سيرة ذاتية

إبراهيم أبو عواد القيسي، مفكر، وشاعر،وكاتب صحفي من الأردن. ولد في عَمَّان 1982، لعائلة من شيوخ بني قيس/قَيس عَيلان(أكبر قبيلة عربية في العالم).حاصل على البكالوريوس في برمجة الحاسوب من جامعة الزيتونة الأردنية (2004).له اهتمامات واسعة في دراسات الكتب الدينية (القرآن الكريم، التوراة، الإنجيل )، والفكر الإسلامي، والفلسفة،وعلم الاجتماع،والسياسة ،والنقد الأدبي،والشعر،والرواية، والعلوم الطبيعية . متفرغ للبحث والتأليف.يكتب في أبرز الصحف والمجلات في الوطن العربي وأوروبا.له آلاف المقالات والدراسات، وعشرات الكتب المطبوعة،من أبرزها: [1]حقيقة القرآن [2] أركان الإسلام [3] أركان الإيمان [4] النبي محمد[5]دراسات منهجية في القرآن والسنة[6] العلاقات المالية والقضائية والسياسية والاقتصادية في القرآن [7] دراسات منهجية في القرآن والتوراة والإنجيل [8] الدعوة الإسلامية [9] منهج الكافرين في القرآن [10] العلوم والفنون في القرآن [11] العمل في القرآن [12] العلاقات الأخلاقية في القرآن [13] القصص والتاريخ في القرآن [14]الإنسان والأسرة والمجتمع في القرآن [15] بحوث في الفكر الإسلامي [16] التناقض في التوراة والإنجيل [17] صورة اليهود في القرآن والسنة والإنجيل [18] نقض عقائد ابن تيمية المخالفة للقرآن والسنة [19] عقائد العرب في الجاهلية[20]فلسفة المعلقات العشر[21] النظام الاجتماعي في القصيدة(المأزق الاجتماعي للثقافة. كلام في فلسفة الشعر) [22] صرخة الأزمنة ( سِفر الاعتراف ) [23] حياة الأدباء والفلاسفة العالميين [24]مشكلات الحضارة الأمريكية [25]الأعمال الشعرية الكاملة(مجلد واحد)[26] سيناميس (الساكنة في عيوني)[27] خواطر في زمن السراب [28] أشباح الميناء المهجور (رواية)[29]جبل النظيف ( رواية) [ يُمنع ترجمة أيَّة مادة في هذه المدونة أو نقلها بأيَّة وسيلة كانت إلا بعد الحصول على موافقة خطية مُسبقة من المؤلف إبراهيم أبو عواد، تحت طائلة المسؤولية القانونية، ووفق قوانين حماية الملكية الفكرية ] .

06‏/10‏/2019

رحلة إلى بلد الأحزان البلورية / قصيدة

رحلة إلى بلد الأحزان البلورية / قصيدة

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

..............

