يَبِيعُ الأيتامُ
عِظَامَ أُمَّهَاتِهِم في السُّوقِ السَّوداءِ/وَالنَّهْرُ المُصَابُ بالزَّهايمرِ
يَرْفَعُ الرَّايةَ البَيضاءَ بَيْنَ كُرَيَاتِ دَمِي البَيْضَاءِ / ونَسِاءُ
القَبائلِ يُنَظِّفْنَ الأعلامَ المُنَكَّسَةَ بِمِكْيَاجِهِنَّ /
مِلْحُ دُموعي
يَركضُ إلى وَمِيضِ البَرْقِ / فاترُكيني أكتشِفْ بَرِيقَ عَيْنَيْكِ الغامضَ /
كَي أعْرِفَ خَارِطَةَ أحزاني في لَيْلِ الشِّتاءِ / السَّرابُ يَخُونُ الصَّحراءَ
مَعَ أشلائي / وأشلائي تُزَيِّنُ أزِقَّةَ الجِرذانِ في مَملكةِ التَّطهيرِ
العِرْقِيِّ / ولا مُسْتَقْبَلَ لِمَناديلِ الوَدَاعِ سِوى رَصيفِ المِيناءِ /
أشِعَّةُ
القَمَرِ فَوْقَ المُسْتَنْقَعِ / والطحالبُ تَخْرُجُ مِن شُقُوقِ جِلْدِي /
والرِّياحُ تَشْرَبُ شَايًا بالنَّعناعِ قُرْبَ جِيفتي / لا تاريخٌ لأجفانِ
آبَائِنَا سِوى أعشابِ المقبرةِ/ ولا جُغرافيا لِجَدَائِلِ أُمَّهَاتِنا سِوى
سُورِ المقبرةِ / أركضُ في لَيْلِ الشَّوارعِ الأُرْجُوَانِيِّ كَي أهْرُبَ مِن
جِلْدي / أبكي تَحْتَ الأمطارِ اللازَوَرْدِيَّةِ / لِكَيْلا يَرَى القَمَرُ
دُمُوعي الكِلْسِيَّةَ / فيا أيُّها المَنبوذُ في طُفُولَةِ الشِّتاءِ البَعيدةِ /
لماذا نَسِيتَ الحقيبةَ المدرسيةَ عِندَ قَبْرِ أُمِّكَ ؟/ جُثَثُ النِّساءِ في
ثَلاجةِ المَطْبَخِ / وأكفانُ الأطفالِ على الأثاتِ المُسْتَعْمَلِ/ وأجنحةُ
الفَرَاشَاتِ تَتساقطُ في الصُّحُونِ الزُّجاجيةِ / فَاجْمَعْ أيُّها الشَّفَقِ
مَا تَبَقَّى مِن أشلائي/واجْمَعِي أيَّتُها الأشجارُ بَقَايا ذِكرياتي/إنَّ
الجُنودَ المَجهولينَ يَجْمَعُونَ بَقَايَا الجُثَثِ المُتَفَحِّمَةِ في الأكياسِ
البلاستيكِيَّةِ/البُحَيرةُ الكريستالِيَّةُ تَزرعُ ضَفَائِرَ شَعْرِها حَوْلَ
جُثماني/ لِكَيْلا تَأتِيَنِي الطَّعْنَةُ في الظَّهْرِ / كَيْفَ أنامُ وَخُدُودُ
الأمواتِ على زُجاجِ نافذتي ؟ / الخُدُودُ التي سَيَأكُلُها دُودُ المقابرِ/كَيْفَ
أمُوتُ وَمِلْحُ الدُّموعِ على أخشابِ تابوتي؟/المِلْحُ الذي سَتَبْلَعُهُ
الرِّياحُ القِرْمِزِيَّةُ/
أيُّها
النَّهْرُ الباكي / يا أخي في الرَّضَاعَةِ / مَن تِلْكَ المَرْأةُ الغامضةُ التي
تَمْشِي في جِنَازَتِي ؟ / ذَهَبَت النِّساءُ إلى فِرَاشِ المَوْتِ الدَّافِئِ /
وَبَقِيَ رَنِينُ الضَّحِكَاتِ في المَمَرَّاتِ الباردةِ / ما فائدةُ لَمَعَانِ
أظافري إذا كانَ قلبي مُنْطَفِئًا ؟/ لا تَكْرَهِيني يا أشِعَّةَ القَمَرِ/ إنَّ
ذِكرياتي دَخَلَتْ في مَدَارَاتِ الانتحارِ التَّدْرِيجِيِّ/ وأنا الغريبُ عَن
شَراييني / المُهَاجِرُ مِن جِلْدي / المَنبوذُ في حَنْجَرَتي / دَخَلْتُ في
أفلاكِ الاحتراقِ الذَّاتِيِّ / عَرْشِي عَلى الرِّمالِ المُتَحَرِّكَةِ / والصَّحراءُ
عَشِيقتي التي تَخُونُني /