علينا جاهدين قلب نظام الحكم في إيران وتأسيس نظام سُنِّي بالتنسيق مع قوى الداخل وغيرها . وهكذا نضمن استمرارَ مسيرة العالَم الإسلامي مع المحافظة على الأقليات دون التعدي عليها ، لأنه من العبث أن يحكم الشيعة وهم أقلية لا يُمثِّلون سوى 10% من العالَم الإسلامي .

وكما أن التشابك في صياغات وحدة ضرورات تثبيت أدوار الوعي التَّسييسي يدخل في حيز انكماش المعرفة الدينية في مسار التراكب المتطابق مع إشكالية الأسطورة الدينية ، فإن التواصل الاجتماعي مع تفسيرات التنظير البؤري في ثنائيات التحيز المذهبي في حتمية التصادم مع أبنيته عديمة التجانس يظل تواصلاً غير فعال ، لأن المعنى التفسيري لوقائع التجريد الحالم يتداخل في عوالم الكابوس ، حيث يُحال النَّص إلى بنية ذات نزعة شكلانية مضادة لواحدية معقولية النشاط الفكري الغربالي . فالمشكلة الدينامية المفصولة عن مستويات بناء الكلام هي بحد ذاتها تيارٌ ديني متداخل مع أنظمة نسقية تتكدس على شكل تحليلات تاريخية لتاريخ غير حقيقي.

إن نقض الأيديولوجية الشيعية يستلزم الوقوف على التناقضات الجلية والخفية في سياقات غبش السلسلة الحديثية في النقل عن أئمة آل البيت ، فالكذب عليهم بشكل منهجي مُبرمَج هو دستور الشيعة المقدَّس ، لذا فالكلام المنسوب إليهم تعتريه شكوكٌ كثيرة لا ترتاح إليه النَّفْس . لذا فإن سند الأحاديث موغل في العتمة إلى حد كارثي مما أدَّى إلى ظهور فوضوية حتمية في أنساق الطبيعة السياقية للتسلسل.ومن خلال البنى المعنوية للسياق نجد أن اندماج أنوية التساقط البؤري في لحظة زمكانية مغلقة بشكل متطرف في سند الحديث يسحب الشرعيةَ من المتن في لحظة حاسمة ونهائية. وفي سلسلة الأئمة الاثني عشر الذين ينسب الشيعة أنفسهم إليهم هناك بعض الإشكاليات المتعلقة بثلاثة أئمة وهم :

1) علي بن موسى : طَعن فيه ابنُ حبان [انظر المجروحين 2/ 106 ] وابن طاهر،لكن الذهبي دافع عنه وقال إنما الشأن في ثبوت السند إليه، وإلا فالرَّجل قد كُذِب عليه [انظر ميزان الاعتدال 3/ 158 ] .

2) محمد بن علي الجواد : توفي وهو في الخامسة والعشرين ، ولم يُعرَف عنه طلب العلم أو تدريسه [ انظر كشف الجاني ، ص 173] .

3) الحسن بن علي العسكري : قال ابن حجر : ضعَّفه ابن الجوزي في الموضوعات [انظر لسان الميزان 2/ 240 ] .

وهكذا يتضح مدى الإشكاليات التي رافقت متأخري أئمة آل البيت كما يسميهم الشيعة ، ونحن لا نُسَلِّم أنهم كانوا جميعاً أئمة ، فينبغي التفريق بين المتقدمين منهم والمتأخرين ، فالسلسلة إلى سيدنا الإمام موسى الكاظم _ رضي الله عنه_ تشتمل على أئمة عِظَام من أهم علماء المسلمين في كل العصور ، وهم سادات بني هاشم في العِلْم في زمانهم ، أما بعد الإمام موسى الكاظم فضعف المستوى العلمي للأئمة وضعفت الشخصية الاعتبارية التي كانت للأئمة المتقدِّمين على الرغم من أن الإمام علي بن محمد الهادي كان فقيهاً إماماً متعبداً وهو من المتأخرين .

