سَتُطَهِّرُ البروقُ سُعالي من احتلال الإسفلت ، سَتُحَرِّره وتغسله بماءِ الوردِ ودمعاتي ، رغم أن السُّيولَ العوانس يَخْرُجْنَ من البارِ عارياتٍ ، صباحاً . تقتربُ شهوتهن من جثمانٍ ملغومٍ ، من أقبيةٍ تنهضُ في فوهةِ الحبِّ مسرحاً للعرائسِ . يمنحن مواعيدَ نهايتهن للعساكر على جسورٍ تائهةٍ في طرود بريدية مهيئةٍ للانفجار وامتصاصِ الأناشيدِ البركانية .
أنا وسورُ عكا في المدى الذهبي. اضمحلَّ جِلْدٌ . هتف فينا الصمتُ : (( اغتسلا معاً في براميلِ نفطٍ أبيض )) . سيبيريا في ضميرِ النيرانِ الميتِ . حُزَّ الفحيحُ بسيوفِ الظل والغدِ، وهي تشتهي حفلةَ إعدامٍ من قَصَبٍ. والسُّحبُ تُشهِرُ الأَسِنَّةَ في كوليرا القُطن . صُورُ الخيزران على قرميد الحمى تجديفٌ في العَدَمِ . مزهريةٌ ذابلةٌ ، وقُبْلَةُ الفراغِ على خُدودِ الأمسيةِ المنسيةِ .
يا ضائعُ ، معذرةً ، ما وجدتُ لك وظيفةً تليقُ باكتئابِ حيطانِ الحبسِ . حبيبتي تلك الخوخة المصلوبةُ ، نسيتُ جبينها في زحمةِ التلالِ . قارورةُ الحِبرِ الصَّريعةُ هي غمامةٌ . شعاعُ القناديل الميتةِ يأسرني في رقصةِ الفَخَّارِ .
كُلَّ يومٍ أموتُ ، والصلاةُ تُحييني . إن شَنَقَتْني الثلوجُ فاحملي حفيدةَ الشفقِ ديوانَ شِعري إلى مسقطِ رأسِ الشمسِ . لكنَّ لَيْلِي أقصرُ من الأسلاك الشَّائكة في سُعالي .
رشفةٌ من شاي السكاكين العقيمِ . ومهرجانُ اعتزال الذئب الشاعرِ على النصلِ اللامعِ . ويتوهجُ الأسى الفضائي . يَسقطُ يُلوِّنُ قطراتِ الماءِ بلون الريح . بئرٌ مفقودةٌ في أضراسِ العويل خَسِرَتْنِي. ويتوهجُ الأسى . وفي الربيع الصاعقِ يُبَدِّلُ ألمي ملابسَه العسكريةَ مثلما يرتدي الشجرُ ثيابه المدنية. بلادٌ حَوَّلت بناتِها إلى بغايا لزيادة الدخل القومي لدفع رواتب الموظفين .
قَاتِلي أو أخي الشرطي المسحوق ، إن كنتَ مُحْرَجاً من مواجهتي بحكم شَنْقي، فابعثه على بريدي الإلكتروني . مَغْصٌ متقطعٌ في بطنِ الجدار ، وتسيلُ الأوبئةُ في الثلوج الدامية ، وتصير الأدغالُ طريحةَ الفراشِ بسبب الحمَّى .
كانت الجذورُ كوخَ الزوبعةِ يُعاني من الإسهال . لا تزالُ آثارُ الرصاصِ في عنقي حباتِ زيتونٍ على قطعة بيتزا تتناولها مُراهقةٌ قُرب حوض السباحةِ . لحومُ التلميذاتِ الطرية تُمسي بلاطاً للمسابحِ المخْتَلَطةِ . والمغولُ يقتلونني بسرعةٍ كي يُكْمِلوا تمرينَ اليوغا .
