تَنْمُو الطحالبُ
بَيْنَ ثَدْيَيْكِ أيَّتُها الذُّبَابَةُ العَرْجَاءُ/ والجُيُوشُ البَدويةُ
تُجَهِّزُ طُبولَ الحَرْبِ على مَسْرَحِ العَرائسِ / وَذَهَبت الرَّاهباتُ إلى
الانتحارِ / وَبَقِيَتْ حُبُوبُ مَنْعَ الحَمْلِ في مَزْهَرِيَّاتِ غُرفةِ
الاعترافِ / إنَّ صَوْتَ الرَّصَاصِ مِثْلُ صَهِيلِ الحُبِّ الأوَّلِ / كِلاهُمَا
لَمْ يَهْدَأ في الليلِ الرَّهيبِ / الذي يَنْبُعُ مِن أجنحةِ الفَراشاتِ /
وَيَصُبُّ في عُرُوقِي البلاستيكيةِ /
تَتَعَطَّرُ
العَرَائِسُ بالمُبِيداتِ الحَشَرِيَّةِ في لَيْلَةِ الذَّبْحِ / وَرَحَلَت
السَّنابلُ إلى ضَوْءِ الأمطارِ التي تَغسِلُ نَصْلَ المِقْصَلةِ / وانتَحَرَت
البُحَيْرَةُ العَذرَاءُ بَعْدَ خَسَارَةِ بَكَارَتِهَا في مَعركةِ السَّرابِ /
بَيْنَ أُمَرَاءِ الحُروبِ وَمُلوكِ الطوائفِ / والعَناكبُ تأكلُ أغشيةَ
البَكَارةِ للفَتَيَاتِ الوَاثِقَاتِ مِن حَجْمِ نُهُودِهِنَّ عَلى خَشَبَةِ
الإعدامِ / أُطَارِدُ وَجْهي في المساءِ بَيْنَ أبجديةِ النَّخِيلِ ونَشِيدِ
القَرَابينِ / فَاصْعَدْ أيُّها السَّرابُ مِن جُثمانِ الصَّحراءِ / وَاحْفَظْ
جَدْوَلَ الضَّرْبِ كَي تَحْسُبَ عَدَدَ ضَحَايَاكَ / وَكُن ضَحِيَّةَ أحلامِ
الطفولةِ عِندَما يَضِيعُ الحُبُّ الأوَّلُ في الاحتضارِ الثاني /
أيَّتُهَا
الشُّطآنُ العَمْياءُ التي تَبْحَثُ عَن وَجْهِ عَاشِقِهَا في مَطَرِ الخريفِ/
إنَّ مِلْحَ الدَّمْعِ بَنَى في لَحْمِكِ المُرِّ إسطبلًا للخُيُولِ المذبوحةِ/
عَلى مَوائدِ تُجَّارِ الحُروبِ وشُيوخِ القَبائلِ/ وَمِيضُ البَرْقِ يُحْرِقُ
أُنوثةِ السَّنابلِ / والقَمْحُ ضَائعٌ بَيْنَ جُثمانِ أبي وَرَايَةِ المعركةِ /