     العَصافيرُ تَحْمِلُ عَلى أجْنِحَتِهَا بَراميلَ النِّفطِ / فَخُذْ عِظامي بَاروداً / وَانتظِرْ جُمْجُمتي تُكْمِل انقلابَ الْحُزْنِ عَلى الْحُزْنِ / سَيَصْنَعُ الموْجُ سَلامَ البَنادقِ / مَاتَ الجنودُ / وَبَقِيَت الرَّسائلُ الغرامِيَّةُ في الخنادقِ / لا تُوَقِّعْ عَلى صُكُوكِ الغُفْرَانِ / دَمي هُوَ الخارِطةُ الجديدة للعَالَمِ / وَحُدُودُ أشلائي حَيْثُ تَصِلُ بُنْدُقِيَّتي /   
     أيُّها الوَطَنُ الْمُوَزَّعُ بَيْنَ الشَّظِيَّاتِ والحِكَاياتِ / صَاعِدُونَ إلى تَوابيتِ السُّنونو / نَازِلُونَ إلى أكفانِ الزَّيْتونِ / رَمَيْنَا أجفانَ الشُّعوبِ في حُفَرِ الغولفِ / وَصَارَتْ أشلاؤُنا أُغْنِيَةً وَطَنِيَّةً / وَلَم نَرِثْ عَن آبائِنا غَيْرَ هَزَائِمِهِم /
     الحياةُ السِّريةُ لامرأةٍ اسْمُها الثلوجُ / والنِّساءُ المصْلُوباتُ عَلى أجسادِ الرِّجالِ / رُومانسِيَّةُ الْمُغامَرَاتِ في الْحُرُوبِ/ وَرَّثَني خَوْخُ المرافئِ أحزانَهُ وماتَ / وَالجِرْذَانُ تَأكُلُ وَجْهَ الرِّياحِ / والدُّوَلُ تَنكسِرُ مِثْلَ الشُّوكولاتةِ/ مُذيعةٌ تَكْشِفُ ثَدْيَيْهَا للجُمهورِ الْمُثَقَّفِ / لَكِنَّ سَرَطَانَ الثَّدْيِ سَيَأكُلُهُمَا/
     سَيَكُونُ دَمْعُ الخريفِ في دَلْوٍ مَنْسِيٍّ عِندَ بِئْرِ الذاكرةِ / سَأكُونُ أرشيفاً للرُّعاةِ القَتلَى في تِلالِ الذِّكرياتِ/ جَسَدي خَيْمَةٌ للبَطِّ الْمَنْفِيِّ/ فِرَاشُ الموْتِ يَتَمَدَّدُ عَلى جَسَدِ الرِّيحِ / وأجنحةُ الذبابِ مُبْتَلَّةٌ بالحِبْرِ / زِنزانتي تَهْضِمُ ظِلالَ السِّنْديانِ / والجدرانُ تَلْهَثُ وَرَائِي كالرَّصاصِ الْحَيِّ /
     أَكْسِرُ البَرَاوِيزَ الخشَبِيَّةَ عَلى حِيطانِ سِجْني / وأبْحَثُ عَن صُورةِ أُمِّي في النِّساءِ / أُغَنِّي في شَوارعِ السُّلِّ / وأرْقُصُ عَلى أشلائي / وأَكْفاني حَوْلِي تَتَمَايَلُ كالحضَاراتِ الْمُنْقَرِضَةِ / أنا أغْرَقُ / والبَحْرُ يُحَاوِرُ جُثمانَ الفَراشةِ / أنا الملِكُ المهزومُ / جَوارِحي جَيْشُ السَّرابِ / وَالخِيَامُ مَمْلكتي /
