وُلد الكاتب الأمريكي من أصل روسي إسحاق عظيموف
( 1920 _ 1992 ) بقرية بتروفيتشي ، قرب حدود بيلاروسيا ( في الاتحاد السوفيتي
سابقًا ، روسيا اليوم ) .
عائلته من اليهود الأشكناز الذين اشتغلوا
بالطحانة . لقبه مُشتق من " أوزيمي " ، وهي كلمة روسية تعني حبوب الشتاء
. ( يُفترَض أن أحد أجداده كان يعمل في هذا المجال ). خلافًا للترجمات العربية
التي حوَّلت ( بشكل خاطىء ) لقبه لـِ " عظيموف " لتناسقه مع طريقة اللفظ
العربية ، ولا يحمل معنى لقبه في لغته الأم معنى العَظَمة إطلاقًا.ولكن الاسم
انتشر وصار من الصعب تغييره!. هاجرت عائلته إلى الولايات المتحدة الأمريكية ،
وعمره 3 سنوات . واستقرَّت ببروكلين ، أحد أحياء نيويورك . ورغم أصوله الروسية ،
لَم يتعلم عظيموف اللغة الروسية قَط ، إذ كان أبواه يُحدِّثانه دائمًا باليديشية
والإنجليزية .
امتلك والده سلسلة مطاعم حلويات ، وحث ابنه
الشاب على العمل معه في متاجره ، إلا أن عظيموف كان شغوفًا بالتعليم مُنذ نعومة
أظفاره ، فقد تعلَّم القراءة بنفسه وهو في الخامسة . وأتم دراسته الثانوية بعمر
الخامسة عشرة ، ليدخل بعدها جامعة كولومبيا . وحاز على إجازة في العلوم عام 1939 ،
وتابع ليحصل على درجتَي الماجستير والدكتوراة من نفس الجامعة .
بدأ عظيموف عملاً مؤقتًا في جامعة بوسطن ،
كلية الطب ، في عام 1949 ، حيث عمل كأستاذ مساعد في الكيمياء الحيوية عام 1955 .
وأصبح في نهاية المطاف أستاذًا في الجامعة أواخر سبعينيات القرن العشرين ، كما عمل
في الوقت نفسه محاضرًا بدوام كامل .
أصدر في عام 1951 رواية " المؤسسة
" ، وهي عمل خيالي علمي يروي نهاية الإمبراطورية المجرية ، إضافة إلى
تضمُّنها طريقة إحصائية للتنبو بنتائج ما يُعرَف بالتاريخ النفسي . وتلا الرواية
إصداران في نفس الموضوع هُما:المؤسسة والإمبراطورية ( 1952) و"المؤسسة
الثانية " (1953)، بسلاسل مستمرة في الثمانينيات .
كتب عظيموف في مواضيع مختلفة ومجالات متنوعة
، بعيدًا عن الخيال العلمي ، مِثل : علم الفلك والأحياء والرياضيات والأديان
والسيرة الذاتية الأدبية .
قضى معظم أوقات حياته في عُزلة ، وعمل على
كتاباته . وكانت عائلته تحثه للحصول على فترات إستراحة وإجازات. وبحلول كانون
الأول / ديسمبر 1984، كتب ما يقرب 500 كتاب.
كان عظيموف من أكثر الأدباء غزارة في
الكتابة، إذ له أكثر من 500 كتاب، إضافة لحوالي 90 ألف رسالة وبطاقة . واشْتُهِر
بكتاباته في روايات الخيال العلمي،
حيث لاقت رواياته نجاحًا وانتشارًا كبيرين .
وقد تركت مؤلفاته أثرًا كبيرًا في سينما
الخيال العلمي ، وحتى في علوم الرَّجل الآلي ، أو ما يُعرَف
بالروبوتيك ، كما اشْتُهِر بسلسلة الأساس التي فازت عام 1966 بجائزة هوغو لأحسن سلسلة خيال
علمي لكل الأوقات .
له أسلوب رائع في
الكتابة وعقلية هائلة في التحليل والتبسيط والشمولية. وعمل في أكثر من جامعة،وامتنعت
جامعة بوسطن عن دفع راتبه بسبب أن مدخولات كتاباته فاقت الراتب الجامعي. وكان له
في جامعة بوسطن مُنذ عام 1965 صناديق عددها 646 من الأوراق الشخصية المؤرشَفة ، يُقارب ارتفاعها 70 مترًا .