وُلد
الشاعر الإنجليزي تيد هيوز(1930_ 1998)في بلدة ميثولمرويد في مُقاطعة يوركشاير.
اسمه الحقيقي إدوارد جيمس هيوز. وهو الشاعر الرسمي للبلاط الملكي ( 1984_ 1998 )
.
درس في جامعة كامبردج، واهتم بالفلكلور
والبيئة ، وهذا يظهر جَلِيًّا في شِعره . تزوَّج عام 1956 الشاعرة الأمريكية
سيلفيا بلاث، وانتقلا في العام التالي إلى العيش في الولايات المتحدة
الأمريكية،وعادا بعد ذلك بوقت قصير إلى بريطانيا.وبعد انفصالهما انتحرت بلاث في
عام 1963
بعد معاناة نفسية طويلة
جرَّاء خيانة زوجها لها على الأصعدة كافة، وكان ذلك عَشِيَّة بث القناة الثقافية
الثالثة لشبكة بي بي سي مسرحية لزوجها .
وقد أُلْقِيَ اللوم عليه لانتحارها معَ أنها
كانت قد حاولت الانتحار أكثر مِن مَرَّة ، حتى قبل زواجهما، فانقطع عن الكتابة
سنوات، عاد بعدها إلى النشر، وتتابعت دواوينه .
قال تيد هيوز قبل تَوَلِّيه منصب الشاعر
الرسمي للبلاط : (( بالنسبة للكثيرين ، نحن غير موجودين إلا في الكتب. أنا وزوجتي.
تابعتُ على مدى الأعوام الثلاثين الأخيرة، بكثير من العجز والاستنكار، كيف تعفنَّت
حياتها وحياتي تحت طبقة من المغالطات والشائعات، والقصص الملفَّقة والشهادات
الكاذبة والأساطير والخرافات الهراء. ورأيت بعيني كيف تَمَّ تحوير شخصيتينا
المركَّبتين إلى شخصيتين عاديتين ، بملامح باهتة وبسيطة صُنعت خصيصًا لإرضاء نوع
مُعيَّن من القُرَّاء الطامحين للإثارة . هي المقدَّسة الهشَّة ، وانا الخائن
القبيح )) .
كان ديوان " الصقر في المطر " (
1957 ) أول نتاج هيوز ، وتلا ذلك دواوين عِدَّة أهمها : " أعياد الخِصب
" ( 1960 ) الذي حظي باهتمام كبير . ثُمَّ نشر " قصائد مختارة " (
1962) بالمشاركة مع الشاعر توم غَن . ويُعتبَران معًا من المجدِّدين في الشعر الإنجليزي الحديث .
تعددت اهتمامات هيوز في هذه الفترة ، فنشرَ
" وودوو " ( 1967 )، وهو مزيج من الشِّعر والنثر ، واقتبسَ مسرحية
" أوديب " ( 1968 ) . ثُمّ نشر ديوان " الغراب " ( 1970 ) ،
وهو الطير الذي يتكرَّر مِرارًا في شِعره رَمْزًا للعنف في الطبيعة .
ثُمَّ ابتكر لغة خاصة في مسرحية "
أورغاست " ( 1971 ) في أثناء زيارة قام بها إلى إيران برفقة المخرج بيتر بروك
الذي أخرجها للمسرح . كتب أيضًا كتبًا للأطفال مِنها : " بقايا إِلْمِت
" ( 1979 ) ، عاد فيها إلى عالم طفولته
.
نشط هيوز في التسعينيات من القرن الماضي،
فنشر كثيرًا من الترجمات، وأصدر بالتعاون مع أدباء آخرين _ مِثل شيموس هيني الحائز
على جائزة نوبل للآداب عام 1995 _ العديد من الدواوين لشعراء آخرين .
كتب في النقد " شكسبير وإلهة الوجود
" ( 1992 ) . ثُمَّ نشر " قصائد مختارة جديدة " ( 1957_ 1994 ) ، و " تعويذة المطر للدُّوقية وقصائد مناسباتية أخرى " (
1990 ) .
وقبل أشهر من وفاته في لندن، كسر هيوز
عقودًا من الصمت عن علاقته بزوجته المنتحرة، فكتب " رسائل عيد الميلاد "
( 1998 ) ، في دحض الاتهامات التي وُجِّهت إليه بسببها .
يَعتبر النُّقادُ هيوز مِن أعظم شعراء جيله
. وفي عام 2008 ، أعطته جريدة التايمز البريطانية الترتيب الرابع
في قائمة أعظم خمسين كاتبًا بريطانيًّا مُنذ نهاية الحرب العالمية الثانية ( 1945
) .
وفي عام 2009 ، تَمَّ تأسيس جائزة تيد هيوز لعمل جديد في الشِّعر بإذن من أرملته كارول هيوز ، وتُمنَح هذه الجائزة لشاعر على قيد الحياة من المملكة المتحدة على عمل يتَّصف بالإبداعية أُتِمَّ في السنة نفْسها . يَجري تمويل الجائزة المالية ، وقدرها 5000 جنيه إسترليني، من إكرامية شاعر البلاط التي يتلقاها تقليديًّا من الملكة .