وُلد الشاعر السويدي فرنر فون هايدنستام ( 1859_ 1940 ) في منطقة أولشمَّار
المحلية في بلدية أسكيرسند ، مقاطعة أوريبرو بالسويد ، لعائلة من النبلاء .
يُعتبَر من أعمدة
الأدب السويدي . التحق بالأكاديمية السويدية عام 1912 ، وحصل على جائزة نوبل
للآداب عام 1916.
تمتلئ قصائده
بالبُنى الشعورية الإنسانية ، ويبرز فيها المسار النثري مع الفرح العظيم بالحياة
وللحياة. وهذه القصائد مُشَرَّبة في بعض الأحيان بحب تاريخ السويد وتعظيمه،وممزوجة
بالذكريات الآتية من المناظر الطبيعية ، ومُعتمِدة على الجوانب المادية للطبيعة .
كانت القصيدة في
حياة هايدنستام عَالَمًا من الأحاسيس والمشاعر المرتبطة بالواقع المعاش ، وهذا
الواقع يتحول إلى شعور غامض لذيذ ، له انعكاسات على طبيعة الوجود الإنساني
بِرُمَّتِه .
وتقديمُ النثر في
الإطار الشعري دليلٌ على التمازجِ المعرفي ، واختلاطِ الأنماط الإبداعية في بَوتقة
واحدة ، وهذا يُساعد على تحقيق الهدف الفكري المرسوم في ذهن الشاعر .
كما أن قيمة الفرح
المنتشرة في أعمال الشاعر ، هي تعظيم للحياة بكل أحلامها وآمالها وذكرياتها . وهذا
الفرح ليس سَاذَجًا أو تفاؤلاً أعمى ، بل هو احتفال بالحياة باعتباره القيمة
الوجودية الكبرى ، والفرصة الوحيدة الممنوحة للإنسان كي يَبنيَ الحضارةَ ، ويصنع
التاريخ .
درس هايدنستام تاريخ اللوحات الفنية في أكاديمية
ستوكهولم، ولكنه سُرعان ما غادر بسبب سوء حالته الصحية . ثم سافر إلى أوروبا
وأفريقيا والشرق. نشر مجموعته الشعرية الأولى " الحج " في عام 1888. وهي
عبارة عن مجموعة من القصائد مستوحاة من تجاربه في الشرق ، ورحلاته المتعددة ،
وجَولاته في الأمكنة والأزمنة المختلفة . وهذه التجربة الشعرية تُمثِّل تَخَلِّيًا
عن المذهب الطبيعي الذي كان مُهيمنًا على الأدب السويدي .
يَظهر حُب
هايدنستام للجمال في قصيدته الطويلة " هانز" من مجموعة ( قصائد / 1895
). وفي عام 1897 قدَّم سلسلةً من الصور التاريخية للملك تشارلز الثاني عشر مُحاطًا
بالفُرسان المخلصين له ، وهذا العمل يُظهِر عاطفة قومية قوية ، كما أنه يربط بين
التاريخ الوطني وتاريخ الملوك ، وكأن التاريخَيْن شيء واحد ، لا يَنفصلان . وهذا
يُشير إلى الفكر القومي العميق الذي يعتنقه الشاعر .
وفي عام
1905 ، قدَّم قصة ملحمية عن زعماء السويد في العصور الوسطى . وفي هذا دلالة واضحة
على أهمية فكرة القائد الرمز في قيادة الجماهير والبلاد إلى التقدم والازدهار .
وفي عام
1910 احتدمَ الجدل في الصحافة السويدية بين عدد من الأدباء السويديين بسبب موضوع
تدهور البروليتاريا في الأدب . وانقسم الأدباء السويديون إلى معسكرين متضادين ،
وقد ساهم هايدنستام في هذه المعركة الأدبية ، فألَّف كُتَيِّبًا يشرح وجهة نظره في
موضوع انحطاط وسقوط فلسفة البروليتاريا في الأدب .
جمع
هايدنستام إنتاجه الفلسفي ، ونشره في عام 1915 . وهو يشتمل على موضوعات فلسفية
تتمحور حول البُنية الطبقية البشرية، والرُّقِيِّ الإنساني، وماهية العزلة، وطبيعة
العلاقات الاجتماعية .
من أبرز أعماله : صُوَر من السَّفر ( 1888 ) ، تشارلز ( 1897 ) ، الملك ونشطاء حزبه (1902) ، الغابة ( 1904) .