حَيَاةُ المَشنوقِ
أطْوَلُ مِن حَياةِ الشَّانِقِ / فَلْيَكُن المَوْجُ حَبْلَ مِشْنَقتي كَي
أتَذَكَّرَ حَبْلَ الغسيلِ على سَطْحِ بَيْتِنا المهجورِ / وَشُطآنُ الغُروبِ
تَعيشُ مُرَاهَقَتَهَا المُتَأخِّرَةَ بَيْنَ حِبَالِ المشانقِ وحِبَالِ الغسيلِ /
تَنكسِرُ ضَفائرُ البُحَيرةِ تَحْتَ مَلاقِطِ الغسيلِ / كَمَا تَنكسِرُ أُنوثةُ
الرِّمالِ بَيْنَ صُحُونِ المطبخِ ومَلاقِطِ الحَوَاجِبِ / والعُشَّاقُ نَسُوا
الرَّسائلَ الغَرَامِيَّةَ بَيْنَ صَفَّاراتِ الإنذارِ والحواجزِ العسكريةِ/
والمطرُ كَسَرَ القِيثارةَ / وماتَ اللحْنُ تَحْتَ المطرِ / والزَّوابعُ تَبْحَثُ
عَن نَعْشِ المُغنِّي /
وُلِدْنا في
لَيْلِ الشِّتاءِ الدَّمَوِيِّ / لَكِنَّنا كِذبَةُ نَيْسَان / كَذَبْنا عَلى
جَدائلِ أُمَّهاتِنا / كَذَبْنا عَلى الحُبِّ / وَعَشِقْنا بَناتِ آوَى كَي
نُؤرِّخَ لأحلامِ الطُّفولةِ الضَّائعةِ / أثاثُ المَنَافي يُحَاصِرُ مَوْقَدَةَ
الخريفِ في لَيالي التَّطهيرِ العِرْقِيِّ/ وَالبَحْرُ يَغارُ عَلى البُحَيرةِ
مِن سَرَطَانِ الثَّدْيِ /
مَاتتْ
ظِلالي في الفَجْرِ الكاذبِ / لَكِنِّي أزرعُ نَعناعَ المقابرِ بَيْنَ الذِّكرياتِ
المُوحِشَةِ والأُنُوثةِ المُتَوَحِّشَةِ / وَضَعْنا الجثامينَ النُّحَاسِيَّةَ في
الأكياسِ البلاستيكِيَّةِ / وطَيْفُ الشَّركسياتِ يُلْهِمُني ويَذْبَحُني / ضَوْءُ
القَمَرِ يَنْسُجُ أكفاني بَيْنَ حَبَّاتِ الكَرَزِ وَحَبَّاتِ اليَاقُوتِ / لا
تاريخٌ لأشلائي سِوَى الرَّكْضِ في غَاباتِ القُوقازِ / ولا جُغرافيا لِدُموعي
سِوَى السُّقوطِ عَلى أجنحةِ الفَرَاشَاتِ /
كَسَرَ
عَصَا المايسترو حُزْنُ المساءِ/وطُبُولُ الحربِ تُقْرَعُ عَلى مَسْرَحِ
الدُّمى/لا يَقِينٌ سِوَى حَبْلِ المِشْنَقةِ الذي يَتَقَمَّصُ حَبْلَ الغسيلِ/ولا
شَكٌّ سِوَى خَشَبَةِ الإعدامِ التي تَتَقَمَّصُ خَشَبَةَ المَسْرَحِ/
تَلْمَعُ
أظافري النُّحَاسِيَّةُ في سَرَاديبِ مَحكمةِ التَّفتيشِ / كَمَا تَلْمَعُ أسنانُ
النِّساءِ في المقابرِ الجماعِيَّةِ / جُثماني مَنارةٌ عَلى شَاطئِ الوَدَاعِ /
تُرْشِدُ طُيُورَ البَحْرِ إلى بُكاءِ البَحْرِ / تَتَوَهَّجُ ضَفائرُ الرَّاهباتِ
في أدْيِرَةِ الثلجِ الأخضرِ / وَكُرَيَاتُ دَمِي تَتساقطُ كَحَبَّاتِ المطرِ في
الرِّمالِ المُتَحَرِّكَةِ /