والبنية الزمكانية للانهيار الجزئي والكلي في صيغ التفكير الشِّيعي الميثولوجي تعتمد على إرهاصات بنائية ذات زخم عَقَدي إقصائي مُؤرَّخ بتفريعات خرافية يتم تأطيرها دينياً على شكل فلسفات معصومة نهائية حاسمة . لكن المنظور الجزئي الذي يُحال إلى انكسارات وفق جدليات ردم الهوة بين عناصر الموروث الشَّعبي الشيعي الذي يصير بفعل القوى الدينامية للأسطورة دِيناً لازماً للأتباع يظل منظوراً منقوصاً بفعل حجم الحشد غير المنطقي لمتواليات التفريغ الدلالي المكسور . إذ إن الأساس الملتصق بإشكاليات التناص الجزئي يصير نَصَّاً كلياً معتمَداً من أجل الوصول إلى تشعب تبريري ينفي ذاته عن طريق إثبات ذوات الانكماش المحيطة به باستخدام سلسلة من الْحَجْر على العقول ، وتأطير السلطة الكهنوتية كأداء إنساني معصوم لا يُستدرَك عليه .

لكن صيغ التحريف تستند إلى التراكيب التداخلية في نقض أنويتها الخارجية عبر الموازنة بين الداخل الدال على الوهم الطبقي في فلسفات البناء الأيديولوجي ، والخارج المكوَّن من النقض الابتدائي لأدوار التعرية التحطيمية في متواليات اتخاذِ النَّص لسلوكه الرامي إلى تعليب الوهم ، وتأطيرِه اعتماداً على شرعية خارجية.إلا أن شكل التركيب الهدَّام في تحريفات سوسيولوجيا التناص المركَّب على التيار العَقَدي عبارة عن شكل هلامي يتغير وفق اتجاهات بوصلة فلسفة التناظرية المشوَّشة المنفية عن محيطات الدلالة الزمكانية الطبيعية التلقائية الملموسة انعكاسياً .

وبما أن تهشيم خطواتِ الإشارة تتخذ منحى دراماتيكياً محرَّفاً خضوعاً لواحدية الدلالة المركزية المشيرة إلى تهديم النواة الدينية الشيعية بواسطة حقنها بمستوى عالٍ من أنثروبولوجيا التبعية لسلطة كهنوتية فارسية خاضعة لشخص واحد معصوم_حسب أيديولوجية التشيع الانتكاسي_وهو المرشد الأعلى للثورة الإيرانية التي لم تكن سوى انقلاب مصلحي لتحقيق نفوذ شخصي ومكاسب مادية ذاتية في حين أن الشعب لا أحد يعبأ به ، فالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية من سيء إلى أسوأ ، وهذا يدل على أن ما قام به الخميني انقلاب عسكري لتحقيق مكاسب مادية له ولأتباعه .

وفي هذه الحالة من الانهيار الهادم لا مناص من تعرية الطريقة الجدلية في تركيب أنثروبولوجيا النَّص الديني المؤدلَج بواسطة مقاييس تجريد سلطوية الكهنوت الشيعي المسلَّط على ذاتية الأتباع من ثقل ضبابية الزَّخم الاصطلاحي ، لأن عمليات بناء المصطلحات الفكرية الميثولوجية ، وحقنها بمستويات صادمة من أدلجة الاستباحة الاستعبادية للعوام،لا تعدو عن كونها إجراءاتٍ روتينية مُقنَّعة لتجذير الخنوع في النفوس، مما يضمن استغلالاً أوسع وأكثر ديمومة وأكثر شراسة.أما عباءة التقوى التي يرتديها " آيات الله " فتهدف إلى خداع الرأي العام ، ومحاولة انتزاع رأي عام مساند لهم على أساس أنهم أنقياء يُمثِّلون الدِّين الصحيح ، ويُطبِّقون شرعَ الله تعالى ، وهذا مخالف تماماً للحقيقة .

ولأن تعميم الغموض الكهنوتي يهدف بالأساس إلى إقامة قطيعة فعلية مع المكوِّنات المحيطة التي تُشكِّل المقوماتِ الرئيسية للإسلام، ظهرت لدينا نصوصٌ تُشرعن هذه القطيعةَ، وتحاول لوي أعناق النصوص الشَّرعية ، وإخراجها عن سياقها الفعلي إلى إرهاصات فكرية أخرى تمتاز بأدلجة المراهَقة السياسية وتغليفها بغطاء ديني معصوم،وذلك بتشييد التضاد في متكاثرات الموروث الشِّيعي مع بناء عملية تكسير واضحة لأنساق لغويات النَّص الديني الشيعي العنيف . فالحاجة إلى قراءة تجريدية تتواءم مع صناعة بنائيات تنقض الملاحظاتِ المرجعية في سياقات النسغ الدِّيني المضطرب إنما هي حاجةٌ إلى قراءة معرفية لمفهوم الأصل المعنوي الحاسم ، وتشريحِ ترابطات التنوع الظواهري الرامي إلى تغطية الشمس بغربال ، وهذا محالٌ .

