سَوْفَ تَشْنُقُنِي
الذِّكرياتُ في طَريقِ العَرائسِ إلى لَيْلةِ الدُّخلةِ / سَوْفَ تَغتالُني
الفَراشاتُ في طَريقِ الرَّاهباتِ إلى غُرفةِ الاعترافِ / تَنهمرُ شَظَايا جَماجمِ
العُشَّاقِ في عَصيرِ الليمونِ / وَحِبَالُ المشانقِ تُمَزِّقُ أعصابَ البَناتِ المجروحاتِ
عاطفيًّا / اللواتي يَنْشُرْنَ الغسيلَ على أشجارِ المقبرةِ / ويَبْحَثْنَ عَن
الصُّوَرِ التَّذكاريةِ بَيْنَ شَوَاهِدِ القُبورِ / يا أيُّها الوَطَنُ الضَّائعُ
بَيْنَ أعقابِ السَّجائرِ وأعقابِ البَنادقِ / مَتى تَنتهي حَرْبُ الجِرذانِ التي
تَركضُ في الهياكلِ العَظميةِ؟/مَتى يُوَزِّعُ الفَجْرُ الكاذبُ الأوسمةَ عَلى
القَتلى في المساءِ الرُّومانسيِّ؟/ إنَّ مِلْحَ دُموعي كَمُصَارِعِ الثِّيرانِ
المُبْتَدِئِ / لَيْسَ أمَامَهُ إلا الاحتضارُ أوْ إلقاءُ الوُرُودِ عَلى فِرَاشِ
المَوْتِ/مَاتَت النِّسَاءُ في أزِقَّةِ الجَرَادِ / وَبَقِيَت الضَّحِكَاتُ في
مَمَرَّاتِ البُيُوتِ الباردةِ / وجُثةُ الرُّبَّانِ هِيَ هُدنةٌ بَيْنَ فِئرانِ
السَّفينةِ وفِئرانِ التَّجَارُبِ /
سَوْفَ
أَسْتَغْنِي عَن حَبْلِ مِشْنَقتي / عِنْدَمَا تَسْتَغْنِي النِّسَاءُ عَنِ
المِكْيَاجِ / والطِّفْلُ الغريبُ يَحْتَضِنُ جُثةَ أبيهِ بَيْنَ أنقاضِ بَيْتِهِ
/ الذي قَصَفَتْهُ الطائراتُ الحربيةُ / أنا مُمَزَّقٌ عاطفيًّا / جَسَدي مَعَ
الذُّبابةِ/ وَقَلبي مَعَ الفَرَاشةِ / وَجَوَارحي أعشاشُ الطيورِ الجارحةِ / فيا
دَمِي الأخضرَ/ خُذ مكاني في قَائمةِ الضَّحايا / وَامْنَحْنِي أحلامَ الطفولةِ
الضَّائعةِ / كَي أُزَيِّنَ بِهَا أثاثَ المَنَافي / يا قَاتِلِي الأنيقَ / كُن شَاعِرًا / لِتَرْثِيَ طُيورَ البَحْرِ /
وَتَرِثَ عِظَامي في طُرُقَاتِ البَعُوضِ / وَتَكْتُبَ هَدِيلَ الأبجديةِ عَلى
شَاهِدِ قَبْرِي /
جَسَدُ
البُحَيْرَةِ كالغِرْبَالِ مِن أثَرِ الرَّصَاصِ / وَبَسَاطِيرُ العَسْكَرِ عَلى
نُهُودِ الجَوَاري في مَملكةِ المُبِيداتِ الحَشَرِيَّةِ / والجَرَادُ أكَلَ
حَنَاجِرَ الإمَاءِ في لَيالي الخريفِ / والخَنْجَرُ المَسمومُ بَيْنَ رِئَتَيْكِ
أيَّتُها الذِّئبةُ التي تَعْشَقُنِي وتَغتالُني/ أنا النَّوْرَسُ المنبوذُ /
أحْتَرِقُ في المَدَارِ وَحِيدًا / لا أقْدِرُ أن أتَحَرَّرَ مِنَ المَدَارِ/ ولا
أقْدِرُ أن أهْرُبَ مِنَ البَحْرِ / أعْشَقُكِ أيَّتُها البُحَيْرَةُ الغامضةُ
لأعْشَقَ عَذَابي/ وأعْرِفُ أنَّكِ تَعْشَقِينَ احتضاري في شِتَاءِ أحلامِ
الطفولةِ / وأشِعَّةُ القَمَرِ تَعْرِفُ أنَّ جُثتي المجهولةَ سَتَطْفُو عَلى
سَطْحِ البُحَيْرَةِ الزَّهْرِيَّةِ ذَاتَ مَسَاء /