وُلد الروائي
البرازيلي باولو كويلو ( 1947 _...) في ريو دي جانيرو ، لعائلة ميسورة ماديًّا.
والده كان مهندسًا ، أمَّا والدته فكانت
كاثوليكية شديدة الإيمان والروحانية .
تمنى كويلو في مراهقته أن يغدو كاتبًا، إلا
أن والدته كان لها رأي آخر عندما صرَّح لها بذلك، وقالت له : (( عزيزي ، والدك
مهندس ، رَجل منطقي، عملي، صاحب رؤية واضحة المعالم جدًّا للعالم. هل تعلم حقًّا
ما هو معنى أن تصبح كاتبًا ؟ )) .
وفي السادسة عشرة من عُمره، أدَّت انطوائية
كويلو ورفضه للطرق التقليدية في الحياة بوالديه إلى أن يُرسلاه إلى مؤسسة عقلية ،
وهو ما دفعه إلى الهرب منها ثلاث مرات قبل أن يُطلَق سراحه منها نهائيًّا في
العشرين من عمره. وقد عقَّب كويلو على ذلك الموضوع فيما بعد قائلاً : (( لَم تكن المسألة أنهما يريدان ( يعني والديه ) إيذائي . كانا فقط يجهلان ما
ينبغي عليهما فعله اتِّجاهي . إنهما لَم يقوما بذلك لأجل تدميري ، بل لأجل الحفاظ
عليَّ )) .
ونزولاً عند رغبة والديه ، التحق كويلو بمدرسة القانون ، وهجر حلمه القديم
في أن يصبح كاتبًا. وبعد ذلك بعام واحد ، ترك كويلو المدرسة ، وعاش حياته
بوهيميًّا مُرتحلاً إلى أماكن عديدة في أمريكا الجنوبية ، وشمال أفريقيا ،
والمكسيك ، وأوروبا . وبدأ في تعاطي المخدِّرات في ستينيات القرن العشرين. ولدى
عودته إلى البرازيل ، عمل كويلو مُؤلِّفًا للأغاني لبعض المطربين ، وتم اعتقاله في
عام 1974 بتهمة " أعمال تخريبية " خلال الحكم العسكري السائد حينئذ ،
والذي اعتبر مؤلفات كويلو الغنائية يسارية خطرة .
يُؤلِّف
كويلو حاليًّا القصص المحرَّرة مِن قِبَل العامة عن طريق الفيس
بوك . تتميَّز
رواياته بمعنى روحي يستطيع العامة تطبيقه مُستعملاً شخصيات ذوات مواهب خاصة ،
لكنها موجودة عند الجميع. كما يعتمد على أحداث تاريخية واقعية لتمثيل أحداث قصصه .
وقد عُيِّنَ عام 2007
رسول السلام التابع للأمم المتحدة .
قبل أن يتفرَّغ كويلو للكتابة ، كان يُمارس الإخراج
المسرحي والتمثيل ، وعمل كمؤلف غنائي،وصحفي.وقد
كتب كلمات الأغاني للعديد من المغنين البرازيليين ، فيما يزيد عن 60 أغنية.
بدأ شغف كويلو
بالعوالم الروحانية مُنذ شبابه كهيبي
، حِينما جال العالَم بحثًا عن المجتمعات السِّرية، وديانات
الشرق .
نشر أول كتبه عام 1982 بعنوان " أرشيف
الجحيم " ، والذي لَم يُلاقِ أي نجاح. وتبعت مصيره أعمال أخرى، ثم في عام
1986 ، قام كويلو بالحج سَيْرًا لمقام القديس جايمس في كومبوستيلا ( شمال غربي
إسبانيا ) . وقد كانت هذه الرحلة نقطة تحوُّل رئيسية في حياته ، فقد أفرزت رواية
" الحج " في نفس العام ، والمعروفة تجاريًّا بـ " حاج كومبوستيلا
" .
كتب كويلو رائعته "الخيميائي" ، ونشرها من خلال دار نشر متواضعة
. لَم يتحمس صاحب دار النشر للرواية ، حتى إنه قرَّر ألا تزيد عدد نسخ الطبعة
الأولى عن 900 نسخة وبدون إعادة نشر . عثر كويلو بعد ذلك على دار نشر أكبر ، وبعد
نشره لروايته التالية "بريدا" حقَّقت رواية "الخيميائي" أعلى
مبيعات في البرازيل ، وتَمَّ طباعة أكثر من 65 مليون نسخة منها ، حتى غدت من أعلى
الكتب في التاريخ تحقيقًا لأعلى نسبة مبيعات ، وتَمَّ ترجمتها إلى 71 لغة، وهو ما
حدا بها إلى أن تدخل موسوعة غينيس لأكثر رواية مترجمة لمؤلف على قَيْد الحياة .
و" الخيميائي" رواية رمزية ، نُشِرت لأول مرة عام 1988. وتحكي
عن قصة الراعي الإسباني الشاب سنتياغو في رحلته لتحقيق حُلمه الذي تكرَّر أكثر مِن
مَرَّة ، والذي تدور أحداثه حول كَنْز مدفون في الأهرامات بمصر . ووراء هذا الحلم
ذهب سانتياغو ليقابل في رحلته الإثارة، والفرص، والذل، والحظ والحب . ويفهم الحياة
من منظور آخر وهو رُوح الكون .
وقد أشاد بها النُّقاد وصنَّفوها كأحد روائع
الأدب المعاصر . واستلهمَ كويلو حبكة القصة من قصة بورخيس القصيرة " حكاية حالمين " .
حازَ كويلو على المرتبة الأولى بين تسع وعشرين دولة . ونال العديد من الأوسمة والتقديرات. وقد اعْتُبِر أعلى الكُتَّاب مبيعًا بروايته " 11 دقيقة"، حتى قبل أن تُطرَح في الولايات المتحدة أو اليابان ، و10 بلدان أخرى . واحتلت روايته " الزهير" ( 2005 ) المركز الثالث في توزيع الكتب عالميًّا .