لو تعلمين كم أنا حزين / قصيدة
للشاعر/ إبراهيم أبو عواد
.................
إِذا سَألَتْ عَنِّي
فَراشةٌ / فَقُولُوا لَهَا إِنَّني قَدْ مِتُّ / أَسْقُطُ في آبارِ شَراييني وَحيداً
في شِتَاءٍ بِلا قَمَرٍ / لا عَشَاءٌ وَلا شُموعٌ / مَا تَبَقَّى مِن ضَفائرِ الرَّاهباتِ
في حِصَارِ بَيْرُوت / أَخْتَبِئُ في أهدابي خَوْفاً مِن أهدابي / وَتَخْتَبِئُ
الجيوشُ المهزومةُ في عُلبةِ الكِبْريتِ / الرَّاياتُ مُنَكَّسَةٌ لأنَّ حِكَاياتِ
العُشَّاقِ أسرارٌ عَسكرِيَّةٌ / يَذْهَبُ الملوكُ إلى دَوْرَةِ المِيَاهِ العَامَّةِ
/ وَالعُشَّاقُ يَذْهَبُونَ إلى البَحْرِ في لَيالي الخريفِ / كَي يَمُوتوا غَرَقَاً
/ فَاغْرَقْ في دُموعي أوْ دِمائي / قَرَّرَ الموْجُ أن يَضَعَ حَدَّاً لِحَيَاتِهِ
/ فَابْكِي أيَّتُها البَجَعَاتُ في صَحْرَاءِ الكَهْرَمانِ/ أيَّتُها الأميرةُ
الْمُثَقَّفَةُ التي لا تُفَرِّقُ بَيْنَ بَابلو بِيكاسو وبَابلو إِسْكُوبار / فَلْيَكُنْ
دَمُكِ لَوْحَةً زَيْتِيَّةً / مَاتَ الأيتامُ بَيْنَ الزَّيْتِ والزَّعترِ / وَالفَيَضَانُ
يَقْتُلُ كُرَيَاتِ دَمِي بِدَمٍ بَارِدٍ / وَالأمواجُ سَتَضْرِبُ جُدرانَ
الْمَعْبَدِ / سَقَطَت الحضَارةُ عِندَما سَقَطَت الأغنامُ في بِئْرِ النِّفْطِ /
وَمَاتَ الرَّاعي / وَلَم يَعُدْ هُناكَ تِيجَانٌ / كَي يَرْكَعَ العَبيدُ للمَلِكَاتِ
السَّبايا / لَم تَعُدْ هُناكَ رُومانسِيَّةٌ / كَي يُضَاجِعَ الانقلابِيُّونَ
بَنَاتِ الملوكِ المخلوعِين /
أخشابُ مَطْبَخِ بَيْتِنَا في الأندلسِ صَارَتْ نُعوشاً للسُّنونو / يَا غَرِيبُ
/ لَن تَجِدَ امْرَأةً تَلْبَسُ ثِيَابَ الحِدَادِ بَعْدَ قَتْلِكَ / فَاقْتُلْ
طَيْفَكَ البَنَفْسَجِيَّ بِسَيْفِ الزَّيتونِ / وَانْثُر الوَرْدَ الصِّناعِيَّ
عَلى تَابُوتِ الضَّبابِ/ وَافْرَحِي أيَّتُها الجرَادةُ العَمْيَاءُ / كُلُّنَا
عُمْيَان / تَقَاعَدَ خَفْرُ السَّوَاحِلِ/ وَكُلُّنَا غَرْقَى/
كُونِي قَاطِعَةَ طَرِيقٍ يا ذِكْرَياتي / وَاقْطَعِي الطريقَ بَيْنَ
الرِّئَتَيْنِ / وَازْرَعِي الحواجزَ العَسكرِيَّةَ في أَوْرِدَتي / اكْرَهِيني كَي
تَتَزَوَّجَ رَغْوَةُ الدَّمِ رَغْوَةَ القَهْوَةِ / ويَتَحَرَّرَ الذهبُ مِنَ النُّحاسِ
/ وَيَتَذَكَّرَ عُمَّالُ المناجِمِ الْمُحَاصَرُونَ تَحْتَ الأرضِ وُجُوهَ نِسَائِهِم
/ خُذِي زُجاجةَ دَمِي تِذْكَارَاً / واكْسِري قَارُورةُ العِطْرِ عَلى أكفانِ
العَبيدِ / سَتَنْمُو السَّنابلُ بَيْنَ قَارورةِ الحِبْرِ وقَارورةِ السُّمِّ /
فَاشْرَبْنِي أيُّها الموْجُ أوْ لا تَشْرَبْنِي / أنا الْحُزْنُ الْمَنْذُورُ لِقِتَالِ
الأحزانِ / فَابْحَثِي عَن أحكامِ الإِعَدامِ في حَمَّالاتِ الصَّدْرِ /
سَيَبْحَثُ رَصيفُ المِيناءِ عَن أسرارِ العَبيدِ في زَهْرِ اللوْزِ/ ذَهَبَتْ شَريفاتُ
قُرَيْشٍ / ونَحْنُ نَلْعَبُ التِّنسَ مَعَ الصِّرْبِيَّاتِ في حِصَارِ سَرَاييفو
/
كَيْفَ عَرَفَ حَفَّارُو القُبورِ عُنوانَ مَوْقِعِي
الإِلكترونِيِّ ؟ / أُصِيبَ الحمَامُ الزَّاجِلُ بالزَّهَايمرِ / وضَاعَت
الرَّسائلُ في أشلاءِ النَّوارسِ / عَلى نوافذِ القُصورِ الرَّمْلِيَّةِ / يَمُوتُ
الرِّجالُ في المعارِكِ / وتَظَلُّ قُمصانُ النَّوْمِ للسَّبايا عَلى حِبَالِ
الغسيلِ / والجثامِينُ مُرَتَّبَةٌ عَلى أزرارِ قَميصي / والملوكُ الفاتحونَ
يَفْتَحُونَ أفخاذَ الجواري / ويُسَجِّلُونَ انتصاراتِ الفُقَراءِ بِاسْمِهِم .