ذِكْرَياتي طُيورٌ
كَاسِرَةٌ / لَكِنَّ قَلْبي مَكْسُورٌ / تَبيعُ اليَتيماتُ العِلكةَ في المحاكمِ
العَسكريةِ / ونَسِيَ الحَمَامُ الزَّاجِلُ الرَّسائلَ الغرامِيَّةَ عَلى نافذةِ
الزِّنزانةِ/ وصَارَ يَغسِلُ بَلاطَ الزِّنزانةِ بِحَلِيبِ السَّجِينَاتِ / قَبْري
بَيْتُ الوَحْشَةِ/ وَجَسَدي طَعَامُ الدُّودِ / فَخُذْ يا شَجَرَ الليلِ رَبطةَ
عُنُقي تَذكارًا للحُبِّ الضَّائعِ في الوَطَنِ الضَّائعِ / إنَّ قَمِيصَ
النَّوْمِ هُوَ فِرَاشُ المَوْتِ /
المَوْجُ
يَصنعُ التَّوابيتَ مِن الأثاثِ المُسْتَعْمَلِ في بَيْتِنا المهجورِ /
والقَنَّاصُ في المَنَارَةِ عِندَ شَاطِئِ الوَدَاعِ / يُرَاقِبُ طُيُورَ البَحْرِ
وَهِيَ تُحَلِّقُ فَوْقَ جُثَثِ النِّسَاءِ المُغتَصَبَاتِ/ أيَّتُهَا الصَّحراءُ
الباكيةُ / دُودُ المقابرِ سَيَأكُلُ ثَدْيَيْكِ اللذَيْنِ تَفتخِرِينَ بِهِمَا
تَحْتَ رَاياتِ القَراصنةِ ورَاياتِ القَبائلِ / وحِيطانُ السِّجْنِ تَتَبَوَّلُ
عَلى أجسادِ السُّجَنَاءِ / وسَوْفَ تَجْلِي السَّبايا صُحُونَ المطبخِ في لَيْلِ
الانقلاباتِ العَسكرِيَّةِ/ فَساتينُ السَّهرةِ تَحترِقُ كأجنحةِ الجَرَادِ في
الشَّتاءِ الدَّامِي/ ذَهَبَت العَرَائِسُ إلى الاحتضارِ الضَّوْئِيِّ /
والسَّائِلُ المَنَوِيُّ عَلى خَشَبِ الأثاثِ أوْ خَشَبِ النُّعوشِ / ذَهَبَت
الصَّبايا إلى المَوْتِ / وبَقِيَتْ مَلاقِطُ الغسيلِ عَلى حَبْلِ الغسيلِ /
وَبَقِيَتْ قُمْصَانُ النَّوْمِ عَلى فِرَاشِ المَوْتِ /
أخافُ أن
أنظُرَ في الشَّفَقِ / كُلَّمَا نَظَرْتُ في الشَّفَقِ رَأيْتُ وَجْهَكِ /
فَكَيْفَ أهْرُبُ مِن وَجْهَكِ وفي كُرَيَاتِ دَمِي شُطآنٌ وأعاصيرُ وحَوَاجِزُ
عَسكريةٌ ؟ / نَسِيَت الفَتَيَاتُ طِلاءَ الأظافرِ عَلى مَلاقِطِ الغسيلِ /
ورَحَلْنَ إلى مَحطةِ القِطَاراتِ في الغُروبِ / فيا أيُّها النَّهْرُ المشلولُ /
لماذا تَلْعَبُ بِمَشَاعِرِ البُحَيرةِ ؟ / أحلامُ الطُّفولةِ جَالِسَةٌ عَى
كُرْسِيٍّ مُتَحَرِّكٍ أمامَ مَوْقَدَةِ الخريفِ / والانطفاءُ هُوَ شَريعةُ
الذاكرةِ وشَرْعِيَّةُ الذِّكرياتِ / وسُورُ المقبرةِ يَكتبُ الأغاني الوَطنيةَ في
مَملكةِ القبائلِ المُتَنَاحِرَةِ /
أُولَدُ مِن
مَوْتِي / حِينَ تُصْبِحُ ضَفَائِرُكِ أيَّتُها الشَّركسيةُ حَبْلَ مِشْنَقتي /
أبدأُ مِن نِهَايتي / حِينَ تُصْبِحُ أزرارُ قَمِيصِكِ مَسَامِيرَ نَعْشِي /
أُضِيءُ مِن انطفائي / حِينَ تُصْبِحُ خُدُودُكِ شَاهِدَ قَبْري / وسَوْفَ أركضُ
إلى الضَّوْءِ في آخِرِ النَّفَقِ /