وُلد الروائي البولندي
هنريك سينكيفيتش ( 1846 _ 1916 ) في فولا أوكجييسكا ، وتُوُفِّيَ في فيفي .
اشْتُهِر
عالميًّا بروايته التاريخية " كوو فاديس " ( 1896)، وهي أكثر كُتبه
رواجًا على المستوى العالمي . وهي رواية تاريخية
مكتوبة بالبولندية ، وعنوان الرواية معناه باللاتينية " إلى أين أنت ذاهب
أيها الرب ؟ " . ويُلَمِّح إلى سِفر أعمال بُطرُس الْمُلَفَّق ، حيث يهرب بطرس من روما ،
ولكنه يلتقي يسوع في طريقه ، ويسأله لماذا هو ذاهب إلى روما ؟. يقول يسوع : "
أنا عائد لأُصْلَب من جديد " ، الأمر الذي جعل بطرس يعود إلى روما ويتقبل
الشهادة .
تتكلم الرواية عن قصة حب تتطور بين فتاة
مسيحية تُدعَى ليجيا ، وأرستقراطي روماني يُدعَى ماركوس فينيسيوس.وتدور أحداثها في
مدينة روما تحت حُكم الإمبراطور نيرون حوالي عام 64م.
درس
سينكيفيتش الإمبراطورية
الرومانية بشكل مُكثَّف
قبل كتابة الرواية ، وذلك بهدف الحصول على تفاصيل تاريخية صحيحة . وعلى هذا النحو
، ظهرت عدة شخصيات تاريخية في الرواية . والرواية كَكُل تحمل رسالة مُوالية
للمسيحية . نُشرت
الرواية مُسَلْسَلة في ثلاث صُحف يومية بولندية عام 1895، وخرجت في شكل كتاب عام
1896 .
ومنذ ذلك الحين تَمَّت ترجمتها إلى أكثر من
50 لغة. وساهمت هذه الرواية بِفَوز سينكيفيتش بجائزة نوبل للآداب عام 1905 . وقد
تَمَّ إنتاج العديد من الأفلام عن الرواية ، وبينها فيلمان إيطاليان صامتان أعوام
1912 و 1924، وإنتاج هوليوودي عام 1951 ، واقتباس عام 2001 من قبل جيرزي
كافاليروفيتش .
بدأ
سينكيفيتش مشواره في عالَم الكتابة بنشر القِطَع الصحفية والأدبية . وفي عام 1870
سافر إلى الولايات المتحدة ، وكتب مقالاتٍ متعلقة بالسَّفَر والترحال ، وقد حقَّقت
له شعبية كبيرة في أوساط القُرَّاء البولنديين. وشيئًا فشيئًا ، أصبحَ واحدًا من
الكُتَّاب البولنديين الأكثر شعبيةً في القَرْنَيْن التاسع عشر والعشرين . تُرجمت
أعمالُه إلى لغات عديدة ، مِمَّا أكسبه سُمعةً دوليةً ، أوصلته إلى جائزة نوبل
للآداب ( 1905) ، لِـ " إنجازاته البارزة ككاتب ملحمي " .
في عام 1858
بدأ تعليمه في وارسو، حيث استقرت العائلة بعد أن اشترت مبنى من أجل الإقامة
الدائمة. وعندما وصل سينكيفيتش إلى سن التاسعة عشرة ، عمل كمُعلِّم من أجل إعالة
أُسرته . ويُحتمَل أنه بدأ في هذه الفترة كتابة الروايات والقصص . وفي عام 1866
حصل على الشهادة الثانوية. حاولَ في البداية أن يَدرس الطب ثم القانون في جامعة
وارسو . لكنه حسم أمرَه، وقرَّر دراسة فقه اللغة والتاريخ ، وهذا أكسبه معرفةً
عميقة بالأدب واللغة البولندية القديمة .
ولا تُعْرَف
تفاصيل حياته في هذه الفترة ، إلا أنه انتقل من بيت أبويه ، وعاشَ حياةً فقيرةً ،
لكنَّ حالته تحسَّنت في عام 1868 ، عندما أصبح مُعَلِّمًا في إحدى العائلات
الأميرية .
أكملَ
دراساته الجامعية في عام 1871 ، لكنه أخفقَ في الحصول على شهادة الدبلوم بسبب
رسوبه في امتحان اللغة اليونانية .
سافرَ إلى
الولايات المتحدة ، وأقام فيها . وواصلَ كتابة القصص . وفي عام 1877 نشر "
تخطيطات فحم " في الجريدة الرسمية البولندية ، وكتب مسرحيةً مُوجَّهةً
للجمهور الأمريكي .
وفي عام
1878 غادر الولايات المتحدة نحو أوروبا ، فأقامَ في لندن ثم باريس . وكان يُؤخِّر
عودته إلى وطنه بولندا بسبب إشاعات التجنيد الْمُحتمَل في الجيش الروسي
الإمبراطوري ، حيث كانت هناك توقعات باندلاع حرب جديدة مع تركيا .
وفي بدايات
القرن العشرين ، لَقِيَتْ مؤلفاته رواجًا كبيرًا ، وهذا عادَ عليه بثروة هائلة .
وقد استغل أمواله لدعم الكُتَّاب الْمُكافِحين ، وإغاثة ضحايا المجاعات ، وبناء
مصحَّة لعلاج المصابين بالسُّل . وقد قَلَّلت نشاطاته الاجتماعية والسياسية من
إنتاجه الأدبي بشكل واضح .
وفي عام
1916 ، تُوُفِّيَ في أحد فنادق سويسرا بسبب مرض القلب . ودُفن في سويسرا .
وفي عام
1924 ، بعد أن استعادت بولندا استقلالها ، أُعيدتْ بقاياه إلى وطنه بولندا ،
ووُضعت في قَبو كاتدرائية " القِدِّيس جون " . وقد حَظِيَ بتقدير لافت
في بلاده، حيث أُقيمت ثلاثة متاحف تخليدًا لاسمه .
مِن أبرز أعماله الأدبية : " بالنار والسَّيف " ( 1884) . " الطوفان " ( 1886) . " بدون عقيدة " ( 1891) . دَوَّامة ( 1910) .