وُلد
الأديب الأمريكي إساك سنجر ( 1902_ 1991) في بولندا ، وتُوُفِّيَ في ميامي . كان
روائيًّا وقاصًّا وكاتب مقالات . حصل على جائزة نوبل للآداب عام 1978 .
كان يكتب باللغة اليديشية. واللغة اليديشية هي لغة يهود أوروبا . وقد نمت خلال القرنين العاشر والحادي عشر الميلاديين من لغات عِدَّة
، مِنها : الآرامية ، والألمانية ، والإيطالية ، والفرنسية ، والعِبرية . يَتحدَّثها
في الوقت الراهن ما يُقارِب ثلاثة ملايين شخص حول العالَم . أغلبهم يهود أشكناز . فَكَم كان عدد المتحدثين بها عندما كان سنجر يكتب بها
قبل عشرات السنين ؟. لا بُدَّ أنهم كانوا قِلَّة قليلة. وهذا يعني أن سنجر كان
كاتبًا محصورًا في نطاق لغوي ضَيِّق ضِمن بيئة محصورة ، ولا يَتمتَّع بالانتشار .
مِمَّا يُشير بوضوح إلى دعم لجنة جائزة نوبل لسنجر لِكَونه يهوديًّا ، والاعتناء
بِه ، ومساعدته للوصول إلى العالمية . وهذا يُثير تساؤلات حقيقية حول قضية سيطرة
العقل اليهودي على لجنة جائزة نوبل .
وُلد سنجر لعائلة
يهودية تضمُّ رجالَ دِين وحاخامات أصحاب مكانة اجتماعية وفكرية . وكان أبوه
وجَدُّه من الحاخامات .
تلقَّى تعليمًا
يهوديًّا تقليديًّا في مدرسة الحاخامات في وارسو، مع أخيه الكبير" إسرائيل
جوشوا" كي يُصبح حاخامًا ، لكنَّه فَضَّل أن يُصبح كاتبًا .
يُعتبَر سنجر من
أكبر أدباء اللغة اليديشية . وصف في رواياته وقصصه الساخرة الفكاهية المليئة
بالحِكمة والمواعظ والتعابير الإنسانية العميقة، حياةَ اليهود في بولندا
وأمريكا،ونمط معيشتهم، وأحلامهم ، وآمالهم . ومعَ هذا ، فقد كانت شخصيات رواياته
وموضوعاتها بشريةً عالمية . كان يستمتع
بالطبيعة الخلابة التي تُساعده على الكتابة والإبداع . لذلك كان حريصًا على العَيش
في قلب الطبيعة .
نشر أُولَى رواياته
" الشيطان في جَوربي " عام 1935، وبعدها هرب هو وأخوه إلى أمريكا ،
لأنهما تَوَقَّعا أن ألمانيا النازية بقيادة هتلر سوف تهاجم بولندا ، وتحتلها .
وهذا ما حدث فِعلاً .
استقرَّ الأخوان في
نيويورك . وعمل سنجر في إحدى الجرائد ، وكتب مقالات باسم مستعار ، وكتب قصصًا ،
مُعظمها باللغة اليديشية . وفي عام 1943، حصل على الجنسية الأمريكية . وهذا الأمر
ساهم في انتشار كتاباته على نطاق واسع .
حَقَّقَ سنجر
شُهرةُ كبيرة ، وصار له جمهور ومُعجبون ، وصارت كتاباته مطلوبة لدى شريحة واسعة من
الناس .
كان من عادته أن
يكتب بلغة اليديش، ثُمَّ يُشرِف بنفسه وبشكل دقيق على الترجمة للإنجليزية.
في عام 1950 ، نشر
روايته " عائلة موسكات " ، وهي رواية طويلة . تُعتبَر من أهم رواياته
على الإطلاق . وقد حازت على جائزة لويس لاميد الأدبية، وَوُصِفت الرواية بأنها
" رواية ملحمية عن يهود شرق أوروبا في القرن العشرين " .
وفي هذه الرواية ،
وَصف سنجر حياة اليهود وتفاصيل معيشتهم في وارسو ، من بداية القرن العشرين لغاية
الحرب العالمية الثانية ، والغزو النازي لبولندا . والرواية تمتلئ بالشخصيات
والأحداث والمشاعر والذكريات والأحلام والآمال .
وفي عام 1960، نشر
روايته " ساحر لوبلين " ، وهي رواية طويلة ، وتدور أحداثُها في بولندا
في أواخر القرن التاسع عشر ، وتُناقش صراع الإنسان ضِد الشَّر .
مِن أهم رواياته :
" العبد " ( 1962) . " بيت المزرعة " ( 1967) . " أعداء
، قصة حب" ( 1972) .
ومِن أشهر قصصه القصيرة : جيمبل الأحمق ( 1957) . يوم جُمُعة قصير ( 1964) . جلسة تحضير الأرواح ( 1968) .