وُلد الشاعر الفرنسي
بول فيرلين ( 1844_ 1896) في متز. كان والده مهندسًا عسكريًّا. وبعد استقالته،
انتقلت العائلة إلى باريس .
درس في ثانوية بونابرت( الآن ثانوية
كوندرسيه ) في باريس، ثم
تولى وظيفة في الخدمة المدنية. بدأ كتابة الشِّعر في سن مبكرة ( 1858 ) . وفي عام
1862 ، دخل كلية الحقوق ، ولكنه ترك الدراسة بسبب المشكلات المادية للعائلة .
حياة فيرلين الخاصة كانت ظاهرة في أعماله،
ابتداءً من حُبِّه لماتيلد
مات ، التي أصبحت
زوجةً لفيرلين في عام 1870 ، في نفس العام
الذي أُعْلِنَت فيه الجمهورية الثالثة .
أصبح رئيسًا للمكتب الصحفي للجنة المركزية
لباريس المحلية . هرب فيرلين من قتال الشارع المعروف باسم " الأسبوع الدامي
"، واختبأ في باس دو كاليه . وعاد إلى باريس في آب 1871 .
جمعته مع الشاعر رامبو علاقة ،
يقول عنها البعض إنها علاقة آثمة ومشبوهة بينهما . وقد ضاقَ فيرلين ذرعًا بتصرفات
رامبو وحياته التي كانت تُعوِّل على فيرلين طوال الوقت ، وتأزَّمت العلاقة كثيرًا
بينهما ، لتنتهيَ بإطلاق فيرلين وهو في حالة سُكر رصاصتين من مسدسه على رامبو في
يوليو 1873 ، لِيُصاب في كتفه ، وتنتهيَ العلاقة التي جمعتهما . اعْتُقِل فيرلين
وسُجِن في مونس، حيث اعتنق الكاثوليكية الرومانية ، والتي بالتالي أثَّرت على عمله
بشكل كبير وواضح .
كتب فيرلين مجموعة من القصائد الرومانسية في
الفترة ( 1872_ 1873 ) مُستوحاة من حنين فيرلين الملوَّن بالذكريات إلى حياته مع
زوجته . كما صوَّر الفترة من حياته التي عاشها مع رامبو ومغامراتهما الطويلة .
سافر فيرلين إلى إنجلترا ، حيث عمل لعدة سنوات كمُدرِّس ، كما أنه نشر مجموعة
شعرية أخرى ناجحة تُدعَى " الحكمة " .
عاد إلى فرنسا في عام 1877 . وبينما كان
يُدرِّس اللغة الإنجليزية في المدرسة في راثل، أصبح مفتونًا بأحد تلاميذه يُدعَى
لوسيان لتنويز ، الذي ألهم فيرلين لكتابة المزيد من القصائد .
في عام 1884 ، نشر مجموعته الشعرية "
ذات مَرَّة" وكتاب المقالات النقدية الأدبية" شعراء ملعونون " ،
الذي تضمَّن مقالات عن ستة شعراء ، مِنهم رامبو ومالارميه وفيرلين نفسه .
شهدت السنوات الأخيرة
لفيرلين انزلاقه إلى الإدمان على المخدِّرات،والإدمان على الكحول، وعانى من الفقر
والحاجة .
وكان يعيش في الأحياء الفقيرة والمستشفيات العامة
، وقضى أيامه في مقاهي باريس . ولحسن الحظ، فإن حب الشعب الفرنسي للفن كان قادرًا
على تقديم دعم مادي لفيرلين ، ومساعدته على كافة الأصعدة .
تَمَّ الكشف عن الشِّعر المكتوب في أول
حياته ، وعن أسلوب الحياة والسلوك الغريب الذي سلكه أمام الناس مِمَّا استقطب
إعجابهم ، وانتُخِب في عام 1894 " أمير شعراء " فرنسا مِن قِبَل أقرانه
وزُملائه الشعراء .
كان شعره محط إعجاب ، وكان يُعتبَر كحدث مهم
، بوصفه مصدرًا للإلهام لملحِّنين مِثل غابرييل فاوري ، الذي لَحَّنَ العديد من
قصائده .
تُوُفِّيَ فيرلين في باريس بسبب نزيف في الرئتين ، ودُفِن في مقبرة باتنجولس .