ضَمَّت خُطايَ ينابيعُ الأرصفةِ، وجئتكَ. سَيِّدي، الصلاةُ والسلامُ عليكَ. غَسِّلْنِي فأنا الميتُ وأنت حَيٌّ . ترتجفُ أدمعي شوقاً . امنحني شرفَ مُجاورتكَ . وجسدُكَ ضَوْءٌ منتشرٌ في الفضاءِ . أعلمُ أنكَ مَدَدْتَ يدكَ لقومكَ لكنهم رفضوها فَقُضِيَ عليهم .
أنا ضوءٌ مكسور أمام انبهار حضرتكَ الماحية ، أَدْخِلْني في مجدكَ ، حرِّرْني من أحزاني . كل نبيٍّ رعى الغنمَ واثقاً من بريق عينيه . أما نحنُ فالأمهاتُ يبحثن لبناتهن عن الأمراءِ ورجالِ الأعمالِ والمرابين . وجيوشُنا تسهرُ على راحةِ أعدائنا . سَاعِدْني أيها الأفقُ الخاشعُ في المكانِ . كلما أتيتُ إلى حضرتكَ العُليا صغرتْ الدنيا في عينيَّ. أُقَبِّلُ يَدَيْكَ أيها السيدُ المتواضعُ . امْسَحْ على رأسي ووجهي . في لمساتكَ عطرُ الإيمان وزهرٌ لا ينقطعُ . وددتُ لو أموتُ عند قدميكَ . واقفٌ على أعتابكَ لعلِّي أحظى بنظرةٍ منكَ فأطيرُ فَرِحاً في الحقولِ. سأصنعُ من خيوط جِلْدي نعالاً للأنبياء ، وأتبركُ بِعَرَقِهِم في طريق هجرتي الأبدية إلى شمس المعنى ، أعلى من قصص الحب ، وبعدَ رحيلِ قطارات المنفى .
مُذ انتقلَ نورُ الوجود نبيُّ البيان والسَّيْف إلى الرفيق الأعلى وأنا حزينٌ . فالأنبياءُ شمسٌ لا يشوبها كسوفٌ . أحالوا عَظْمَنا ثورةً على الطغاة . إسلامُنا ثورتنا . أَخذونا مِنَّا إلى عالمِ المحبةِ . لو غسلتُ نعالَ الأنبياءِ لظللتُ فخوراً مدى حياتي ولأخبرتُ كل الناسِ بذلك . خُذوا بِيَدِي إلى حضرةِ القُدُّوس .