وُلد
الروائي والسياسي البيروفي _ الإسباني ماريو فارغاس يوسا ( 1936_ ... ) لأسرة من
الطبقة المتوسطة ، في مدينة أريكويبا في جنوب البيرو .
في عام
1953، التحق يوسا بجامعة ليما الوطنية لدراسة القانون والأدب . وبدأ مسيرته
الأدبية بجدية عام 1957، مع نشر أول قصصه القصيرة " الزعماء " . وبعد
تخرُّجه من الجامعة عام 1958، حصل على منحة للدراسة في جامعة كومبلوتنس في مدريد .
برز في
عالَم الأدب بعد نشر روايته الأولى " المدينة والكلاب " التي نال عليها
جوائز عديدة منها : جائزة "ببليوتيكا
بريفي" ( 1963) ، وجائزة " النقد " ( 1998) . وقد تُرجمت إلى أكثر
مِن عشرين لغة. وتتالت أعماله الروائية، وتعددت الجوائز التي حصل عليها، وقد كان
من أشهرها حصوله على جائزة ثيربانتس
للآداب (1994)، والتي تُعَدُّ أهم جائزة للآداب الناطقة بالإسبانية. وهو أول روائي
مِن البيرو ينال شُهرة
عالمية .
يتناول يوسا غالبًا قضايا العنف
والفساد السياسي في المجتمع البيروفي ، ويستخدم أساليب تجريبية تتضمن خطوطًا
بيانية متمازجة ، وأُطُرًا تُحرِّك الوقت ، ووجهات نظر عديدة ، لِيُعبِّر عن
موضوعاته، وتكشف الكثير من رواياته عن مهاراته قَصَّاصًا . وقد حصل على جائزة نوبل
للآداب عام 2010، " لرسمه خرائط بُنى السُّلطة ولتصويراته المتعمِّقة لمقاومة
الفرد وثورته وانهزامه " .
تكشف أُولى روايات يوسا "
عصر البطل " ( 1963) موضوع الظلم من خلال حكاية سرقة وجريمة اغتيال في
أكاديمية عسكرية . وتفحص رواية " البيت الأخضر " ( 1966) الصراعات بين
طبقات البيرو الاقتصادية ، وجماعاتها العِرقية والإقليمية .
وفي " محادثة في الكاتدرائية
" ( 1969) ، يكشف يوسا عن النفاق والفساد في السياسة والأعمال البيروفية .
و"حرب نهاية العالَم" ( 1981) رواية تاريخية حول الثورة في البرازيل .
يُعتبَر يوسا واحدًا من أكثر
الكُتَّاب تأثيرًا وأهميةً في أمريكا اللاتينية . وهو يَكتب بكثافة عبر مجموعة من
الأنواع الأدبية ، بما في ذلك النقد الأدبي والصحافة . وتشمل رواياته الكوميديا ،
وأسرار القتل ، والروايات التاريخية ، والإثارة السياسية . في مقالاته ، قَدَّمَ
يوسا انتقادات كثيرة للقَومية في أجزاء مختلفة من العالَم . وكان التغيير الحقيقي
في حياته المهنية ، انتقاله مِن الأسلوب والنهج المرتبط بالحداثة الأدبية ، إلى ما
بعد الحداثة.
ومِثل العديد مِن الكُتَّاب في أمريكا اللاتينية ، كان
يوسا ناشطًا سياسيًّا طوال حياته . وانتقل تدريجيًّا من اليسار السياسي نحو
الليبرالية اليمينية .
وفي البداية دعم الحكومة الثورية الكوبية بقيادة فيدل
كاسترو، وكان قد درس الماركسية بِعُمق كطالب جامعي ، واقتنع بالْمُثُل الشيوعية
بعد نجاح الثورة الكوبية . وفي وقت لاحق ، أصبح يوسا رافضًا لسياسات كاسترو ،
واعتبر أن الاشتراكية لا تتَّفق مع الحريات العامة .
ترشَّح يوسا للرئاسة البيروفية عام 1990، مع ائتلاف جبهة
الديمقراطية اليمينية الوسطى، داعيًا إلى الاصلاحات الليبرالية الكلاسيكية، لكنه
خسر الانتخابات أمام ألبرتو فوجيموري.
يشتمل أسلوب يوسا على المواد التاريخية وتجاربه الشخصية
. وكثيرًا ما يستخدم كتاباته لتحدي أوجه القُصور في المجتمع ، مِثل الإحباط ،
واضطهاد السُّلطة السياسية للذين يتَّحدونها ، وأيضًا ، يبرز موضوع نضال الفرد من
أجل الحرية ضمن واقع قمعي ، وضرورة احترام الحقوق الأساسية للفرد والجماعة .
بحث يوسا عن هياكل السرد الجديدة، والتقنيات الحديثة، من
أجل رسم تجربة أكثر عصرية ، مُتعدِّدة الأوجه من البيرو . كما بحث عن أسلوب يختلف
عن الأوصاف التقليدية للأرض والحياة الريفية .