الذِّئَابُ
القِرْمِزِيَّةُ تَرْكُضُ في شَراييني النُّحَاسِيَّةِ / وَخُدُودُ الأمواتِ عَلى
زُجاجِ القِطاراتِ / وَصَفِيرُ القِطاراتِ في عِظَامِ الضَّحَايا / وأنا
المَنْفِيُّ في مَحطةِ القِطاراتِ الجليديةِ / بَيْنَ جَدائلِ أُمِّي وَرَائحةِ
الحُزْنِ / مِلْحُ دُموعي بُوصلةٌ للأمْوَاتِ الذينَ نَسُوا عِظَامَهُم / بَيْنَ
رَائحةِ الخُبْزِ وَصَوْتِ البيانو / وَصَوْتُ الكَمَانِ مَكْسُورٌ تَحْتَ أمطارِ
الخريفِ / وَسُعَالي دَلِيلٌ سِيَاحِيٌّ للقَتْلَى الذينَ يَمْشُونَ في عُرُوقي
الكريستالِيَّةِ / وَلَمْ يَجِدُوا مَن يَدْفِنُهُم بَيْنَ وَمِيضِ البَرْقِ
وَصَوْتِ الرَّعْدِ /
كُنْ
مُخْلِصًا للصَّحراءِ أيُّها السَّرابُ / كَي تَدْفِنَ أُمَّكَ في المَقابرِ
الجَمَاعِيَّةِ/ وَتَبْحَثَ عَن رُفَاتِ أبِيكَ في أرشيفِ التَّطهيرِ العِرْقِيِّ
/ والضَّحِيَّةُ أوْصَتْ أن يُكْتَبَ عَلى شَاهِدِ قَبْرِهَا / الفَرَاشَةُ العَذرَاءُ
في مَملكةِ الاغتصابِ/
لا
مُسْتَقْبَلَ للطحالبِ سِوَى حَناجرِ البَناتِ / ولا مُسْتَقْبَلَ للهزائمِ
العَسكريةِ سِوَى الأغاني الوَطنيةِ / يا أيَّتُهَا الضِّفْدَعَةُ التي تُتَاجِرُ
بِحَجْمِ ثَدْيَيْهَا في المُسْتَنْقَعِ تَحْتَ أشِعَّةِ القَمَرِ / لَقَد جَاءَ
سَرَطَانُ الثَّدْيِ مِن القُصورِ الرَّمليةِ التي هَدَمَهَا المَوْجُ/ ومَاتتْ
أحلامُ الطفولةِ/ وانتَهَت الذِّكرياتُ /
يا شَجَرَ
المَنَافي الفِضِّيَّ / لا تَلْعَبْ بِمَشَاعِرِ ابنةِ حَفَّارِ القُبورِ /
احْتَرِمْ أُنوثةَ الرِّمَالِ البَاكِيَةِ في المَقَابِرِ الجَمَاعِيَّةِ/ كَيْفَ
أعيشُ احتضاري يا طُيورَ البَحْرِ؟/إنَّ الحواجزَ العَسكريةَ تتكاثرُ في أوعيتي
الدَّمويةِ/ كَيْفَ أعْشَقُ اغتيالي يا عَصافيرَ المُستحيلِ؟/إنَّ نِقَاطَ
التَّفتيشِ تَبِيضُ في قَفَصِي الصَّدْرِيِّ/
الزَّوابعُ
المُخْمَلِيَّةُ تَبْحَثُ عَن غَابةٍ عَذرَاء / تَتَقَاعَدُ فِيها المُومِسَاتُ
العَاجِزَاتُ بَعْدَ خُرُوجِهِنَّ مِنَ المِهْنَةِ / وَالبَحْرُ المَشلولُ
يَجْرَحُ مَشاعرَ البُحَيرةِ في لَيْلَةِ الإعدامِ بالكُرْسِيِّ الكَهْرَبَائِيِّ
/ والخَنْجَرُ المَسمومُ بَيْنَ ثَدْيَيْكِ يا ذِئبةَ الحَضَارَةِ الوَرْدِيَّةِ /
جُثتي
مَجهولةٌ في الوَطَنِ المَجهولِ / وتَطْفُو عَلى سَطْحِ بُحَيْرَةٍ غَامضةٍ /
لَكِنَّ زِنزانتي الانفراديةَ تُطِلُّ عَلى بَحْرِ الوَدَاعِ/ والسُّفُنُ
المُحَمَّلَةُ بأشلاءِ الضَّحايا تُبْحِرُ في السَّحَرِ/ والغريبُ يَجْلِسُ عَلى
عَرْشِ الأنقاضِ كَي يَدْفَعَ ضَريبةَ القَتْلِ/ وأُغْنِيَاتُ الانقلابِ
العَسكريِّ عَلى طَوَابِعِ البَرِيدِ التَّذكاريةِ / والطحالبُ في
المُسْتَنْقَعَاتِ لَن تَعْرِفَ أشِعَّةَ القَمَرِ / يا أيَّتُهَا الجَارِيَةُ
التي تَفْتَخِرُ بِحَجْمِ صَدْرِهَا في المَقَابِرِ الجَمَاعِيَّةِ / إنَّ أرشيفَ
الضَّحايا في مَتاحفِ الفَنِّ التَّشْكِيلِيِّ /