يَحْفَظُ الأطفالُ
جَدْوَلَ الضَّرْبِ / بَيْنَ أرقامِ الزَّنازينِ الانفراديةِ وأرقامِ الجُثَثِ
المجهولةِ / والبَحْرُ يَدْرُسُ الرِّياضياتِ كَي يَحْسُبَ عَدَدَ الغَرْقَى/
والمساءُ يَركضُ في مَقبرةِ الهديلِ/ وَكُلَّمَا رَأيتُ شَاهِدَ قَبْرٍ غَامِضًا /
قَرَأتُ عَلَيْهِ اسْمِي الوَاضِحَ /
أيَّتُهَا الرَّاهبةُ الجالسةُ على عَرْشِ الأنقاضِ / اكْسِري صَلِيبَكِ
البلاستيكيَّ / وَاتْبَعِي طُيُورَ البَحْرِ في المساءِ / أيَّتُها النِّساءُ
المجروحاتُ عاطفيًّا / حَطِّمْنَ مَزهرياتِ غُرفةِ الاعترافِ / وَاصْعَدْنَ إلى
الخِياناتِ الذهبيةِ والهاويةِ اللازَوَرْدِيَّةِ /
أطفالُ البَحْرِ المشلولِ يَقْضُونَ العُطلةَ الصَّيفيةَ / في انتشالِ الجُثَثِ
مِن تَحْتِ أنقاضِ القُصورِ الرَّمليةِ/ وَكُلَّمَا نَظَرَ النَّهْرُ الأعمى إلى
المرايا / أَطَلَقَ الرَّصَاصَ على المرايا / وَحُزْنُ الشُّطآنِ الفَيْرُوزِيَّةِ
يَقْلِبُ الطاولةَ عَلى القَرَاصِنَةِ / وأنا المنبوذُ / سَأقْتُلُ الرَّمْلَ
الأزرقَ كَي أجْلِسَ عَلى عَرْشِهِ /
الجُثَثُ المُتَفَحِّمَةُ تَحْتَ ثَلْجِ الذاكرةِ الأخضرِ / وَدِمَاءُ
النَّوَارِسِ عَلى أوتادِ خِيَامِ اللاجئين / والبَحْرُ مُغلَقٌ بالشَّمْعِ الأحمرِ
/ والعُشَّاقُ القَتْلَى في مُتْحَفِ الإبادةِ الجمَاعِيَّةِ / يَتَنَاوَلُونَ
العَشَاءَ عَلى ضَوْءِ الشُّموعِ /
سَلامًا أيُّها الجَرَادُ الأُرْجُوَانِيُّ الذي يَأكُلُ لَحْمِي في أعيادِ
السَّرابِ / الزَّوابعُ المُخْمَلِيَّةُ تَصْنَعُ للبُحَيْرَةِ قِلادةً مِن أسنانِ
النِّساءِ المُغتَصَبَاتِ / والخريفُ البَعيدُ مُعَطَّرٌ بِسُعَالِ الأمواجِ / وَمُزَيَّنٌ
بِعِظَامِ الضَّحايا/ دِمَاءُ الأطفالِ المذبوحينَ تُزَيِّنُ حِيطانَ البُيوتِ
المهجورةِ/ والرَّمْلُ يَتَبَوَّلُ عَلى جَثَامِينِ البَحَّارَةِ الغَرْقَى /
وَالطِّفْلُ اليَتِيمُ سَهِرَ مَعَ جُثةِ أُمِّهِ في لَيْلِ الرَّعْدِ قَبْلَ
دَفْنِها / وَضَجِيجُ المَوْجِ يَضَعُ الأزهارَ الصِّناعيةَ عَلى ضَرِيحِ الرُّبَّانِ
الغامضِ /
كُلُّنَا مُهَرِّجُون / لَكِنَّ السِّيركَ مُغلَقٌ بالشَّمْعِ الأحمرِ /
كُلُّنا سَبَايا / لَكِنَّ الحواجزَ العَسكريةَ تَنتشِرُ في سُوقِ النِّخَاسَةِ/ فَكُنْ
يا شَجَرَ المقابرِ رُومانسيًّا عِندَما تَركضُ الجِرذانُ في حَناجرِ الفَتَيَاتِ
البَاكِيَاتِ / شَبِعَتْ بِلادي مِنَ المَوْتِ / لَكِنَّ الأطفالَ جَائعون /
ارْتَوَى وَطَنِي مِنَ الهزيمةِ / لَكِنَّ الجُنودَ عَطْشَى/ حِيطانُ غُرفتي
مُزَيَّنَةٌ بِعِظَامِ الضَّحايا/ وَالبَقُّ أَكَلَ خَشَبَ البَرَاوِيزِ للصُّوَرِ
التَّذكاريةِ / وَعَائِلتي مَنْسِيَّةٌ في المَقابرِ الجَمَاعِيَّةِ / والمَطَرُ
يَكْسِرُ نَوَافِذَ الخريفِ البَعِيدِ في أحلامِ الطفولةِ /