     الْحَطَبُ الْمُثَلَّجُ/ والأحصنةُ الذهبيةُ تَجُرُّ الزَّنازينَ الفِضِّيةَ / والحضارةُ تائهةٌ بَيْنَ أهدابي وبُكاءِ أبي / مَا فَائِدَةُ الْمَشْيِ على السَّجادِ الأحمرِ والأعلامُ مُنَكَّسَةٌ ؟ / إِذا كان الرِّجالُ سَبَايا / فَكَيْفَ تُدافِعُ السَّبايا عَنِ السَّبايا ؟ / أَرْكُضُ في أوْرِدَةِ الشَّمْعِ كالْمَمْسُوسِ أُنادي عَلى أُمِّي / خَطِيبتي الزَّوابعُ / لَكِنِّي لَن أَتزوَّجَ أَبَدَاً / ذَاكِرةٌ شَمْعِيَّةٌ للكَرَزِ الْمُحَنَّطِ في الدُّموعِ والمتاحِفِ / كُلُّنَا نَرْقُصُ عَلى حَوَافِّ قُبورِنا / أُحَلِّلُ مَشَاعِرَ البَحْرِ بَعْدَ غَرَقِ البَحَّارةِ / أدْرُسُ الوَضْعَ الإستراتِيجِيَّ للجُثَثِ المجهولةِ/ كَيْفَ أُقْنِعُ الأغرابَ أنَّ وَجْهي لَيْسَ قِنَاعاً ؟/ أشلائي في صُندوقِ البَريدِ/ واعتزلَ الحمَامُ الزَّاجِلُ الحياةَ السِّيَاسِيَّةَ / والرَّسائلُ لَن تَصِلَ أبَدَاً / فَيَا بُرتقالةَ المساءِ / لِمَاذا تَرْمِينَ بَنْكِرْيَاسي عَلى رَصيفِ المِيناءِ ؟ /
     لَيْسَ عِندي بَحْرٌ يُحَنِّطُ أجفانَ الغَرْقى / عَلَّمَنَا آباؤُنا الرِّياضياتِ لِنُحْصِيَ عَدَدَ الرَّصاصاتِ في أجسادِهِم / أصابعُ الأرْمَنِيَّاتِ عَلى الكَمَانِ / لَكِنِّي أمشي إلى إسْطَنْبُول / جُثةُ الليمونِ الْمُتَفَحِّمَةُ أمامَ الأبوابِ الْمُغْلَقَةِ/ بَشَرٌ يَمُوتُونَ تَحْتَ المطَرِ / والجرادُ يَلْعَبُ الشِّطْرَنجَ في لَيْلَةِ الإعدامِ / فَاسْمَعْ صَوْتَ الشَّفقِ عَلى خَشَبِ التَّوابيتِ / هَذا الْمَوْجُ الدَّمَوِيُّ يُغَطِّي أَضرحةَ الزَّعترِ / وَذَلِكَ الطِّفْلُ الأعْمَى يَتْبَعُ لَمَعَانَ الجِنازةِ حَتَّى نِهَايَاتِ الشَّفقِ / تَسْقُطُ جَثَامِينُ اليَمَامِ في الغروبِ/ والرِّيحُ المريضةُ تُقَلِّمُ أظافرَ اليَاسَمِين / وَرَمْلُ البَحْرِ لَم يَجِدْ مَقَابِرَ غَيْرَ حَدائقِ الأطفالِ /
     يَتَمَدَّدُ النَّمَشُ عَلى سَرَطانِ الثَّدْيِ/ والثعالبُ تَقضي وَقْتَ فَرَاغِها في البَحْثِ عَن شَرَفِ البَغايا/ أحاسيسُ بَناتِ القُرصانِ / وأحزانُ الطفولةِ تَكتبُ سِفْرَ الخروجِ مِن لَيْلةِ الدُّخلةِ / مَاذا نَفعلُ يا صَديقي الغُبار / وَقَد بَاعَ الخليفةُ الشَّعْبَ لِيَشْتَرِيَ نَظَّارَاتٍ شَمْسِيَّةً لإِمَاءِ القَصْرِ ؟ /
