وُلد الروائي الجنوب أفريقي جون
ماكسويل كويتزي ( 1940_ ... ) في كيب تاون . كان والده مُحاميًا وموظفًا حكوميًّا
في بعض الأحيان . حصل على جائزة نوبل للآداب عام 2003، بسبب أشكاله الأدبية التي
لا حَصْر لها ، وتصويره لمشاعر الغربة داخليًّا وخارجيًّا ، وتركيزه على الطبيعة
الأخلاقية للعمل . وحسب تقرير لجنة نوبل : (( فإن
شخصيات كويتزي تنتصب خلف نفسها في اللحظات الحاسمة ، لابثة بلا حراك ، عاجزة عن
المشاركة في ما تقوم به هي نفسها من أفعال. غير أن السلبية ليست ذلك السديم القاتم
الذي يبتلع الشخصية فَحَسْب، بل هي أيضًا الملاذ الأخير المفتوح أمام الكائنات
البشرية وهي تتحدَّى نظامًا قمعيًّا ، عن طريق الحيلولة دون إخضاع نفوسها لِمَا
يُبيِّته ذلك النظام. وفي استكشاف الضعف والهزيمة ينجح كويتزي في التقاط الومضة
المقدَّسة داخل الإنسان )) .
أصبح كويتزي ثاني كاتب جنوب
أفريقي يفوز بالجائزة بعد نادين غورديمير . وقد قدَّم مساهمة استثنائية في مجال
الأدب ، ووضع جنوب أفريقيا على الساحة العالمية.
بدأ حياته الروائية عام 1974،
ونشأ في بيت يتحدث الإنجليزية رغم أصوله الهولندية ، وهو يتحدث اللغتين بطلاقة .
يُعتبَر أول كاتب يفوز بجائزة بوكر الأدبية البريطانية المرموقة مرتين .
درس كويتزي في كلية سانت جوزيف ،
وهي مدرسة كاثوليكية في إحدى ضواحي كيب تاون . وحصل على البكالوريوس في الآداب مع
مرتبة الشرف في اللغة الإنجليزية عام 1960. وحصل على الدكتوراة من جامعة تكساس عام
1969.
ومُنذ عام 1968، سعى إلى الإقامة
الدائمة في الولايات المتحدة ، وهي عملية لَم تنجح في النهاية ، ويرجع ذلك جزئيًّا
إلى تورُّطه في الاحتجاجات ضد الحرب في فيتنام .
مِنَ المعروف أن كويتزي يحب
العُزلة والانعزال والابتعاد عن الناس ، ويَتجنَّب الدعاية لنفسه وأعماله ، وهو
يَتمتَّع بالانضباط الذاتي كالرُّهبان ، والتفاني في العمل . إنه لا يُدخِّن ، ولا
يأكل اللحوم ، ويسير مسافات طويلة للحفاظ على لياقته .
هاجمَ
كويتزي سياسة الفصل العنصري في بلاده، وتَحَدَّثَ عن محدودية الفن في مجتمع جنوب
أفريقيا ، حيث انتشار العلاقات المشوَّهة بين البشر ، واعتبرَ الأدبَ في بلاده هو
أدب العبودية ، وأدب أقل مِن الإنسان تمامًا ، وهو بالضبط نوع الأدب الذي يَكتبه
الناس في السجن .
ودعا
حكومة جنوب أفريقيا إلى التخلي عن سياسة الفصل العنصري . كما عَبَّر كويتزي عن
مَيْلِه القوي والطاغي إلى تضمين الرواية في التاريخ ، وقراءة الروايات بوصفها
استقصاءات تخييلية في القوى والظروف التاريخية الحقيقية .
وأيضًا ،
اعتبار الروايات التي لا تُؤدِّي هذا الاستقصاء في ما يُعَدُّ قوى وسياقات تاريخية
حقيقية ، بمثابة روايات تفتقر إلى الجِدِّية . وهذا الأمر شديد الأهمية ، لأن
تاريخ جنوب أفريقيا مكتوب على نَحْوَ مُتَحَزِّب تمامًا للأبيض ، ومُتَحَيِّز
للمُسْتَعْمِر .
إن
روايات كويتزي تسعى إلى تدوين مرحلة الاستعمار العريضة ، الذي لا يُشكِّل تاريخ
جنوب أفريقيا سوى بعض فصولها ، فالوضعُ الجنوب أفريقي مُجرَّد شكل واحد لمرحلة
تاريخية واسعة ذات علاقة بالاستعمار .
لَم
ينتمِ كويتزي إلى أي حزب سياسي ، ولَم يُعلِن عن تَوَجُّه سياسي مُحدَّد ، مع أنه
أشارَ إلى السياسة في عمله . وقد كتب عن طفولته ومَاضيه ، ومشاهد العنف والقسوة
التي شاهدها في مجتمعه القائم على العنصرية والظلم والاضطهاد والتمييز حسب اللون
والعِرق .
مِن أبرز رواياته: في قلب البلاد ( 1977). في انتظار البرابرة ( 1980) . إليزابيث كوستيلو ( 2003). طفولة يسوع ( 2013) .