المايسترو مَشْلُولٌ
عَلى كُرْسِيٍّ مُتَحَرِّكٍ / والعَصَا مُلْقَاةٌ عَلى خَشَبَةِ المسرحِ أوْ
خَشَبَةِ الإعدامِ / أَكَلَ سَرَطَانُ الثَّدْيِ صَدْرَ الرَّاقصةِ / دَمْعِي
رَقصةُ الدِّيدانِ حَوْلَ نَعناعِ المقابرِ / ولا فَرْقَ بَيْنَ التُّفاحِ
والبُرتقالِ / كِلاهُمَا بِطَعْمِ الدَّمِ والانقلاباتِ العَسكريةِ / ولا فَرْقَ
بَيْنَ الكَرَزِ ونَصْلِ المِقْصَلةِ / كِلاهُما يَلْمَعُ في ليالي الخريفِ /
البَعيدِ عَن ثُقوبِ جِلْدي / القَريبِ مِن شَظَايا جُمْجُمتي /
قَمِيصُ نَوْمٍ مِنَ
الزَّرْنيخ / والتَّوابيتُ مَصْفُوفةٌ أمامَ مَرايا الخريفِ كالعُطُورِ
النِّسائيةِ / وأخشابُ غُرْفةِ النَّوْمِ تَصِيرُ نُعُوشًا للعَصافيرِ / وأخشابُ
مَطْبَخِ الدَّيْرِ تَصِيرُ صُلْبَانًا للرَّاهباتِ المَشْلُولاتِ / والسَّجَّادُ
الأحمرُ هُوَ فِرَاشُ المَوْتِ في غَاباتِ الرَّصاصِ الحَيِّ /
لا تَكْرَهُوا الرُّبَّانُ
أيُّها البَحَّارةُ / إنَّ السَّفينةَ تَغْرَقُ / لا تَكْرَهْ أُنوثةَ السَّنابلِ
يا رَصيفِ المِيناءِ / إنَّ البَحَّارةَ ماتوا قَبْلَ أن يُوَدِّعُوا
زَوْجَاتِهِم/ والبَحْرُ تاريخُ مَن لا تاريخَ لَهُ / والأمواجُ جِنْسِيَّةُ
فِئرانُ التَّجَارُبِ / ولا فَرْقَ بَيْنَ فِئرانِ التَّجَارُبِ وفِئرانِ
السَّفينةِ / إذا كانَ الرُّبَّانُ بِلا اسْمٍ ولا جِنْسِيَّةٍ /
الرِّيحُ تَنْحِتُ أسماءَ
الغُرباءِ عَلى شَواهدِ القُبورِ/ والزَّوبعةُ تَكتبُ وَصِيَّتَها عَلى عِظَامِ
الضَّحايا / فَمَتَى تَخْلَعِينَ ثِيابَ الحِدَادِ أيَّتُها الفَرَاشةُ ؟ / ضَاعَ
صَوْتُ الدُّموعِ في صَوْتِ المطَرِ / وكَسَرَ المطرُ النُّحاسِيُّ شَواهِدَ
القُبورِ البلاستيكِيَّةَ / والخُيُولُ الخشبيةُ تَركضُ في الشَّفَقِ الدَّامي /
في مُدُنِ المَلاريا /
صَفَّاراتُ الإنذارِ تَغتصِبُ الجُثَثَ المجهولةَ / والسَّياراتُ مُصَفَّحَةٌ ضِد
دُموعِ الأراملِ / ذَهَبَت النِّساءِ إلى فِرَاشِ المَوْتِ / وَبَقِيَ دَمُ
الحَيْضِ في آبارِ القُرى المَنْسِيَّةِ / وَبَقِيَتْ مَلاقِطُ الغَسِيلِ عَلى
حَبْلِ الغَسِيلِ /
القَنَّاصُ الأعمى يُطْلِقُ
الرَّصاصَ عَلى قِطَطِ الشَّوارعِ / والأكفانُ مَنثورةٌ في الشَّوارعِ تَحْتَ
المَطَرِ الأخضرِ / والمَطَرُ يَكْسِرُ شَوَاهِدَ القُبورِ كَحِجَارَةِ الدُّومينو
/ والمَوْجُ يَحْفِرُ وَجْهَ أُمِّهِ على أشجارِ المقابرِ / قُلْتُ للفَرَاشاتِ
العَمْياءِ / لا طَرِيقٌ لَنا سِوى الرِّيحِ العَجُوزِ / ولا أرشيفٌ لَنَا سِوى
عِظَامِ الأطفالِ / وماتَ كَلامي في طُرُقَاتِ المَرْفَأ اللازَوَرْدِيِّ /