وُلِد الشاعر والناقد الإنجليزي ستيفن سبندر
( 1909_ 1995) في لندن ، لأب كان يَعمل صحفيًّا ليبراليًّا ومُحاضرًا جامعيًّا .
درس في
جامعة لندن ، ثم تابع دراساته العُليا في جامعة أكسفورد ، حيث ارتبط بمجموعة من
الشعراء الذين نالوا شُهرةً فيما بعد مِثل : أُودن ، وسسيل دي لويس ، ولويس مكنيس
.
لَم
تكن هذه جماعة مُنظَّمة ، لكنها أظهرت تأثرًا كبيرًا بالأحداث التي سادت في ثلاثينيات
القرن العشرين، ومِنها الركود الاقتصادي، وظهور النازية، وحملات التطهير
الستالينية، والحرب
الأهلية الإسبانية، والأحداث التي أدَّت إلى الحرب العالمية الثانية .
قام
بعد الحرب بعدة زيارات للولايات المتحدة ، حيث حاضرَ ودَرَّسَ في جامعاتها . وفي
عام 1970 ، عُيِّنَ أستاذًا للغة الإنجليزية في جامعة لندن .
انعكست أحداث تلك
الحقبة في أشعار سبندر ، شأنه شأن أفراد مجموعة الشعراء الذين ارتبط بهم ، إذ
تَبَنوا نمطًا من الأفكار الماركسية التي كانت المحرِّك الأساسي في أشعارهم . لكن
سبندر تَبَنَّى في مراحل لاحقة مبادئ ليبرالية تُعبِّر عن روح فردية، وعن الدَّعوة
للحرية في التعبير. وأخذت كتاباته تُركِّز على مواضيع مُستقاة مِن الشعراء
الإبداعيين ( الرومانسيين ) في القرن التاسع عشر، وتدور حول الحب والصداقة
والتغيير والموت،وظَلَّت تحتفظ بأسلوب شخصي صادق .
نشر مجموعته "
قصائد " في عام 1933 ، التي تَحمل نَفَسًا سياسيًّا ثوريًّا ، مُستوحى من
الاحتجاج الاجتماعي . وفي عام 1936 ، أصبح عُضْوًا في الحزب الشيوعي لبريطانيا
العظمى .
نشر في عام 1955 مجموعة مِن أشعاره ، التي
كتبها في الفترة ( 1928_ 1953) تحت عنوان" قصائد مجموعة ".وما لبث أن
نشر مجموعة أخرى بعنوان " قصائد مختارة " عام 1964.
وبالإضافة إلى كتاباته الشعرية ، التي أصبحت
قليلة نسبيًّا في مراحل لاحقة مِن حياته ، رَكَّزَ سبندر على الموضوعات النقدية ،
وقضايا الظلم الاجتماعي ، والنضال الطبقي .
وفي كتابه " صناعة القصيدة " (
1955) يتحدَّث عن تأثره بشعراء أوروبيين مرموقين مِثل ريلكه ، ولوركا .
حَملت سيرة سبندر الذاتية التي نشرها عام
1951 عنوان " عالَم داخل عالَم " ، وهي سِجل قَيِّم للآراء الفكرية
الحماسية التي سادت في ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين .
وفي كتابه " صراع الحديث " (
1963) ، وصف التحولات في الذوق الأدبي مع نشر القصائد المبكِّرة للشاعرين تي . إس
. إليوت ، وعِزرا باوند .
كان سبندر قد كتب أيضًا القصة القصيرة ،
ونشر مجموعة منها تحت عنوان " الصَّبار المحترق " ( 1936) ، إضافة إلى رواية
تحمل عنوان " الابن المتخلِّف " . وكتب مسرحية شعرية بعنوان "
مُحاكمة قاض " ( 1938) .
شاركَ في تحرير مجلات أدبية مرموقة مثل
مجلتي " هورايزن " ، و " إنكاونتر " التي ترك العمل فيها حِين
تبيَّن له أنها تُمَوَّل سِرًّا من المخابرات المركزية الأمريكية .
بدأ سبندر
العمل على رواية في عام 1929، والتي لَم تُنشَر حتى عام 1988 ، تحت عنوان "
المعبد " . وتدور أحداثها حول شاب يُسافر إلى ألمانيا ، ويَجد ثقافة مفتوحة
أكثر مِن إنجلترا ، خاصةً حول العلاقات بين الرجال ، وتظهر توقعات مُرعبة للنازية
التي ترتبط بشكل مُربِك بالانفتاح الشديد الذي تُعجَب بِه الشخصية الرئيسية .
والجديرُ بالذِّكر أن سبندر يشعر بِقُربه من الشعب اليهودي ، فقد كانت
والدته نصف يهودية ( كانت عائلة والدها من
اليهود الألمان الذين تحوَّلوا إلى المسيحية ) . كما أن زوجته الثانية التي
تزوَّجها في عام 1941 كانت أيضًا يهودية .
وفي 16 يوليو 1995 ، تُوُفِّيَ سبندر بسبب نوبة قلبية في وستمنستر ، لندن ، في سِن السادسة والثمانين . ودُفِن في مقبرة القديسة ماري في كنيسة بادينغتون غرين في لندن .