وُلد الروائي الياباني
هاروكي موراكامي ( 1949 _ ... ) في مدينو كيوتو ، عقب الحرب العالمية الثانية ،
لوالدَيْن يعملان في تدريس الأدب الياباني .
أمضى معظم فترة صباه في مدينة كوبي . ومنذ
طفولته كان موراكامي متأثرًا بالثقافة الغربية ، وبالتحديد الموسيقى والأدب الغربي
. وقد درس الدراما في جامعة
واسيدا في طوكيو حيث تعرَّف
على زوجته يوكو .
بدأ عمله في محل للتسجيلات ، ثم افتتح مقهى
بطوكيو بمشاركة زوجته في عام 1974 . وفي عام 1978 ، وأثناء مشاهدته لمباراة بيسبول
بإستاد جينجو ، داهمه الإلهام لكتابة رواية . وبدأ حينها في الكتابة . وانتهى من
تأليف رواية " استمع للرياح تُغنِّي " المكوَّنة من 200 صفحة، في الخريف
من نفس العام ، وشارك بها في مسابقة للكُتَّاب الجدد ، وفاز فيها ، ونُشِرت
الرواية في العام التالي .
نُشِرت روايته الثانية " بنبول 1973
" في عام 1980 . وتتناول مواضع الوَحدة والصداقة والقَدَر ، وتم ترشيح
الرواية لجائزة أكوتاجاوا . ومع النجاح الذي حقَّقته أولى رواياته ، قرَّر أن
يواصل عمله في الكتابة بشكل دائم ، وباع المقهى الخاص به .
في عام 1982 ، أصدر رواية " مطاردة
الخراف الجامحة " ، والتي شكَّلت مع الروايتين السابقتين " ثلاثية الفأر
" .
وفي عام 1985 ، نشر رواية " أرض
العجائب الحارة ونهاية العالم " ، وهي رواية غريبة وسريالية ، وتنقسم بين
روايات متوازية .
وفي غضون عامين ، أصدر رواية " الغابة النرويجية
" ( 1987 ) . وتدور أحداثها في طوكيو في أواخر الستينيات ، وهي الحقبة التي
تظاهرَ فيها الطلاب اليابانيون ضد النظام الحاكم . وحازت الرواية على شُهرة واسعة
بين الشباب . في أواخر الثمانينيات ، استاء موراكامي من المناخ الاجتماعي في
اليابان ، ومن شُهرته المتزايدة هناك، فأقام مؤقتًا في أوروبا لعدة سنوات،ثم انتقل
إلى الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1991.
أقام بولاية نيوجيرسي ، وعمل باحثًا مساعدًا
بجامعة برنستون ، وتمَّت ترقيته إلى أستاذ مساعد بالجامعة في عام 1992 ، ثم بدأ
التدريس في جامعة وليام هوارد تافت في عام 1993 .
وأثناء تدريسه بالجامعة ، كتب موراكامي عام
1995 ، واحدة من أفضل رواياته، وهي"نهاية تاريخ الطائر". وقد ركَّزت على
جرائم الحرب التي ارتكبها الجيش الياباني في القارة الآسيوية ، وصوَّرتها بالكابوس
.
وفي عام 1995 ، تعرَّضت مدينة كوبي لزلزال
مُدمِّر ، كما قامت جماعة " أوم شينريكيو " الدينية المتطرفة بتنفيذ
هجوم على مترو أنفاق طوكيو ، مِمَّا دفع موراكامي إلى العودة لليابان ، وألهمته
هذه الأحداث الأليمة لكتابة رواية " تحت الأرض " ( 1997 ) ، التي
تُعتبَر تصويرًا واقعيًّا لحادث مترو الأنفاق الإرهابي ، ورواية " بعد
الزلزال " ( 2000 ) ، وهي مجموعة من ست قصص قصيرة ، تستكشف الآثار النفسية
التي خلَّفها الزلزال لدى سكان اليابان .
أمَّا رواية " سبوتنيك الحبيبة "
( 1999 ) ، فتبحث في طبيعة الحب ، وتدور أحداثها حول اختفاء روائي شاب يُدعَى
سومير .
وفي عام 2002 ، صدرت أشهر رواياته "
كافكا على الشاطئ " ، ونُشِرت الترجمة الإنجليزية لها في عام 2005 . وقد
حقَّقت نجاحًا هائلاً فَوْر صدورها ، وحصلت على ثناء النُّقاد والقُرَّاء .
تَمَّ تحويل بعض أعمال موراكامي إلى أفلام
ومسرحيات . وفي عام 2015 ، تَمَّ اختياره ضمن أكثر 100 شخصية مؤثرة على المستوى
العالم ، في القائمة التي تُعِدُّها مجلة التايم الأمريكية .
لاقت أعماله نجاحًا باهرًا ، حيث تصدَّرت
قوائم أفضل الكتب مبيعًا ، سواءٌ على الصعيد المحلي أَم العالمي ، وتُرجِمت إلى
أكثر من خمسين لغة .
حصل موراكامي أيضًا على عِدَّة جوائز أدبية
عالمية منها ، جائزة عالم الفنتازيا ( 2006 ) ، وجائزة فرانك أوكونور العالمية
للقصة القصيرة ( 2006 ) ، وجائزة فرانز كافكا ( 2006 ) ، وجائزة القدس ( 2009 ) .
تأثَّرَ موراكامي بالكُتَّاب الغربيين ،
وظهر هذا التأثر واضحًا في أعماله الأدبية ، الأمر الذي دفع بعض المؤسسات الأدبية
اليابانية لانتقاد بعض أعماله لبُعدها عن المنهج الأدبي الياباني .
وغالبًا ما تتَّسم أعمال موراكامي بالسريالية والسَّوداوية
والعدمية، كما تتناول معظم رواياته موضوع الانسلاخ الاجتماعي والوَحدة والغربة
والأحلام .
يُعَدُّ موراكامي من أهم رموز أدب ما بعد الحداثة . كما وصفته مجلة الغارديان بأنه " أحد أعظم الروائيين في يومنا هذا " ، بسبب أعماله وإنجازاته .