ومن خلال تشريح صور الأنساق المترابطة وفق أشكال ميكانيكية تتضح إرهاصاتُ إشارة التوظيف الرمزي في ميثولوجيا التنازع الوظيفي على تأطير الأنساق الاجتماعية المحالة إلى بُنى شكلانية موغلة في تقديس اللامقدَّس . ومثل هذا الاضطراب سيقود حتماً إلى تفريغ النَّص اللغوي الخاضع لسيكولوجيا التشيع المشوَّش من معاني الفكر المنهجي الحاسم. وهنا تبزغ إشكالية صارمة، وهي أن النظم الرمزية التحليلية المتجانسة مع تتابعات الوهم الخاص بأدلجة المعنى لصالح بناء ألفاظ تُستخدَم في صالح حركة سببية تُقدِّم تفسيراً موغلاً في التوحش لتحليل أنساق تاريخية وأحداث واقعية بشرية تتم إحالتها إلى تيار دِيني وهمي هو التيار الشيعي الرافضي الذي يحمل في أنساق سيكولوجيا أنويته بذورَ انهياره ، إلا أن الأمر الذي يستدعي مزيداً من التشريح البنائي الأفقي والعمودي هو ترسيخ الاضطراب كمنهجية عملية تجسيدية لنزعة متقوقعة على ذاتية أنويتها خوفاً من التعرض لنقد واضح يصدم طبيعةَ بناء إشكاليات النص الديني الذي يضع زمانيات الحلم في مواجهة أمكنة المعنى .

فالتحليل الزمكاني لصيغ التشارك المذهبي في داخل جيولوجيا الانهيار الشِّيعي قائم على عنصرية تفوق العِرْق الفارسي ، والشيعة العرب ليس لهم أي وزن مطلقاً لأنهم خاضعون لأسطورة ولاية الفقيه الفارسية التي وُضِعَت لتجذير سيادة الفُرْس على العرب عبر احتكار التشيع بصورة دراماتيكية ، واستخدامِ العملاء من الشيعة العرب المعادين للعروبة والموالين للفُرْس كورقة رابحة لخيانة أمتهم في سبيل تحقيق رفعة المشروع الفارسي الصَّفوي على أنقاض العروبة السُّنية .

وبالطبع فإن خصوصية عناصر المعنى الفوضوي في تثبيت صياغات وحدة الدلالة المركزية المشيرة إلى تأصيل أشكال سمات التوافق مع ميثولوجيا النَّص الجزئي تظل في حيز التناقض ما لم يولد نقض حقيقي لعقائد الشِّيعة المستقاة من اليهودية والجاهلية الفارسية القديمة. وتسير صناعة التماهي العَقَدي مع مسار التنوع الجاهلي الكامن في تشكيلات أنساق لغويات ذاتية التجاذب النَّصي الموَجَّه نحو تأصيل ردود أفعال التناص البؤري في مساحات تأجج مسار التشيع المخيالي المتعامد مع فشل المشروع الفارسي في تسويق التشيع الرافضي، بسبب العنصرية الأيديولوجية ، وتكريسِ الكذب المتطابق مع انكماش المعرفة الدينية كتيار عَقَدي فقهي معصوم .

إن أنوية التحطيم التعددي تتماهى كلياً مع المشروع الحتمي في تصادم بناءات الشعور المعياري الملتصق باجتماعيات قدرة " آيات الله" على استغلال الناس أكثر فأكثر . فهناك من علماء الشِّيعة لا ينتهي نسبه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ومع هذا يضع على رأسه عمامة سوداء ليخدع عوام الشيعة بأنه من آل البيت _ عليهم السَّلام_ ليكتسب شرعيةً واهمة ، ويُسَوِّق نفسه ليحقق مزيداً من الأرباح والمكاسب المادية على حساب الشعب المسحوق الذي يفتش في سلال القمامة عن فضلات الطعام. لكن آل البيت_ عليهم الصلاة والسلام_ نعني بهم الثقل الأكبر الساحق الملتزم بالكتاب والسنة الصحيحة، أما إن كان من آل البيت وغير ملتزم بالكتاب والسنة الصحيحة ، فلا وزن له وليس له أي قيمة . وكذلك بالنسبة للصحابة _ رضوان الله عليهم _ فإننا نعني الثقل الأكبر الساحق الملتزم بالكتاب والسنة الصحيحة ، أما إن كان صحابياً وغير ملتزم بالشرع ، فلا وزن له ، وليس له أي قيمة، فقد رأينا أشخاصاً لا قيمة لهم من آل البيت ومن الصحابة.وهؤلاء حجة على أنفسهم ولا يُمثِّلون المدرسة الفكرية المستقيمة لآل البيت والصحابة .

