إنه يومُ الأحد . أرى طارق بن زياد يحوِّل الأبيضَ المتوسِّط إلى بغداد كي تحرِّر الشمسُ الأندلسَ . إنها حربٌ بين الهلال والصَّليب . أرى تاجَ الأخطبوط أحفورةَ زنبقةٍ وزبد . يجيء القوَّادون كالفِطْر السَّام المحنَّط في الشفق ويموتون .
فلتعلمِ الحملاتُ الصليبية أن رتشارد قلبَ الفأرِ هُزِمَ . سياراتٌ كلاسيكية تستبدل إطاراتِها ساخرةً بألفِ ألفِ جسد. والعائدون إلى انتحارهم لم يجدوا على صفائح موتهم إلا أرواحهم والطينَ. وبِلالٌ شَقَّ الفضاءَ صوتُهُ : (( أَحَدٌ أَحَدٌ )) . حديدُ الأقفاص أعمى وابتسامةُ الرِّيح لا تقتني العُميانَ . يا محاكمَ التفتيش ، إن روحي تحيا حين تقرأ سورةَ الصَّمَدِ . مَدَدٌ مددٌ يا رسولَ اللهِ مددٌ .
إنه يومُ الأحد . جاك نيكلسون يُزيح عن جوائزِ الأوسكارِ عُرْيَ وجهه ، يُحيلُ خشبةَ المسرحِ الجارحة إلى مدافن كثيرةِ العدد . يُؤسِّس عارَه ويضعه في السرير لكي يستيقظَ في الصباحِ، ويذهب إلى التصوير كاملَ الغبارِ، مُفعماً بخرائط الرمد . وأطفالُنا يستخرجون البارودَ من حناجر السَّمك . مَدَدٌ مددٌ يا رسولَ الله مددٌ .
إنه يوم الأحد. أشباهُ رجالٍ يضعون زوجاتهم على عقارب السَّاعة ، ويُقَبِّلون يدَ الصنم ، يظنون أن القبوَ سيحميهم من الصاعقة . يظنون أنهم سيضحكون إلى الأبد . يذوبون كالمكانسِ كالأشباحِ الغبارية كالقحطِ الرُّوحي ، في الظلماتِ في بحرٍ انقضت أيامُه والأمد . مَدَدٌ مددٌ يا رسولَ الله مددٌ .
إنه يوم الأحد . للانهيارِ أفئدتُهم للبكاءِ عندما لا ينفعُ البكاءُ . للعذاب للجحيمِ ، يحملون تيجانهم وجِيَفَهم ، ويسيرون إلى المسَد . سأرد عليهم في المقابر في المذابح في المسالخ في المسارحِ على شاشات التلفاز وفوق القمر . طَيْفُهُمْ حُطَامُ الصحاري. جُرُوحِي سَنَابِلُ الرَّي. وبلال ملأ الكونَ صوتُه حتى سمعه زُحَلُ : (( أَحَدٌ أحد )) . مَدَدٌ مددٌ يا رسولَ الله مددٌ .
إنه يوم الأحد. الأساطيرُ المقدَّسةُ طبعاتٌ محرَّفة . حنانُ المجزرةِ أكثرُ الغِربان انتشاراً في أوساط العميان . المقاصلُ أطيافٌ خشبيةٌ في مغارة الأكفان . نيرانٌ بيادرنا تهضمُ تقضمُ سلالم الخرافاتِ . يا أيتها السَّماوات . إن قلبي يحيا حين أقرأُ سورة الصَّمد . مَدَدٌ مددٌ يا رسولَ الله مددٌ .