والنساءُ التافهاتُ يضعن فضلات الطعام على صفحة الوَفَيات . وداعٌ للطفلةِ الماشيةِ في صُداعي . أنا وبائعُ الذُّرَةِ المشويةِ بقينا وَحْدَنا في الشوارعِ الموبوءةِ آخر الليل . والريحُ تتجولُ في خَوْفنا . أَسلخُ مِن كَفِّي تفاصيلَ جنائزِ المساميرِ في أعمدةِ ارتباك اليمامِ . ولما تموتُ عاهرةٌ تمشي في جنازتها قبائلُ الأعرابِ ، وإذا مات فقيهٌ فلا يسيرُ وراءه إلا ضباط الاستخبارات لكي يطمئنوا على زواله من طريقهم .
ربما بعد خروجي من جُرْحي أحصلُ على وظيفةِ مدير أعمال المد والجزر . النشيدُ المحترقُ إعلاناتُ حَتفي في الطوابير عند المخبز . تدخلُ الحشائشُ في حِدادها على نعش الهباءِ . هَيَّجَ الغديرَ ضوءٌ . صفائحُ النرجسِ فِراشُ احتضاري . وما زلتُ أموتُ .
كلما أجرت الأميراتُ عملياتِ تجميل لتكبير النهود اتشحتُ بالتنين ، ومسحتُ من نقوشِ الحناءِ حزباً حاكماً يجرفُ تواريخَ الحريقِ . هذه المدينةُ الوباءُ . أَخاديدُ المنامِ تُصعَق . نارٌ للتوتِ تُحرَق . يُسرَقُ من رئتي نباتٌ يُسرَقُ . غادرني شرياني الأبهرُ وركعَ لرَبِّه على الحصى الليلكيِّ .
تَخَيَّلْ مشاعرَ الأنبياءِ وهم يُكَذَّبُون. " أعضائي شققٌ مفروشةٌ للبيعِ "، هذا قرارٌ أُمَمِيٌّ صوَّتوا عليه بالإجماع . ذلك هو انبعاثي في المسطحات الدموية. سأبدأ أنتهي حيطانَ بئرٍ مخصصةٍ لأقدامِ الماءِ . الأَرْزُ مرشدٌ اجتماعيٌّ للزوجات الخائناتِ .
وبعد أن قتلوني وأَسَّسوا في بُلعومي جسوراً لنقل الجنود المهزومين ، اعتذروا لي قائلين : (( نحن آسفون فأنتَ الضحيةُ الخطأ ! )). كان يبكي مستخدماً أجفانَ أُمِّه ، لأن السُّعالَ قلعَ عَيْنيه الصغيرتين .
من بائعة الترمس في جذوعِ الكابوسِ حتى أميراتِ موناكو ، والزيتوناتُ تحتويني فأتدفقُ . تضع في فمِ انكساراتي ميزانَ الحرارة ، فأتسلقُ . وجهي مخدوشٌ بجناحِ الرعدِ يُخَدِّرني . لم يتغير فيه سوى ميعادِ سَلْخِي .
قَشتالةُ تبدأ من كربلاءَ . سَعَلَتْ أهدابي كواكبَ دماءٍ . وهكذا صارَ نُعاسي الفيروزيُّ عاطلاً عن العمل . أَمْسَكَ البحرُ الميت بيديه المسلوختين حضاراتِ المهرِّجِ، وقذفها على حمارٍ وحشِيٍّ كالصدى المر دميةً .
أنا في القيد حُرٌّ . لا يعنيني توقيتُ التراب . والزائدةُ الدوديةُ مقيَّدةٌ بالزوابعِ . أَأَنتِ الزنبقةُ التي وضعت الجرةَ المأسورةَ على طوفانِ الكتفِ وغَطستْ ضفائرُها في رَحِمها الاصطناعي ؟ . وهل رَحِمُكِ خَزَّان وقودٍ للنباتات المهاجرة ؟ .
أنا والوطنُ ، وُلِدْنا معاً وشُنقنا معاً . افتتحتْ معدتي فرعاً لها على الشارع الرئيسي في قرى البكاء . التقطْ لي صورةً بجانبِ جنازتي المتواضعةِ . يا هواءً تنامُ عليه الأدغالُ الصاخبة ، والجنودُ المهزومون الذين يَضربون نساءهم .