وعلاوةً على ما تقدَّم نجد أن ممارسات التشكيل البؤري في متواليات هندسة أبعاد الانسحاب النَّصي على صياغات الحس الوهمي الداعم لتشييد فرضيات دينية استغلالية تُحَوَّل إلى نظريات ذات امتداد وجودي تكريسي على أرض الواقع، مع أنها في الحقيقة تفتقد إلى معنى النظريات، فهي ليست بأكثر من فرضيات رمزية مُؤطَّرة ضمن براويز المتاجرة بثورات أئمة آل البيت الذين ضحوا بحياتهم لكي يكذب عليهم الشِّيعةُ في كل المحافل .

وبناءً على التأطير الزمكاني لواحدية العناصر المنبوذة في سياقات التأسيس التجريدي على منحنيات التثوير الهمجي في النَّص الأيديولوجي نجد أن انسحاب الظل الميكانيكي في طبائع ولادة النص من سلالة وهم النَّص المؤسَّس على تجربة التنويع الدلالي في أفق البؤر التي تستوطن إسقاطاتِ الشعور الإنساني الخاضع لسلطة فوضى ولاية الفقيه المعصوم وهمياً هي قوة الانسحاب الجزئي النموذجي المتوائم مع أشكال التذبذب الإرهاصي في تشكيل وجوديات الاتجاه الدينامي لانكسار الحلم الجمعي في مجتمع شيعي يُقدِّس الخرافةَ خوفاً من انكسار الإسناد الجزئي ، حيث يستند الناس إلى بعضهم البعض في إيجاد أعذار علاقاتية لا هدف منها سوى بناء وهم والعيش فيه من أجل تثبيت متواليات هندسة المشاعر الفوضوية لأن الفكر الكلي الرامي إلى تجذير كينونة المتوازِيات يتكسر معياراً للعناصر المنبوذة في مجتمع مُغلَّف بالأساطير الدينية المؤدلَجة عاطفياً بشكل ميكانيكي سلوكي ذهني متكسر .

ومن أجل الذهاب عميقاً في كسر أنماط التوعية المنسية الدالة على مرتكزات العمل العَقَدي المتمسك بالمفاهيم المركزية للتطرف الشِّيعي لا بد من توليد أنساق جديدة ذات نظم محورية مبنية على تجزئة المرموز العَقَدي( وحدة انطفاء الذاكرة الدينية في محيطات رمزية من إشارات التعبئة المجتمعية المغلوب على أمرها)، فتدقيق تحليل أولويات الصيغ التحتية والفوقية لا يتعلق بحجم انطفاء لغويات البنية الدينية للميثولوجيا بقدر ما يتعلق بالقبض على النواة المركزية المنبع التي ينبثق منها أحاسيس التيار الفارسي المتجه نحو كل ما يضاد العروبة والإسلام كرد فعل متصوَّر على انكسار دولة فارس في معركة القادسية .

والنزعة الشعوبية المحتدمة في تضارب أنوية التدين الرافضي الأسطوري تتكون من ثلاثة مستويات فلسفية :

1) هندسةُ العوامل المشاعرية لصالح تقديس أسطورة نقاء العِرْق الفارسي، وأدلجةُ كينونة المعنى المنفي عن سياقاته اللفظية لتأطير معيارية التعصب في تداخلات المذهبية الشيعية المندمجة مع إشكالات البناء الديالكتيكي على أُطر انثروبولوجيا التناص الميكانيكي كنَص ديني متضارب.

2) انكسار المنظور السوسيولوجي المتسم بالذاتية الاعتبارية الموازية لتحطم أنوية الظهور السببي لتفاسير سلطوية دينية مريضة تتوالد من هاوية احتضارها .

