تحيةً لأبي الذي دَمَّرَ حياتي !، لوطني الذي نَسَفني بَيْدراً بيدراً ، لزوجي الذي قَتَلني في حريرِ إعداماتِ العَوْسجِ . إِنْ صَبَّتْ ملامحُ النارِ عَرَقَكِ في عَرَقي تسممتُ وانطفأتُ وصِرْتُ تراباً في ديباجِ الأمكنةِ النازفِ . يا صهيلَها ، أنتَ ترى بعينيكَ لكنكَ لا ترى عينيكَ . أنتَ تسمعُ غناءَ البارودِ لكنكَ لا تسمعُ دقاتِ قلبها .
وأَلَّفَ الشعيرُ روايةً مأساويةً عن صوامعِ الحريق : (( لم يتزوَّج الميناءُ لأنه _ حسب زعمه _ لا يوجد من يستحق أن يحملَ اسمه ولا امرأةٌ تستحق أن تحتفظَ بأبنائه في رَحِمِها )) .
يطرحُ غيابُ الفلفل في الشروقِ سؤالاتٍ على الدمار : (( لماذا تهاجمُ بناتُ الفرنجة أغشيةَ بكارتهن بالمنجنيق ؟. لماذا عقول السائحاتِ في أفخاذهن البيضاء المكشوفةِ للجماهيرِ الجائعة ؟ . لماذا تتمنى الراهبةُ لو كان هناك زَوْجٌ على سريرها ؟ )) .
ترنيمةٌ ، والسماء بعيدة عن جدائلِ خالتي الزَّوبعةِ . لا ألمسُ قلباً أسود للعشب الخائفِ، لأن نهاية الكواكب تجيء مفاجِئةً . واستقالةُ الصخور على ممحاةِ الريح المندفع . وأولادُ الشوارع يتبخرون في حلقات زُحل . تحرق لندنُ نساءها المغتصَبات في المزهريات كل صيفٍ . أين ستختفي الصَّغيراتُ في الأقحوان المشتعل ؟ .
والظلماتُ محمولة على ضريح إنسانٍ عادي . إذا جَمَعْنا أجزاءَ الحزن سنملأ صمتنا بمجرات الكلامِ. قد انتظرت البئرُ خطيبها طوالَ ملايين السنين ، لكنه لم يأتِ . وأتت الممرضاتُ بعدَ انتهاءِ المجزرة في باصاتٍ يُجري لها الحلْمُ صيانةً أسبوعيةً .
صُراخُ بناتِ الليلِ في مونتريال المدمَّرة ينسابُ على زجاج شُقَّتِي، يُلغيني فأفشلُ في إنقاذهن ، لكنني سأحاولُ من جديد. وكان حبلُ أفكار اللهيبِ ترميه نساءُ الراعي في البئرِ العمياء .
مَارَّاً بأطلالِ ذكريات النسيان، أحملُ في حقيبتي شَعْرَ المدنِ القتيلةِ. سنبلةٌ ودخانٌ ، وفي آباري مأتم القبيلةِ. أنا وخياشيمُ الغروبِ المخنوقان المنتهيان .
ناديتُ على العَدَمِ ، يا عَدَمُ . إن شعبي قطيع صفائحَ في العدمِ ، وطَعْناتي قماشٌ جديد للعَلَم المنكَّس قُرْبَ أغنيةٍ تشرب النسكافيه في نحيبي .