حَلِيبُ السَّبايا
يَغْسِلُ بَلاطَ الزَّنازين / والزُّهورُ البلاستيكِيَّةُ عَلى شَوَاهِدِ القُبورِ
النُّحَاسِيَّةِ / رَمَى النَّهْرُ تَوابيتَ العُشَّاقِ في حَاوِيَاتِ القُمامةِ/
وصَارَ رُومانسِيًّا في مُدُنِ المَلاريا/ نَزَعَ المَسَاءُ خَوَاتِمَ الخُطُوبَةِ
مِن أصابعِ القَتْلَى / ومَنَادِيلُ الوَدَاعِ مَنْسِيَّةٌ تَحْتَ بَساطيرِ
الجُنودِ عَلى رَصيفِ المِيناءِ /
الرَّاهِبَةُ المَشلولةُ مَصْلُوبةٌ عَلى بُرْجِ الكَنيسةِ / لَكِنَّ
الصَّليبَ يَتَأرْجَحُ بَيْنَ ثَدْيَيْهَا المَقْطُوعَيْن / اللذَيْنَ سَرَقَهُمَا
صُرَاخُ الثُّلُوجِ / لا صَلِيبَ سِوَى جِلْدِ النَّهْرِ / ومَزْهَرِيَّةُ غُرفةِ
الاعترافِ هِيَ الزِّنزانةُ الانفرادِيَّةُ / وَهَاجِسُ المرأةِ الغامضةِ
يُلاحِقُنِي في الغُروبِ / وطَيْفُ أُنوثةِ السَّنابلِ في السَّحَرِ صَارَ رَقْمًا
عَلى بَابِ زِنزانتي / وأرقامُ السُّجَنَاءِ أهَمُّ مِن أسمائهم / وسَوْفَ أخُونُ
رِئتي اليُمنى مَعَ اليُسرى/
العَنَاكِبُ الذهبيةُ في أوعيتي الدَّمويةِ
/ وحَبَّاتُ الكَرَزِ تَنمو في هَيْكَلي العَظْمِيِّ / أمشي في المساءِ إلى
البَحْرِ المقتولِ / بَيْنَ الحواجزِ العَسكرِيَّةِ وقَطَرَاتِ المطرِ/ أمشي إلى
كُرَيَاتِ دَمي التي تَفْصِلُ بَيْنَ صَفَّاراتِ الإنذارِ وجُثمانِ النَّهْرِ/
وأركضُ في سُجُونِ قَلْبي / وأعيشُ في زَنازينِ الرُّوحِ / لأكْتَشِفَ الحُزْنَ في
لَمَعَانِ عُيونِ الشَّركسياتِ /
يَبني
الأيتامُ القُصورَ الرَّمليةَ بَيْنَ دَقَّاتِ قَلْبي وَضَرَبَاتِ الفأسِ في جَسدِ
البَحْرِ / والأيتامُ يَعْرِفُونَ بَعْضَهُم / كما يَعْرِفُ النَّوْرَسُ الغريقُ
جِنْسِيَّةَ أعشابِ البَحْرِ / العَاشِقَانِ جَالِسَانِ في مَطْعَمِ الوَجَبَاتِ
السَّريعةِ / ولا يَعْرِفَانِ مَشَاعِرَ الدَّجاجِ عِندَ ذَبْحِهِ /
الأجفانُ
المَعْدِنِيَّةُ للنِّساءِ المَجروحاتِ عاطِفِيًّا / وَرَقَبَةُ النَّهْرِ تَحْتَ
المِقْصَلةِ / والطحالبُ الذهبيةُ تنمو في أظَافِرِهِ الصَّدِئَةِ / أكفانُ
الجَوَاري مِن فَرْوِ الثعالبِ/ والكِلابُ الضَّالَّةُ تَغسِلُ مَساميرَ النُّعوشِ
بِدَمِ الحَيْضِ / أعيشُ مُرَاهَقَتِي المُتَأخِّرَةَ بَيْنَ جُثَثِ النِّساءِ في
المقابرِ الجماعِيَّةِ / ودَمِي مُؤرِّخُ هِجرةِ الذُّبَابِ مِن خَشَبَةِ
المَسْرَحِ إلى خَشَبَةِ المَذبَحِ / مَساميرُ النُّعُوشِ في صُحونِ المطبخِ /