كَمَا تَفْتَخِرُ
المَرْأةُ بِحَجْمِ ثَدْيَيْهَا/أفْتَخِرُ بِحَجْمِ مِقْصَلَتِي/مَا فَائِدَةُ
قَمِيصِ النَّوْمِ إذا كَانَ سَرَطَانُ الثَّدْيِ سَيُحْرِقُ الأخضرَ وَاليَابِسَ
؟/ مَا فَائِدَةُ فِرَاشِ المَوْتِ إذا كَانَ بَلاطُ الزِّنزانةِ هُوَ أرشيفَ
ذِكْرَياتي ؟ / مَا فائدةُ الأغاني الوَطنيةِ إذا كانت الأعلامُ مُنَكَّسَةً
تَحْتَ وَمِيضِ البَرْقِ ؟ /
البَدْوُ
الرُّحَّلُ يَسْكُبُونَ حَلِيبَ السَّبايا في بَرَامِيلِ النِّفْطِ / وأنا
المنبوذُ في أوْرِدَتي النُّحَاسِيَّةِ / أجْمَعُ عِظَامَ المَوْتَى كَطَوَابِعِ
البَرِيدِ التَّذكاريةِ/ وأظافرُ النِّساءِ في سَرَادِيبِ المحاكمِ العَسكريةِ /
تُضِيءُ طَرِيقي إلى حَبْلِ المِشْنَقةِ الكريستالِيِّ / فيا بِلادي التي شَبِعَتْ
مِنَ المَوْتِ / أطْعِمِي الأطفالَ الجِيَاعَ في أزِقَّةِ الفِئرانِ وأرشيفِ
الوَحْدَةِ الوَطنيةِ / أَكَلَ البَقُّ أخشابَ نَعْشي / فَكَيْفَ أَمُوتُ بِلا
مَكَانٍ ؟ / أَكَلَ الصَّدَأُ مَسَامِيرَ نَعْشي / فَكَيْفَ أَمُوتُ بِلا زَمَانٍ
؟ / هَاجَرَتْ أحلامُ الطُّفُولَةِ مِنَ اللامَكَانِ إلى اللازَمَانِ / يا
نَوْرَسَ الغُرُوبِ / ضَعْ بَصْمَتَكَ عَلى تَابُوتِ البَحْرِ / كَي يَتَذَكَّرَ
القَرَاصَنَةُ وَجْهَكَ المُسَافِرَ في الغَيْمِ / وَيَتَذَكَّرَ حَفَّارُ
القُبورِ شَجَرَةَ الكَرَزِ التي تَصْعَدُ مِن شَوَاهِدِ القُبورِ /
كَمَا
يَسْقُطُ دَمِي الأخضرُ في الشَّايِ الأخضرِ / يَسْقُطُ النَّعناعُ في رُفَاتِ
المَوْتَى / وأنا اليَتِيمُ / أحْرُسُ ثَلاجَةَ المَوْتَى مِنَ الذِّكرياتِ
وأجنحةِ الفَرَاشَات / لا تاريخٌ لأشلائي / ولا جُغرافيا لأمعائي / لكنَّ
مُسْتَقْبَلِي لامِعٌ كأشجارِ المقابرِ في لَيْلِ الانقلاباتِ العَسكريةِ /