وُلد الروائي الأمريكي
فيليب روث ميلتون ( 1933_ 2018 ) في نيوجيرسي في أمريكا ، وهو الابن الثاني لعائلة
يهودية هاجرت إلى أمريكا من منطقة غاليتسيا في أوكرانيا .
تلقى روث تعليمه في مدارس نيويورك العامة ،
وحصل على درجة البكالوريوس من جامعة باكنيل، وعلى الماجستير من جامعة شيكاغو ،
ولَم يُكمِل دراسته لنيل درجة الدكتوراة . عمل بتدريس اللغة الإنجليزية ، ثم قام
لاحقًا بتدريس الكتابة الإبداعية في جامعتَي أيوا وبرنستون ، وتقاعد من مهنة
التدريس في عام 1992 ، ليتفرَّغ نهائيًّا للكتابة . اشْتُهِر معَ بدايات عام 1959
عندما كتب رواية " وداعًا كولومبوس " . وهي صورة عن الحياة اليهودية
الأمريكية ، والتي حصل بسببها على الجائزة الأمريكية القومية للكتاب والرواية .
كما حصل على الميدالية الذهبية للرواية عام 2001،وهي أعلى تكريم أدبي تمنحه
الأكاديمية الأمريكية للفنون والآداب.
يُعتبَر روث أهم كاتب في الولايات المتحدة
في جيله ، فقد حصل مرتين على جائزة الكتاب الوطني ، ومرتين على جائزة النُّقاد
الوطنية للكتاب، وثلاث مرات على جائزة " قلم فوكنر " ، كما حصل على
جائزة بوليتزر عام 1997 . وفاز بجائزة " أمير أستورياس " عام 2012 .
وكان اسم " فيليب روث " يتردد
دائمًا للحصول على جائزة نوبل للآداب، إلا أنه لَم يحصل عليها . وهو ينتمي إلى ما
يُسمَّى بالمدرسة اليهودية للرواية الأمريكية .
يرى بعض النقاد أن أعمال روث تعكس حالات
الهلع والمخاوف والهواجس، ومظاهر البؤس والشقاء التي تعاني منها مجتمعاتنا الحالية
. وكانت لجنة التحكيم لجائزة أمير أستورياس قد أشادت بـِ " كتابته السلسة
والرفيعة ، وبشخصيات رواياته وأحداثها وحبكتها التي تُشكِّل رؤية شاملة للواقع
المعاصر الذي يتخبَّط في صراع دائم بين العقلانية والعواطف ".
كما نوَّهت اللجنة بـِ " مستواه الأدبي
ونظرته العميقة للواقع المعاش، هذه النظرة التي تقف حَيْرى بين ما هو عقلاني
وعاطفي حيال الاضطرابات التي تُميِّز الأزمنة الحاضرة " .
مِن أعمال روث المبكِّرة " وداعًا
كولومبوس " . وهو كتاب يتضمن عِدَّة قصص حول حياة اليهود في الولايات المتحدة
الأمريكية، حقَّق به الكاتب نجاحًا أدبيًّا كبيرًا، ثم جاءت كُتبه الأخرى مِثل :
" الهروب " ( 1962)، الذي يُعالج فيه إشكالية احتضار شاب يهودي يتصارع
أو يتأرجح بين العقل والعاطفة، ثم روايته الشهيرة " شكوى برتنوي " التي
تحوَّلت إلى فيلم عام 1972 .
ومِن أعمال الروائية المهمة : "
الحيوان المُحتضر " . وتبدو هذه الرواية كأنها سيرة ذاتية يرويها رَجل في
السبعين من عُمره، يغوص بذاكرته في صلاته وعلاقاته بالنساء اللواتي مَرَرْنَ بِه
في حياته . وتُعالج هذه الرواية إشكالية الجسد والجنس في حياة الإنسان المعاصر .
وعلى الرغم من وضع الكاتب كلمة "الحيوان " في عنوان كتابه، إلا أنه لا
تتم الإشارة البَتَّة إلى أي حيوان داخل الرواية . وقد يكون ذلك رمزًا خفيًّا للشهوة
الحيوانية والغريزة الفوضوية لدى شخوص الرواية .
امتاز روث بغزارة إنتاجه الأدبي، فقد ترك أكثر
من ثلاثين كتابًا مُتَنَوِّعًا بين الرواية والقصة القصيرة والمقالة.
غلبت على أدب روث ملامح سوداوية ، وسيطرت
على كتاباته نزعة تشاؤمية . وقد عالج في كتاباته القضايا الوجودية والمسائل
الجنسية، وغاص في تفاصيل المجتمع ، وأسرار النفس البشرية.
وقد قال روث في إحدى المقابلات الصحفية : (( إن خلق سيرة مُزيَّفة، وتاريخ مُزيَّف، وتلفيق وجود نصف خيالي خارج دراما حياتي ، هو حياتي . لا بُد من وجود متعة في هذه الحياة . وهذه هي متعتي )) .