وُلد الفيلسوف
الأمريكي من أصل ألماني إريك فروم(1900_ 1980)في مدينة فرانكفورت، وهاجرَ إلى
الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1934 .
كان الطفل الوحيد لعائلة يهودية أرادت منه
أن يصبح حاخامًا.في عام 1918 بدأ دراسة علم القانون في جامعة فرانكفورت،وفي عام
1919 انتقلَ إلى جامعة هايدلبرغ، حيث قام بتغيير دراسته إلى علم الاجتماع ليصبح
التلميذ المباشر لألفريد فيبر ( شقيق عالِم الاجتماع الشهير ماكس فيبر).ودرس أيضًا
الفلسفة ليحصل على درجة الدكتوراة في الفلسفة، ثُمَّ انصرف إلى التحليل النفسي مع
أستاذته المحلِّلة النفسية الألمانية الشهيرة فريدا رايخمان التي أضحت زوجته عام
1929.
نال شهادة الدكتوراة في عام 1922 من جامعة
هايدلبرغ . وفي عام 1924 ، بدأ فروم بدراسة التحليل النفسي في معهد برلين للتحليل
النفسي . بعد الانتهاء من دراساته ، قام فروم بالمساعدة بتأسيس معهد فرانكفورت
للتحليل النفسي ، ثُمَّ انضمَّ لاحقًا إلى معهد فرانكفورت للبحوث الاجتماعية ( ما
عُرف لاحقًا بمدرسة فرانكفورت ) .
قام فروم خلال الفترة ( 1929 _ 1932 )
بالتدريس بمعهد فرانكفورت للتحليل النفسي وجامعة فرانكفورت .
وبعد وصول النازين للسُّلطة في ألمانيا في
عام 1933 ، سافرَ إلى جنيف، ثم في عام 1934 سافرَ إلى أمريكا، إلى جامعة كولومبيا
حيث استمر بها إلى عام 1941، ثم انضم لجامعة بيننغتون . وحصل على درجة الأستاذية
من جامعة ميتشيغن عام 1961 . وفي عام 1951 ، عُيِّنَ بروفسورًا في التحليل النفسي
بالجامعة الوطنية في المكسيك ، حيث استمر بالتدريس بها حتى عام 1965 ، بالإضافة إلى
قيامه بإدارة معهد المكسيك للتحليل النفسي حتى عام 1976 . تُوُفِّيَ فروم إثر أزمة
قلبية انتابته بسويسرا . وقد قصدها مُنذ عام 1969 للعلاج . ودُفِن في مدينة
بلينتونا .
لَم تكن حياته مستقرة،
فقد تزوَّجَ عِدَّة مرَّات، واضْطُر للتنقل بين الولايات المتحدة الأمريكية
والمكسيك . وكانت له تجربة سياسية مع الحزب الاشتراكي الأمريكي منذ عام 1960 ،
وكان التزامه ضد حرب فيتنام سببًا مباشرًا في شُهرته .
قام فروم بمراجعة نظرية الغرائز الفرويدية لِيُعوِّضها
بنظرية العلاقة النمطية، وهي نظرية لَم تَرُقْ لهوركهايمر وأدورنو ، فانتقداها ،
وكان ذلك سببًا في عزل فروم من مدرسة فرانكفورت .
تقوم أبحاث فروم في السلوك الإنساني على
محاولة التوفيق بين مقتضيات المنهج الفرويدي، القائم على دراسة الفرد وبنائه
النفسي، وبين المنهج الماركسي المرتكز أساسًا على تناول المعطيات الاقتصادية
والاجتماعية ، وهو يرى أن السلوك الإنساني لا يعتمد على تكوين الفرد الغرائزي ،
وإنما يخضع للظروف والمؤثرات المحيطة به .
يُعتبَر فروم من أهم الفلاسفة الذين
تعرَّضوا لأزمة الإنسان المعاصر ، وقد ساهمَ في
جعل مصطلح " الاغتراب " من المصطلحات المألوفة في القرن العشرين ، من
خلال أبحاثه ودراساته .
ويُعَدُّ
كتابه " الخوف من الحرية " ( 1941) أول كُتبه الرئيسية . وفي هذا الكتاب
يحاول فروم تتبُّع تطوُّر الحرية من العصور الوسطى للعصور الحديثة ( في وقت كتابة
الكتاب ) ، حيث قام باستخدام أساليب التحليل النفسي لتحليل وفهم النَّزعة باللجوء
نحو الأنظمة الشمولية كالنازية، للهرب من حالة اللاأمان التي يعيشها الإنسان .
وفي كتابه " المجتمع العاقل " (
1955) طرح مسألة غربة الانسان عن نفْسه نتيجة النَّزعة نحو الاستهلاك التي تفرضها
المجتمعات الصناعية . بالإضافة إلى عِدَّة كتب في الطبيعة الإنسانية والأخلاق
والحب ، وفي نقد وتحليل الأفكار الماركسية والفرويدية ، والتحليل النفسي والدِّين
.
مِن أهم كُتبه : الخوف من الحرية ( 1941) . التحليل النفسي والدِّين ( 1950) . اللغة المنسية ( 1951) . أزمة التحليل النفسي ( 1970) . الامتلاك أو الوجود ( 1976 ) .