وُلد الروائي الياباني
البريطاني كازو إيشيغورو ( 1954_ ...) في نجازاكي باليابان، وانتقلت أسرته
للعيش في إنجلترا عام 1960، حتى
يعمل والده في قطاع البترول في البحر الشمالي . وذهب لمدرسة ستوتون الابتدائية ،
ثم مدرسة النحو لمقاطعة ووكنج في سوراي
.
وبعد الانتهاء من الدراسة قام بالسفر إلى أمريكا وكندا . وفي عام 1974، بدأ الدراسة في جامعة كنت، وتخرج عام
1978 بعد الحصول على الليسانس في اللغة الإنجليزية والفلسفة .
وبعد قضاء عام في كتابة الأدب أكمل دراسته
في جامعة إيست
أنجليا ، حيث حصل على
درجة الماجستير في الفنون في الكتابة الإبداعية عام 1980 . وحصل على الجنسية
البريطانية عام 1982.
يُعَدُّ واحدًا من أشهر مؤلفي الأدب
المعاصرين في العالَم المتحدِّث بالإنجليزية، وحصل على أربعة ترشيحات لجائزة بوكر
الأدبية، ونالها عام
1989 عن روايته " بقايا النهار " .
وفي عام 2008، صَنَّفت صحيفة التايمز
إيشيغورو في المرتبة الثانية والثلاثين ضمن قائمتها لأعظم خمسين مؤلفًا من عام
1945 .
وفي عام 2017، تَمَّ منحه جائزة نوبل للآداب
. وقالت لجنة الجائزة : (( إن الكاتب إيشيغورو كشف في
رواياته المشحونة بالعواطف ، عن الهاوية الكامنة تحت شعورنا الوهمي بالتواصل مع
العالَم )) .
اشْتُهِر الكاتب البريطاني بروايته
"بقايا النهار"، التي تحوَّلت فيما بعد لفيلم سينمائي ناجح من بطولة
أنتوني هوبكنز وإيما تومسون.
اهتمَّ إيشيغورو بالماضي والذكريات ، كما
تناول موضوع الخيال العلمي والأفكار المستقبلية .
روايته " لا تدعني أرحل " ، تحمل
صفات الخيال العلمي ، والنغمة المستقبلية ، لكن أحداثها تدور في الثمانينيات
والتسعينيات.
وروايته " مَن لا عزاء لهم " تدور
أحداثها في مدينة لَم يُذكَر اسمها . و" بقايا النهار " تدور في منزل
كبير في القرية ، يَملكه لورد إنجليزي في الفترة المحيطة بالحرب العالمية الثانية
. و" فنان من العالَم الطافي " تدور أحداثها في مدينة يابانية خلال فترة
إعادة الإعمار ، بعد استسلام اليابان عام 1945 .
ويكون فيها الروائي ( الشخصية المركزية في
الرواية ) مُجْبَرًا على الاتفاق مع دوره في الحرب العالمية الثانية ، ويجد نفسه
في موضع الملامة مِن قِبَل الجيل الجديد ، الذي يَتَّهمه بِكَونه جزءًا من السياسة
اليابانية الخارجية ، ومُجْبَرًا على مواجهة تقاليد وعادات العالَم الحديث
الممثَّل في حفيده .
كُتبت الرواية باستخدام ضمير المتكلِّم ،
ويُعبِّر الراوي عن فشله . وتقنية إيشيغورو تسمح للشخصيات بالكشف عن فشلها ضِمْنًا
خلال السرد . والقارئ يتعاطف مع الراوي مع معرفة أخطائه .
ودائمًا تنتهي رويات إيشيغورو دون حل
الصراع. والقضايا التي تواجهها شخصياته تُدفَن في الماضي ، وتظل بلا حلول ولا
إجابات شافية .
وبالتالي دائمًا تنتهي الروايات بنبرة من
الإذعان الحزين . وتَقبل شخصياته الماضي ، وكيف صاروا ، ويكتشفون أن هذا الإدراك
يُسبِّب الراحة ونهاية العذاب النفسي .