وُلِد الأديب
الإنجليزي ألدوس هكسلي ( 1894_ 1963 ) في ساري ، إنجلترا . وكان الابن الثالث
للكاتب والمدرِّس ليونارد هكسلي . كان ألدوس حفيد توماس هنري هكسلي ، عالم الحيوان
، اللاأدري ، والمثير للجدل . كما أصبح أخوه جوليان هكسلي وأخوه غير الشقيق أندرو
هكسلي مِن علماء الأحياء البارزين. كان لألدوس أخ آخر انتحر بعد فترة من الاكتئاب
.
بدأ تعليم هكسلي في مختبر والده النباتي
المجهَّز تجهيزًا جيدًا، وبعد ذلك التحق بمدرسة هيلسايد بالقرب من جودالمينج .
تُوُفِّيَت والدته عام 1908 . وفي عام 1911 ، أُصِيب بالتهاب في قرنية العَين ،
وهذا سَبَّبَ له عَمًى لمدة عامين إلى ثلاثة أعوام ، وهذا أنهى أحلامه المبكِّرة
في أن يُصبح طبيبًا.وفي أكتوبر 1913،دخل هكسلي كلية باليول في أكسفورد، حيث درس
الأدب الإنجليزي. وفي يناير 1916 ،
تَطَوَّعَ في الجيش البريطاني أثناء الحرب العالمية الأولى ، ولكن تم رفضه لأسباب
صحية ، كَوْنه شِبه مكفوف بِعَين واحدة. وقد استعاد بصره في وقت لاحق جُزئيًّا.وفي
عام 1916 تخرَّجَ في جامعة أكسفورد مع مرتبة الشرف من الدرجة الأولى في الأدب
الإنجليزي . بدأ حياته الأدبية شاعرًا مِثل أكثر الكُتَّاب في جِيله . ونشر شِعره
أول الأمر في مجلة ويلز ، ثم جَمعه في ديوان " العجلة المحترقة " ( 1916
) . وفي هذه السَّنة ، اشترك مع غيره من الأدباء في جمع ديوان شِعر أكسفورد ، وبقي
شاعرًا طوال حياته ، مُخَالِفًا بذلك الكثيرين من أدباء عصره الذين انتقلوا من
الشِّعر إلى النثر. ويُعْتَبَر الآن شاعرًا ثائرًا على ازدياد نفوذ العِلم في
الحياة. ينحدر هكسلي مِن ناحية أُمِّه من أسرة توماس أرنولد ناظر مدرسة رجبي
الشهيرة . ومِن أقربائه مَن كان أستاذًا،ومَن كان عَالِمًا، أو شاعرًا أو
روائيًّا. ولهذه المجموعة تأثير عليه مُنذ ولادته. وقد استطاعَ بقلمه وذكائه أن
يرتفع إلى سماء الشهرة . كان هكسلي رَجلاً طويل القامة، نحيل القوام، حتى إن
الأطفال كانوا يتجمعون حوله في شبابه الباكر ، ويَستهزئون بِه، ويَسخرون مِنه .
وبسبب طُول قامته ، يُخيَّل للناظر إليه أنه يعيش في عالَم غَير عالمنا ، إلا أن
هكسلي كان يتحدث إلى كل مَن يلقاه بسهولة وتواضع. وهو رَجل شديد المرح. لا يتَّصف
بالتَّزَمُّت. وهو يستعمل في أحاديثه كثيرًا مِن غريب اللفظ ، ليس لأنه يتكلف غريب
الحديث ، ولكن لأنه رَجل غريب التفكير، وهو بحاجة إلى هذه الألفاظ كي يُعبِّر بها عمَّا يَختلج في نفسه . وهو مُولَع
بلقاء الشَّواذ من الناس ، ومُشاهدة المناظر الشاذة ، لأن بِه مَيْلاً نحو
الشُّذوذ .
اشْتُهِر هكسلي بكتابة الروايات والقصص
القصيرة وسيناريوهات الأفلام. وقد قضى حياته منذ 1937 في مدينة لوس أنجلوس . له
اهتمامات بالباراسيكولوجيا ( ما وراء عِلم النفس ) ، والتصوف الفلسفي . كما أنه
مُعَادٍ للحروب ، ومهتم بالقضايا الإنسانية . وفي آخر آيام حياته اعْتُبِر في بعض
الدوائر الأكاديمية ، قائدًا للفكر الإنساني الحديث ومُثقفًا بارعًا . وكان له
تأثير واضح على جوج أورويل .
كان هكسلي يشعر بقلق عميق إزاء المستقبل
الذي قد يصنعه العالَم المتقدِّم لنفْسه . وقد أدلى ببعض التحذيرات في كتاباته ومُحادثاته
. وبيَّن أن المخاوف الرئيسية هي الزيادة السكانية في العالم، والميل نحو تنظيم
اجتماعي هرمي واضح، والأهمية الحاسمة لتقييم استخدام التكنولوجيا في المجتمعات
الجماعية المعرَّضة للإقناع المخادع ، والميل لتشجيع السياسيين المعاصرين عن طريق
استغلال الجمهور الساذج .
في ربيع عام 1953، قام هكسلي بتجربته الأولى
مع المخدِّرات . وقد روى في كتابه " أبواب الإدراك " هذه التجربة . ومع
هذا ، استمرَّ في كتابة مقالات للمجتمع .
أُصيب هكسلي بسرطان الحنجرة ، وتُوُفِّيَ في
نفس اليوم الذي اغْتِيل فيه الرئيس الأمريكي الراحل جون كينيدي ، لذلك لَم يَنتبه
أحد لموت هكسلي ، ولَم تتم تغطيه وفاته إعلاميًّا .
مِن أبرز رواياته : الكروم الصفراء ( 1921 ) . عالَم جديد شجاع ( 1932 ) . الجزيرة ( 1962) .