وُلد الشاعر الإسباني
بيثنتي أليكساندري ( 1898_ 1984) في إشبيلية ، وتُوُفِّيَ في مدريد.ينتمي إلى جيل
27 ، وهو الاسم الذي يُعرَف به شعراء الأدب الإسباني في القرن العشرين. وهذا الجيل
ظهر على ساحة المشهد الثقافي عام 1927 في المجمع الأدبي في إشبيلية .
التحقَ بالأكاديمية الملكية الإسبانية عام
1950.وحازَ على الجائزة الدولية للأدب عام 1933 لكتابه " الدمار أو الحب
" ، وجائزة في النقد عام 1963، وجائزة نوبل للآداب عام 1977 .
هو ابن لأحد العائلات ذات الأصل البرجوازي
في إسبانيا . كان والده مهندسًا في السكة الحديدية . عاشَ طفولته في مالقة ، حيث
درس مع الكاتب إميليو برادوس .
انتقلَ إلى مدريد ، حيث حضر دراسات في كلية
الحقوق وكلية التجارة . وتخرَّجَ في كلية الحقوق عام 1919 ، وحصل على لقب رئيس
بلدية التجاريين . وعمل كأستاذ للقانون التجاري
( 1920_ 1922) في كلية التجارة .
بدأت صحته في التدهور عام 1922 . وفي عام
1925 عَرَفَ أنَّه مريض بالتهاب الكُلى السُّلِّي، وقد خضع لعملية إزالة إحدى
كُليتيه عام 1932.
نشر أشعاره الأُولَى عام1926،كما كان على
اتصال برفائيل ألبرتي وفيديريكو غارثيا لوركا. وأخفى طيلة حياته ميوله الجنسية
المثلية . وفي الثلاثينيات، تعرَّفَ على أندريس أثيرو، وخاضا قصة حُب شديدة ،
ولكنها انتهت بنفي أندريس إلى المكسيك بعد الحرب الأهلية . وكان أليكساندري قادرًا
على التحكم بحالته الجنسية المثلية ، حتى لا يُؤذيَ عائلته ، وخاصَّة أُخته .
لَم
يتم نفيُه بعد الحرب الأهلية الإسبانية (1936_ 1938) على الرغم من أفكاره
اليسارية، بَل ظَلَّ في إسبانيا ، حتى أصبح أكبرَ الشعراء الشباب .
يَعرض شِعْرُه عِدَّة مراحل : مرحلة النقاء
، والسريالية ، ومحورية الإنسان ، والمرحلة القديمة .
1_ مرحلة النقاء : نُشِرَ كتابه الأول
" أمبيتو " في مالقة 1928، والذي تَمَّ تجميعه في الفترة ( 1924_ 1927)
. ويُعَدُّ الكتاب عملاً أوليًّا لكاتب مُبتدِئ لَم يَشتهر بَعْد . سيطرَ على هذه
المرحلة طابع الأبيات القصيرة ذات السَّجْع وجماليات الشِّعر النقي . بالإضافة إلى
أصداء الشعر الكلاسيكي الإسباني في فترة العصر
الذهبي .
2_ السريالية : في الفترة ( 1928_ 1932) حدث تغيير كُلِّي في تصوُّره
للشِّعر ، مُستلهِمًا مِمَّن سبقوه في السريالية . وتُعتبَر قصيدته " عاطفة
الأرض " ( 1935) تعبيرًا للشِّعر النثري . ويَظهر الشِّعر الحر في ثلاث قصائد
من قصائده ، وهي " سيوف كالشِّفاه " ( 1932) . " الدمار أو الحب
" ( 1932) . ظِل الجنة ( 1944) . ونهجُ هذه الأشعار غير عقلاني . فقد اقتربَ
التعبيرُ من الكتابة التلقائية ، مِمَّا أدَّى إلى عَدم قبولها في بعض الأوساط .
فالشاعرُ يحتفل بالحب كقوة طبيعية ، بدون أيَّة سيطرة ، حيث تقضي على كُل الحدود
الإنسانية . وينتقد الاتفاقيات التي يحاول المجتمع السيطرة عليها .
3_ محورية الإنسان : تغيَّرت أعماله ،
واقتربت من المخاوف السائدة في الشِّعر الاجتماعي، ويظهر تضامنه في مُعالجة حياة
الرَّجل العادي ، ومُعاناته ، وأوهامه . وكل ذلك باستخدام أسلوب سهل وبسيط .
ويُعتبَر كِتاباه : " تاريخ القلب " ( 1954) . و " في مجال
العَظَمَة " ( 1962) ، مِن الكتب الأساسية في تلك الفترة .
4_ المرحلة القديمة : استخدم الشاعر مَرَّةً
أخرى أسلوبَه غير العقلاني ، وهذا يتَّضح في كُتبه الأخيرة ، مِثْل : " قصائد
من الكمال " ( 1968) ، و " حوارات المعرفة " ( 1974) . وذلك
لتجربته مع الشيخوخة ، واقترابه من الموت . حتى وإِن كان ذلك في شكل مُكرَّر
للغاية وهادئ. وبالإضافة إلى هذين الكتابَيْن اللذين تَمَّ نشرهما خلال حياة
الكاتب ، يُمكننا إضافة كتاب ثالث لهما ، وهو " في ليلة عظيمة " الذي
نُشِرَ عام 1991بعد وفاته ، وهو على نفس النهج الميتافيزيقي للكتابَيْن السابق
ذِكرهما .
مِن أبرز مجموعاته الشعرية : سيوف كالشِّفاه ( 1932) . الدمار أو الحب ( 1935) . الميلاد الأخير ( 1953) . صوت الحرب ( 1971) .