وُلد الروائي
البريطاني سلمان رشدي ( 1947_ ... ) في مومباي بالهند .
كان الابن الوحيد لوالده الذي يعمل محاميًا،وهو خريج جامعة كامبردج،وتَحَوَّل إلى
رجل اعمال.أمَّا والدته فمُدرِّسة.
تلقى رشدي تعليمه في مدرسة كاتدرائية جون
كونن في مومباي، قبل أن ينتقل إلى مدرسة الرجبي الداخلية في إنجلترا ، ثُمَّ درس التاريخَ
في الكلية الملكية في جامعة
كامبردج .
تُعتبَر
رواية " غريموس " ( 1975 ) الأولى لرشدي ، ولكنها
لَم تحظَ بأي اهتمام أو شهرة . أمَّا الرواية التي أخذت الحيِّز الواسع من الشهرة
والتقدير ، فهي روايته الثانية " أطفال منتصف الليل" ( 1980 ) التي حصل
رشدي بسببها على جائزة بوكر الإنجليزية الهامة . وبها
دخل رشدي تاريخ الأدب، وتُعتبَر اليوم أهم أعماله الأدبية على الإطلاق .
وعلماء الأدب الإنجليزي أشاروا إلى أن رواية
" أطفال منتصف الليل " أثَّرت بشكل كبير على شكل الأدب الهندي _
الإنجليزي ، وتطوره خلال السنوات .
بعد هذا النجاح ، جاء رشدي برواية جديدة
بعنوان " العار " ( 1983) . وبعد
هذه الرواية أصدر عمل جديد بُنِيَ على تجربة شخصية، وهو" ابتسامة جكوار "( 1987 ) ، ثم أعمال أخرى كثيرة .
نشر أشهر رواياته " آيات شيطانية " عام 1988 ، وحازَ عنها على جائزة "ويتبيرد"
لكن شهرة الرواية جاءت بسبب تسبُّبها في إحداث ضجة في العالَم
الإسلامي ، فقد تَمَّ اعتبارها مُهينة لشخص
رسول الإسلام محمد ، عليه الصلاة والسلام . وأدى ذلك إلى حدوث
ضجة كبيرة في دول العالَم الإسلامي ، لأن الرواية تعرَّضت لشخص الرسول محمد
بالإسفاف، استنادًا إلى بعض روايات الحديث الباطلة .
ووفق الرواية ، فإن الرسول محمدًا ( ماهوند
في الرواية ) ، قام بإضافة آيات في القرآن لتبرير وجود
آلهة ثلاثة كانت مُقدَّسة في مكة حِينها .
وحَسَب الرواية ، فإن الرسول محمدًا قام بحذف وتغيير هذه الآيات بتبرير أن الشيطان نطق على لسانه
هذه الآيات. وهذا ما أثار الغضب في العالَم الإسلامي ، الأمر الذي أدى إلى منع
ترجمة وبيع الكتاب في اللغة
العربية .
وفي 14
فبراير 1989 ، صدرت فتوى بإهدار
دم الروائي سلمان رشدي عن قائد الثورة الإيرانية الخميني من خلال راديو طهران ، الذي
قال فيه : (( يجب إعدام سلمان رشدي )) .
وفي 3 أغسطس 1989 ،
فشلت محاولة لاغتياله بواسطة كتاب مُفخَّخ، حاول تمريره عنصر من " حزب الله " يُدعَى مصطفى
مازح . انفجرَ الكتاب بشكل مبكر مِمَّا أدى إلى مقتل الأخير وتدمير طابقين من فندق
بادينغتون . ولهذا السبب عاش رشدي مختفيًا عن الأنظار والحياة العامة لمدة عشر
سنوات .
في الفترة اللاحقة لهذه الفتوى ، تلت موجه
كبيرة من الهجمات والتهديدات لدور الطباعة والنشر والترجمة. والكثير من المترجمين
وأصحاب دور الطباعة تعرَّضوا للتهديد أو القتل على أيدي جماعات إسلامية . والكثير
من المكتبات حُرِقت أو تَمَّ تفجيرها . وأُقيمت مسابقات بين بعض المجاميع لإحراق
أكبر عدد ممكن من هذه الرواية .
وأعلن
رجل الدين الإيراني أحمد
خاتمي، في عام 2007 أن الفتوى بإهدار دم الكاتب البريطاني سلمان رشدي ، التي
أصدرها الخميني في عام 1989 بسبب كتابه " آيات شيطانية " ، لا تزال
سارية ، مُؤكِّدًا أنها " غير قابلة للتعديل " .
وفي يونيو 2007 منحت ملكةُ بريطانيا رُشدي لقب " فارس "، مِمَّا أثار ضجة جديدة في العالَم الإسلامي. أدَّى ذلك إلى توجيه الانتقادات من بعض الدول الإسلامية لهذا الحدث، حيث اعتبرته إيران "ضد الإسلام" ، أمَّا في باكستان فقد أدان المجلس الوطني الباكستاني هذا القرار ، وطالب بريطانيا بسحب هذا التكريم فورًا ، وقام أعضاء مجلس العلماء بمنح أسامة بن لادن لقب " سيف الله " .