أمنحُ اللهبَ نشيداً ، وأدع مياهَ الطباشير تُلحِّنه . من كواليس مقصلتي اللازورديةِ قَدِمَتْ عينُ ذئبٍ حُبلى بالسِّياط . بلدٌ ليس لوجوهنا لأننا مطرٌ بدون دفترِ عائلةٍ . وقلبي عائلتي التي مَرَّتْ على حدودِ الوجه الحزين ، لأن الوطنَ الذي أنجبَ الغزلان اصطادها. وتَبْقى بائعاتُ الهوى في الطرقاتِ يبحثن عن زبائنَ .
تَحُطُّ الأمسياتُ القديماتُ على خُنصري . أرى وجهَ أبي في العَتمةِ ، والقناديلُ تشربُ نظراتي زُجاجاً لا ينكسرُ ، فأعودُ إليَّ . الثورةُ كامنةٌ في أضلاعي كُمونَ أعشاشِ العُقبانِ في ابتسامات الصُّوانِ .
نَعمْ ، إنها بشرتي السمراءُ تصبغُ النيلَ وتتمزقُ فُراتاً جديداً . أنا النجمُ المحترقُ في مداراتي ، وفئرانُ الحقولِ ثلاجةُ موتى اليعاسيبِ. صارخةٌ ينابيعي في سِحْنتي. ارْحَمِيني ، إنني سائرٌ إلى الجفافِ الهادئ . السَّيْلُ يفتحُ بابَ الآلامِ فتجرفُ الدموعُ زنجبيلَ المذبحة . مجازرُ أكثر من خيوط دودةِ القز مغلَّفة بالشوكولاتة . أَحْرَقُوا الطيورَ ليحصلوا على ريشٍ مصبوغٍ بالسَّواد . أَخَذوا رئاتِ الأطفال لتبريد المفاعلات النووية التي تلاحق الأبرياء .
الوردُ عرباتٌ جاهزة للتفجير . إنه الليلُ الأخير يهطلُ أراجيحَ. مِن رعشاتِ القَيْصومِ بدأ العدُّ التنازلي لولادة نعوش الإسفلت . كان خَدِّي لَيْلاً من هطولِ الأخشابِ علينا ، أبيضَ فيه خيوطُ المدى السَّليبِ . حواجبُ من القصديرِ تُهرولُ في صفيرِ الأقبية .
يا صَبِيَّةُ ، عُودي من أثوابِ الينابيعِ إلى إجازةِ الصيفِ في النيازك.ولا صيفٌ فيَّ كي أمدحَ هواجسَ الرملِ المستيقظ مني . صارت أكبادُ قلبي جنازير دباباتٍ تأتي من حقائبنا .
لا تتركْ مِقعدَ الريح وإِنْ صعدتْ مقابرُ التِّين على الدرج الكهربائي في الأعراسِ، ولا عرسٌ حولَ انقراضاتِ شِهَابٍ يطرقُ بابَ قبري مرةً أو مقبرتَيْن . ما الذي جاء بكِ يا غروزني إلى أعلامِ تمزيقي ؟ . عيناكِ البريئتان بيارقُ لا تحتملُ منظرَ الأمطارِ وهي تُحَنِّطُ أفكارَ البراكين التي تأخذ حِمَمَها من رَجْفتي . والضبابُ يعيدُ تشكيلَ خنجري كما تريدُ البروقُ .
تدق الساعةُ أرقامَها في الشهبِ السماويةِ . جاء الغُزاةُ من أَسِرَّةِ نَوْمِنَا . وارتمت النجماتُ المذبوحةُ في دواخلنا عُضْوَاً في اللاجسد . ساحاتُنا اندمجت في خَصري . أنهى عَرَقِي موسمَ البياتِ الشتوي للجبالِ . بندقيةٌ يَدِي ، احْمِلْهَا يا جريانَ الأكفان على تفتيتِ أوصالي إلى رصاصٍ وشقائقِ نُعمان تختارُ اسماً عربياً لموسكو . ورِجْلِي قُنبلةٌ يدويةٌ مسكنٌ للعصافيرِ المقاتِلةِ .
