أغْلَقَت الزَّوابعُ
قَلْبي بالشَّمْعِ الأحمرِ/ فَافْتَحِي قَلْبي أيَّتُها الشَّركسيةُ بِلَمَعَانِ
عُيونِكِ/ واذْهَبِي إلى العَشَاءِ عَلى ضَوْءِ الشُّموعِ / مَعَ أعاصيرِ قَلْبِي
المكسورِ كَشَظَايَا اليَاقُوتِ / كُلَّمَا نَطَقْتُ اسْمَكِ أمامَ أشجارِ الغُروبِ
/ أحْسَسْتُ بِرَائحةِ اليَاسَمِينِ في خُيوطِ أكفاني /
وَضَعَ البَحْرُ اسْتِقَالَتَهُ عَلى
مَكْتَبِ الإعصارِ / وأنا المُهَاجِرُ مِن أظافري / الغريقُ في دَمْعِ البُرتقالِ
/ أبْحَثُ عَن شَظَايَا جُمْجُمَتِي في سُفُنِ القَرَاصِنَةِ / ورَمْلُ الشُّطآنِ
الحزينةِ يُوَقِّعُ عَلى قَرَارِ إعدامي/ سَنُدَافِعُ عَن حُقوقِ المَرْأةِ بَعْدَ
مَوْتِ المَرْأةِ / سَأكُونُ رُومَانسِيًّا بَعْدَ
مَوْتِ قَلْبي / ودَائِمًا يَصِلُ العُشَّاقُ إلى
حَبْلِ المِشْنَقةِ مُتَأخِّرِين / وَالقِطَارُ يَذهَبُ ولا يَعُودُ / والمحكومُ
بالإعدامِ يَتَذَكَّرُ جَدَائِلَ أُمِّهِ في الخريفِ البَعِيدِ / والبَحَّارةُ
الغَرْقَى يُنَادُونَ عَلى أُمَّهَاتِهِم تَحْتَ صَوْتِ المطرِ/ والحضارةُ
تَتساقطُ كأحجارِ الشِّطْرَنجِ في مُدُنِ الطاعون/ بَيْنَ صَفِيرِ القِطَارَاتِ
وصَفَّاراتِ الإنذارِ /
في مُدُنِ الوَهْمِ / أشلاءُ النِّساءِ
عِندَ نِقَاطِ التَّفتيشِ العَسْكَرِيَّةِ / والأيتامُ يَنتظرونَ استلامَ
جَثَامِينِ آبَائِهِم عِندَ الحواجزِ العسكريةِ/ مُدُنٌ للكُوليرا وصَوْتِ
الرَّصاصِ وصَوْتِ المطرِ / والطحالبُ الذهبيةُ تُضِيءُ هَيْكَلي العَظْمِيَّ/
وَنَسِيَ الغُبارُ جُثَّةَ الجُنديِّ في أرضِ المعركةِ / لكنَّ الأوسمةَ العسكريةَ
تُزَيِّنُ أشلاءَهُ المُتَطَايِرَةَ/ والإعصارُ أجبرَ الرِّمَالَ المُتَحَرِّكَةَ
عَلى تَقديمِ استقالتها للصَّحراءِ / والصحراءُ تَنْبُتُ بَيْنَ قَطَرَاتِ دَمِي
وقَطَرَاتِ المَطَرِ / والسَّنابلُ تَخْرُجُ مِن شُقُوقِ قَلْبي المكسورِ /
أيُّها النَّسْرُ العَجُوزُ الذي يَعِيشُ
مُرَاهَقَتَهُ المُتَأخِّرَةَ بَيْنَ شَوَاهِدِ القُبُورِ / لَقَدْ ضَاعَ
سَرَطَانُ الثَّدْيِ بَيْنَ مَلاقِطِ الغَسِيلِ ومَلاقِطِ الحَوَاجِبِ / وأشجارُ
الخريفِ نَسِيَتْ حَبْلَ الغسيلِ عَلى سُورِ المقبرةِ / وحَفَّارُ القُبورِ لَمْ
يُفَرِّقْ بَيْنَ رَبطةِ العُنُقِ وحَبْلِ المِشْنَقةِ / فَكُنْ وَسيمًا أيُّها
السَّرابِ كَشَجَرِ المقابرِ / كَي تَقْبَلَكَ الصَّحراءُ زَوْجًا وجَلَّادًا في
مَوْسِمِ الخِيَانَةِ الأُرْجُوَانِيَّةِ /