     ظِلالُ امرأةٍ خَلْفَ أعمدةِ الرُّخامِ / كِلابٌ ضَالَّةٌ تَسْحَبُ جُثمانَ البُحَيرةِ إلى جِهَةٍ مَجهولةٍ / والكَهْرَمانُ هُوَ اسْمُ أحزاني / يَنْبُتُ النَّعناعُ عَلى ضَريحي / والنَّهْرُ الْمُتَجَمِّدُ يَبكي بَيْنَ القاتِلِ اللازَوَرْدِيِّ والقَتيلةِ البَنَفْسَجِيَّةِ / وأنا العُصفورُ الذي يَنْقُرُ حِبَالَ المشانِقِ/ وَيَلْهَثُ الشَّجَرُ وَرَاءَ بَريقِ عِظَامي تَحْتَ تُرابِ الشَّفقِ /
     لِمَاذا تَبكي أيُّها الموْجُ ؟/ أنا وأنتَ نَعْشَانِ مِنَ القَصْدِيرِ/فَلا تَجْرَحْ مَشَاعِرَ أُمِّكَ في خَنادقِ النَّدى الأشقرِ / أنا الزَّنبقةُ التي تَسْقُطُ في الفَرَاغِ بِلا جَنَاحَيْنِ / وحُطَامُ السُّفُنِ خَانَنِي / وَهَذا النَّهْرُ يُمَثِّلُ بِجُثةِ الشَّلالِ / فَكَيْفَ أثِقُ بِمَاءِ عُيوني ؟ / البَحْرُ الكَسُولُ يُوقِظُني مِن احتضارِ القَمْحِ / أُشْبِعُ غُرورَ الأسْفَلْتِ/ وأسْكُبُ رَمْلَ البَحْرِ في الفَراغِ العاطِفِيِّ / عَرَقِي تُلَمِّعُ بِهِ العُقْبَانُ سُيُوفَ الْخَشَبِ/ وأهدابي تُضِيءُ للصَّبايا دُرُوبَ الرَّحيلِ إلى البَحْرِ / جِئْنا مِنَ البَحْرِ / وَسَنَعُودُ إلى البَحْرِ /
     أضَعُ رَأسي عَلى صَدْرِ البُحَيرةِ وأبكي/ تَسْقُطُ ذِكرياتُ الخريفِ على أصابعِ المساءِ/ لَكِنَّنَا نَزرعُ السَّنابلَ في الْهَيَاكِلِ العَظْمِيَّةِ/ شَهيقي هُوَ الكَابُوسُ / والبَعُوضُ هُوَ الدَّليلُ السِّيَاحِيُّ في أوْرِدَتي البلاستيكِيَّةِ / أهْرُبُ مِن خَوْفي إلى شَوارعِ الكُوليرا / تاريخي بِلا شَمْسٍ / لَكِنِّي دَخَلْتُ في الرِّياحِ الشَّمْسِيَّةِ / لا نَعْشُ أبي سَيُنْقِذُني مِن دُموعِ أُمِّي / وَلا خَوَاتِمُ أُمِّي سَتَحْمِيني مِنَ الزَّوابعِ الْمُخْمَلِيَّةِ /
     بَيْنَ شَراييني هُدْنةٌ سَتَفْشَلُ / وَالليمُونُ يُطْلِقُ الرَّصاصَ عَلى تَعاليمِ المِشْنقةِ / وَهَذا الْحَطَبُ الفَضِّيُّ يَقْتُلُ عَشيقاتِهِ / وَيَبْحَثُ عَنِ امْرَأةٍ تَكْرَهُهُ / الغَابَاتُ هِيَ جَوَارِحُ المطَرِ / والأمواجُ هِيَ أعضاءُ النَّسْرِ المشلولِ / وَذَلِكَ البَعُوضُ يُرْشِدُ الأمطارَ إلى قَبْرِ أبيها / أَرْشِدْني إِلى بُكاءِ الشَّلالاتِ عَلى مِنْدِيلِ أُمِّي /