سكنتُ في مياهٍ مغسولةٍ بوجوه الثائرين . أولئك الرجالُ خرائطُ جديدةٌ للرعودِ وحُبِّي. كُلُّ المقاصلِ تُغَنِّي في النعوش المتطايرةِ في عُنُقي . لم يبقَ لكَ يا عُشبَ كلماتِ الشجرِ إلا أن ترفعَ رأسكَ . لكنهم هَجَروا أكبادَ القهوة المتساقطة . السيفُ غَدُهُمْ والميناءُ المتجمدُ ومشانقُ من فَرْو الثعالب. ما زالت ريحانةُ الغروبِ قواربَ عائدةً بأغنياتِ البحَّارةِ القتلى . ولا بد من موافقة الاستخبارات العسكرية حتى تفتحَ مَحَلَّ فلافل ، كأنما دمعي زيتُ القلي ، وعيوني زلازل .
كأن إسبانيةً أحبت فتىً عربياً، لا الحبُّ انتصر ولا الأندلسُ عادت. أُصَلِّي الجمعةَ في برشلونةَ. مرثيةٌ ليتيماتٍ يَحْمِلْنَ أكفاني في الإسكندرية ، وأُدفنُ في مَكَّةَ. شَيْءٌ ما في حُزني يحرثُ النارَ . وفي المكتبةِ العامةِ دفنتُ نَفْسي في الرُّكنِ المنزوي ، وبكيتُ عند مؤلفاتي .
ذلكَ المنبوذُ . اجمعْ وطناً للكستناء شمالَ طاولات تشريحي وهذا المكانُ برقوقٌ خَدَشَني. بِطْريقٌ تُوُفِّيتْ زوجته وما زال مُحتفظاً بوشاحها في أهدابه . أيُّكما عاشَ في قِرْطِ سَحَابَةٍ لما تراكم عند عِشقي جبالٌ من المآتمِ ؟. والشوكُ خِزانةُ ملابسها بُقعٌ على جِلْد غزالٍ تُقَطِّعُني وتُقَبِّلُني .
يا مشنوقةً أَحبَّتْ ظِلَّها أكثر من مرآتها وماتت في رنين السنابل ، أين تسكنين حتى أُعَزِّيَ أَهْلَكِ الرَّاجعين من الكولسترول والمذابح والسلاسل ؟ .
أُحب الشموسَ المنهمرة من وجوه الأنبياءِ . وغُرْبتي تَتشبَّثُ بأكتافِ المحارِبين في المساءِ . أكياسُ جُباةِ الضرائبِ والصَّراصيرُ ونقارُ الخشب المتفحم. إنني غريبٌ كالمساءِ الراكضِ في خياناتِ أكشاكِ السجائرِ، كأي شيء يأتي من صيحاتِ البوصلة في مرضِ الرُّبانِ . لأخشاب الصندلِ شَفَقٌ سوى غضاريفي الطينية .
اخترْ منفاكَ بيديكَ . قلتُ : (( أُريدُ المجرَّة )). والمجرَّاتُ تُمشِّطني، وكُلُّ حِرابِ العباسيين دَمعتْ رَقصتْ في ذهني أبراجاً من الدَّمعِ المرمري . لكنَّ الزوابعَ تبوسني ظناً منها أني ابنها الذي شُنقَ مَرَّتَيْن على التوالي . تتقمصُ الذهبَ فِضَّةٌ . مناجلُ الصهيل أحصنةٌ تُخيطُ إسطبلها بكثبان أناملي . ما كنتُ أتخيلُ أن رُفاتي سيصيرُ طاولةَ مُفاوضاتٍ يتصافحُ عليها الأمويون والعباسيون أمامَ محطاتِ التلفزةِ الأجنبية . ما توقعتُ أني بتلك الأهمية !.
وهَبطتْ خُلجانُ المذبوحين على أنجمِ العصور الحجريةِ. كأنني سَلَّةُ خَسٍّ فضيةٌ . أحشائي إنها أَسِنَّةٌ لا سجائرُ. وشَكَّلَت الديدانُ في قزحيتي مقهىً لعائلتها . لا تُلطِّخ أحشاءَ العاصفةِ بالعد التنازلي للخجلِ عند إناث الرَّماد . ولو امتلكتُ أكثرَ من جسدٍ لَفَرَشْتُهم على المقاصل لكي أرى وجهي . أتحدَّثُ إلى أخشاب المرافئ عن مشاعر رمال البحر .
