حين تهتُ في ترانيمِ البلحِ أرشدني الضياعُ إلى صدأ سريري على سكة حديدٍ تصل مشنقتي بمقصلتي . مَوْتي خميرةُ أجيالٍ ثائرةٍ تُطبَخُ في المجراتِ وتُقَدَّمُ على إعدامي . عبيرُ الصُّوانِ طريقُ الآخرين . ومَوْتي طريقي . بَايَعَنِي قلبي على ألا نُبايعَ القتلةَ . أُصيبت الأنهارُ بالإحراجِ حين رأت جسدي المقطَّع في الغسقِ عارياً. يكاد يملؤني صياحُ البساتين . ذبحوكَ أم لم يذبحوكَ . ارفضْ سجونَ الملوك .
لا تُعْطِ البيعةَ لرجلِ المسالخِ الشعبية . نزعت العاصفةُ من رقبتها بيعةَ الوالي . وأنا عاصفةٌ أهدرُ تِيناً . تنفض عني قلاعَ الرُّومِ صاعقةٌ . وأنا صاعقةٌ اتَّحدتْ معي مواسمُ قِطافِ الانفجارِ لنولدَ ثائرِين من شرياني . ماسحاً أبراجَ الشيطان في برودةِ بطون المسجونين . شرياني إلى شرياني حتى أموتَ . اسمع تحياتِ الشفق المحرومِ . أسروكَ أم لم يأسروكَ . ارفضْ جنونَ الملوك .
لأول مرة أرى وجهي بدون أسمنتٍ وبرقياتِ ولاءٍ . أرى مَوْتي مَوْلدي في احتفالاتِ وقوع السلاطين في أرحامِ الجواري. لستُ من الجواري والمستشارين، ولا ينتمي روحي إلا لله هازمِ ثمود. قياصرةُ العَتمة سرابٌ . جيشُ المنافي غبارُ الموائدِ. شوارعُ الغثيان مشانقُ . ومدارسُ الهلوسة مراكزُ اعتقالٍ . خَوْفُكَ أوثانٌ مُعَظَّمة تُسحَقُ . فترنَّم مع ألغامِ الحقول . ذبحوكَ أم لم يذبحوكَ . ارفضْ ضحكاتِ الملوك .
حليبُ أميراتِ الرُّكام قُربانٌ في فم تمثالِ الحرية ، يُقدِّمه كهنةُ البلاطِ المشقَّقِ . وداست المذنَّباتُ أعلامَاً منكَّسة في الآبار . إذا تخلى أنفي عن استنشاقِ ثورةِ النباتات خلعتُه ونَصَّبْتُ مكانَه بندقيةً محشوةً بالرعودِ . لنكن في الضبابِ نقاطاً على حروفِ أغاني الأرضِ . خَزِّنْ في إعداماتي قصةَ العشب . حَرَقوكَ أم لم يَحْرقوكَ . ارفضْ ذكرياتِ الملوك .