     البُرتقالةُ المهجورةُ تُؤَرِّخُ لانتصارِ السُّعالِ عَلى أمجادِ الزَّبَدِ / عَشِقْنَا تاريخَ الذبابِ في مَتاحفِ التَّطهيرِ العِرْقِيِّ / عِشْقُنَا تُفَّاحةُ الإبادةِ / فَاعْشَقْ هَزيمةَ الْمُحَارِبِينَ في ظِلالِ الأشجارِ / واشْرَبْ دَمَ الأنهارِ في استراحةِ الْمُحَارِبِ/ أَنْكِرْ وَجْهي في مَرايا الوَجَعِ/سَيَتَعَرَّفُ الأغرابُ عَلى جُثتي الْمُشَوَّهَةِ/ أنا الموْجُ الْمُشَرَّدُ الذي يَصْنَعُ مَجْدَ الرِّمالِ / أقِفُ في طَابُورِ الإِمَاءِ / أنتظِرُ قُدُومَ الْمُحَارِبينَ القَتْلَى/ وَيُهَاجِرُ العُشَّاقُ مِنَ القُبورِ النُّحَاسِيَّةِ إلى البَرَاوِيزِ الخشَبِيَّةِ /
     تُغَطِّي الأكفانُ البَيْضَاءُ الأثاثَ الْمُسْتَعْمَلَ عِندَ حَطَبِ الْمَوْقَدَةِ / والأمطارُ تَرْمِي لَحْمي في الشَّفقِ / والبُحَيرةُ تَرْمي لَحْمَ البَحْرِ في مَرَافِئِ الصَّدأ / لِتَشْبَعَ البَغايا الْمُبْتَدِئَاتُ / خُدُودُ النَّهْرِ هِيَ جُمْهُورِيَّةُ العَنَاكِبِ / أنا أبكي في مَمَالِكِ الضَّجَرِ / والأسْفَلْتُ يُمَارِسُ الجِنسَ مَعَ جُثةِ بُنْدُقِيَّتي / ألْهَثُ وَراءَ نَعْشِ أبي / وأسألُ الضَّبابَ الأخضرَ / عِندَما يَمُوتُ الليلُ أيْنَ سَتَذْهَبُ رَبطاتُ عُنُقِهِ ؟/
     نائمٌ أنا في أجفانِ العَاصفةِ / وَالدُّودُ يَلْعَبُ بِشَعْري / جُثتي مُوسِيقى تَصْوِيرِيَّةٌ للتِّلالِ الأسيرةِ / فاعْشَقِيني يَا دُودةَ القَزِّ / لِيُصْبِحَ اغتيالي أكثرَ بَريقاً في صَالةِ الرَّقْصِ / امْرَأةٌ صَارَ ضَرِيحُهَا لُعَابَ نَسْرٍ / وَفي رَجْفةِ الصَّنوبرِ جَارِيةٌ تَرْقُصُ لِسَيِّدِهَا / وَالأفاعي تَلْدَغُ ضَوْءَ القَمَرِ / وَحْدَهُم رِجَالُ المافيا مَن سَيَمْشُونَ في جِنَازةِ الشَّلالاتِ / وَبَعْدَ إِعْدامي سَتَبْقَى صُورةُ أُمِّي عَلى حِيطَانِ زِنزانتي /
     ذَاكِرَتي هِيَ الوَحْشُ/ لَكِنَّ اكتئابي يُكَشِّرُ عَن أنيابِهِ / لَيْسَ للذئابِ البَيْضَاءِ وَقْتُ فَرَاغٍ / كَي تَأكُلَ كُرَيَاتِ دَمي البَيْضَاءَ/ فَاطْمَئِنَّ يَا سَجَّاني / اتْرُكْ بَابَ السِّجْنِ مَفتوحاً / لَن أخْرُجَ مِنَ السِّجْنِ الصَّغيرِ إلى السِّجْنِ الكَبيرِ / انتصارُ السَّبايا عَلى النَّخَّاسِ / واستراحةُ الْمُحَارِبِ / والرَّقيقُ الأبيضُ في السُّوقِ السَّوْدَاءِ / بَصْمَةُ الغَسَقِ عَلى جَسَدِ الفَجْرِ الكاذِبِ / دَمْعي على سُيوفِ الخشَبِ / أتحرَّكُ في مَجَرَّاتِ العُزلةِ / وَالرَّصَاصَاتُ تَتَشَمَّسُ بَيْنَ فِقرَاتِ ظَهْري / وَالبَارُودُ يَرْصُفُ أمْعَائي / وَالدِّيناميتُ في شَرايينِ أبجدِيَّةِ الزَّوابعِ / وأظافري هِيَ أعمدةُ الرُّخامِ في مَقبرةِ الأمطارِ / أفْرُشُ عَلى ألواحَ التَّوابيتِ أثاثَ دِمائي الْمَنْفِيَّةِ بَيْنَ رَصَاصَتَيْنِ/ أنا القَاتِلُ الضَّحِيَّةُ / عَبَرْتُ جُسورَ الدَّمْعِ وَحيداً/ لا شَيْءَ في حَقيبتي سِوَى الحشَراتِ/ لا تاريخَ لِي سِوَى البَقِّ الذي سَيَأكُلُ أخشابَ نَعْشي / أصْنَعُ مِن ضَفائرِ الشُّموسِ مَصَاعِدَ لِنَاطِحَاتِ الغُبارِ / أمعائي مَنثورةٌ في شَوارعِ القُمامةِ / والقِلاعُ تَتَهَاوَى في ليالي أحكامِ الإعدامِ /
     وَطَنَاً للزَّبَدِ كَانتْ شُطآنُ رِئتي/ وارْتَدَت الضَّحِيَّةُ قِناعَ القاتِلِ / أصْبُغُ أظافري بِدُموعِ الغاباتِ/ كَي أتذكَّرَ بَنْكِرْيَاسي الْمُعَلَّقَ عَلى الشَّفقِ كَسَاعةِ الحائطِ / الصَّليبُ لَمَعَانُ الأُكْذُوبةِ / والذِّكرياتُ  بُرتقالٌ تَتَقَاسَمُهُ الخناجرُ الْمُضيئةُ في ليالي الشِّتاءِ /
     دُبْلُوماسِيَّةُ المشانِقِ / لا وَقْتَ للوَقْتِ كَي نَشْنُقَ سَاعَةَ الحائطِ عَلى جَبينِ المنْفَى/ انتَهَى وَقْتُ الرُّومانسِيَّةِ/ وَجَاءَ وَقْتُ الكِفَاحِ الْمُسَلَّحِ/أيُّها الوَطَنُ الأعْمَى الْمُوَزَّعُ بالتَّساوي بَيْنَ تُجَّارِ الأسلحةِ وَتُجَّارِ الْمُخَدِّرَاتِ / ارْفَعْ سَيْفَ الذِّكرياتِ عَن أُغْنِيَاتي / سَيَأتي ضَوْءٌ مِن جُثمانِ البَحْرِ / ويَحْرِقُ نوافذَ السِّجْنِ التي تُطِلُّ عَلى جِيَفِ النَّوارسِ /
     عَادَ الجيْشُ المكسورُ / والثلجُ الأزرقُ دَخَلَ في أبجدِيَّةِ القِرْمِيدِ / سَأخْدَعُ أحزاني في طَريقِ البَحْرِ تَحْتَ شَمْسِ الخريفِ / فَلا تَخُنْ ذِكْرَياتِ السَّبايا / لَن يَتَزَوَّجَ النَّخَّاسُ / أمشي وَرَاءَ جِنازةِ الصَّحاري نَهْرَاً مِنَ الكَهْرَمانِ / تاريخي مَكسورٌ / وأجفانُ الصَّقيعِ هِيَ عُوَاءُ الذِّئابِ في أرشيفِ السَّرابِ / والشُّموسُ الْمُستحيلةُ تَتساقطُ في مَناديلِ الوَدَاعِ عَلى سُطوحِ القِطَاراتِ /
