فِئرانُ التَّجَارُبِ
حَائرةٌ بَيْنَ حُطَامِ قَلبي وحُطامِ سَفينتي/ حَاوِلي اصطيادي أيَّتُها
البُحَيرةُ العَانِسُ/ أخافُ مِنَ الوَحْشِ السَّاكِنِ فِيَّ / أخافُ مِنَ
الذِّكرياتِ التي تَتَدَفَّقُ كالنَّهْرِ المشلولِ بَيْنَ ألواحِ صَدْري وألواحِ
نَعْشي / نُهُودُ النِّسَاءِ المُغتَصَبَاتِ مُحَنَّطَةٌ في كَهْرَمَانِ
المَتَاحِفِ / مَتاحفِ التَّطهيرِ العِرْقِيِّ / والنِّسَاءُ المُتَوَحِّشَاتُ
يَرْكُضْنَ في غَابَةِ الذِّكرياتِ / بَعْدَ الانقلابِ العَسكريِّ / وَقَبْلَ
طُلُوعِ الفَجْرِ/ وَحُكُومَةُ الوَحْدةِ الوَطنيةِ خَتَمَتْ فُرُوجَ السَّبايا
بالشَّمْعِ الأحمرِ/ وَالعَبِيدُ يَغتَصِبُونَ الأميراتِ بَعْدَ الانقلابِ
العَسكريِّ / وَقَبْلَ سُقُوطِ النَّشيدِ الوَطنيِّ في آبَارِ الدَّمِ /
حَبْلُ
مِشْنَقتي مَجْدُولٌ مِن ضَفائرِ الفَتَيَاتِ المجروحاتِ عَاطِفِيًّا / وَنَصْلُ
مِقْصَلتي مَصنوعٌ مِن أقراطِ النِّسَاءِ المَنْسِيَّاتِ في المقابرِ
الجمَاعِيَّةِ / أَهْرُبُ مِنَ الرُّومانسيةِ مِثْلَما أَهْرُبُ مِن جِلْدي /
لأنَّ الاحتضارَ تَجَسَّدَ في أُنوثةِ السَّنابلِ/ وَأُهَرِّبُ ظِلالَ النِّساءِ
الدَّمويةَ في فُرشاةِ أسناني المكسورةِ / لأنَّ الشَّيطانَ سَكَنَ في جَسَدِ
المَرْأةِ/
بَعْدَ
سُقُوطِ جُدرانِ السِّجْنِ في حَنجرةِ البَحْرِ/ صَارَ السُّجَنَاءُ يَكْتُبُونَ
الرَّسائلَ الغَرَامِيَّةَ على أوعيتي الدَّمويةِ / التي يَبِيعُهَا الأيتامُ عَلى
إشاراتِ المُرُورِ / والدُّوَيلاتُ اللقيطةُ تَنكَسِرُ كَقِطَعِ الشُّوكولاتةِ
تَحْتَ وَمِيضِ البَرْقِ/ والأعلامُ المُنَكَّسَةُ مَغسولةٌ بِحَليبِ الأمِيرَاتِ
اللواتي يَتَكَاثَرْنَ كَبُيُوضِ الحَشَرَاتِ في مَمَالِكِ الجُوعِ والعَطَشِ /
وَأشِعَّةُ القَمَرِ تَشْهَدُ أنَّني مَذبُوحٌ كَالحُلْمِ /
لا تَجْرَحي
مَشاعرَ حَفَّارِ القُبورِ يا أشجارَ المقبرةِ/ الصَّدَأُ يَغتَصِبُ بَوَّابَةَ
المقبرةِ / وَفِئرانُ السَّفينةِ تَأكُلُ جَثَامِينَ البَحَّارَةِ / والصَّدَى
يَسْرِقُ شَوَاهِدَ القُبورِ مِن زَهْرِ الليمونِ وأرشيفِ القَرَابين / والخَلِيفةُ
الذي لَمْ يَنْتَخِبْهُ غَيْرُ القَنَّاصَةِ وَكِلابِ الحِرَاسَةِ / يَكْتُبُ
الرَّسائلَ الغَرَامِيَّةَ للجَوَارِي المُسْتَحِمَّاتِ بالمُبيداتِ الحَشَرِيَّةِ
/ المُتَعَطِّرَاتِ بالبَارُودِ المَغشوشِ وَدَمِ الحَيْضِ الكريستالِيِّ /