وُلد الكاتب والمخرج الأمريكي بول أوستر (
1947 _ ... ) في مدينة نيو آرك في ولاية نيوجيرسي الأمريكية ، لأبوَيْن يهوديين من
الطبقة الوسطى ، ومِن أصول بولندية .
نشأ أوستر في منطقة جنوب أورنج ، نيوجيرسي ،
وتخرَّجَ من ثانوية كولومبيا في مابلوود . وبعد تخرُّجه من جامعة كولومبيا عام
1970 ، انتقل إلى باريس . وكوسيلة لكسب قُوت يَومه ، قام بترجمة الأدب الفرنسي ،
وعند عودته إلى الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1974 ، قام بنشر قصائد ومقالات
وروايات من تأليفه . كتاباته خليط بين العبثية، والوجودية، وأدب
الجريمة ،والبحث عن الهوية والمعاني الإنسانية . وقد تُرجِمت كُتبه لأكثر من
أربعين لغة .
بعد النجاح الذي حقَّقه أول عمل أنتجه
أوستر،والذي كان عبارة عن مذكرات أطلق عليها " اختراع العُزلة " (
1979_1981) ، عاد إلى الأضواء مُجَدَّدًا عند إصداره ثلاثيته الشهيرة التي تتكون
من قصص بوليسية ترتبط ببعضها بشكل بسيط ، ونشرها تحت عنوان " ثلاثية نيويورك
" . وهذه القصص لَم تكن مجرَّد قصص بوليسية تقليدية تدور حول أمر غامض أو
مجموعة أدلة . بدلاً من ذلك، قام أوستر باستخدام نموذج المحقق للتطرق إلى قضايا الوجودية وأسئلة الهوية
، والمكان ، واللغة والأدب ، مِمَّا جعله يبتكر أسلوبًا فريدًا في الحداثة ، وما
بعد الحداثة .
وعند المقارنة بين العملين ، يقول أوستر :
(( أعتقد أن العالَم مليء بالأحداث الغريبة ، حيث إن عالمنا الواقعي يُخفي الكثير
من الأسرار التي تفوق توقُّع أي مِنَّا . ومن هذا المنطلق نمت الثلاثية مباشرة من
اختراع العُزلة )) .
يتخلل الكثير من أعمال أوستر الأخيرة هاجس
البحث عن الهوية والمعاني الشخصية، والكثير منها يُركِّز بشكل كبير على دور
الصُّدفة والعشوائية، مِثل :" موسيقى الصُّدفة "، أو بشكل أعمق، مدى
ارتباط الأشخاص بأقرانهم وبيئاتهم . وأبطال أوستر غالبًا ما يجدون أنفسهم مُضطرين
للعمل كجزء من مُخطَّط أشخاص آخرين ، أو منظمات كبرى .
كان أوستر عضوًا في مجلس القائمين على الفرع
الأمريكي من المنظمة الأدبية الدولية ، خلال الفترة ( 2004 _ 2009 ) ، وأصبح
نائبًا للرئيس في الفترة ( 2005 _ 2007 ) .
في عام 2012 ، نُقِل عن أوستر قوله في
مقابلة له إنه لن يقوم بزيارة تركيا احتجاجًا منه
على طريقة تعاملها مع الصحفيين. وقام رئيس وزراء تركيا رجب
طيب أردوغان بالرد عليه
قائلاً : " وكأننا في حاجة إليك ! ، مَن يَهتم حقًّا إن أتيتَ أو لَم تأتِ ؟
"، ليقوم أوستر بالرد: " وَفْقًا لأحدث الإحصائيات الصادرة عن منظمة (
قلم ) الدولية ، هنالك ما يُقارب مئة كاتب تم سجنهم في تركيا ، ناهيك عن الناشرين
المستقلين " .
آخر أعمال أوستر عبارة عن مذكرات ، تحت
عنوان" حياة في الكلمات " . نُشِرت في أكتوبر 2017 . وتدور بشكل رئيسي
حول مهنة الكتابة وعلاقتها بحياة أوستر، وتستند إلى حوارات أوستر .
من أبرز أعماله : ثلاثية نيويورك ( 1987 ). قصر القمر ( 1989 ). موسيقى الصُّدفة ( 1990 ) . كتاب الأوهام ( 2002 ) . حماقات بروكلين ( 2005 ) .