انتحارٌ بالتقسيطِ يَلفُّ أعناقَ الديدان . مِكياجٌ على الأفخاذ الجرباءِ والنعالِ الأجنبيةِ . نُزعت الجنسيةُ من الصنوبرِ لأنه سَلَّمَ عَلَيَّ . أقامَ الصرصارُ نظاماً برلمانياً في سلةِ النِّفاياتِ . والنهارُ ينقلُ على ظهره أحجارَ ضريح الذُّبابات ، ويرتبها قمراً تلو آخر . عُمُرِي عشرون وأملكُ خمسينَ سنةً خبرةً في الوقوفِ على خشباتِ الإعدامِ .
لا بد أن تصبغَ دَمَكَ بالأبيضِ لتكونَ رايةَ استسلامٍ .كلا ، لن تَصِلُوا إلى رمشي وفي سُحُبِي نيران تشربُ . صارت السكاكينُ موسيقى لها ملمسُ البارودِ . والنحلُ الميتُ على البلاطِ .
أُثقلت الغصونُ بالرؤوسِ المهروسةِ كالثمر المتروك للجفافِ . إنني أندمجُ جزئياً مع البرتقال المنفيِّ . وقبلَ ميلادي أحببتُ أناملي، وبعد أن وُلدت أشلاءُ الطاعون تساقطتْ أناملي. أستدل بلحمي على لحمي لكنني قمرٌ شريدٌ . فالسَّياراتُ تنقشُ الحِنَّاءَ على أَكُفِّ السَّماءِ .
أغشيةُ بكارةٍ مُلقاةٌ في الشَّوارعِ المتحدةِ بجنونِ سان بطرسبرغ . نسوةٌ كالنعال الرومانسية يغسلنَ المزابلَ بحليبِ الرَّضاعةِ . والأتربةُ القاتلةُ عجوزٌ مُقْعَدٌ على كرسي الاحتضارِ . قَبِّلْ جُثماني حيثُ تركبُ المحيطاتُ على فناجين الإعصارِ، ويَهْرَمُ المكانُ الذي ضَمَّ الضَّحايا وجلادَهم والوطنَ المنفى .
مروراً بالليلِ الأزرقِ ، والقطاراتُ البخارية على حوافِ اللوزتين . سكينٌ تلدُ بريقَ نَصْلِهَا. ضُمِّيني يا أجداثي حيثُ تغدو جُمجمتي كرةَ قدمٍ يلعبُ بها الصِّبْيَةُ والبرتقالاتُ في حاراتِ بَصَرِي . إنما السَّحالي تتبخترُ في مناديلِ دودةٍ تقضمُ شَفَقَاً .
الزبائنُ الجددُ والبَغِيُّ الجديدةُ والأَسْرُ الجديدُ والمولودُ الجديدُ للباشا والحثالةُ وطلاب مدارسِ رعاة البقر في الطابور الصباحي يُصغون لأسطوانةِ الولاءِ للشَّيْطانِ. كيف ابتكرتَ مِحراثاً من عروق الأسرى الذين لم يجدوا شمعةً تقتفي أخبارَهم ؟.
بَلَدي ، رَكِّزْ في رفاتي . أتعرفه ؟ . كَرِّرْ موتي أَلْمَحْكَ حَيَّاً في السكوت ذي الصوت المرتفع على درجات قصر الحمراء والبلداتِ الممدَّدةِ في أطرافِ الصَّمتِ المبتورةِ .
هذا الدمُ أشعةُ غيماتٍ باكياتٍ في الانتظار . كشميريةٌ تنظرُ إلى قيودي على خشبةِ الإعدامِ . وأَخَذُوا ذراعي عصا بلياردو بعد تقطيعي ، وقبل مجيء أحداقِ الريحِ. ظَهري المصدَّعُ الذي كان يحملُ أكياسَ الطحين للعجائزِ ، أخذوه عتبةً لصالةِ رقصِ الباليه . إنه جسدُ نبتةٍ مُشَوَّهٌ .