3) تنوع التحطيم العلاقاتي في إشكاليات طبيعة مستوى الكلام المبني على سببية اللاتجانس المذهبي الداخلي ، حيث الانقسامات الجدلية تُفتِّت متوازياتِ الحلم الديالكتيكي لتداعيات انهيار سيكولوجيا حلم التوسع الشيعي على جثث أهل السُّنة والجماعة .

لكن التزاحم الجزئي في تشكيل كليات الضغط النفسي على التواصل الميكانيكي مع أجزاء حطام الحلم المشاعري يتكدس وفق أنماط تهمل تكويناتِ جزيئات ذاتية التناص في معركته المحتدمة مع النَّص المفرغ من معنوية السياقات، والمقحَم في ميكانيكا البنية المؤسَّسة على متواليات التجريب الموضعي في إشكاليات ذاكرة وهم التسامي المعنوية ، إلا أنه في خضم تحليلنا لتموضع ذاتية المتوازِيات الطبيعية كنَص دينامي لا بد أن يحدث بين متتابعات الحِراك الاجتماعي الافتراضي تصادم يؤدي إلى تعبئة السمات التوافقية بين جزيئات التكوين الدِّيني الأسطوري بمتواليات النقض النموذجي الكاشف لأخطاء التركيب الدلالي في جوهرية الإشارة المتكدِّسة كحلم طبقي يعتمد على التباين في طبقات الفكر المنطقي لدلالة البناء .

ومع استمرار تشظي التشريح المعنوي لهالة رمزية ميثولوجيا النَّفسية المجرَّدة من دقة التراكب التصويري تتفتَّت النزعةُ الإنسانية ليحل مكانها منطقيةُ اللاتجانس اللفظي ، حيث تغدو الألفاظُ توازِياً أكثر تأسيساً على قيمة الوهم التجسيدي للمنظور المناظِر لتجربة الانكسار اللذيذ . إذ إنه بغياب صورة التناص البؤري عن جزئيات المعرفة الإنسانية تتحدد مسؤوليةُ النمذجة الديالكتيكية وفق مبادئ التفتيت الطبقي في البنى الفلسفية المحاصَرة من قبل تيارات التطرف الشِّيعي ، حيث الأدلجة اللامنطقية في زمانيات تواجد الحلم خارج الحلم توصل الإنسان إلى الصدام مع الإنساني الذي في داخل الجسد الطيني المتكسر، فأدلجة تشريحية المعنى الواهم لا هدف لها غير تثبيت الوجود البشري في محيط زمكاني أسطوري يلبس لبوسَ الدِّين ، ولا فلسفة لها غير الوصول إلى ذروة استغلال الكيانات الوجودية حتى الرمق الأخير . ومن هنا تظهر الفلسفة النفعية كوجود زمني موغل في تقديس الأنا باعتبارها مضادة للآخر المتداخل في عوالم الطبيعية الجغرافية،فالتجذير السلوكي الرامي إلى خصخصة أنظمة الموروث الجغرافي النَّصي لصالح " آيات الله " الذين يحتكرون سلطة الكهنوت الرافضي، ولا يقبلون باطلاع العامة على وجوديات التجريد البؤري في النصوص المتوازِية مع أنانية المنظور الديالكتيكي هو إشكالية كبرى في مفترق تقاطع نصوص العناصرية المخيالية ، لأن التشويش الفكري حتمية متصادمة مع بناءات تقاطعات أدوار التواجد الرمزي على خارطة النَّص المنفي قسراً عن محيطه . وبالطبع فالنَّص الديني الشيعي الحكائي لا يمثِّل حتميةً دينامية بل متشعبة ، لأن النَّص هو الذي يقوم بنفي نفسه رغماً عنه ، وذلك عائد إلى أن أنوية الاستدلال اللامنطقي على تواصلية التكرار المحتشد في زمانيات الأسطورة تحمل في مداراتها بذورَ سقوطها ، لأن الفكر الميكانيكي حينما يدخل في مدارات الرؤية المنقوصة للعقيدة فإنه يحترق بفعل الضغط الذهني الهائل على ثقب مركزي محدَّد يتشعب إلى ثقوب مركزية عائمة تقضي على مصداقية العقيدة أمام الهوية الجمعية لإنسان المجتمع الطبيعي المتآكل بفعل الخضوع إلى سلطة اللامقدَّس التي تُقدَّم على أنها مركزية المقدَّس .