وُلدت الروائية الأمريكية الزنجية توني
موريسون ( 1931_ ... ) في أوهايو . فازت بجائزة نوبل للآداب عام 1993عن مُجمَل
أعمالها، وجائزة بوليتزر عام 1988عن روايتها " محبوبة " ( 1987) . تُرجِمت أعمالها إلى مختلف لغات
العالَم ، ومِن بينها العربية.
في
بيان جائزة نوبل عن فوز الكاتبة موريسون بالجائزة ورد أن " رواياتها تمنح
الحياة لجانب أساسي في الواقع الأمريكي ".
ورواياتها تُضيء جوانب مهمة من ذلك
الواقع،لا سِيَّما المتصل منه بحياة السُّود الأمريكيين .
ففي رواية " محبوبة "
مثلاً ، تُطارد الذكريات امرأة كانت في أَسْر العبودية ، بما قاسته في تلك الظروف،
وكيف أنها اضْطُرَّت لقتل طفلها لإنقاذه من مصير مُشابِه .
وفي رواية " طِفل القَطِران" (
1981) ينفصل زَوجان أسودان ، بعضهما عن بعض ، لعجزهما عن مقاومة تأثير الاختلاف
الطبقي على علاقتهما .
كانت موريسون
الطفلة الثانية مِن بين أربعة أطفال في عائلة تُقيم في أوهايو. وكان على السُّود
أن يسافروا في قطارات منفصلة عن البِيض .
وتقول موريسون إنها
لا تستطيع أن تتذكر مكانًا لَم يكن فيه تفرقة عنصرية . وبينما كانت والدتها
تُربِّيها على مبادئ المساواة والحرية ، كان والدُها يَكره التعامل أو الاتصال
بالبِيض ، ويَرتاب في كُل ما يقولونه ويفعلونه ، وكان يعتقد بعدم وجود أمل للسُّود
في أي شيء .
تُعتبَر موريسون
قارئةً نهمةً مُنذ طفولتها . وَمِن كُتَّابها المفضَّلين جين أوستن وليو تولستوي .
وكان والدها يروي لها العديد من الحكايات الشعبية عن مجتمع السُّود بطريقة السرد
القصصي ، والتي سَتُؤثِّر لاحقًا على أسلوبها في الكتابة .
في عام 1949،التحقت
موريسون بجامعة هاوارد. وفي عام 1953حصلت على بكالوريوس في الأدب الإنجليزي . وفي
عام 1955نالت شهادة الماجستير من جامعة كورنيل .
تزوَّجت مِن
المهندس المعماري الجامايكي هارولد موريسون عام 1958، وتَطَلَّقت مِنه عام 1964،
بعد أن أنجبت مِنه طفلين .
عملت مُحرِّرة كُتب
منهجية ، ثُمَّ مُحرِّرة في المقر الرئيسي لدار النشر راندوم هاوس ، حيث لعبت
دورًا حيويًّا في دفع أدب السُّود إلى الواجهة .
بدأت موريسون كتابة
الروايات الخيالية عندما كانت مشتركةً مع مجموعة من الكُتَّاب والشعراء في جامعة
هاوارد ، الذين كانوا يلتقون ويُناقشون أعمالهم . وفي إحدى المرات ، ذهبت موريسون
إلى الاجتماع، وهي تحمل قصة قصيرة عن فتاة سوداء تتوق للحصول على عيون زرقاء. وقد
طَوَّرت هذه القصة فيما بعد لتصبح روايتها الأولى التي تحمل عنوان " العَين
الأكثر زُرقة " نشرتها عام 1970. كتبت موريسون هذه الرواية في الوقت الذي
كانت تُربِّي طفليها ، وتعمل في جامعة هاوارد. وفي عام2000 اختيرت هذه الرواية
كواحدة من مختارات نادي أوبرا للكتاب.
وفي عام 1975،
رُشِّحت روايتها "سولا" التي كتبتها عام 1973لجائزة الكتابة الوطنية ،
أمَّا روايتها الثالثة " نشيد سُلَيمان " ( 1978) فقد اختيرت كتاب الشهر
، وحصلت على جائزة النُّقاد الوطنية .
تَمَيَّزت روايات موريسون بقوة البصيرة ، والمضمون الشاعري الذي يمنح
الواقع الأمريكي ملامحه الأساسية . كما ساهمت موريسون في إثراء وإغناء التراث
الأدبي الأمريكي ، ولهذا منحتها مؤسسة الكتاب الوطنية في عام 1996ميدالية المساهمة
المتميزة في الآداب الأمريكية .
يَتَّسِم أسلوب
موريسون بلغة غنائية عذبة، وتشخيص حي، بالإضافة إلى القدرة على إقناع القارئ بقبول
ما ليس عاديًّا كما لو كان عاديًّا مألوفًا .
وتُعتبَر كتاباتها
مع غَيرها من الكُتَّاب الأمريكيين السُّود جزءًا من ظاهرة إبداعية بارزة ومتزايدة
في الأدب الأمريكي المعاصر .
وعلى الرغم مِن أن رواياتها رَكَّزت على النساء السُّود ، إلا أنها ترفض أن يُوصَف نتاجها الأدبي بأنه أدب يختص بالحركة النسوية. وبالإضافة إلى رواياتها ، ساهمت مع ابنها الذي يعمل رَسَّامًا في تأليف كتب للأطفال.