كُنْ رَاعِي غَنَمٍ في
أدغالِ الكُوليرا / كَي تَحْفَظَ النَّشِيدَ الوَطَنِيَّ للدُّوَيْلاتِ اللقِيطَةِ
/ فيا حُزْنَ المساء / املأْ فَرَاغِي العاطفيَّ بالكِفَاحِ المُسَلَّحِ / كَي
أنسَى وُجُوهَ النَّوَارِسَ بَيْنَ أوراقِ الخريفِ /
ماذا
فَعَلْتُ لَكَ أيُّها النَّسْرُ الأعمى حتى تَخُونَ وَجْهي وتأكُلَ جِيفتي ؟ /
اسْمِي ثَقِيلٌ لا يَحْمِلُهُ إلا البَحْرُ / وأنا الوَارِثُ والمِيرَاثُ / أَرِثُ
نَفْسِي بَعْدَ مَوْتِي / وَجَسَدِي مِيرَاثُ الفَرَاشَاتِ السَّجينةِ /
غَابَ
الذينَ أُحِبُّهُم / وَسَوْفَ أمشي في الطريقِ وَحِيدًا / أشجارُ الصَّنَوْبَرِ
حَوْلَ أشلائي / وَجَدَائِلُ أُمِّي تَحْرُسُ ذِكْرَيَاتي مِن مِلْحِ الدُّموعِ /
وأنا المنبوذُ في الليلِ البَارِدِ / أمُوتُ مُحَاصَرًا بَيْنَ ضَوْءِ القَمَرِ
وسُعَالِ أبي /
الذَّهَبُ
عَلى صُدُورِ النِّسَاءِ المُلَوَّثَةِ بالحواجِزِ العَسكرِيَّةِ / وَعُمَّالُ
مَنَاجِمِ الذَّهَبِ يَمُوتُونَ مُحَاصَرِينَ تَحْتَ الأرضِ / وَصَوْتُ الأمواجِ
يَخِيطُ أكفاني في لَيَالي الخَوْفِ / والفُقَراءُ يَغسِلُونَ التَّوَابِيتَ
الزُّجَاجِيَّةَ بِمِلْحِ الدُّموعِ وَصَابُونِ العَرَائِسِ / وَلَيْلَةُ
الدُّخلةِ هِيَ لَيْلَةُ دُخُولِنَا إلى القُبورِ / وقَبْرِي بِلا نافذةٍ ولا
بَابٍ / لَكِنَّ جُلُودَ الأمواتِ مِنَ الرُّخَامِ أو السِّيراميك /
أجسادُ
النِّساءِ مِنَ البلاستيك/ والنُّهُودُ المسمومةُ مِنَ النُّحَاسِ/ والذِّكرياتُ
مِن أوراقِ الخريفِ/ وَأجفانُ النَّهْرِ المَعْدِنِيَّةُ شَاهِدَةٌ عَلى اغتيالي /
وَلَمْ تَكُنْ قَارُورَةُ العِطْرِ سِوَى قَارُورَةِ السُّمِّ / والكُحْلُ هُوَ
طَرِيقُ الغُزاةِ إلى شُطآنِ الغُروبِ /
سَلامًا
أيُّهَا البَعُوضُ الرُّومَانسِيُّ الذي يَمْتَصُّ دَمِي الكِلْسِيَّ / سَلامًا
أيُّهَا الدُّودُ العَاطِفِيُّ الذي يَأكُلُ لَحْمِي الكريستالِيَّ / قُتِلْتُ في
مَسَاءٍ خَرِيفِيٍّ غَامِضٍ / لَكِنَّ ضَوْءَ القَمَرِ سَوْفَ يَثْأرُ لِي / صَنَعْنَا مِن جُلُودِ المُلوكِ حَقَائِبَ
مَدْرَسِيَّةً للأيتامِ / والتِّيجَانُ تَسْتَقِرُّ في قَاعِ المُسْتَنْقَعِ /
رَمَيْتُ
دَمعاتي في مَزْهَرِيَّاتِ بَيْتِنا المهجورِ/ وَدَمُ الرِّياحِ عَلى فُرشاةِ
أسناني / وأنا ذَاكِرةُ الأغرابِ وذِكْرَيَاتُ الغُرَبَاءِ / أبْحَثُ عَن أشلائي
في بَيَاضِ أسنانِ السَّبايا / ونَزِيفِي يَتَفَجَّرُ بَيْنَ بَرِيقِ خُدُودِ
القَتْلَى وبَرِيقِ خَنَاجِرِ القَبَائِلِ / أحْفِرُ في ألواحِ صَدْرِي بَاحِثًا
عَن مَنْجَمِ الذِّكرياتِ وَجُمْجُمَةِ أبي /