سَرَطَانُ الثَّدْيِ لَمْ يَرْحَم
الرَّاقصاتِ / دُودُ المَقابرِ سَيَأكُلُ الصُّدورَ المُمْتَلِئَةَ / كِلابٌ
بُوليسِيَّةٌ بَيْنَ الثَّدْيَيْن / كُنَّا سَنُصْبِحُ رُومانسِيِّينَ لَوْ
سَمِعْنا رَنينَ دَمْعِ الرَّاهباتِ/في الأديرةِ الثَّلجيةِ بَيْنَ حِصارِ
بَيْرُوتَ وَحِصارِ ستالينغراد/ لَيْتَ الطريقَ بَيْنَ البَحْرِ والمقبرةِ أقصرُ
مِن حَبْلِ المِشْنقةِ / لَيْتَني حَبَّةُ كَرَزٍ بَيْنَ الاكتئابِ والوَسْوَاسِ
القَهْرِيِّ /
دَمُ النَّوارسِ يَحْمِي بَوَّابةَ المقبرةِ
مِنَ الصَّدأ / وأنا أُقَبِّلُ يَدَ أبي قَبْلَ إعْدَامِهِ / وأركضُ إلى البَحْرِ
النُّحَاسِيِّ / كَي أبكيَ مَعَ طُيورِ البَحْرِ التي هَاجَرَتْ مِن دَمِي/ أنا
الطِّفلُ اليَتيمُ/ أبيعُ العِلكةَ وَكُرَيَاتِ دَمي على إشاراتِ المُرورِ / وأنا
الدَّمْعُ المَنبوذُ في مُدُنِ الطاعونِ / أُدَافِعُ عَن شَرَفِ الكِلابِ
البُوليسِيَّةِ في الشَّوارعِ المُعَبَّدَةِ بأغشيةِ البَكَارَةِ /
وَالنَّخَّاسُونَ يَبيعُونُ جُلُودَ القِطَطِ المُشَرَّدَةِ / لِيَشْتَرُوا أحمرَ شِفَاهٍ للسَّبايا /
والنَّوارسُ المشلولةُ تَغسِلُ بَلاطَ السُّجُونِ بِدَمِ الحَيْضِ /
آتِيًا مِن مَوْسِمِ المَشَانِقِ كالتُّوتِ
البَرِّيِّ / ذَاهِبًا إلى مَوْسِمِ التَّزَاوُجِ كالحَشَرَاتِ البلاستيكِيَّةِ /
نَسِيَ العُشَّاقُ الرَّسائلَ الغرامِيَّةَ في صَوْتِ الرَّصاصِ/وأنا شَجَرَةُ
الكَرَزِ اليَتيمةُ بَيْنَ الرَّصَاصِ الحَيِّ والرَّصَاصِ المَطَّاطِيِّ / أركضُ
في طُرُقَاتِ الليلِ/ وأبكي كالرَّمْلِ وَحِيدًا / لِئَلا يَرى البَحْرُ دُمُوعي /
أنا الرُّومانسِيُّ العَاطِلُ عَن العَمَلِ
/ أبْحَثُ عَن دِمَاءِ آبائي بَيْنَ بَناتِ أفكاري وبَناتِ آوَى / جُثَّتي
مَجهولةُ الهُوِيَّة / والنَّوَارِسُ تَحترِقُ في الشَّفَقِ البَعيدِ فَوْقَ
غَابةِ النِّسَاءِ المُتَوَحِّشَاتِ / دَمُ الحَيْضِ للرَّاهباتِ هُوَ ثَلْجٌ عَلى
مِدْخَنةِ الدَّيْرِ / وَدَمِي الأخضرُ يَصُبُّ في الشَّايِ الأخضرِ كالنَّهْرِ
الأعمى/ وأحزاني مَنْبَعٌ بِلا مَصَبٍّ / واكتئابي انقلابٌ عَسكريٌّ ضِدَّ
حَبَّاتِ الكَرَزِ / وجَسدي تاريخٌ بِلا جُغرافيا / فَيَا أيَّتُهَا الأُمُّ التي
تَزِيدُ وَزْنَ طِفْلِهَا كَي يَأكُلَهُ الدُّودُ / إنَّ اللعبةَ انتَهَتْ /
نُهُودُ النِّساءِ المَقطوعةُ مَصْفُوفةٌ
كالتَّوابيتِ على رَصيفِ المِيناءِ / والمساءُ يَرْسُمُ الذُّعْرَ عَلى وُجوهِ
النِّساءِ / والفِئرانُ الكريستالِيَّةُ تأكُلُ خُدُودَهُنَّ / وأظافرُ
السُّجَناءِ تَلْمَعُ كَما يَلْمَعُ الحُزْنُ في عُيون النِّساءِ / وَجُثَثُ
العُشَّاقِ في الشَّوارعِ / والذِّكرياتُ في حُفَرِ المَجَاري /