إنكم تريدون قصص العشقِ مع عصير التوتِ في المقاهي ، ولكن يا زمنَ المثقفاتِ الوهميَّ ، جسدي مرميٌّ في الشارعِ بالقربِ من حفر المجاري . والشايُ المقدَّمُ على بلاطِ مجزرتي يبردُ ويبردُ، لأنه لم يأتِ مني إلا طَيْفي .
لماذا أنتم مصرون على قضاءِ شهرِ العسل الجماعي في أكفاني ؟ . مَن صاحبُ برواز الجريمة الكامنِ في ضوءِ القناديلِ البائسةِ ؟ . زعموا أن ابنَ العم يُنزلُ ابنةَ عمه عن ظهر الفَرَسِ ، ولا ابنةُ عَمٍّ ولا فرسٌ. وكانوا يُناقشون مشروعَ تحويل طُحالي إلى مسبحٍ مُختلطٍ في الجامعات . والمتفرجون على مهرجانات تمزيقي يُلوِّحون بالتذاكر طرباً ، حيث كانت الروحُ الرياضية سائدةً بين الجمهور أثناءَ قَتْلِي، وتعليقي على بوابة المدينة رقماً .
صباحُ الخير يا مسائي ! . حاكِماتٌ مثلُ النِّعالِ يثقبن ملابسهن الفاضحة ليضعن فيها أقراطَ المشنوقاتِ. وفوق ثورتي ثورةٌ من سريرِ البرقِ في خشونةِ نُعاسي. أمساً كان حاضرُ عبارات الغبارِ. افرشيني سَرْجاً لخيل الله . اصهريني نظاراتٍ ترد الأغبرةَ عن عيون النسور في طريقها لفتح بيت المقدس . حزني بيتُ قلوب الأنهرِ، ومينائي أمسُ الرَّحيلِ حزبٌ سياسي في مجلسِ الفاكهة. وإمارةُ أنطاكية تقع. كالسقوطِ حاميتها تَشَظَّت في صميم اغتصاب نساء يونانيات في الجانب الشمالي لِعَرَقِ المتوسط . أغلقَ أرسطو أبوابَ ظِلِّه . وأثينا هدنةُ جنونٍ في إضرابات المناجم. أبوابٌ متراكمةٌ عُرْيَاً، والجنودُ يتجولون في ثياب الهلوسة. الفرسانُ رُكامٌ والكهوفُ القابعة فيهم تجر الشجيراتِ صواريخ نزيفٍ لا بد أن ينتهيَ . وما زال أرسطو يغوصُ في هوسِ النبلاء. مَنْ سؤالي الواقفُ على دقةِ ساعةٍ أَعْلنتْ ميعادَ سَفري ؟. وفي خاطرةِ صخرةٍ على شاطئ المحيط قَعَدَت عُشبتي ترقبُ طارقَ بن زياد . ألا أيها المضيقُ المتسرِّب في مدى استماع الموجات للنحيب النورسي المنظَّف في آخر يوميات وريدي . اعبرْ أمامي نتجاذبْ أطراف مُرَبَّى نحيبي .
عاهرةٌ إسبانيةٌ تستعملُ أكوابَ الشايِ ذاتَها التي تركناها في بَيْتنا في قُرطبة ومِتنا . سلامٌ عليَّ وأنا أُحارِبُ ، واليانسون يبصقُ أهدابي في رمال الرُّبْعِ الخالي. وابْتَكَرُوا في احتراقاتي مطعماً للعائلاتِ . أُعدمتُ بعدد مرات بيع إناث القبيلة . وطالباتُ كلية الطب يُجَرِّبْنَ الأدويةَ السامة على خدود الفقراء الضامرة، ويتدرَّبْنَ على تشريح معاناةِ إشارة المرور .
أنا المصلوبُ اليومي لكني الفاتحُ المنتصِرُ . وفي حطامِنا يضعُ قطاعُ الطرقِ إناثَ الحيتان في أحداقِ بناتِ آوى .