ذَهَبَت النِّساءُ إلى
الاحتضارِ / وَبَقِيَتْ جَدَائِلُ الشَّعْرِ مُعَلَّقَةً عَلى حَبْلِ الغسيلِ /
وَهَاجَرَتْ بَنَاتُ آوَى مِن فِرَاشِ الزَّوْجِيَّةِ إلى فِرَاشِ المَوْتِ /
وَلَيْسَ للثلجِ مُسْتَقْبَلٌ سِوَى اغتصابِ بَنَاتِ أفكاري/ والجَرَادُ يَأكُلُ
ضَفَائِرَ النِّسَاءِ في الليلةِ الأخيرةِ مِن صَيفِ الدِّمَاءِ /
خَرَجَتْ
طُيُورُ البَحْرِ مِن لَيْلَةِ الدُّخلةِ وَلَمْ تَعُدْ/ وَالمِكياجُ يَتساقطُ في
أنابيبِ الصَّرْفِ الصِّحِّيِّ / سَقَطَت الأقنعةُ عَن وَجْهِ السَّرابِ /
والسَّرابُ يَبكي عَلى صَدْرِ الصَّحراءِ / وَهَرَبَت الفِئرانُ مِن السَّفينةِ /
وَهَرَبَ الجُنودُ مِنَ المَعركةِ/ والرَّايةُ البَيْضَاءُ مُلَطَّخَةٌ بِدَمِ
الحَيْضِ للنِّساءِ المُغتَصَبَاتِ / وَجَمَاجِمُ الأطفالُ تُزَيِّنُ أبراجَ
المُعْتَقَلاتِ/ وَنُهُودُ الرَّاهباتِ المقطوعةُ تُزَيِّنُ أجراسَ الكَنَائِسِ /
ورائحةُ الشِّتاءِ في جُلودِ السَّبايا / والمُلوكُ يَبْنُونَ مَلاعِبَ الغولفِ
عَلى تَوَابِيتِ العَبِيدِ / والمَلِكَاتُ يَبْحَثْنَ عَن الإسطبلاتِ بَعْدَ
الانقلابِ العَسْكَرِيِّ / وَرُعَاةُ البَقَرِ يَحْلِبُونَ نُهُودَ الإمَاءِ /
وَرْدَةٌ مِنَ البَلاستيكِ حَوْلَ شَاهِدِ
قَبْرٍ مَطْمُوسٍ / وَدَمُ السُّنونو عَلى فُرشاةِ أسنانِكِ / وَسَرَطَانُ
الثَّدْيِ يَضَعُ الحواجِزَ العَسكريةَ بَيْنَ ثَدْيَيْكِ/ وَتَابُوتُكِ مِن
خَشَبِ أثاثِ المَنَافِي المُسْتَعْمَلِ / مَاذا بَقِيَ للدُّودِ في المقابرِ
الجمَاعِيَّةِ ؟ / وَأيْنَ أرقامُ القُبُورِ أوْ أرقامُ الزَّنازين ؟ /
مَرَاحِيضُ
الزَّنازينِ الذهبيةُ / وَالحَمَامُ الزَّاجِلُ مَاتَ عَلى نافذةِ زِنزانتي بَعْدَ
أن رَمَى الرَّسائلَ على نُعُوشِ البَحْرِ/ أسعارُ السَّبايا وَفْقَ سِعْرِ
بِرْمِيلِ النِّفْطِ / احْتَلَّ الصَّدَأُ صُنْدُوقَ البَريدِ / ولا أَحَدَ
يُرْسِلُ لِيَ الرَّسائلَ إلا السَّراب /