سَقَطَ دَمُ العُشَّاقِ الأحمرُ في الشَّايِ
الأخضرِ/ وَمَاتَ الصَّدى في صَوْتِ الرَّصاصِ/ وَبَقِيَت الرَّسائلُ
الغرامِيَّةُ تَحْتَ أنقاضِ البُيُوتِ / لا تَاريخَ للجُثَثِ المجهولةِ سِوى
بُكاءِ الأشجارِ في غَابَةِ الصَّهيلِ / جُغرافيا البُحَيْرَاتِ هِيَ سِفْرُ
الخُرُوجِ مِن لَيْلَةِ الدُّخلةِ / لَكِنَّ المنبوذَ خَرَجَ وَلَمْ يَعُدْ /
خَطَفَ الأطفالُ البُوظَةَ مِن الثلاجةِ في
مَطْبَخِ البَيْتِ المهجورِ / والمَوْتُ خَطَفَ الأطفالَ مِن ثَلاجةِ المَوْتَى /
أشْرَبُ الشَّايَ في شِتاءِ التَّوابيتِ الدافِئِ / وأرى شَظايا جُمْجُمَتي في
قَعْرِ الكأسِ / كِبْرِيَاءُ امرأةٍ تَرى جُثَّتَهَا على الرَّصيفِ مَنْسِيَّةً/
وَأُنوثةُ السَّنابلِ ضَاعَتْ بَيْنَ أرقامِ جَدْوَلِ الضَّرْبِ / في دَفاترِ
الرِّياضياتِ للأيتامِ والسَّبايا والمُلوكِ المَخْلُوعِين/ والإعصارُ زَرَعَ
الحَاجِزَ العَسكرِيَّ بَيْنَ صَوْتِ النَّوْرَسِ وبُكاءِ البَحْرِ / وُلِدْنا في
زَمَنِ الشَّكِّ/ وَلا يَقِينٌ سِوى الانقلاباتِ العَسكرِيَّةِ / ولا أرشيفٌ
للضَّحايا سِوى النُّعوشِ الغاطِسَةِ في بَراميلِ النِّفْطِ /
أيُّها النَّسْرُ العَجُوزُ / خُذ المجدَ
والرُّومانسيةَ فَوْقَ تِلالِ الدَّمْعِ/ واترُك الخِيَامَ للأراملِ الشَّابَّاتِ
والرِّيحِ البَنفسجِيَّةِ / أيُّهَا المَوْجُ الكريستالِيُّ / ابْحَثْ عَن قَبْري
تَحْتَ شَجَرَةِ التُّوتِ / وَكُنْ دَليلًا سِيَاحِيًّا في المَقَابِرِ
الشَّمْعِيَّةِ / كَي تُرْشِدَ الدُّودَ إلى لَحْمِي / وَتَدُلَّ النَّوَارِسَ
عَلى عِظَامِي /
في بِلادِ الحُزْنِ والذِّئابِ العَاجِزَةِ
جِنْسِيًّا / النِّسَاءُ مَصْلُوباتٌ عَلى أعمدةِ الكَهْرَباءِ / وَالسَّنابلُ
تَبكي تَحْتَ أشجارِ البُرْتقالِ / لَكِنَّ الجماجمَ تَنْمُو عَلى الأغصانِ /
وَصَوْتُ الرَّصاصِ يَصْقُلُ شَظايا جُمْجُمتي في عِيدِ الدُّموعِ/ وَقُمْصَانُ
النَّوْمِ للأراملِ تَحْتَ بَساطيرِ الجُنودِ/ الذين عَادُوا مِنَ المعركةِ/ بِلا
أقواسِ نَصْرٍ ولا أوسمةٍ عَسكرِيَّةٍ /
تَتساقطُ أكفانُ العُشَّاقِ في الشَّايِ
الأخضرِ في المطاعِمِ المهجورةِ / وَمَساميرُ النُّعوشِ الصَّدِئَةُ تَذُوبُ في
عَصيرِ الليْمُونِ / كَي تَرتاحَ أعصابُ بَناتِ آوَى في مَملكةِ المَلاريا /
وَتَنكسِرُ أجنحةُ الجَرَادِ عَلى أكفاني البَيضاءِ / كَما تَنكسِرُ أحلامُ
الطُّفُولةِ في الفَجْرِ الكَاذِبِ /