وُلد الكاتب الإنجليزي
جون لو كاريه ( 1931 _ 2020 ) في بول ، دورست ، إنجلترا . اسمه الحقيقي: ديفيد جون مور
كورنويل .
بدأ لو كاريه دراسة اللغات
الأجنبية في جامعة
بيرن،سويسرا خلال الفترة(1948_1949) ثم انضمَّ إلى سلاح الاستخبارات في الجيش
البريطاني في عام 1950 . وكانت وظيفته هي مقابلة الناس الذين عبروا الستار الحديدي
إلى الغرب ، من أجل أن جمع معلومات استخباراتية منهم . عاد بعد سنتين إلى المملكة
المتحدة ، ودرس في جامعة أكسفورد .
بالإضافة إلى الدراسة، كان يعمل سرًّا لجهاز
الأمن البريطاني ، ويتجسَّس على مجموعات أقصى اليسار. تخرَّج في جامعة
أكسفورد عام 1956 ، ثم
عمل أستاذًا للفرنسية والألمانية في كلية إيتون
في بيركشاير لمدة عامين . وأصبح ضابطًا في جهاز
الأمن البريطاني عام 1960 ، ونُقِل إلى جهاز الاستخبارات الخارجية
البريطانية .
عمل
لو كاريه في السفارة
البريطانية في بون وهامبورغ
( ألمانيا) حتى عام 1964. لكن هويته كُشِفت لجهاز المخابرات في الاتحاد السوفييتي
، مِن قِبَل ضابط مخابرات بريطاني منشق ، فترك جهاز الاستخبارات، وقرَّر أن يُصبح
روائيًّا .
نشر روايته الأولى " دعوة للموتى
" ( 1961 ) تحت اسم مستعار " جون لو كاريه " ، وهو الاسم الذي كان
يستخدمه حين عمل لحساب جهاز الاستخبارات البريطانية في أوروبا . والرواية عبارة عن
قصة جواسيس من ألمانيا الشرقية ، يُمارسون نشاطهم في بريطانيا .
خلال حياته المهنية ، كتب لو كاريه أكثر من
عشرين رواية . تَمَّ تحويل العديد منها إلى أفلام ناجحة . وتُركِّز كثير من
رواياته على التشويق والتجسس والبيئات السياسية في عصر الحرب الباردة .
تُعتبَر روايته " الجاسوس الذي جاء من
البرد " ( 1963 ) أفضل أعماله على الإطلاق ، وقد أصبحت من أكثر الروايات
مبيعًا على مستوى العالم . وكثير من النُّقاد يعتبرونها واحدة من أعظم روايات
التجسس على الإطلاق . وهي تُركِّز على الصراع الداخلي بدلاً من الصراع الخارجي .
استغل لو كاريه تجربته خلال الحرب الباردة
في أجهزة الاستخبارات لخلق عالم خيالي، وشديد الغموض ، ومرتبط بفساد المؤسسات .
تتميَّز روايات لو كاريه بسرد مغامرات
الموظفين السياسيين الذين هُم على بيِّنة من الغموض الأخلاقي لعملهم . وتستعرض
رواياته النواحي النفسية والعاطفية للشخصيات، وتخوض في الأحداث الدرامية
المتسارعة.
وهذه
المواضيع تتكرَّر في رواياته من أجل معرفة الخير من الشر . تمامًا كما في العالَم
الحقيقي. والغموض الأخلاقي للسياسة هو الدرس الأكثر أهمية ، الذي يُؤخَذ من أعمال
لو كاريه.
يُعتبَر لو كاريه واحدًا مِن أكثر الكُتَّاب
تأثيرًا في عصرنا . وقد ساهم في تحليل السياسة ضمن فترة الحرب الباردة ، وتوضيح
الغموض الأخلاقي الذي يُحيط بمصائر الأفراد والجماعات .
مِن أبرز أعماله : الجاسوس الذي جاء من البرد ( 1963) . مُصلح خياط جندي جاسوس ( 1974 ). البيت روسيا ( 1989 ) . خيَّاط بنما ( 1996) . البستاني المخلص ( 2001).