     في أمعائي غَابَةٌ مِن قُطَّاعِ الطُّرُقِ أصحابِ رَبطاتِ العُنُقِ الْمُخْمَلِيَّةِ/ يُضَاجِعُ الرِّجالُ زَوْجَاتِهِم / وَأُضَاجِعُ البَنَادِقَ الآلِيَّةَ / أطيافُ الأسْرَى بِلادٌ للفَرَاشَاتِ الْمَنْسِيَّةِ / حُزني وَطَنٌ مِنَ الكَهْرَمانِ/ وأنا الْمَنْفِيُّ في أشلائي/ بُكائي مَنْفَى الصَّدى/ فَاصْعَدْ مِن ضَوْءِ عُيونِ القَتْلَى/ قَميصُ النَّوْمِ عَلى فِرَاشِ الموْتِ/ وَالرُّومانسِيَّةُ قِطْعَةُ جُبْنٍ يَرْمِيهَا الصَّدَأُ للفَأرِ العَاشِقِ العَائِشِ تَحْتَ الأرضِ / أثَاثٌ مُسْتَعْمَلٌ في غُرفةِ الإِعدامِ / وَقَلْبي مُسْتَعْمَلٌ في حُقولِ الرَّعْدِ / فَاكْرَهِيني أيَّتُها الْهِضَابُ الأُرْجُوَانِيَّةُ / لِمَاذا تَعْشَقِينَ جُثةً عَائِشةً عَلى التَّنَفُّسِ الاصْطِنَاعِيِّ ؟ / جَدَائِلُ الرَّاهباتِ الْمَقْصُوصةُ عَلى نوافذِ الكَنيسةِ/ وَدَمُ الحيْضِ يَقْرَعُ الأجراسَ في طَريقِ الزَّبَدِ الْمُعَبَّدِ بأجسادِ السَّنَاجِبِ / فلا تَحْسُدْني يا صَديقي / لأنَّ مِشْنَقتي جَديدةٌ / وَمِشْنَقَتَكَ مُسْتَعْمَلَةٌ /
     في ذَلِكَ الشِّتاءِ البَعيدِ / مَاتت أشجارُ حَديقتي بِسَرَطَانِ الثَّدْيِ / زَنجبيلُ الأضرحةِ يُعَانِقُ رَائحةِ الشَّمْسِ في خِيَامِ اللاجِئين / أقتحِمُ قُبَّعَةَ البَارُودِ عَلى رَأْسِ البُكاءِ / يَا أيُّها البَجَعُ الذي يَتَعَلَّمُ السِّباحةَ في عَرَقِ الزَّنابقِ/ مَا جِنسِيَّةُ الشَّاطِئِ الذي يَمْسَحُ حِذَاءَ البَحْرِ ؟ / الملِكَاتُ سَبَايا في قَلْعتي/ وَالملوكُ يَمْسَحُونَ حِذَائي / وأنا أَمْسَحُ حِذَاءَ البَحْرِ قَبْلَ زَوَاجِهِ مِنَ البُحَيرةِ /
     ذَلِكَ القَتيلُ هُوَ أنا / أمشي إلى لَيْلةِ الدُّخلةِ وَلا أَدْخُلُ / خُذِي أيَّتها الشَّمعةُ الحجَرِيَّةُ إِجَازَةً مِنَ الْمَذْبَحَةِ كَي نَعْزِفَ عَلى البيانو / قَبْلَ إِعدامِ ضَفائرِ أُمَّهَاتِنا / الصَّراصيرُ تَعِيشُ في الملابِسِ الدَّاخِلِيَّةِ للزَّوبعةِ / وضَحِكَاتُ الأيتامِ الذينَ يَبيعونَ العِلْكةَ على إشاراتِ الْمُرُورِ / هِيَ أرشيفُ الزَّنازين / صَارَ عُودُ مِشْنَقتي فُرشاةَ أسنانٍ للشَّلالِ/ وظِلالُ الجرادِ عَلى عِظَامِ العاصفةِ / تَخترِعُ نزيفاً للغاباتِ الآلِيَّةِ / وَدَاعاً أيُّها الطائرُ الميكانيكِيُّ / كَسَرْتَ رِئَةَ البَحْرِ في سَاعَةِ السَّحَرِ / ودَخَلْتَ في خُيوطِ أكفاني / وأنا المهاجرُ بَيْنَ شَراييني والأقفاصِ / لا أنظُرُ في جَبِينَ الفَراشةِ / لأنَّ الموْتَ يَرْكُضُ فِيهِ .