وُلد الشاعر والدبلوماسي البولندي تشيسلاف
ميلوش ( 1911_ 2004) في ليتوانيا . درس في جامعة ويلنو ، ثم انتقل إلى وارسو خلال
الحرب العالمية الثانية ، حيث أصدرَ أنطولوجيا تضمُّ شعراء مُناهضين للنازية.
وخلال الاحتلال النازي لبولندا ، كان ميلوش
ناشطًا في أعمال " منظمة الحرية الاشتراكية " التي تُؤيِّد الاستقلال .
وقد قَدَّمَ المساعدات ليهود وارسو ، وكان شقيقه أيضًا يُساعد اليهود في بولندا
المحتلة مِن قِبَل النازية .
في عام 1931 سافر إلى باريس ، حيث تأثَّرَ
بابن عَمِّه أوسكار ميلوش، وهو شاعر يحمل الجنسية الفرنسية . وفي نفس العام
شَكَّلَ مجموعةً تضمُّ بعض الشعراء الشباب .
في عام 1934، نشر مجلدًا يحتوي على أشعاره ،
وذلك بعد حصوله على درجة القانون . وقضى سنةً أُخرى في باريس للحصول على الزمالة .
ولدى عَودته ، عمل كمُعلِّق في إذاعة ويلنو . ولكنَّه واجهَ مشكلاتٍ بسبب آرائه ،
وأفكاره ، ومُيوله السياسية .
كان ميلوش يكتب الشعر والمقالات باللغة
البولندية ، كما أنه ترجمَ مزاميرَ العهد القديم إلى اللغة البولندية .
بعد الحرب العالمية الثانية ، عمل ميلوش
كمُلحَق ثقافي لجمهورية بولندا الشعبية في واشنطن وباريس. حيث اختارَ أن ينشق عن
نظام بلاده، ويختار المنفى ملاذًا. وحصل على اللجوء السياسي في فرنسا . ووصفَ
حياته في باريس بأنها صعبة.وقد سانده الكاتب الفرنسي ألبير كامو ، أمَّا الشاعر
التشيلي بابلو نيرودا ، فقد وصفه بأنه " الرجل الذي هرب " .
في عام 1953، نشر كتاب " الفكر الأسير
" ، وهو دراسة تتمحور حول كيفية تصرُّف المثقفين في ظل نظام قمعي . وقد
انتقدَ الستالينية وتواطؤ المثقفين في أوروبا الشرقية . وكثيرًا ما تَمَّ
الاستشهاد بهذا الكتاب مِن قِبَل المعلِّقين المحافظين في الولايات المتحدة،وذلك
خلال الحرب الباردة. وفي نفس العام ، حصل ميلوش على الجائزة الأدبية الأوروبية .
في عام 1960، هاجرَ إلى الولايات المتحدة ،
ودُعِيَ إلى جامعة بيركلي في كاليفورنيا ، لتقديم سلسلة من المحاضرات الأدبية
والفكرية ، فَقَرَّرَ البقاء فيها لِيُدرِّس مادة اللغة السلافية وآدابها . وفي
عام 1970حصل على الجنسية الأمريكية .
في عام 1978، حصل على جائزة نيوستاد الدولية
للأدب . وفي عام 1980حصل على جائزة نوبل للآداب . وبما أن أعماله كانت محظورةً في
بولندا مِن قِبَل الحكومة الشيوعية ، كانت هذه المرة الأولى التي يَسمع العديد من
البولنديين بِه . وبعد سقوط الستار الحديدي ، تَمَكَّن من العودة إلى بولندا .
تَمَيَّزَ أسلوب ميلوش بالقوة الشِّعرية
والفخامة اللفظية ، وامتلاكه لناصية اللغة ، وسيطرته على المفردات والمعاني . كما
أن شِعره قائم على المنطق الشِّعري والتأمل الفلسفي ، وهذا النوع من الشِّعر يهتم
بالتفكير والتحليل العقلاني .
مِن أبرز أعماله الفكرية: أوروبا الأخرى (
1964). أرض أولرو ( 1985) . شهادة الشِّعر ( 1987). خلود الأدب ( 1988) . من
البلطيق إلى الباسيفيك ( 1990) .
وفي الشِّعر : قصائد " 1934_
1982" ( 1983) .
ومِن رواياته : الاستيلاء على السُّلطة ( 1954) . على ضفاف إيسار ( 1956) . وإيسار نهر ينبع من جبال الألب ، ويعبر ألمانيا والنمسا .